قطر-  جريدة العرب- الأربعاء 13 يونيو 2012م – الموافق 23 رجب 1433هـ - العدد: 8767

ثاني بن عبدالله: حريصون على نيل ذوي الإعاقة حقوقهم كاملة

اعتبر سعادة الشيخ ثاني بن عبدالله آل ثاني رئيس مجلس إدارة الجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، أن الاستمرارية في إقامة حفل التكريم للمتميزين علمياً سنوياً للأشخاص ذوي الإعاقة على مختلف المراحل التعليمية تكريماً وتحفيزاً لتلك الفئة لنيل حقوقهم كاملة غير منقوصة، وأولها الحق في التعليم انطلاقاً إلى حياة كريمة للعيش باستقلالية والمشاركة في بناء المجتمع.
وقال سعادته إنه تحقيقاً لرؤية قطر 2030 التي حرصت على الاهتمام بتلك الفئة، كونها عزيزة وغالية ونسيجا من أنسجة المجتمع التي حرصت دولتنا على إصدار القانون رقم 2 لسنه 2004 والخاص بالأشخاص ذوي الإعاقة. فقد دأبت الجمعية وللعام الرابع على التوالي على تكريم مجموعة من هذه الفئة في مختلف المراحل التعليمية بدءاً من مرحلة التعليم الابتدائي وحتى المرحلة الجامعية.
وبلغ عدد المكرمين 40 طالبا وطالبة وتم الترشيح من خلال المنتسبين لها بناء على مجموعة من المعايير ومنها التميز في المجال الأكاديمي بجانب المجالات الأخرى، إيمانا من الجمعية بترسيخ مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص لهذه الفئات وتشجيعاً وتحفيزا لهم على التعلم والوصول إلى مبتغاهم، انطلاقا من أن التعليم حق لكل إنسان كالماء والهواء.
وأضاف سعادة الشيخ ثاني بن عبدالله آل ثاني، تولي دولتنا الغالية اهتمامها العظيم بالتعليم وأصبحت لها الريادة والتطور في هذا المجال، ومن الأولويات أن يكون هذا الحق أيضاً لتلك الفئة من الأشخاص ذوي الإعاقة، وفق ما نصت عليه كل القوانين الصادرة في حقهم وآخرها ما ورد بالاتفاقية الدولية للأشخاص ذوي الإعاقة والصادرة عن الأمم المتحدة عام 2007.
ونصت المادة 24 من الاتفاقية بحق الأشخاص ذوي الإعاقة في التعليم ولإعمال هذا الحق دون تميز، وعلى أساس تكافؤ الفرص، تكفل الدول الأطراف نظاماً تعليمياً جامعاً على جميع المستويات، وتعلما مدى الحياة وعدم استبعاد الأشخاص ذوي الإعاقة من النظام التعليمي العام على أساس الإعاقة، وعدم استبعاد الأطفال ذوي الإعاقة من التعليم الابتدائي أو الثانوي المجاني والإلزامي على أساس الإعاقة على قدم المساواة مع الآخرين في المجتمعات التي يعيشون فيها، وتيسير تعلم طريقة برايل وأنواع الكتابة البديلة، وطرق ووسائل وأشكال الاتصال المعززة والبديلة، ومهارات التوجيه والتنقل وتيسير الدعم والتوجيه عن طريق الأقران، وتيسير تعلم لغة الإشارة وتشجيع الهوية اللغوية لفئة الصم. كما تكفل الدول الأطراف إمكانية حصول الأشخاص ذوي الإعاقة على التعليم العالي والتدريب المهني وتعليم الكبار والتعليم مدى الحياة دون تمييز وعلى قدم المساواة مع الآخرين.
وزاد سعادته أن هذا التكريم لم يكن قاصراً على الأشخاص ذوي الإعاقة بل امتد إلى الأسرة والمدرسة إيمانا منا بأن كليهما يمثلان جناحان لتكامل الخدمات لتلك الفئة، حيث تم تكريم 12 من أولياء الأمور أصحاب التميز في التعامل مع أبنائهم من ذوي الإعاقة، وتقبل إعاقتهم ومساندتهم والأخذ بأيديهم إلى الاندماج والدمج في مجتمعهم والوصول إلى الحق في التعليم، ورغبة تلك الأسر في المشاركة الفاعلة والتعاون البناء مع الجمعية بصفة خاصة ومع كافة مؤسسات المجتمع المدني المعنية بالأشخاص ذوي الإعاقة بصفة عامة، وأكد سعادته في الحفل التكريمي على الدور الفاعل والهام والحيوي الذي تقوم به الأسرة في خدمة أبنائها من ذوي الإعاقة، وناشد كافة الأسر أن تحذو حذوها وأن تكون جميع الأسر المظلة الواقية والراعية والمساندة لأبنائها من ذوي الإعاقة. موضحا الدور الهام الذي تقوم به مؤسسات المجتمع المدني في دعم أنشطة وبرامج الجمعية لتحقيق أهدافها ودعم وتشجيع تلك الفئات المتميزة وأسرهم الأكثر تميزا، والتي كان لها الدور الأساسي مع أبنائهم.
