جريدة الراية -
الإثنين19/3/2012
"العوين" ينظم
المؤتمر الإقليمي الأول حول المواد المركبة
برعاية وحضور سعادة الشيخة حصة بنت حمد
النعيمي : قطر حريصة على سن تشريعات تحمي استقرار المجتمع
كتبت - منال عباس :
برعاية وحضور سعادة الشيخة حصة بنت حمد بن خليفة آل ثاني رئيس المجلس الأعلى لشؤون
الأسرة والمؤسس المفوض، انطلقت صباح أمس بفندق ريتز كارلتون أعمال المؤتمر الإقليمي
الأول حول "النشء وخطورة المواد المركبة" الذي ينظمه مركز التأهيل الاجتماعي
"العوين" وسط حضور محلي وإقليمي كبير.
وفي كلمة له بالمناسبة ، أكد السيد راشد بن محمد النعيمي، المدير العام لمركز
التأهيل الاجتماعي ورئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر، حرص قطر على سن القوانين
والتشريعات وإنشاء المؤسسات الاجتماعية لحماية أمن المجتمع واستقراره ، حيث يعتبر
"العوين" إحدى المؤسسات الاجتماعية التي تهدف إلى حماية المجتمع من خطر الانحرافات
الاجتماعية.
ونوه النعيمي إلى أن المؤتمر يهدف للاطلاع على التطورات في مجال تركيب المواد
الإدمانية وبحث الآليات التي من شأنها الحد من هذه الظاهرة التي باتت تهدد مستقبل
الأطفال، مشيدا بتجاوب الجهات والمنظمات المشاركة على الصعيد المحلي والإقليمي ،
والذي حول المؤتمر إلى مصدر قوة وإثراء والتقاء حول نقاط تعاون مشتركة لتوحيد
الجهود للكشف عن المخاطر الصحية والاجتماعية والأمنية الناتجة عن إدمان المواد
المركبة وما ينتج عنه من خسائر جسيمة بشرية ومادية. وشدد على ضرورة صياغة توجهات
وخطط شاملة لمواجهة التحديات بكافة أبعادها ، مبينا أهمية تبادل الأفكار والرؤى
التي تسهم في بلورة رؤية مشتركة.
وعلى هامش المؤتمر، افتتحت سعادة الشيخة حصة بنت حمد بن خليفة آل ثاني رئيس المجلس
الأعلى لشؤون الأسرة والمؤسس المفوض، بحضور عدد من المشاركين ، المعرض المصاحب
للمؤتمر الذي يشارك فيه عدة جهات ، من بينها المؤسسة القطرية لرعاية المسنين ،
المؤسسة القطرية لمكافحة الاتجار بالبشر، المركز الثقافي للطفولة، مركز الاستشارات
العائلية ، المؤسسة القطرية لرعاية الأيتام ( دريمة) ، المؤسسة القطرية لحماية
الطفل والمرأة ، الإدارة العامة للجمارك، اللجنة الدائمة لشؤون المخدرات والمسكرات
، وزارة الداخلية ، بست باديز ، اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان ، وزارة البلدية
والتخطيط العمراني ومعهد النور للمكفوفين.
خلال الجلسة الأولى للمؤتمر .. السنان:
متعاطون عرب في سن الـ12
د.مبيض: مفهوم الإدمان توسّع في العقدين الماضيين
الدوحة - الراية:
أكد الدكتور مأمون مبيض، استشاري الطب النفساني ومدير إدارة البرامج بمركز التأهيل
الاجتماعي "العوين" أن مفهوم الإدمان قد توسّع كثيرا في العقدين الماضيين ولم يعد
يقتصر على تعاطي وإدمان المخدرات والمسكرات فقط ، وإنما أصبح يشمل الكثير من المواد
الكيميائية المركبة، والتي ربما تكون مواد بسيطة متوفرة في المجتمع للاستعمالات
العامة.
