جريدة الشرق الاثنين ٢٧
فبراير ٢٠١٢
حصل
على الدكتوراه فى الإدارة الاستراتيجية بتقدير امتياز..
د. محمد الكبيسي: معظم المؤسسات الخيرية تفتقر إلى خطط استراتيجية شاملة
استخدام الأساليب الحديثة اورث العمل بالهلال الاحمر قوة ورؤساء الموظفين لديهم
إمكانيات ووعي
تطبيق الإدارة الاستراتيجية في المؤسسات الخيرية مطلب مهم وضروري لحياة المؤسسة
الخيرية
الدوحة-الشرق:
حصل الباحث القطرى الدكتور محمد بن خليفة الكبيسى رئيس المكتب الفنى بالامانة
العامة للاوقاف بوزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية على شهادة الدكتوراه فى الادارة
الاستراتيجية بتقدير امتياز التى كانت بعنوان بعنوان " الادارة الاستراتيجية فى
مؤسسات العمل الخيرى بدولة قطر.. جمعية الهلال الاحمر القطرى نموذجا"
وقال د.الكبيسى ان التخطيط سمة من سمات الحياة المعاصرة التى تعقدت فى كافة
جوانبها، واصبح لزاما على كل دولة او مؤسسة تسعى الى مستقبل افضل ان تضع التخطيط
الممنهج لها تسير على هديه وتستفيد منه. وقد اصبح العالم اشد حاجة للتخطيط وادارة
هذا التخطيط استراتيجيا خاصة بعد ان تعقدت وسائط معيشته، وتشابكت وسائله، وتشعبت
جوانبه، وتعددت امكاناته.
وينسحب ذلك على التخطيط فى ميادين مؤسسات العمل الخيرى خاصة لما نلمسه من الدور
المتنامى لهذه المؤسسات وما تضيفه فى ساحة العمل الاجتماعى والانساني، بصفته العنصر
الاساسى والفعال فى عمليات التقدم والتنمية وزيادة كفاءة وفعالية الافراد.
وتعد الادارة الاستراتيجية هى الاداة الادارية الانسب التى يجب ان تستخدمها
المؤسسات من اجل الوصول لرؤيتها والعيش من خلال رسالتها الحقيقية وذلك من خلال
تركيز طاقاتها والتأكد من ان جميع العاملين فيها يسيرون فى اتجاه نفس الاهداف التى
تبنتها المؤسسة، اضافة الى تقويم وتعديل اتجاه المؤسسة استجابة للتغيرات البيئية.
ومن هذا المنطلق يؤكد الباحث الدكتور محمد الكبيسي، دور الادارة الاستراتيجية فى
تحقيق نجاحات المؤسسات المختلفة خاصة فى مؤسسات قطاع العمل الانسانى والخيري.
ويقول الباحث " اننا كثيراً ما نسمع او نقرأ عن مصطلح او كلمة "الاستراتيجية" التى
اصبحت تتردد كثيرا فى الكتابات المختلفة وتتردد على ألسنة بعض المتحدثين فى البرامج
الاعلامية وتستخدمه بعض وسائل الاعلام المقروءة، مما يجعلنا نتساءل عن موقع هذا
المصطلح فى واقعنا المعاصر، وهل الاستراتيجية اداة فعالة تستحق ان نلتزم بها
بالضرورة فى مؤسساتنا الوطنية وخاصة مؤسسات العمل الخيري؟ وما مدى ارتباط الادارة
الاستراتيجية بكفاءة الاداء المؤسسي؟ واخيرا هل يساهم وجود الادارة الاستراتيجية فى
زيادة العوائد وتحسين الصورة الذهنية للمؤسسات؟
وللاجابة على كافة هذه الاسئلة المطروحة وتلك التى يمكن ان تخطر على الاذهان نجد ان
مفهوم او عملية الادارة الاستراتيجية تطبق ولا يزال تطبق بشكل اساسى فى معظم بلدان
العالم المتقدم، فتأخذ هذه الدول بالادارة الاستراتيجية عامة، والتخطيط الاستراتيجى
خاصة فى كل شئونها، وقد اخذت الشركات الصناعية، والمنظمات غير الربحية والمؤسسات
على تنوع اشكالها واحجامها فى الدول المتقدمة بالادارة الاستراتيجية، حيث اكدت
دراسات عديدة اجريت على شركات ومنظمات اعمال امريكية واوروبية" ان الشركات
والمنظمات التى اعتمدت مفهوم الادارة الاستراتيجية فى ادارتها لمنشآتها ساهم ذلك
بشكل ملحوظ فى نجاحها ونموها المستمر.
*المؤسسات الخيرية
لذا يعتقد الباحث" ان الادارة الاستراتيجية اذا ما طبقت من خلال مؤسساتنا لاسيما
المؤسسات الخيرية فانها حتماً ستساعد كثيرا فى الهام كوادرها لتحقيق اقصى مستويات
النجاح، وستساهم فى توحيد الجهود وتكثيفها لتحقيق اولويات هذه المؤسسات فى
مجتمعاتها.
