قطر- جريدة العرب -السبت
23 يونيو 2012م – الموافق 3 شعبان 1433هـ - العدد: 8777
خدمات «البلدية الإلكترونية» تصلك أينما كنت بوسائل متعددة مجاناً..
والشباب في مقدمة المستخدمين
كثير ما تتعالى
الأصوات شاكية من الاستخدام السيئ للتكنولوجيا، لكن يبدو أن عددا من الجهات
الحكومية في الدولة قررت أن تقوم من جانبها بتغيير هذه الصورة النمطية وتحويل
الأجهزة التكنولوجية -التي نتسابق في امتلاك الأحدث منها- إلى أجهزة مفيدة بالفعل،
وما قامت به وزارة البلدية والتخطيط العمراني قبل شهور، وما زالت تقدم جديدها فيه-
خير مثال، حيث قامت الوزارة باستخدام التكنولوجيا الحديثة وتطبيقاتها على نطاق
واسع، لخدمة كل المتواجدين على أرض قطر، بل والموجودين خارجها أيضا، ولعل خدمات
تقديم الشكاوى والطلبات عبر «الآي فون» ونظام «الأندرويد» وخدمة «دليله»، والبث
الحي لشوارع الدوحة عبر الإنترنت، وأخيرا منصات الخدمات الإلكترونية الذاتية التي
تم نشرها مؤخرا بعدد من المجمعات، خير دليل على هذا، الأمر الذي دفع الكثيرين
للمطالبة بتعميم تلك التقنيات بوزارات الدولة الأخرى التي يمكنها تقديم خدماتها
وتلقي شكاوى الجمهور عبر هذه الوسائل.
أبو راشد، واحد ممن تعاملوا بالفعل مع خدمات البلدية تلك وأبدى رضاء كاملا عنها
«أردت تجربة هذه الخدمة التي سمعت عليها من البعض، كما أتابع إعلاناتها في الشوارع
والصحف، ولأنني أمتلك جهاز «آي فون» دخلت إلى «أبل ستور» وقمت بتحميل التطبيق، وهو
مجاني، وسجلت بياناتي كما هو مطلوب، وكانت بالقرب منا سيارة مهملة لعدة شهور قمت
بتصويرها وأرسلت الصورة للبلدية حسب البرنامج، وعلى الفور جاءني الرد بتقديم الشكر
لي على استخدام خدمات البلدية مع تسجيل الطلب برقم كذا لتسهيل متابعتها، وما هي إلا
أيام وكانت السيارة مرفوعة من مكانها الذي ظلت عليه لشهور طويلة».
علي الغانم كان أيضا واحدا ممن استخدموا خدمات البلدية ويشيد بسرعة الاستجابة التي
وجدها بمجرد إرساله بطلب لرش الحشرات، وأعرب عن أمله أن يتم توسيع الخدمة لتشمل
العديد من جهات الدولة ووزاراتها الخدمية.
أما محمد الماجد -فبرغم أنه سمع من قبل عن خدمات وزارة البلدية الإلكترونية إلا أنه
لم يفكر في استخدامها «عرفت أن الخدمة الآن لا تقتصر فقط على هواتف «الآي فون»
وإنما امتدت لتشمل كل الهواتف الذكية التي تعمل بنظام الأندرويد أيضا، لكن في
الحقيقة لم أجرب أيا من هذه الخدمات من قبل، لا أعرف لماذا لكنني أنوي إن شاء الله
اللجوء إليها إذا صادفتني أي مشكلة، ربما نحن ما زلنا غير معتادين على استخدام هذه
الوسائل في تقديم الشكاوى، وأعتقد أننا نحتاج لبعض الوقت حتى نتعود، لكن على كل حال
هي بالفعل خدمات رائدة تستحق الإشادة بالإخوة في البلدية ونتمنى من الكل أن يفعل
مثلهم».
