قطر - جريدة
الراية-
الثلاثاء 08 ربيع الأول 1433 الموافق 31 يناير2012
مطلوب حلول علمية
وعملية للحوادث المرورية
خلال ندوة معايير
الأمن والسلامة للطرق الطويلة .. الخرجي:
العميد المالكي: قطر حريصة على توفير معايير السلامة على الطرق الطويلة
دكتور عباس أبو شامة: الطرق التقليدية لإدارة المرور لم تعد صالحة
كتب: نشأت أمين
برعاية سعادة الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني وزير الدولة للشؤون الداخلية
انطلقت أمس فعاليات الندوة العلمية "معايير الأمن والسلامة للطرق الطويلة" والتي
تنظمها جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، بالتعاون مع اللجنة الوطنية للسلامة
المرورية في قطر خلال الفترة من 30 يناير الجاري وحتى 1 فبراير القادم بفندق
رينيسانس الدوحة سيتي سنتر.
حضر افتتاح الندوة العميد محمد سعد الخرجي مدير إدارة المرور، والعميد محمد عبد
الله المالكي أمين سر اللجنة الوطنية للسلامة المرورية، ومن جامعة نايف الفريق
دكتور عباس أبو شامة عبد المحمود رئيس قسم العلوم الشرطية والأستاذ دكتور أحسن
مبارك طالب عميد مركز الدراسات والبحوث بالجامعة وعدد من مديري الإدارات بوزارة
الداخلية القطرية.
وتأتي الندوة في إطار تعزيز التوصل إلى معلومات ومعارف علمية وعملية حديثة تسهم
بفاعلية في درء أخطاء الحوادث المرورية وحماية أفراد المجتمع من الحوادث المرورية
وتبعاتها الصحية.
ويشارك في أعمال الندوة ممثلون من إدارات المرور والهندسة المرورية ومن الأجهزة
الأمنية المعنية بموضوع الندوة والجامعات ومراكز الأبحاث في عدد من الدول العربية.
وتهدف الندوة إلى دعم المعارف في مجال مواصفات الأمن والسلامة للطرق الطويلة، وبيان
مواصفات الأمن والسلامة لهذه الطرق، والمفهوم والمواصفات الدولية للطرق السريعة
والطرق الوطنية الطويلة، وانعكاسات عدم توافر الأمن والسلامة في هذه الطرق،
والاستفادة من التجارب العربية والعالمية لمواصفات الأمن والسلامة وتطبيقاتها في
الطرق الطويلة.
وتتضمن الندوة عددا من المحاور العلمية المهمة منها (مدى فعالية نظام ساهر في الطرق
الطويلة.. تجربة المملكة العربية السعودية) و(المعايير الدولية في المرور في الطرق
الطويلة)، و(القواعد الجغرافية للطرق السريعة، ودور نظم المعلومات الجغرافية في حسن
إدارة المرور في الطرق الطويلة)، و(دراسة إحصائيات حوادث المرور في الطرق الطويلة
مقارنة مع الطرق الأخرى)، و(التقنيات الحديثة المستعملة في الطرق الحديثة)، و(طرق
وسبل الوقاية من حوادث المرور في الطرق الطويلة) وغيرها من الموضوعات ذات الصلة.
وقد بدأت فعاليات الندوة بجلسة افتتاحية تحدث فيها العميد محمد سعد الخرجى حيث رحب
فيها بالحضور مؤكدا على أهمية انعقاد الندوة في هذا التوقيت الذي يستدعي ضرورة
إيجاد الحلول العلمية والعملية للحوادث المرورية، ومنها موضوع السلامة المرورية في
ظل تصاعد أرقام حوادث المرور في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، متمنيا من
المشاركين في الندوة الخروج بتوصيات تساهم في الحد من الحوادث المرورية التي ترهق
جميع الدول خاصة الدول الخليجية، وإن كانت قطر قد شهدت في عام 2011 انخفاضا ملحوظا
في عدد الوفيات نتيجة حوادث الطرق والتي سجلت 205 حالات وفاة وهذا العدد يعد أقل
معدل وفيات يمكن أن تصل إليه دولة، وإن كنا نعمل على خفض هذه النسبة أكثر من ذلك،
متمنيا أن يتفاعل جميع المشاركين في الندوة لإثرائها حتى نتمكن من وضع أعلى
المعايير التي تحقق وتوفر للمواطن العربي الأمن والسلامة على الطرق.