كما ان التخطيط الاستراتيجى السليم السبيل الامثل، والوسيلة الناجعة، وضرورة حتمية
لمواكبة المتغيرات ومواجهة التحديات سواء الحالية ام المستقبلية،والتفاعل بالشكل
المناسب مع الظروف المحيطة المتغيرة وذلك عن طريق دراسة الواقع والمتغيرات المتنوعة
ووصولا لفهم الواقع بما يساعد فى تحديد الاستراتيجيات المناسبة مع الاحداث وفق
المتغيرات البيئية المحلية والدولية المتسارعة فى مجالات الحياة المختلفة. ويؤكد
الباحث ان التخطيط الاستراتيجى لن يجعل المؤسسات الخيرية بمنأى عن اية تحديات او
تقلبات بصورة مطلقة، لكن ممارسة الادارة الاستراتيجية فى مؤسساتنا الخيرية سيساعد
فى التحكم بهذه التهديدات بل وتحويلها فى احيان كثيرة الى فرص قد تساهم فى زيادة
الحصة السوقية للمؤسسة او زيادة ايراداتها.
ومن هذا المنطلق حاول الباحث فى اطروحته الوصول الى التأكيد على اهمية ممارسة
الادارة الاستراتيجية فى مؤسسات العمل الخيرى من خلال توضيح آثار ونتائج هذه
الممارسة على نجاحات المؤسسات الخيرية، فى تحسين كفاءة الاداء مما يؤثر فى زيادة
عوائدها وزيادة المحسنين والمتبرعين لها. من اجل ذلك قام الباحث فى اطروحته بعرض
نظريات وخصائص الادارة الاستراتيجية ومراحلها ومقوماتها، ومن ثم استعرض واقع
التخطيط والادارة الاستراتيجية بشكل عام، ومن ثم التعمق فى هذه الاطروحة وصولا
للنموذج المتبنى فى هذه الاطروحة وهو (تطبيقات الادارة الاستراتيجية بجمعية الهلال
الاحمر القطرى)، حتى وصل الى معالجة مشاكل هذه الاطروحة ووضع بين ايادى الباحثين
والمهتمين واهل الاختصاص اهم النتائج والتوصيات فى نهاية الامر.
*الهلال الاحمر
ويرجع الباحث سبب اختياره نموذج جمعية الهلال الاحمر القطرى قائلا، بانها صاحبة
انضج تجربة فى الادارة الاستراتيجية بين جمعيات العمل الخيرى بدولة قطر حيث للاسف
تفتقد معظم المؤسسات الخيرية القطرية خططا استراتيجية شاملة، او انها فى مرحلة
الاعداد والتجريب، ماعدا جمعية الهلال الاحمر القطري، وكذلك فان البعد العالمى
للهلال الاحمر القطرى اسهم فى تمكين الجمعية من اعداد خطتها الاستراتيجية لكى
تتواكب انشطتها وبرامجها وخدماتها مع المعايير العالمية الانسانية.
ويسعى الهلال الاحمر انطلاقاً من استراتيجية هادفة بدأت عام 1999 الى تحقيق وبلوغ
ثمانى اولويات تتحد نحو هدف اساسي، هو تحسين حياة الضعفاء بتفعيل الطاقات الانسانية
فى قطر وخارجها.
* فروق كبيرة
ومن بين هذه النتائج التوصل الى ان هناك فروقا كبيرة بين استخدام الادارة التقليدية
والادارة الاستراتيجية لصالح الادارة الاستراتيجية حيث انها تعتبر استشرافا
للمستقبل وان الهلال الاحمر القطرى من خلال تطبيقه للادارة الاستراتيجية يمكنه ان
يعيد الهيكلة التنظيمية الداخلية والخارجية كما انه يستطيع ان يحدد بدائل
استراتيجية اخرى تمكنه من اتخاذ القرارات التى بدورها تسهم فى تحقيق النتائج
المتوقعة
كما اسفرت نتائج البحث فيما يتعلق بسياسات العمل من خلال استخدام الادارة
الاستراتيجية ان المديرين قادرون على اتخاذ القرارات الصائبة وان استخدام الاساليب
الحديثة اورث العمل بالهلال الاحمر قوة ورؤساء الموظفين لديهم امكانات ووعى بما
تمليه ابجديات استخدام الادارة الاستراتيجية وان نجاح الهلال الاحمر تبلور بعد
تنفيذ الاستراتيجية فى الادارة حيث تم تنفيذ عناصرها بكفاءة بحيث ان سياساته اصبحت
واضحة ومرنة وان تحقيق الاهداف اصبح اهم خطوات الادارة فى استراتيجيتها.