وأضاف في ورقة عمل بعنوان "التعريف بالمواد الإدمانية المركبة والعوامل المساعدة
على انتشارها وتعاطيها" قدمها خلال الجلسة الأولى لأعمال المؤتمر ، أن بعض هذه
المواد ليس في امتلاكها مخالفة للقوانين المحلية، كالمواد الطيارة وغيرها، لكن
الإنسان أبدع في تركيب وتطبيق مثل هذه المواد "البريئة" أصلا، ليخرج منها مواد
جديدة تؤثر مؤقتا على قدرات الدماغ الذهنية والعقلية والعاطفية، وتعدل مزاج
مستخدمها ، وتحدث عنده بعض الإحساس بالمتعة، وتخفف بعض أعراض الضغط والتوتر، وفي
كثير من الأحيان قد لا يدرك خطورة الإدمان عليها.
وأوضح الدكتور مبيض أنه قد انضم لمفهوم الإدمان الكثير من الأنشطة والسلوكيات التي
يمكن أن يدمن عليها الإنسان رغم عدم دخول مواد كيميائية معينة إلى جسمه، وتتشابه
هذه السلوكيات والأفعال مع المسكرات والمخدرات والمواد الكيميائية المركبة من ناحية
العوامل المسببة للإدمان والأعراض، وآليات التدخل الوقائي والعلاجي، فمن ناحية
الأعراض التي تظهر في الحالات المتنوعة من الإدمانات، الكيميائية والسلوكية غير
الكيميائية، تكرار التعاطي بالرغم من وضوح الآثار الضارة، النفسية والصحية والأسرية
والاجتماعية، وسلوك البحث عن المادة وفقدان السيطرة الذاتية، والاشتياق، وتطور
الاعتياد، وإيذاء الذات، وأعراض الانسحاب، وكثرة الانتكاس.
وأضاف الدكتور مبيض أن للسلوك الإدماني جوانب مختلفة لكنها متداخلة ، حيوية ، طبية
ونفسانية واجتماعية.
كما استعرض الدكتور مبيض خلال ورقته مفهوم السلوك الإدماني، والآليات التي تقف
وراءه.
وتناولت الورقة الثانية تعريف المواد المركبة كطريق إلى الموت ، وقدمها السيد جوزيف
حواط ، من جمعية جاد اللبنانية ، واستعرض خلالها التجربة العربية في مواجهة تعاطي
المواد المركبة.
بينما تحدث الدكتور عبد اللطيف احمد السنان، مدير إدارة رعاية الاحداث بوزارة
الشؤون الاجتماعية والعمل بالكويت، عن النشء وخطورة تعاطي المواد المركبة، قائلا إن
تلك المواد تشكل خطراً داهماً على كافة المستويات لما لها من آثار مدمرة على الفرد
والاسرة والمجتمع ، وأنها انتشرت بصورة مفزعة في المجتمعات العربية وأصبحت تهدد
كيان الاسرة العربية.
وأشار إلى الواقع الخليجي والتغيرات التي تحيط بالنشء والشباب، والتي تتطلب المزيد
من الجهد والعمل الجاد للحفاظ على الثروة البشرية التي هي مستقبل الامة ، مبينا أن
العديد من الدراسات والتقارير أظهرت أن سن التعاطي في الوطن العربي هو 12 عاما فقط.
ودعا الدكتور السنان إلى أن يتبنى المؤتمر إعداد استراتيجية لحماية النشء من
التعاطي والادمان تتركز على دعم وتفعيل دور الاسرة الخليجية لمواجهة المشكلة بدءا
من الوقاية الاولية مرورا بمرحلة الاكتشاف المبكر إلى العلاج والتأهيل ، إلى جانب
ترسيخ مفاهيم وأسس الوقاية بين شريحة الأطفال والنشء مع التركيز على الفئات الأكثر
عرضة للمشكلة والسعي إلى تطوير برامج العلاج والتأهيل.
كما تحدث عن السويكة وتوفرها وسهولة الحصول عليها ، قائلا إن إحدى الدراسات كشفت عن
ارتفاع نسبة المدخنين بين المتعاطين لمادة السويكة حيث بلغت 61.4% من مجموع
المتعاطين، بينما بينت أن نسبة المدخنين بين طلاب المدارس عموما منخفضة جدا ولا
تمثل سوى أقلية ولم تتجاوز 16.8% من أفراد عينة البحث، كما أظهرت الدراسة انتماء
الطلاب المتعاطين لأسرة يدخن أحد أفرادها.
