جريدة الراية -
الإثنين19/3/2012
جامعة قطر تدشن سفينة الأبحاث "جنان"
بحضور وزراء الطاقة والبلدية والبيئة وممثل لرئيس الأركان
د.المسند: "جنان" ستسهم في خلق جيل من الباحثين القطريين
د.الدرهم: إنجاز قاعدة بيانات لرسم ملامح البيئة البحرية
كتبت - هناء صالح
الترك:
نظمت جامعة قطر صباح أمس حفلاً لاستقبال سفينة الأبحاث "جنان" التابعة لمركز
الدراسات البيئية بالجامعة ، بحضور سعادة الشيخ عبد الرحمن بن خليفة بن عبد العزيز
آل ثاني ، وزير البلدية والتخطيط العمراني، وسعادة الدكتور محمد بن صالح السادة
وزير الطاقة والصناعة، وسعادة السيد عبد الله بن مبارك بن اعبود المعضادي وزير
البيئة ، والعميد الركن (بحري) محمد بن ناصر المهندي ، قائد القوات البحرية
الأميرية القطرية وممثل سعادة رئيس أركان القوات المسلحة القطرية اللواء الركن حمد
بن علي العطية ، وعدد من كبار ضباط القوات المسلحة وأعضاء السلك الدبلوماسي
والمسؤولين في المؤسسات البحثية والمؤسسات التعليمية في قطر.
وقد دشن سعادة وزير الطاقة والصناعة السفينة من خلال قص الشريط التقليدي إيذاناً
ببدء عمل السفينة، التي وصلت ميناء الدوحة قادمة من اسبانيا.
وأكدت الدكتورة شيخة بنت عبد الله المسند ، رئيس الجامعة ، أن "جنان" ستسهم في خلق
جيل جديد من الباحثين القطريين يساهم بجهوده في دعم وحماية البيئة القطرية، من خلال
الدراسات المتعددة التي ستتم بواسطتها، وأيضا من خلال تقديمها فرصة ممتازة للتدريب
العملي أمام طلبة الجامعة.
وقالت الدكتورة المسند في كلمة لها بهذه المناسبة إن "جنان" ليست مجرد سفينة قامت
بشرائها جامعة قطر، بل هي في الواقع عامل محفز وداعم للبحث العلمي في مجال الدراسات
البيئية، وستجرى من خلالها العديد من الدراسات العلمية، والحيوية، التي تصب في
تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، التي تضع حماية البيئة ضمن أسسها الرئيسية.
وأضافت : "هذا اليوم يعد تاريخيا بالفعل في جامعة قطر، فتدشين السفينة "جنان" كان
حلما للباحثين القطريين وطموحا رائعا داعب مخيلتنا جميعا، واليوم هذا الحلم أصبح
حقيقة، وذلك بفضل الله سبحانه، ثم بمكرمة من سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي
العهد الأمين، رئيس مجلس أمناء جامعة قطر.
ونوهت د.المسند بجهود كوكبة من العلماء والباحثين والمسؤولين في جامعة قطر التي
استمر أشهرا لوضع الخطط، وتحديد المواصفات، للوصول إلى تدشين صرح علمي جديد يضاف
إلى إنجازات جامعة قطر.
من جانبه قال الدكتور حسن الدرهم نائب رئيس الجامعة لشؤون البحث العلمي، إن جامعة
قطر تسعى لتأكيد ريادتها في مجال البحث العلمي من خلال السفينة جنان وغيرها من
الأنشطة البحثية ، مشيرا إلى أن هدف الجامعة هو أن تصبح جامعة تعليمية وبحثية، لأنه
بالبحث العلمي تتقدم المجتمعات.
وأكد د.الدرهم أهمية الدراسات العلمية المتعلقة بالبيئة البحرية، لافتا إلى أن دولة
قطر تحيط بها المياه من ثلاث جهات، ولن يستطيع أن يتحسس المشاكل المحلية والقضايا
البيئية الملحة إلا أبناء هذه الأرض من الباحثين، لذلك فإن "جنان" ستشكل دافعا
كبيرا وحقيقيا للدراسات البيئية في جامعة قطر.
وأوضح د.الدرهم أن الدراسات البيئية في الجامعة متفوقة ومتقدمة للغاية، سواء عبر
الأقسام العلمية، التي توفر دراسات أكاديمية في مجال البيئة على مستوى البكالوريوس
والماجستير، أو حتى من خلال جهود مركز الدراسات البيئية في مسح البيئة البحرية.