خدمات رائدة
«العرب» التقت مدير إدارة نظم المعلومات بوزارة البلدية والتخطيط العمراني السيد
خلف عجلان العنزي ليشرح لنا أكثر عن حزمة الخدمات الإلكترونية التي أطلقتها الوزارة
لتصل إلى الجمهور المستهدف عبر كل الوسائل الممكنة «الخدمات الأخيرة التي تم
تدشينها بوزارة البلدية ممثلة في الخدمات التقنية كانت رائدة، ومنها خدمات تعتبر
الأولى عالميا لم يسبقنا أحد إليها، ولعل من أهمها تطبيقات سوق «أبل ستورز» و
«أندرويد ماركت» حيث تتيح لأي شخص الحصول على غالبية خدمات البلدية عن طريق تحميل
تطبيقات لـ «الآي فون» أو «أندرويد» الذي يستخدم مع غالبية الهواتف الذكية، ومن
خلالها يقوم الشخص بالحصول على الخدمة المطلوبة بسهولة، فقط باستخدام جواله، مثل
خدمات قص الأشجار وسحب المجاري والنظافة، وأيضا خدمات الشكاوى والمقترحات، وخدمة رش
المبيدات، وغيرها من الخدمات».
ويتابع «كان دخول وزارة البلدية لهذا المجال التكنولوجي هو الأول من نوعه في
الدولة، حيث كنا أول جهة حكومية تدخل في متجر «أبل» لتقديم خدماتها، ولم يكن دخولنا
إليه تقليديا لمجرد التواجد فقط، بل على العكس عندما دخلنا في هذا المجال دخلناه
بريادة عالمية، حيث قمنا باستحداث خدمة تتم للمرة الأولى عالميا وهي عملية التقاط
صورة الشكوى بالهاتف وإرسالها مباشرة إلى البلدية، وهذه بدورها سوف تجعل من كل من
يعيش على أرض قطر وكأنه أحد منسوبي وزارة البلدية والتخطيط العمراني، لأنه سوف
يساهم في عملية رصد الأخطاء والمخالفات وغيرها الموجودة حوله وإرسالها، وبذلك فجميع
من له قدرة أو يحب أن يكون له دور في خدمة الوطن، فيمكنه القيام بهذا بمجرد كبسة زر
على هاتفه».
صوّر.. وانس الأمر
ويشرح العنزي عن الخدمة أكثر «ببساطة، وأنت تسير في الشارع مثلا ووجدت أي نوع من
المخالفات التي تنص عليها قوانين البلدية، فقط قم بالتقاط صورة لها، وبمجرد التصوير
مباشرة تنزل الصورة في السيرفر الخاص بالبلدية، ومن خلال هذا نعرف أوتوماتيكيا مكان
التقاط هذه الصورة، ومن الشخص الذي التقطها، لكن بالطبع قبل هذا لابد أن تكون مسجلا
لدينا في البلدية من خلال تحميل التطبيق الخاص بنا على «أبل ستورز»، وبموجب ذلك
تكون بياناتك موجودة لدينا، كرقم هاتفك والرقم الشخصي والاسم، فأي شخص لديه أي من
الهواتف الذكية يمكنه بسهولة تحميل هذه البرامج، ثم يُطلب منه القيام بالتسجيل
لتفعيل الخدمة، وببساطة يضع رقم بطاقته الشخصية فيصله أكتف كود برقم خاص به وبذلك
يكون سجل في الخدمة ويمكنه استخدامها في أي وقت للتواصل معنا بالشكاوى والطلبات
وغيرها من الخدمات، وبعد تصوير الشكوى ونزولها على السيرفر الخاص بالبلدي، تُسجل
كشكوى رسمية مزودة بالصورة وبمكان تصويرها وبيانات الشخص المشتكي ويتم اتخاذ اللازم
فورا».
