قطر- جريدة الراية-السبت
9 يونيو 2012م الموافق 19 رجب 1433ه
مناطق سكن العمال
تفتقد الخدمات
في مشروع تخرج لطالبات جغرافيا - تخطيط عمراني
الطالبات: مراكز الشرطة والإسعاف والمجمعات.. أهم المطالب
كتبت: هناء صالح الترك
دعا مشروع تخرج إلى تطوير المناطق المخصصة لسكن العمال وفقاً لمعايير خاصة تحقق
الاستقرار والخصوصية وتنهي المشاكل الاجتماعية لمساكن للعمال التي تتوسط المناطق
التي يقطنها العائلات.
وكشف المشروع الذي حمل عنوان "نحو مدن العمال ..الصديقة للإنسان" عن عدد من
السلبيات في المشروعات الجديدة لسكن العمال في مقدمتها ضيق مساحات الغرف السكنية
وعدم استغلال مساحات الفراغ وافتقار المنطقة للمسطحات الخضراء.
وأكد المشروع أهمية وضع حلول جادة لقضية سكن العمال ، والتي تمثل مشكلة اجتماعية في
كافة دول الخليج التي تشهد تزايد أعداد العمالة الوافدة ، مما يتطلب توفير مساكن
آدمية ومتكاملة المرافق والخدمات ومتنزهات ومجمعات تجارية ، ورعاية طبية.
قام بإعداد المشروع الطالبات منى الكلدي، كوثر الزدجالي، منار قدورة، منيرة
الجربوعي ووديعة الصفار قسم العلوم الإنسانية في كلية الاداب والعلوم - جامعة قطر
بإشراف الدكتور علي عبد الرؤوف أستاذ التصميم والتخطيط العمراني.
وأكدت الطالبات لـ الراية الأسبوعية أن مشروع التخرج يشدد على أهمية أن يكون
المجتمع القطري وفقا للمادة 18 من الدستور قائماً على دعامات العدل والإحسان
والمساواة.
وقالت الطالبات: نظراً لأهمية هؤلاء العمال في حياتنا اليومية فإن أهمية مشروع
التخرج تكمن في إيجاد مدينة متكاملة المرافق والخدمات والمتنزهات للعمال بما يحفظ
كرامتهم وآدميتهم.
وأشرن إلى أن الزيارات الميدانية للمنطقة توضح بعض المشكلات المتمثلة في الغرف
السكنية وعدم استغلال مساحات الفراغ وافتقار المنطقة للمسطحات الخضراء حيث يقع موقع
المشروع في الجانب الشرقي من الدولة على بعد 15 كم من الجهة الشمالية الشرقية
بالنسبة لمدينة الدوحة ويحد الموقع شارع الخور الرئيسي من الغرب وشارع الدوحة من
الجنوب وتحدث المشروع عن الجانب العمراني والبيئي والاجتماعي .
ولفتت الطالبات أنه في الجانب العمراني تعتبر المنطقة من المناطق الحديثة نسبيا
التي تفتقر للمعالم البنائية كما أن موقع المشروع يقع بجانب أكبر المشاريع العقارية
وهو مشروع لوسيل وتساهم هذه المجاورة العمرانية على رسم ملامح الشكل الخارجي
للمشروع بحيث يجب أن يتماشى مع شخصية والأهداف الإنسانية التي تميز مدينة لوسيل.
وفي الجانب البيئي تعد البيئة عنصراً في غاية الأهمية في مشاريع الأحياء خاصة وأنها
تحقق المصدر الإنساني للمدينة وتعطيها مصادر الحياة فيه حيث يقع المشروع على أرض
فضاء واسعة أما في الجانب الاجتماعي فتتميز المنطقة بوجود تنوع في المجال الاجتماعي
حيث انها تحتضن العديد من الجنسيات التي تعمل في مشروع لوسيل حيث تساعد هذه البقعة
على خلق تواصل اجتماعي بين جنسيات وديانات مختلفة وخاصة أن لهم نفس الأهداف
والتطلعات وكذلك معظمهم يتشابهون في المستوى الاقتصادي حيث توجد بينهم قواسم مشتركة
غير الموقع الجغرافي الذي يؤويهم.
وتحدثن عن الجانب الاقتصادي للمشروع حيث تتنوع الأنشطة الاقتصادية المحيطة لموقع
الدراسة حيث يقع المشروع إلى جوار مشروع لوسيل الذي يعتبر مدينة حديثة يتم تشييدها
حاليا شمال الدوحة حيث من المقدر ان تستوعب 250 ألف نسمة مع انتهاء تنفيذ المشروع
تضم المدينة كلا من مدينة الطاقة والمدينة الترفيهية كما ويحدها من الجنوب الشرقي
مشروع لؤلؤة قطر.