وأضاف أنه يجري العمل لإنجاز قاعدة بيانات علمية كبيرة تساعد على رسم ملامح واضحة
لأوضاع البيئة البحرية، مشيرا إلى أنه من خلال السفينة جنان ستعزز جامعة قطر
الشراكات البحثية مع معاهد ومراكز الدراسات البحثية العالمية.
وفي كلمة له بهذه المناسبة ، أكد د.محسن العنسي رئيس مركز الدراسات البيئية ،أن
"جنان" تشكل علامة فارقة في مجال الدراسات البيئية.
وأضاف : إنني وفريقي ندرك أن حجم مسؤولياتنا قد زاد، فقدرات السفينة الفائقة،
وإمكاناتها الكبيرة، تجعل مهامنا أكثر دقة، وبالتالي على دراساتنا أن تكون أكثر
جدية وعمقا، ومرتبطة بمصير الإنسان في قطر والخليج.
وأضاف : الخليج بيئة بحرية مفتوحة بطبيعة الحال، مثلها في ذلك مثل كل الخلجان
والبحار، وأي تأثير من هنا سينتقل إلى هناك، وبالعكس، لذا فإن إمكانات السفينة
تجعلنا قادرين على إجراء الدراسات في كل الخليج العربي، والبحر الأحمر، وخليج عمان،
الأمر الذي سيرفع من مستوى الأبحاث البيئية في المنطقة ككل.
وبدوره، تقدم سعادة الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني ، عضو مجلس امناء جامعة قطر، في
تصريحات صحفية بالشكر لسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي العهد الأمين على اهتمامه
بالبحوث والدراسات التي تنفذها جامعة قطر، إلى جانب توفيره الدعم اللازم لإجراء هذه
البحوث ، مشيرا إلى أن قطر اتجهت ومنذ ما يقارب 40 عاما نحو إجراء أبحاث متخصصة في
البحار وهذا ما ميزها.
ومن جهته، قال العميد الركن "بحري" محمد بن ناصر المهندي قائد القوات البحرية
الأميرية القطرية وممثل سعادة رئيس الأركان في حفل تدشين السفينة جنان لـ الراية :
إن السفينة تعتبر مفخرة ، وقد فاقت كل التوقعات ، وهي بلا شك ستحدث نقلة نوعية في
مجال البحوث وخاصة البحوث البحرية ، متمنيا التوفيق لجميع الباحثين وأن تكون النية
صادقة في تطوير البحث العلمي بعد أن وفرت الدولة جميع المستلزمات والأدوات لنجاح
البحث العلمي بكل أوجهه .
وبدوره أكد الدكتور حميد المدفع ، نائب رئيس جامعة قطر لشؤون الإدارة ، ان "جنان"
جاءت لاستكمال المشوار البحثي الذي بدأته سفينة "أبحاث البحار" التي تجاوزت خدمتها
الثلاثين عاما، مشيرا إلى أنها ستفسح المجال أمام الباحثين والمهتمين بالشؤون
البيئية لبحث الأمور المتعلقة بمجال اختصاصهم والاطلاع على أبرز ملوثات البيئة
البحرية، منوها إلى أنها ستستكمل ما بدأته سفينة الأبحاث الأولى ولكن على نطاق
أوسع، لاسيما وأن "جنان" تحتضن عددا من المختبرات البحثية، معربا عن أمله في أن
يكون هناك تعاون أكبر مع الشركات المحلية، الى جانب عقد اتفاقيات على مستوى دول
مجلس التعاون هذه الاتفاقيات تؤهل لدراسة البيئة البحرية ككل.
وعلى هامش الاحتفال قامت أ.د. شيخة المسند بتقديم شهادات الشكر لمن ساهم من خارج
الجامعة على مدى 30 عاما خلت في المشاركة بإنجاح النشاط البحثي، حيث تم تكريم كل من
العميد ركن (بحري) سعيد محمد السويدي الذي ساهم في الإشراف على تصنيع أول سفينة
أبحاث قطرية "مختبر البحار"، والقباطنة الذين تعاقبوا على سفينة الأبحاث "مختبر
البحار" وهم : العميد ركن (بحري) أحمد محمد العبدالجبار، وهو من قام بإحضار سفينة
الأبحاث "مختبر البحار" من النرويج وأول قبطان عمل عليها، العميد (بحري) حسن سعد
الكبيسي، العميد ركن(بحري) علي سالم الجابر، العميد ركن (بحري) خالد سيف النصر،
العميد ركن (بحري) إبراهيم سعد الكبيسي ، العميد ركن (بحري) أحمد محمد العبيدلي
والعميد ركن (بحري) يوسف سلطان الجابر.