وعن نتائج الدراسة قال الدكتور السنان انها كشفت أن تعاطي مادة االسويكة ممارسة
موجودة بين الطلاب في المدارس الإعدادية والثانوية، وأن الممارسة منتشرة بشكل محدود
في بعض المدارس وبشكل واضح في بعضها الآخر، كما أظهرت أن سلوك التعاطي يبدأ مبكرا
عند بعض الطلاب، خاصة مع سهولة الحصول على هذه المادة..
خلال جلسات اليوم الأول للمؤتمر..المشاركون :
المواد المركبة .. خطر على الجهاز العضلي والقلب
الدوحة - الراية:
ناقشت الجلستان الثانية والثالثة في اليوم الأول للمؤتمر التأثيرات الناتجة عن
استعمال المواد الإدمانية المركبة على الصحة الجسدية والنفسانية، حيث تحدث الدكتور
حشلافي حميد، أستاذ استشفائي جامعي وباحث بكلية الطب بجامعة وهران بالجزائر، عن
تأثير تلك المواد على الجهاز العضلي والأوعية الدموية والقلب وضغط الدم .
مبينا كذلك أن الاثار النفسانية لتلك المواد تتمثل في القشعريرة والسخونة المفاجئة
وفرط النشاط والكلام والضحك ، واضطرابات النوم والهلوسة وفقدان الذاكرة والكآبة،
موضحا ان استهلاك المخدرات على المدى الطويل يؤدي الى ظهور بعض الامراض العقلية مثل
الدهان وفصام الشخصية ، كما قد يؤدي الاستهلاك المفرط لها الى حالات غيبوبة ووفاة،
فضلا عما تشكله من مخاطر على المجتمع مثل ارتفاع معدلات الجريمة.
كما تم تقديم ورقة حول إدمان المنشطات لدى بعض طلبة المدارس بالكويت قدمها السيد
محمد الدوسري، رئيس قسم التوعية الصحية والبحوث والمعلومات بمركز الطب الرياضي
والتوعية الصحية بالهيئة العامة للشباب والرياضة، انه بالرغم من المحاذير الطبية
والقانونية والأخلاقية المتعلقة باستخدام المنشطات لأسباب غير علاجية، إلا أن
أعدادا متزايدة من المراهقين تتعاطى تلك المنشطات لأسباب غير طبية ، مع ما لذلك من
مخاطر.
وأشار الى النتائج التي خرجت بها دراسة أجريت بين طلبة الثانوية بالكويت ، موضحا أن
استخدام المنشطات لم يعد قاصرا على الرباعين أو محترفي كمال الأجسام بل هناك مجموعة
من طلبة المدارس تتعاطى المنشطات للحصول على تأثيراتها الفسيولوجية.
ومن جانبه تحدث الدكتور بشير محمد السفياني رئيس قسم مكافحة الامراض المعدية
والعمالة الوافدة بالمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون، عن "فترة
المراهقة والمخدرات" مستعرضا التغيرات أثناء مرحلة المراهقة (الجسمية البدنية
والنفسية) وعلاقة المراهقين بأقرانهم وبالبالغين والمتغيرات الاجتماعية، لما لها من
دور مؤثر على الصحة والقضايا المتعلقة بها.
كما تحدث الدكتور عبدالحميد جاسم البلالي عن النظرية الإيمانية في علاج الإدمان،
وتناول في البداية تجربة جمعية بشائر الخير في الكويت ، موضحا أن أبرز أسس المنهج
الإيماني في علاج المدمنين هو تقوية الجانب الإيماني الروحي في نفسية المدمنين، لأن
المدمن لا يمكن أن يقلع عن المخدرات ما لم تتكون لديه قدرة صناعة القرار، ولا يمكن
أن تتكون هذه القدرة من غير إرادة، ولا يمكن أن تقوى إرادته من غير تقوية الإيمان،
أو القدرة الروحية النابعة من ديننا الحنيف.