ويتابع «الحمد لله، الخدمة لاقت إقبالا كبيرا وإعجاب الكثيرين، ومنذ فترة –كما نشرت
الصحف- استخدم سعادة وزير البلدية والتخطيط العمراني بنفسه الخدمة دون الكشف عن
هويته، وتأكد من سرعتها وكفاءتها، كما أشاد الكثيرون بهذه الخدمة، حتى على مستوى
الخليج، فمؤخرا طالبوا في المجلس البلدي في الكويت بتطبيقها لديهم باعتبارها خطوة
ممتازة، وردود الفعل على ما قمنا به في الخليج بشكل عام والمنطقة كانت ممتازة
للغاية. ومحليا وجدت الخدمة تجاوبا كبيرا من الجمهور، وأفضل ما فيها أنها توصل لنا
الشكوى مزودة بالصورة، حتى عندما نقوم بإخراج فريق لمعالجة هذه القضية نكون على علم
بحجم المشكلة التي نحن بصددها، فقد تكون الحفرة مثلا صغيرة فنقوم بإرسال شخص أو
اثنين فقط وقد نرجئها أيام حسب دورها، لكنها لو كانت عميقة وهناك احتمال أن يقع
فيها شخص أو تعرض الحياة للخطر- وكذا أي نوع من المخالفات التي فيها خطورة- فيتم
فورا إرسال فريق متخصص، فهم سيكون مطلعين على الشكوى وحجم المشكلة مسبقا».
لكن هل تأتي إلى وزارة البلدية شكاوى في غير اختصاصها؟ يجيب العنزي «نعم، كثير،
كأحد الأشخاص الذي أرسل لنا بصورة فاتورة لخياط أسعاره مرتفعة مثلا، وكثير من نقابل
هذه الأمور، فالبعض يعتقد أن هذا التطبيق يمكن من خلاله إرسال أي شكوى في أي مجال».
سألنا مدير إدارة نظم المعلومات إن كان من الممكن التعاون مع الجهات والوزارات
الأخرى لتقديم خدمات مشابهة فأوضح أن مشروع «دليله» الذي دشنته الوزارة «يعد نواة
لخلق سيستم ونظام ذكي إلكتروني شامل لجميع جهات الدولة التي يمكنها أن تصب في دليله
وبالتالي يمكن لجميع الموجودين على أرض قطر الاستفادة من هذه المعلومات، فكمثال
يمكن لأي جهة وضع مجموعة من المعلومات عنها ويمكن لأي شخص التخاطب معها عبر هذه
الخدمة، وهذا ما نتمناه بتوسيع هذه الخدمة على نطاق أوسع».
إرشاد SMS
الإجابة عن سؤالنا السابق أخذنا تلقائيا للحديث عن الخدمة الأخرى الرائدة لوزارة
البلدية وهي مشروع «دليله» ويقول عنها العنزي «هي أيضا فكرة غير مسبوقة، وتنقسم إلى
قسمين، الأول إرشادي، فكلمة «دليله» هي كلمة تراثية يوصف بها الشخص ذو الدراية
بالطرق والأماكن، فهو شخص لديه الخبرة والمعرفة بالطرق والأماكن والمناطق يدل الناس
إليها، والخدمة ببساطة أنه يمكنك أن تكتب اسم أي منطقة أو شارع تريد التوجه إليه
وترسلها من جوالك في رسالة نصية إلى الرقم (92192)، فستصله على الفور خريطة بالمكان
الذي يريده، تبين المكان الذي يوجد فيه الشخص مرسل الرسالة والمكان إلى يريد التوجه
إليه، ونحن طورنا النظام بطريقة ذكية، بحيث لو كتبت مثلا «كتارا»، ستصلك الخريطة،
ولو كتبتها «كاتارا»، أو «الحي الثقافي» فستصلك أيضا، ومثلا لو كتبت «سفارة مصر» أو
«سفارة جمهورية مصر العربية» أو حتى «السفارة المصرية»، في كل الأحوال ستصلك
الخريطة بالمكان الذي تريده، فالنظام يتناسب مع كل أشكال النطق للمكان، فنحن نحاول
أن نقيس ونعرف ما هي أكثر الكلمات المتداولة لنفس المكان ونقوم بتغذية النظام بها
ليناسب الكل. فهو نوع من محاولة التفاعل مع المستخدم وفهم طريقة تفكيره».
ويتابع «بمجرد إرسال الشخص الرسالة، تصله الخريطة إلى هاتفه الشخصي تحمل وصلة عبر
رسالة قصيرة sms ويضغط الشخص على الوصلة فتفتح «خرائط جوجل» التي تبين له مكانه
والمكان الذي يريد الذهاب إليه، وبنفس السيستم يمكنه التعرف على المسار أو أفضل
الطرق الذي عليه أن يسلكها للوصول إلى هدفه».