كما تم تكريم العقيد بحري يوسف أحمد المالكي الذي قام مع فريق الجامعة بالإشراف على
التصميم ومتابعة تصنيع السفينة "جنان" ، وتم تقديم الشكر لإدارة أمن السواحل
والحدود ممثلة بمديرها العميد ركن (بحري) علي أحمد البديد في معاونة طاقم جنان
بالشباب القطري الواعد من منتسبي وزارة الدخلية ، إدارة أمن السواحل والحدود ،
لمساهمتهم مع طاقم السفينة في العمل الملاحي من اسبانيا الى الدوحة، والملازم أول
فهد عبد الله المسلماني ، والملازم أول راشد عيسى السويدي ، والملازم أول محمد حمد
المنصوري ، والملازم أول حسن أحمد السليطي والملازم أول علي هشام المناعي ،
والملازم أول عبدالله خالد المريخي .
وفي ختام الحفل قال العميد الركن أحمد محمد العبد الجبار، قائد أول سفينة أبحاث في
قطر "مختبر البحار" والتي أبحر فيها من النرويج سنة 1982 وكانت أول سفينة تعمل في
الخليج العربي، في تصريح لـ الراية : لقد قامت "مختبر البحار" بالعديد من الأبحاث
في الخليج العربي كله وكانت أياما صعبة ، ولكن الحمد الله خرّجت الدكاترة كلهم من
الجامعة والآن هم من كبار المسؤولين الذين تخرجوا في جامعة قطر وبدعم من سفينة
الأبحاث القطرية.
ونوه العميد الركن بدور الجامعة وبمبادرة التكريم التي قامت بها وشملت العديد من
الرواد القدامى ، وقال: أمام الشباب اليوم مستقبل كبير وأنا كنت أتمنى ان تكون
السفينة بهذا الحجم لزيادة النشاطات البحثية في الخليج العربي ونحن محتاجون في هذه
الأيام لأن تكون سفينة الأبحاث داعمة لأبحاث مستمرة للبيئة وللثروة السمكية
والاقتصادية وحماية شواطئنا من التلوث.
ومن ناحيتها، قالت الدكتورة شيخة المسند في تصريحات صحفية : "جنان" مهمة لاستمرارية
اهتمام جامعة قطر بالدراسات البيئية ، وبصفة خاصة الدراسات البحرية كون قطر يحيط
بها البحر من ثلاث جهات، لهذا فإن الدراسات البحرية مهمة وتعتبر حيوية بالنسبة
للأبحاث.. فالسفينة الجديدة ستعطي دفعة أكثر لإجراء مزيد من الابحاث وتحمل مواصفات
تستطيع من خلالها الجامعة تقديم أبحاث على مستوى متقدم وفي مناطق أوسع.
وأكدت د.المسند أهمية ربط البحث العلمي ببرامج الدراسات العليا ، مشيرة إلى ان
السفينة ستدعم الباحثين وطلاب الدراسات العليا المساهمين بالدراسات البحرية وستكون
متاحة لجميع العاملين في مجال البيئة البحرية في قطر، فهي ممولة من قبل الحكومة
وتخدم جميع العاملين في مجال البيئة البحرية في قطر بما فيها الشركات الحكومية
والخاصة، منوهة إلى أن السفينة يمكنها أن تغطي مساحات جغرافية واسعة والبقاء في
البحر فترة طويلة وتضم مختبرات كثيرة مقارنة بالسفينة القديمة.
أما العميد الركن البحري علي أحمد بديد ، مدير إدارة أمن السواحل والحدود ، فقال:
مع تطور الوقت تطورت نوعية السفن والمختبرات فيها، ففي هذه السفينة الحديثة العديد
من المختبرات التي تميزها عن السفينة القديمة التي كانت تسير بمحرك واحد ، مشيرا
إلى ان الفكرة كانت موجودة منذ خمس أو ست سنوات في الجامعة ، منوها بالدعم الكبير
من سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي العهد ، موضحا أنه تشرف بنقل السفينة من
اسبانيا إلى دولة قطر، مبينا أن الرحلة واجهتها بعض الصعوبات مثل الأحوال الجوية
والمرور في المناطق الخطرة مناطق القرصنة في البحر الأحمر بالإضافة إلى بحر عدن
والمحيط الهندي.
مرسوم
بقانون رقم (34) لسنة 2004 بتنظيم جامعة قطر
جامعة
قطر تسعى لأن تكون منارة بحثية بالمنطقة
جامعة
قطر تعلن عن تأسيس جمعية الخريجين
جامعة
قطر تُعلن الهيكل الجديد لـ"التأسيسي"