الكويتية فريدة العلاقي لـ الراية:
الأسرة.. خط الدفاع الأول في مواجهة الإدمان
الدوحة- الراية:
أكدت الدكتورة فريدة العلاقي مستشار قضايا التنمية الإنسانية والأمين العام لمؤسسة
ميناء العربية بالكويت، أهمية المؤتمر مشددة على ضرورة مشاركة الشباب في اتخاذ
القرارات لمحاربة ظاهرة الإدمان، كاشفة عن التخطيط لتأسيس تحالف عربي دولي في
مجالات الوقاية.
كما تطرقت الدكتورة العلاقي في تصريحات لـ الراية إلى غياب المعلومات والدراسات
والإحصائيات حول الحجم الحقيقي للإدمان.
وقالت: ليس لدينا مؤشر حول حجم التعاطي، ولا أعمار المتعاطين، لذلك فإن هناك مجموعة
من المهام السريعة يتوجب القيام بها، وفي مقدمتها إجراء دراسات مسحية شاملة حول حجم
الظاهرة.
مبينة أن الأسرة هي خط الدفاع الأول في مواجهة خطر الإدمان باعتبارها السبب المباشر
للانحراف، وذلك من حيث نوعية التربية والتنشئة والعنف، مشيرة إلى جملة من المؤشرات
يمكن من خلالها معرفة ما إذا كان الطفل مدمنا أم لا من بينها الغياب عن المدرسة
والتدهور الصحي، واحمرار العيون، وفوق ذلك نوعية الأصدقاء.
ومن ناحيته، حذر السيد جوزيف حواد، رئيس جمعية جاد التطوعية بلبنان، من أربع قضايا
مرتبطة ببعضها هي المخدرات، السيدا، الكحول والتدخين، قائلا إن بعض المواد تدخل من
أوروبا للعالم العربي تحت ستار مشروب منشط أو بودرة منشطة، أو شيكولاته، في حين
أنها تحتوي على كميات من الحشيش والكوكايين، وأن هذه المواد بدأت تتسرب للعالم
العربي دون الانتباه لذلك.
وقال في تصريحات لـ الراية إن موضوع المواد المركبة جديد وقديم في نفس الوقت، مشيرا
إلى أن التطور التكنولوجي ساهم في انتشاره، وخصوصا عن طريق الإنترنت الذي أصبح يدرب
الشباب على كيفية طرق التركيب، منوها إلى أنه في أوروبا وقبل ثلاثة أشهر حصلت فتاة
على 41 صنفا مركبا تباع على الإنترنت.
وأضاف أنه يمكن تركيب صنفين من المخدرات لأخذهم كبديل للمخدرات الطبيعية، سواء كانت
أدوية سعال أو مواد منزلية، والتحدي الأكبر يتمثل في أن هذه المواد متوفرة في كل
بيت وفي متناول كل طفل، داعيا إلى ضرورة البدء في إعداد دراسات جديدة، وتعزيز
التعاون مع الأجهزة الأمنية، مضيفا أن هناك 380 موقعا على الإنترنت قامت الأمم
المتحدة بتصنيفها على أنها مواقع مضرة تقوم بتعليم كيفية تركيب المواد.
واعتبر حواد مؤتمر العوين فرصة لبداية عمل مؤسس في مجال المكافحة، يستند على
التفاصيل الدقيقة، والعمل على حل مشكلة عدم وجود دراسات وإحصاءات مضمونة.
القانون
وفقا لأخر تعديل - قانون رقم (9) لسنة 1987 في شأن مكافحة المخدرات والمؤثرات
العقلية الخطرة وتنظيم استعمالها والاتجار فيها
القرار
وفقًا لأخر تعديل قرار مجلس الوزراء رقم (1) لسنة 1999 بتشكيل اللجنة الدائمة لشؤون
المخدرات والمسكرات
الموافقة
على تعديلات بشأن مكافحة المخدرات
والمؤثرات العقلية
الداخلية
تنظم دورة متقدمة في مجال مكافحة المخدرات