جريدة الراية - الاربعاء ٤
ابريل ٢٠١٢
المعرض المهني
يتجاهل المتقاعدين
الهيئات والشركات المشاركة لا تطلبهم
العمل: نظام الوزارة لا يسمح بتعيين المتقاعدين
الكواري: مطلوب توظيف خبراتنا واستثمارها
متقاعدون: مستعدون لتقديم استشاراتنا ولا نسعى للمناصب
تحقيق - كريم إمام
في الوقت الذي تبذل فيه الدولة الجهد المضني لتوفير فرص عمل لشبابها لتجنبهم شبح
البطالة من خلال العديد من الجهود التي من ضمنها المعرض المهني، تظهر حقيقة التقاعد
كبداية جديدة لمرحلة مختلفة التي ينتهجها المجتمع تستوجب التوقف أمامها كثيرا ونحن
نحاول معالجة ملف المتقاعدين وسُبل الاستفادة من خبراتهم في تنمية وتطوير مجتمعاتنا
بوصفهم خزانات خبرة مهملة.
ومما يحتم تدارس ذلك الملف المؤشرات الإحصائية التي تؤكد أن أعداد المتقاعدين ستبلغ
في منطقة الخليج العربي في العام 2025م نحو 25% من السكان، ومع تلك النسبة العالية
تبدو مجتمعاتنا مهددة بكثير من الظواهر بل والأمراض المجتمعية والصحية، إذا بقي
مستقبل المتقاعدين مرهونا بالمقاهي أو بجلسات قتل الوقت بلا فائدة.
بل تتعاظم الآثار الناجمة عن إهمال المتقاعدين في ضوء كم الخبرات الكبير الذي حصله
المتقاعد عبر سنوات عمله التي أكسبته خبرات واسعة في شتى مجالات الحياة، من غير
المقبول إهمالها أو التفريط بها.
فالتقاعد الذي يعتبره البعض نهاية الحياة، قد يكون عند البعض الآخر بداية حياة
جديدة، وفرصة لاكتشاف الذات، والجلوس مع النفس وتقييم إمكاناتها، بعد سنوات طويلة
من العمل ومعاركة الحياة، يتفرغ فيها الشخص إلى حياته الخاصة، وممارسة أوجه الحياة
التي كانت زحمة العمل تعيقه عنها، فتتكشف فيه مهارات جديدة قد يتفرغ لها، كالميل
للكتابة وإفادة الآخرين من واقع تجربته الطويلة، ووضع خبراته بين يدي الأجيال
القادمة، أو تقديم هذه الخبرات عن طريق المحاضرات والاستشارات، أو الميل إلى مجالات
الخدمات التطوعية المجتمعية، أو الترفيه عن النفس واكتشاف آفاق جديدة في الحياة
والثقافات والأمم والشعوب، عن طريق السفر والاطلاع والقراءة.
الراية قامت بجولة في قلب المعرض المهني للتعرف على الفرص المتاحة لفئة المتقاعدين
في المجتمع وما الذي يمكن أن تقدمه الجهات والهيئات المختلفة لهم من خلال هذا
المعرض الذي يتجدد سنويا.
في البداية أكد غانم مبارك الكواري مدير إدارة المسنين والأشخاص ذوي الإعاقة بوزارة
الشئون الاجتماعية أنه لابد أن يتم الاستفادة من خبرات المواطنين المتقاعدين ومن ثم
إحالتهم إلى البند المركزي لأنهم يمتلكون طاقات وقدرات للعمل، وذلك بعد أن يتم
إعادة تأهيلهم من قبل الجهات المعنية في الدولة.
كما أشار إلى ضرورة الاستفادة من كبار السن أيضا لأنهم يمتلكون الخبرات التي
يحتاجها عدد من الجهات في الدولة لتسيير أعمالها بشكل أفضل، حيث إن لدى هذه الفئة
من المواطنين الكثير من الخبرة لا يمكن التغاضي عنه.