اعرف وطنك
ولا تقتصر خدمة دليه على ذلك وإنما لها جزء آخر يؤكد العنزي أنه أيضا غير مسبوق ولم
يتم تقديمه في أي دولة أخرى ويتعلق بمعرفة معاني المناطق والمدن في الدولة «نحن
ولله الحمد دولة تعتز بتراثها وبالأسماء القديمة الموجودة فيها، فكثير من المدن
والقرى والشوارع والمناطق لدينا في الدولة قد تجد لها بعض الأسماء التي ربما لا
يعرفها ليس فقط المقيم أو السائح لكن أحيانا المواطن نفسه، فأحيانا تكون مع ابنك أو
أحد ويسألك عن معنى اسم منطقة ما، فلا تعرف أو تكون نسيته، لكن مع هذه الخدمة فمن
يريد معرفة معنى لأي مكان هنا يمكنه أن يرسل رسالة لـ «دليله» ليجيب على الفور عن
معنى الاسم ولماذا سميت هذه المنطقة به ونبذة عنه.
وتقريبا الآن حوالي %90 من المناطق في البلاد مضمنة في هذه الخدمة، ويمكن إرسال
رسالة على 92192 لمعرفة معاني أسماء الأماكن.
المثير في الموضوع أن كل هذا كان أصلا موجود لدى وزارة البلدية لكنه لم يكن متاحا
للجمهور بكل هذه السهولة «من الأمور التي نحن فخورون بها في الوزارة وفي الإدارة
تحديدا أن هذا الشغل كله شغل إداراتنا، دون الاستعانة بأي شركات متخصصة ولا أي جهة
خارجية، لذا نعتبر هذا إنجازا بالنسبة لنا، فمعاني الكلمات أصلا موجودة بوزارة
البلدية باعتبارها الجهة المعنية عن تسمية الشوارع والمناطق، ولدينا كل هذه المادة،
لكنن وظفناها، وقمنا بعمل السيستم الخاص الذي يجعلها متاحة للجميع كخدمة رائدة
ومفيدة، فنحن طورناها لتوسعة قاعدة المعلومات ليمكنها أن تتماشى مع طبيعة الخدمة
ذاتها، ولم تعد قاصرة علينا كجهة».
في كل مكان
ويواصل السيد خلف العنزي الحديث عن الخدمات الإلكترونية الأخرى الجديدة لوزارة
البلدية:
«افتتحنا رسميا من أسابيع «منصة الخدمات الإلكترونية» بثلاثة من المجمعات الكبرى في
الدوحة تشمل حالياً عددا من الخدمات وهي قص الأشجار، الصرف الصحي، مكافحة الحشرات
والقوارض، وتقديم الشكاوى أو الاقتراحات، وتشتمل هذه الأجهزة على خدمات تقديم
الطلبات في جميع البلديات، وليست مقتصرة على بلدية بعينها، وتعد هذه مرحلة هي مرحلة
أولى مكانياً وخدمياً، لكنها فيما بعد ستشمل باقي المجمعات في جميع أنحاء الدولة،
وسيتم نقل الخدمة الجديدة إلى كافة البلديات السبع، ليتاح الفرصة لسكان المناطق
المختلفة للتواصل المباشر بشكل أسرع، كما أن المنصات نفسها سيتم تطويرها في
المستقبل لتشمل عددا كبيرا من الخدمات النوعية والمختلفة. ونحن نهدف إلى الوصول إلى
جميع فئات المجتمع المختلفة، ولا تقتصر فقط على الطرق التقليدية المعتادة أو الأخرى
المبتكرة باستخدام تطبيقات الجوال، وصاحب الشكوى أو الطلب ستصله أيضا رسالة نصية
فور تلقي الطلب لتأكيد رقم المراجعة. وأضاف أن التعامل مع الطلب المقدم يكون بشكل
فائق السرعة، حيث يتم إرسال رسالة نصية في حال تحديد موعد لصاحب الطلب، كما يتم
موافاته بكافة التفاصيل المتعلقة بطلبه.