واشار الى ارتفاع رضا العاملين فى هذه الجمعيات وتحقيق وضوح الرؤية المالية
والمستقبلية يساعد فى تحفيز وتشجيع الكوادر العاملة على الوصول للاهداف
والاستراتيجية للجمعيات وان ان تطبيق الادارة الاستراتيجية يساعد فى توضيح وتحسين
الصورة الذهنية فى المجتمعات العاملة فيها وفهم الواقع المحيط بالجمعيات يساعدهم
على الاستغلال الامثل للفرص المحيطة وتجنب المخاطر المتوقعة، ويحقق لها مجموعة من
الامتيازات اهمها التواصل مع اهل الخير والعطاء من الافراد والمؤسسات عبر القنوات
المتطورة وتطوير آليات تسويق البرامج والمشاريع وبما يحقق التوجيه الامثل لمساهمات
اهل الخير والعطاء.
*التوصيات
وكانت ابرز التوصيات التى خرج بها الباحث وتوجه لقيادات المؤسسات والجمعيات الخيرية
هى كالتالى ان تطبيق الادارة الاستراتيجية فى المؤسسات الخيرية مطلب مهم وضرورى
لحياة المؤسسة الخيرية ونموها لما للادارة الاستراتيجية من تأثير مباشر على
الجمعيات الخيرية سواء على الصعيد الداخلى فى رفع كفاءة الاداء وزيادة الانتاجية او
على الصعيد الخارجى للجمعية من وضوح الصورة الذهنية للجمعية فى المجتمع مما يزيد
اسهمها ويزيد من ايراداتها.
وان الطريقة المثلى لتحقيق الادارة الاستراتيجية فى المؤسسات الخيرية تكون عن طريق
تدريب الكوادر العاملة بالجمعيات الخيرية على مفاهيم ونظريات وادوات الادارة
الاستراتيجية من خلال برامج تدريبية نظرية وعملية ومن ثم التنسيق مع استشارى بتنظيم
ورش عمل مكثفة لدراسة واقع الجمعية الخيرية والوصول لصياغة الخطة الاستراتيجية
باشتراك كافة المسؤوليات القيادية والادارية للجمعية مما يساهم فى تكامل الخطط
والبرامج وينتج لنا خططا ذات كفاءة وفعالية يؤمن بتحقيقها الكادر الذى صنعها وتكون
اكثر انسجاماً مع تطلعاتهم وقدراتهم وبالتالى تحقق الانتماء والولاء لتنفيذ هذه
الخطة الاستراتيجية وفى النهاية تبذل الجمعية الى ما تصبو اليه من نمو واع وتوسع
صحيح فى حجمها وعوائدها.
واهمية الصبر والمثابرة فى تحقيق الوعى الاستراتيجى فى الجمعيات الخيرية مهما يكلف
ذلك من موارد فانه سيصب فى النهاية فى مصلحة الجمعيات الخيرية وضرورة دراسة الواقع
المحيط المحلى والعالمى للجمعيات الخيرية التى لابد ان يكون الالمام بمحيطات الواقع
من اساسيات بناء الخطط الاستراتيجية فى الجمعيات الخيرية وان افضل اشكال صياغة
الخطط الاستراتيجية فى الجمعيات الخيرية هو اسلوب التخطيط الاٍستراتيجى باستخدام
قياس الاداء المتوازن لما فيه من مقاربة اكثر لواقع الجمعيات الخيرية ولسهولة
تطبيقه ومتابعته واهمية الاستعانة بادارة التخطيط والسياسات بالامانة العامة لمجلس
الوزراء فى الاستفادة من خبراتهم وخبرائهم فى نواحى اعداد الخطط الاستراتيجية
للجمعيات الخيرية حيث ان هذه الادارة معنية بجهود التخطيط والادارة الاستراتيجية
لمؤسسات الدولة بالاضافة لمؤسسات المجتمع المدنى حيث تقدم العديد من الخدمات
اللوجستية فى مجالات الادارة الاستراتيجية مثل المطبوعات الخاصة والندوات والورش
التدريبية المجانية.
وضرورة وجود جهاز قوى فى الجمعيات الخيرية لمتابعة الخطط الاستراتيجية لضمان تنفيذ
هذه الخطط وسيرها فى تحقيق اهدافها بالشكل الصحيح وضرورة استفادة الجمعيات الخيرية
الحالية من اجواء الدعم والحرية التى توفرها الدولة فى بناء المزيد من الثقة
الاستراتيجية وصولاً لتحقيق التكامل الاستراتيجى بين العمل الخيرى ومؤسسات الدولة
سواء على الصعيد الداخلى او الخارجى ومن المهم تفعيل التواصل بين الجمعيات الخيرية
لصياغة توجهات تنسيقية استراتيجية مشتركة فيما بينها وذلك لخدمة الصالح العام
ولتلافى تشتيت الجهود والموارد بما يساهم في نجاح الجمعيات ويحافظ على ريادتها
اقليمياً وعالمياً على المدى البعيد.