عمق
في حين أكد العميد محمد عبد الله المالكي على عمق التعاون والشراكة بين جامعة نايف
العربية للعلوم الأمنية واللجنة الوطنية للسلامة المرورية في مختلف الموضوعات
والقضايا المتعلقة بالجانب المروري، مشيرا إلى أهمية هذه الندوة كونها تساهم في
البحث عن مسببات الحوادث المرورية وإيجاد الحلول العلمية لها نظرا لما تسببه من
خسائر مادية وبشرية، وتأثيرات اقتصادية على موارد الدول في ظل افتقار الكثير من
نظريات علم المرور المعاصر إلى الخصوصية في تخطيط وإدارة الطرق الطويلة.
وأوضح أن استضافة قطر لهذه الندوة يعكس حرصها على التوصل إلى معايير للأمن والسلامة
للطرق الطويلة بهدف الحد من الحوادث المرورية، متمنيا أن تحقق الندوة أهدافها في
مجال أمن وسلامة الطرق بصفة عامة والطرق الطويلة بصفة خاصة ومضاعفة الجهود لتوفر
الأمن والسلامة على الطريق كافة .
سياق
أما الدكتور أحسن مبارك طالب فأشار إلى أن انعقاد الندوة يأتي في سياق اهتمام جامعة
نايف بمختلف القضايا الأمنية في الدول العربية خاصة الحوادث المرورية التي أصبحت
تؤرق مجتمعاتنا العربية لما تخلفه من عواقب وخيمة على الأفراد وبخاصة شريحة الأطفال
والشباب الذين هم عماد المستقبل، متمنيا أن تشكل المحاضرات المقدمة من قبل نخبة
متميزة من أصحاب الاختصاص إضافة متميزة إلى الجهود المبذولة في هذا المجال.
وقال الفريق دكتور عباس محمود أبو شامة إن إدارة حركة المرور العادية أصبحت تشكل
هاجسا للمسؤولين عن السلامة والأمن في الطرق في الوقت الحاضر حيث تتعبد الطرق وتتسع
لمسافات طويلة مع الإغراء الذي لا يقاوم لدى البعض في زيادة السرعة مع الاعتقاد
الخاطئ بأن لا مفاجآت متوقعة في الطرق الطويلة كما هو الحال في الطرق القصيرة.
وأضاف: إن الطرق التقليدية والأطر القديمة لإدارة المرور لم تعد صالحة لمعالجة
قضايا المرور المعاصرة لأنها تخاطب حوادث وأرقاما تختلف عن تلك التي في عصرنا
الحالي في زمن تتصاعد فيه أرقام حوادث المرور كما وكيفا مع التنمية المتسارعة، وكل
عام جديد تعكس الإحصائيات المرورية أرقاماً مذهلة في العدد الكلى للحوادث ثم عدد
الوفيات والإصابات وما يصاحب ذلك من خسائر بشرية ومادية وتأثيرات اقتصادية على
موارد الدولة.
أهداف
وأشار إلى أن من أهداف عقد هذه الندوة العلمية التزود بالمعارف الضرورية في مجال
مواصفات الأمن والسلامة المرورية للطرق الطويلة، ثم بيان تلك المواصفات ثم التعرف
على المفهوم والمواصفات الدولية للطرق السريعة وانعكاسات عدم توفر الأمن والسلامة
في تلك الطرق، ثم التعرف على نماذج عربية وعالمية في تطبيق مواصفات الأمن والسلامة
في الطرق الطويلة.