فهي عبارة عن منصة إلكترونية يستطيع أي شخص أن يحصل على الخدمة خلال خروجه مع أهله
للتنزه أو التسوق في المجمع، حيث يمكنه بكل بساطة أن يقدم استفسارا أو شكوى وكل
خدمات البلدية، فمن لا يتعامل مع خدماتنا على الجوال أو بالطرق التقليدية الأخرى
يمكنه الاستعانة بهذه المنصة ببساطة».
سألنا العنزي عن أكثر الأعمار إقبالا على الخدمات الإلكترونية فقال: «اكتشفنا أن
الأعمار التي تقبل على استخدام تلك الخدمات تتراوح بين 17 عاما وحتى 40 إلى 45
عاما، فهم الأكثر تعاملا مع التكنولوجيا، كما الآن الفئات الأكبر ربما لا يحبون
التعامل بهذه الوسائل، وبشكل عام الفئة العمرية التي تتعامل مع الوسائل التكنولوجية
هي الفئة الأنشط والأكثر تفاعلا في المجتمع».
على الهواء
«دوحة لايف» هي خدمة أخرى للبلدية تعتمد على التقنيات الحديثة، وهي عبارة عن
كاميرات موجودة على كورنيش الدوحة تبث على الهواء عبر موقع وزارة البلدية
الإلكتروني وتعطي أكثر من مشهد لكورنيش الدوحة «هناك مشهد بانورامي للاطلاع على
منطقة الأبراج ورؤية الكورنيش، ومنظر آخر للمتحف، وهذه يستفيد منها الكثيرون، ولاقت
إعجاب كثيرين خاصة المغتربين من أهل قطر، حيث يدخل الشخص ويرى بلده على الهواء
وماذا يحدث فيها والأجواء في لحظتها، هل فيها مطر أم حر أم أي شيء، فيكون هناك نوع
من الحميمية والتواصل مع وطنه، وكثيرون تفاعلوا مع هذه الخدمة، والآن نخطط لإقامة
كاميرات أخرى واحدة بالخور، وأخرى في منطقة الأبراج حيث سنضع كاميرا أخرى تلتقط
الجانب الآخر من الكورنيش، فهي فكرة فيها نوع من التعريف بالعاصمة، وبمناطق الدولة
الخارجية بشكل مبتكر. وهذه الخدمة موجودة منذ عدة شهور وهناك تفاعل كبير معها،
وتأتينا ردود أفعال كثيرة عليها، منها رسائل شكر وامتنان، وأخرى تطالب بوضع كاميرات
في مناطق أخرى يتمنون رؤيتها، ونسعى لذلك، لكن الأمر ليس متاحا في كل مكان، فهذه
الأمور كما هو معروف لها خصوصية، ولابد أن تلتقط صور معينة ولا يكون هناك فوكس معين
على بعض الأماكن حتى لا تظهر صور لأشخاص، وغيرها من مثل هذه الأمور، فلها حِسبة
أخلاقية واجتماعية وأمنية وما إلى ذلك، ونحن نحاول أن نعالج هذه المسألة بحيث
نستفيد منها من دون أن يكون هناك أي مخالفات».