وقال إنه لا يشترط أن يتم إعادة توظيف المتقاعدين في نفس الوظيفة السابقة وانما
يمكن الاستعانة بهم كمتطوعين في المجال الذي يعرفونه، بحيث يستفيد الشخص نفسه جراء
ذلك اقتصاديا وأيضا تستفيد الجهة من الخبرات الموجودة لدى الشخص.
أما محمد سعد المريخي مدير إدارة تنمية القوى العاملة بوزارة العمل فأوضح أن النظام
الخاص بالوزارة لا يسمح سوى بتعيين العاطليين عن العمل وليس المتقاعدين، حيث إنهم
يستطيعون التنسيق مع الجهات التي يرغبون العمل معها من خلال هيئة التقاعد والمعاشات
أو مع أي جهة يرغبون العمل بها، مشيرا إلى أنه ليس من اختصاصات الوزارة ذلك وانما
توظيف شباب الخريجين والعاطلين عن العمل فقط.
وقال: أي متقاعد لابد أن يتوجه إلى الهيئة التي تُعد هي الجهة المخولة للتعامل في
هذا الأمر.
في حين يرى عبدالهادي خميس مدير إدارة الموارد البشرية بالوكالة في وزارة البلدية
والتخطيط العمراني أنه من الضروري معرفة السبب وراء إحالة الشخص للتقاعد فهل السبب
تأديبي مثلا أم أنه لدواعي كبر السن أو مجرد إلغاء الوظيفة، موضحا أن وزارة البلدية
والتخطيط العمراني بعد الانفصال عن وزارة البيئة أفرزت عددا من المدراء الذين لم
يعد لهم مسمى وظيفي محدد بالتالي أصبحوا على الانتظار.
وقال ان الفرص التي تقدمها الوزارة من خلال المعرض المهني تهتم بالمهندسيين في
المقام الأول حديثي التخرج الذين يتم تعيينهم فورا وفقا لتعليمات سعادة الوزير، ولو
كان الشخص المتقدم في أحد التخصصات المطلوبة لدينا فلا مانع من توظيفه، وقال إنه
ليس هناك تسهيلات خاصة بالمتقاعدين وانما يتم التعامل معهم معاملة الموطف العادي.
في حين قال عبدالله التميمي انه لم يجد اهتماما كبيرا من قبل المشاركين بالمعرض من
كل الفئات بهذه الفئة، ولكن لو هناك فرص للتوظيف لهم خصوصا في المواقع غير القيادية
كمستشارين فلما لا، خصوصا أن لدى هؤلاء الخبرة.
وقال انه لابد الاهتمام بهذه الفئة من المواطنين الذين يقومون بأدوار فاعلة ولديهم
الكثير والكثير ليقدموه، حيث من المفترض أن تأخذ هذه الفئة في الحسبان من قبل
الجهات والهيئات المختلفة.
وأشار إلى ان توفير فرص عمل لهم يساعدهم في الحصول على دخل إضافي ولو كان راتبا
بسيطا ، ويمكن أن يشغلوا وظائف وأعمالا مكتبية أو إدارية في الوزارات والهيئات
المختلفة.
أما عبدالعزيز المناعي رئيس التوظيف والتوطين في فودافون قطر فيقول ان فودافون
تنتهج سياسة الباب المفتوح وأن لديها فرص العمل العادية لكل الأشخاص سواء أكانوا
حديثي التخرج أو ممن أصابهم التقاعد، لكن الفيصل هنا أن يكون لديهم قدر ولو ضئيل من
اتقان اللغة الإنجليزية حيث ان كل التعاملات في الشركة ومع الزبائن وخلال النظام
الخاص بفودافون يكون بالإنجليزية.
وأوضح المناعي أن فودافون تتمتع ببيئة عمل متميزة حيث ان لدينا موظفين أخذوا
استراحات أو اجازات من العمل لمدة خمس سنوات وعادوا مرة أخرى للعمل معنا من أجل
البيئة الصحية في العمل التي يمزج بين العمل الجاد والمتعة والاستمتاع في الوقت
ذاته.