وأشرن أن سلبيات موقع الدراسة أنه بجانب منطقة سكن العمال أماكن صناعية حيث تصل
ملوثات المصانع الغازية إلى سكن العمال والتي تؤثر على صحة السكان وتهددهم بأمراض
الربو وضيق التنفس بالإضافة إلى أن تصميم البناء والمكان بعيد عن الأسلوب الإنساني
الذي يشعر العامل أنه منتم لهذا المكان إلى جانب غياب المساحات الخضراء وأماكن
العبادة للعمال غير المسلمين فضلا عن افتقار المنطقة للملاعب.
أما الإيجابيات فأشارت الدراسة إلى تخصيص صالة طعام خاصة لكل جنسية وطعام وفقا
لجنسيتها وذلك كي لاتحدث مشاكل بين العمال وجميع ممرات السكن مزودة برفوف لوضع
الأحذية وخصصت شركة الجابر مكانا خاصا لتدريب العمال وتطوير إبداعاتهم كما ساهمت
الشركة بتشجير منطقتها وإن كانت بنسبة بسيطة.
ولفتت الطالبات أنه في تحليل المشروع أوضح أن معدلات المساحات المستغلة من الأرض
كالتالي، تحتل نسبة العمال 18% من القيمة الإجمالية بينما تتوزع بشكل متساوي كل من
المساجد والعيادات والقاعات الاجتماعية ومباني الإدارة والمغاسل وصالات الطعام
بمعدل 2 % أما طفاية الحريق فشكلت نسبتها 1% بينما احتلت المباني والمظلات القيمة
العظمى بمعدل 69% وتم ملاحظة افتقار المنطقة للمسطحات الخضراء والتشجير.
وأشارت الطالبات أنه في المرحلة التطويرية للمشروع تم جمع الأفكار من قبل فريق
العمل ووضعها في التصور الأول للمخطط كما تم تقسيم المنطقة وتجميع الأفكار من
المخططات السابقة والاتفاق على المخطط النهائي .
وخلصت الطالبات أنه في الرؤية التخطيطية لابد من وجود مكتب للبريد وتحويل العملات
حتى يتسنى للعمال التراسل والتواصل مع أهلهم بالإضافة إلى وجود عيادة تخدم المنطقة
تلبي احتياجات العمال وتخدم المناطق المجاورة من خلال توفير سيارات الإسعاف الأولية
ومركز للشرطة.
وطالبن بإنشاء مركز تجاري صغير حتى يتمكن العمال من الحصول على احتياجاتهم المختلفة
بيسر دون التوجه للدوحة، فضلا عن إيجاد محطة معالجة للمياه وتوليد الكهرباء والطاقة
وخدمات الحدائق والممرات وخدمات أخرى متمثلة في النافورات والإنارة والمقاعد
والمظلات للاستراحة التي تخدم العمال وتوفر لهم الراحة عند الترويح عن أنفسهم .
كما يقترح المشروع إنشاء دور مساجد وكنائس والتوسع في التشجير ، وإنشاء مغاسل
وكافيتريات متعددة لتلبية احتياجات الأفراد وصالة رياضية مزودة بالأجهزة لممارسة
الرياضة وغرفة انترنت حتى يتمكن العمال من التواصل مع ذويهم إلى جانب مركز الأنشطة
وأماكن للطعام وملاعب وقدمت الطالبات نماذج لملامح سكنية للعمالة الباكستانية
وللعمالة النيبالية .
وقال د. علي عبد الرؤوف المشرف على المشروع إن مشروع نحو مستقرات صديقة للإنسان:
رؤية جديدة لمدن العمال في قطر هو جزء مهم من مسؤولية الدولة في إطار صياغتها
لشخصيتها الجديدة كواحدة من أهم نطاقات التنمية الصاعدة بقوة وثقة في الشرق الأوسط،
يعتمد على الطرح والفهم الإنساني للتنمية وليس فقط الجوانب المادية. فكرة المشروع
تقدم نموذجا قابلا للتطبيق في قطر وكل دول الخليج.
قانون
رقم (١٥) لسنة ٢٠١٠ بشأن حظر سكن تجمّعات العمّال داخل مناطق سكن العائلات
لجنة
المرافق بالشورى تناقش مشاكل "سكن العزاب"
تنظيم
سكن العزاب ينهي معاناة المواطنين
اليوم
إعلان إجراءات تنفيذ حظر سكن العمال وسط العائلات