ثم بدأت فعاليات الجلسة الأولى للندوة والتي ترأسها العميد محمد عبد الله المالكي
وتناولت المفهوم والمواصفات الدولية للطرق السريعة والمزدوجة، وطرق وسبل الوقاية من
حوادث المرور في الطرق الطويلة، حيث ألقى العقيد دكتور محمد سليمان بن منيع ورقة
عمل بعنوان (المفهوم والمواصفات الدولية للطرق السريعة والمزدوجة) والذي أكد فيها
على أن نجاح عملية النقل عبر الطرق البرية يعتمد اعتمادا كبيرا على تضافر جهود كافة
الجهات المعنية لتحقيق التكامل بين منظومة عناصر العلاقة المرورية ورفع مستوى تشغيل
شبكة الطرق بأعلى معدلات للسلامة المرورية وبأقل مستوى تلوث بيئي، حيث أن الإدارات
المرورية تعني استغلال كافة الموارد البشرية والمادية المتاحة وتطبيق القوانين
وتنفيذ العمليات المرورية على الطريق بهدف تحقيق حركة آمنة لمستخدمي الطريق.
مصطلحات
وأوضح أن المجال المروري يتطلب من كل العاملين فيه الإلمام ببعض المصطلحات
والمفاهيم ذات العلاقة بالتشغيل المروري لإيجاد لغة وفهم مشترك بينهم ومن هذه
المصطلحات السرعة التصميمية، سرعة الجريان، سعة الطريق، مستوى الخدمة، مسافة الرؤية
للتجاوز، مقاومة الحركة، وغيرها من المصطلحات المهمة.
ثم ألقى الدكتور أحسن مبارك طالب ورقة عمل بعنوان (طرق وسبل الوقاية من حوادث
المرور في الطرق الطويلة) والذي أكد فيها على أن الحوادث المرورية في العالم العربي
تشكل إحدى أكبر المعضلات الاجتماعية التي تعيشها المجتمعات العربية، حيث تشكل السبب
الثالث للوفيات بها وان الحوادث المرورية من حيث فداحتها وارتفاع معدلاتها في
المجتمعات العربية هي في واقع الأمر انعكاسا لسلوك أفراد المجتمع نفسه حيث يمثل
الالتزام من عدمه بقواعد المرور وبالنظام والقانون ككل جوهر مشكلة الحوادث المرورية
في العالم العربي.
وأشار إلى أن الوقاية من الحوادث المرورية لابد أن تشمل كل أضلاع مثلث عوامل
الحوادث المرورية وهي السائق، المركبة، الطريق وذلك بهدف تخفيض الوفيات الناتجة عن
الحوادث المرورية، وتخفيض الإصابات الناتجة عن الحوادث، وتحقيق السلامة المرورية
والجودة في النظام المروري.
تقنيات
أما الجلسة الثانية فقد ترأسها اللواء دكتور أحمد عبد الله السعيد وتناولت ورقتي
عمل الأولى بعنوان (إحصائيات حوادث المرور في الطرق الطويلة مقارنة مع الطرق
الأخرى) والثانية بعنوان (التقنيات الحديثة المستعملة في الطرق الحديثة) وألقى
الأولى العقيد دكتور علي ضبيان الرشيدي والذي أوصى فيها بأهمية التركيز على الطرق
الطويلة حيث أظهرت النتائج أن معظم الوفيات تحدث على الطرق الطويلة، وإيجاد وسائل
الضبط الالكتروني على الطرق الطويلة للحد من النتائج السلبية للحوادث المرورية، مع
ضرورة القيام بحملات مرورية دورية مركزة على الحوادث التي تقع بسبب التوقف غير
النظامي والدوران غير النظامي والتجاوز غير النظامي للحد من تزايدها المستمر مع
الزمن، وضرورة إيجاد مكتب تنسيقي تكاملي بين الجهات المعنية بالسلامة المرورية.
أما الورقة الثانية فألقاها العميد عبد الرحمن بن عبد الله المقبل والتي أوصى فيها
بضرورة استخدام التقنيات الحديثة في تطوير الأداء الأمني والمروري، وضرورة وضع
مواصفات للمشروع تشتمل على أهم متطلبات المشروع، مع أهمية توافق التشغيل مع متطلبات
السلامة، والحد من التدخل البشري بقدر الإمكان في دور المخالفات، إضافة إلى أهمية
تحديث التقنيات وتطويرها من خلال إشراك القطاع الخاص المتخصص لضمان الجودة وسرعة
التفاعل في التطور.