مشيرا أن فودافون تقدم فرصا تدريبية وتأهيلية لكل موظفيها سواء كانوا من الشباب
الجديد الذي يخوض مضمار العمل للمرة الأولى أو للمتقاعدين الذين يودون العمل مرة
أخرى، حيث ان كل موظف أمضى عاما معنا في فودافون يحق له التدريب في أحد الفروع
العالمية لنا حول العالم وخوض دورات تأهيلية وتدريبية للرفع من كفاءته الوظيفية.
غياب مسؤولي الأجنحة.. يربك الزوار
الدوحة - الراية:
اشتكى عدد من زائري المعرض المهني من عدم وجود الشخص المناسب الذي يمكن أن يجيب على
استفساراتهم في معظم أوقات العمل داخل المعرض وأرجعوا ذلك إلى حاجة الوزارات
والهيئات المختلفة لهؤلاء الأشخاص المفترض تواجدهم بالمعرض على مكاتبهم، في حين
طالب البعض بأن يكون المعرض الحالي أفضل من نسخته السابقة من حيث التفاعل الجدي مع
الطلبات المقدمة وأن يكون هناك اهتمام بها، وتواصل مع أصحابها، وقال العديد من
الزوار إنهم تقدموا بطلبات توظيف في المعارض السابقة لعدد من المؤسسات إلا أنهم لم
يتلقوا أي اتصال أو أي تجاوب بالرغم من امتلاكهم للخبرات التي تؤهلهم لشغل وظيفة ما
في إحدى المؤسسات، مؤكدين أنه من الضروري أن يتم الاهتمام بالطلبات المقدمة، وأن
يتواجد الشخص المناسب في الأجنحة للإجابة على استفسارات الطلاب والمقبلين على
التوظيف، كي لا يفقد المعرض أهميته خاصة أن الاهتمام به يتضح عاما بعد الآخر، ويمثل
فرصة حقيقية للباحثين عن عمل أن يوجدوا فيه نظرا للعدد الكبير من الشركات المشاركة.
في البداية يقول سالم الكثيري وهو أحد العارضين أن غياب مسؤولي العلاقات العامة أو
الاتصال أو التوظيف في بعض الأوقات أمر طبيعي ويعتمد بشكل أساسي على عدد الموجودين
في كل جناح من الأجنحة، فمثلا الجناح الذي أقف فيه أنا شخصيا ليس به سوى أربعة
أشخاص مفترض أن يتواجدوا من الساعة التاسعة صباحا حتى الساعة التاسعة مساء.
وقال إن هناك أجنحة أخرى تجد فيها ضعف هذا العدد من العارضين أو ممثلي الأقسام
المختلفة في الجهات المشاركة بالمعرض، لكن الأكيد أن المسؤولين دائما ما يتواجدون
ممن لديهم الخبرة في المكان والقدرة على الرد على كافة الأسئلة التي قد توجه لهم من
قبل الزوار.
ونحن على استعداد كامل للرد على أي سؤال يوجه لنا ولدينا الفكرة كاملة عن طبيعة هذه
الأسئلة وعن الأجوبة.
وقال محمد السليطي أن ظاهرة عدم تواجد الأشخاص المسؤولين عن الأجنحة موجودة، مرجعا
السبب في ذلك إلى وجود نقص لدى الجهة نفسها سواء أكانت هيئة أو وزارة أو شركة في
الموظفين الذين يحتاجونهم لتسيير الأعمال اليومية في مكان عملهم الأصلي، أو يمكن أن
يكون السبب في أن لدى الجهة تخصصات عديدة مما يجعل من الصعب على شخص واحد الإلمام
بها جميعا.
في حين رأى عبد الله جاسم أن معظم المسؤولين عن الأجنحة يطوِّلون في فترة الاستراحة
المخصصة للغذاء مما يجعل هناك فراغا في التوقيت الذي يتوسط أوقات عمل المعرض، ومن
الملاحظ وجود بعض الأجنحة فارغة بدون أي شخص فيها ولا حتى بديل عن المسؤول لاستقبال
السائلين والمقبلين على التوظيف.