قطر- جريدة العرب-
الأربعاء 13 يونيو 2012م – الموافق 23 رجب 1433هـ - العدد: 8767
«هيومن رايتس» تطالب
المقاولين بوعود محددة تحترم حقوق العمال
أكدت منظمة «هيومن
رايتس ووتش» في تقرير خاص كشفته الثلاثاء أن عمال الإنشاءات الوافدين في قطر -التي
تستعد لاستضافة كأس العام لكرة القدم عام 2022- يواجهون مخاطر التعرض لتجاوزات تصل
إلى العمل القسري، ودعت إلى إلغاء نظام الكفالة، قائلة إنه يضع العمال تحت رحمة
أرباب العمل.
وقالت المنظمة في تقرير من 146 صفحة تحت عنوان «بناء كأس عالم أفضل: حماية العمالة
الوافدة في قطر قبل كأس العالم لكرة القدم 2022» إن «مئات الآلاف من عمال البناء
والإنشاءات الوافدين الذين يعملون في قطر، وأغلبهم من جنوب آسيا، يواجهون مخاطر
جادة بالتعرض للاستغلال والإساءات».
وذكر البيان أن هذه الإساءات «ترقى أحيانا إلى مستوى العمل القسري»، مشددة على أنه
يتعين على الحكومة القطرية والاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) أن يعملا على
«احترام التزاماتهما تجاه حقوق العمال أثناء التحضير لكأس العالم لكرة القدم 2022».
كما اعتبرت المنظمة أنه يتعين على «المقاولين المشتغلين بأعمال الإنشاءات والبناء
أن يتقدموا بوعود محددة وعلنية بشأن احترام المعايير الدولية لحقوق العمال». ويتطرق
التقرير إلى نظام الاستقدام والتوظيف الذي يؤدي فعليا -بحسب المنظمة- إلى «حصار
العديد من عمال البناء في وظائفهم رغما عنهم».
وبحسب المنظمة، فإن المشكلات التي يواجهها العمال تشمل «رسوم الاستقدام الباهظة
المبالغ فيها، والتي يحتاجون إلى سنوات لسدادها، ومصادرة أصحاب العمل جوازات سفر
العمال كممارسة عامة، ونظام الكفالة القطري المقيد الذي يمنح أصحاب العمل سيطرة
مبالغا فيها على موظفيهم».
وقالت المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في «هيومن رايتس ووتش»
سارة ليا ويتسن في بيان يلخص التقرير إن «على الحكومة القطرية أن تضمن ألا يتم بناء
ملاعب كرة القدم حديثة الطراز عالية التقنية -من أجل جمهور كأس العالم- على حساب
عمال يتعرضون للإساءات والاستغلال».
وخلصت «هيومن رايتس ووتش» إلى أن في قطر «أحد أكثر قوانين الكفالة تقييدا في منطقة
الخليج، بما أنه لا يمكن للعمال تغيير وظائفهم دون إذن من أصحاب العمل».
وكانت الحكومة القطرية أكدت عزمها على إلغاء نظام الكفالة، إلا أن ذلك لم يتحقق.
وبحسب المنظمة، تبلغ نسبة العمال الوافدين 94% من القوة العاملة في قطر، وهي أعلى
نسبة للعمال الأجانب مقابل العمال المواطنين في أي بلد في العالم.
وذكرت المنظمة أن قطر «قد تستخدم ما يناهز مليون عامل بناء وافد إضافيين على مدار
السنوات العشر القادمة من أجل بناء ملاعب كرة قدم وإنشاءات بنية تحتية وعدت قطر
بتنفيذها في إطار عرضها استضافة نهائيات كأس العالم 2022 لكرة القدم».