ونوه سعادته بالتجربة الرائدة في وجود الأشخاص ذوي الإعاقة بالمدارس المستقلة ومن خلال برامج الدعم التعليمي الإضافي الذي يحقق مبدأ الحق في التعليم، وأن ما يوفره المجلس الأعلى للتعليم من خدمات متكاملة لتلك الفئة من خلال وجودهم بالمداس المستقلة نجني ثماره الآن من خلال تلك الكوكبة المتميزة من الأشخاص ذوي الإعاقة والتي يتم تكريمها في حفل التميز.
ووجه سعادة الشيخ ثاني بن عبدالله آل ثاني كل الشكر والتقدير لأصحاب السعادة والشيوخ والوزراء وكافة الجهات الحكومية والأهلية التي شاركت في إنجاح فعاليات الحفل، متمنياً لأبنائها من ذوي الإعاقة كل النجاح والتفوق والتميز في مختلف مناحي الحياة.
إلى ذلك، قالت الطالبة منيرة درمان محمد المفقاعي في كلمة باسم المكرمين، إن دور الدولة في دعم ومساندة وما توفره لنا من كافة الخدمات على مختلف أنواعها، لخير دليل على أن نتواصل معا يدا بيد مع أفراد المجتمع إلى الحق في الحياة والحق في التعليم، معتبرة أن اهتمام الدولة بالأشخاص ذوي الإعاقة دليل على حضارتها وتقدمها، حيث يقاس تقدم الدول وتحضرها بما تقدمه لتلك الفئة من خدمات.
كما أكدت الطالبة، أن الحفل التكريمي فيه تقدير وتحفيز للهمم وتشجيع للجهود ويعطي مؤشراً حقيقياً لقدرة هذه الفئة على التعلم والمثابرة والمشاركة والتميز، وأن هذا التميز من التعليم الابتدائي إلى الجامعة يعتبر تحقيقاً لمبدأ العدالة والمشاركة والمساواة وتنفيذا لما جاءت به القوانين والمواثيق الصادرة في حق تلك الفئة.
وعبرت منيرة عن امتنان المكرمين الكبير واللامحدود من ذوي الإعاقة بما تقدمة الجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة في كافة المجالات، سائلين الله تعالى التوفيق والسداد لكل القائمين عليها.
وفي السياق نفسه عبرت أمهات المكرمين في كلمة باسمهن عن شكرهن للجهود التي بذلت وقدمت لأولادهن من ذوي الإعاقة فرص الدمج والاندماج، منوهين بالجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة لما وفرته من عون ودعم للمسجلين بها، وما يقدم من أنواع مختلفة من هذا الدعم المادي والمعنوي والاجتماعي.
يذكر أن حفل تكريم المتميزين علميا من ذوي الإعاقة الذي انطلق بعد قراءة آيات بينات من القرآن الكريم وسماع النشيد الوطني، عرف تكريما لسعادة الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني وزير الدولة للشؤون الداخلية، حيث سلمه الشيخ خالد بن بن ثاني عبدالله آل ثاني درع الجمعية وباقة ورد.
وتعد وزارة الداخلية من أهم الوزارات التي تقدم خدمات متميزة لذوي الإعاقة سواء على مستوى التوظيف أو تسهيل الخدمات المقدمة لهم، من خلال استحداث قسم خاص بالوزارة تحت مسمى قسم كبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة لتسهيل كافة الأمور المتعلقة بهم، وإعفاء هذه الفئة من رسوم إصدار جواز السفر وتجديده وإصدار رخصة القيادة وتجديدها وغيرها من الخدمات.
كما تم تسليم الشهادات للمكرمين من أولياء الأمور ولذوي الإعاقة الحركية المشاركين بأنشطة وفعاليات الجمعية.
يشار إلى أن اللجنة الأولمبية الأهلية القطرية من الجهات التي قدمت دعما لا محدودا للأشخاص ذوي الإعاقة من خلال قناعة تامة بأن الرياضة من أهم مقومات الدمج الكامل للأشخاص ذوي الإعاقة، من خلال اكتشاف قدرات وطاقات تلك الفئة من خلال شعار «الرياضة حق للجميع».
ومن أهم الإنجازات في هذا السياق تخصيص يوم أولمبي لذوي الإعاقة من كل عام، وتأكيد اللجنة الأولمبية الأهلية القطرية على ضرورة إظهار ومشاركة أبطالنا من ذوي الإعاقة في كافة الاحتفالات المحلية والخليجية والدولية.



قانون رقم (2) لسنة 2004 بشأن ذوي الاحتياجات الخاصة
مرسوم رقم (28) لسنة 2008 بالتصديق على اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة
قطر اتخذت كل الإجراءات لضمان حقوق ذوي الإعاقة
قطر تولي قضية حقوق ذوي الإعاقة اهتماماً كبيراً
فريق لمراجعة قوانين ذوي الإعاقة
قطر تبذل جهوداً رائدة لتعزيز حقوق ذوي الإعاقة