استعراض النظام
«العرب» اطلعت على نظام تلقي شكاوى الهاتف والتي تصب في نظام الاقتراحات والشكاوى
الخاص بوزارة البلدية الذي يجمع كل الشكاوى التي تصل إلى الوزارة من كل البلديات في
الدولة، ففي البداية كان موظفو الـ «كول سنتر» هم من يتلقى الشكاوى، أما الآن
فيتلقى السيستم -بالإضافة إلى الطريقة التقليدية- شكاوى الهواتف الذكية، كذا أجهزة
الخدمة الذاتية الموجودة بالمجمعات، وتقوم إدارة العلاقات العامة بعد ذلك بتوزيع
الشكاوى والمقترحات على البلديات المعنية، فيقومون بدورهم بإجراء المطلوب. ويوضح
نظام الاقتراحات والشكاوى هذا، بجوار كل شكوى، الوسيلة التي تم تقديم الشكوى بها
وما تم فيها، فشكاوى الهاتف الجوال، موجود بجوارها صورة جوال. قمنا بفتح إحدى تلك
الشكاوى التي وصلت خلال إجرائنا للتحقيق، فأخرج لنا النظام الصورة التي التقطها
مرسل الشكوى، وخريطة بالمكان الذي تم التقاط الصورة فيه، ثم كلام الصورة التي كانت
عبارة عن سيارة مهملة طالب صاحب الشكوى برفعها من هذا المكان، وكتب: «سيارة مصدومة
ومتروكة منذ أكثر من شهر، أرجو إزالتها»، وبالطبع تظهر بيانات الشاكي بجوارها من
خلال تسجيله خلال تحميل الخدمة على جواله. وبعد إرسال الشكوى إلى البلدية المختصة
تقوم بوضع ردها على نفس النظام بجوار الشكوى في مكان مخصص لذلك توضح فيه ما تم مع
الشكوى، كما أن الشخص نفسه يصله رد لمشكلته سواء بحل المشكلة، أو بأنها غير تابعة
للبلدية وإنما لجهة أخرى في الدولة طالبين منه متابعتها فيها.
بكل الوسائل
توجهنا إلى قسم الاتصال بوزارة البلدية للتعرف على تفاصيل أكثر عن الشكاوى
الإلكترونية وتبن أن أكثر الشكاوى التي ترد تكون عن السيارات المهملة في الشوارع،
وغالبا ما تكون في المنطقة الصناعية، وهذه النوعية من الشكاوى يتم التعامل معها في
الحال، حيث يتم وضع ملصق لمدة عشرة أيام، يعلم صاحب السيارة أن عليه أخذها أو سيتم
إزالتها عبر وزارة البلدية، وإذا انتهت المهلة وظلت السيارة مكانها تقوم الوزارة
بإزالتها.
وأوضح المسؤولون بإدارة الاتصال أن الشكاوى التي يتم تلقيها عبر الجوال «يتم
التعامل معها مثل الشكاوى الأخرى التي ترد إلى البلدية بكل الوسائل ومنها الاتصال
على الهاتف رقم 44266666، حيث يتم توزيعها مباشرة على البلديات المعنية، وأوضحوا أن
هناك عددا من الشكاوى التي تصلهم لا يكون علاقة للوزارة بها وإنما هي تابعة لجهات
أخرى مثل الحفر التي تقوم بها بعض الشركات، أو أعمال البنية التحتية التي تخص قطاع
الطرق بإشغال، أو كهرماء أو وزارة البيئة. وهنا يتم التعامل مع مثل هذه الشكاوى
بإرسالها إلى الجهات التي تتبع لها هذه الشكاوى، وأحيانا نتابع بعض هذه الشكاوى
التي قد تتقاطع معنا فنبلغهم ونتعاون معهم عن طريق العلاقات العامة في تلك الجهات
لحل المشكلة من جذورها، ونعطي لمرسل الشكوى خلفية عما تم ويتم، ونخبرهم بأنها ذهبت
للجهة المعنية، وإن كان عليه أن يتابع معها فيتم توجيهه إليها». وقال المسؤولون
بإدارة الاتصال إن الخدمات الإلكترونية لوزارة البلدية قللت الضغط على وحد الاتصال
«الكول سنتر» بشكل ملحوظ. موضحين أن تحديد موعد لصاحب الشكوى لحل مشكلته يكون حسب
دوره والذي قد يكون لثلاثة أيام على الأكثر، ويمكن أن يكون الرد في اليوم نفسه حسب
كم الشكاوى الوارد إلى البلدية».
وقال المسؤول بإدارة الاتصال للعرب مازحا «إن الخدمات الإلكترونية أصبحت تنافس
الصحف حيث يقوم الشخص بإرسال شكوته بنفسه إلينا دون الحاجة إلى الصحيفة ليرسلها من
خلالها كما كان يحدث من قبل».
كلام الأرقام
وفي إحصائية لمركز خدمة الاتصال من شهر يناير حتى أبريل 2012 تبين أن عدد الطلبات
التي وردت للوزارة بلغت 30384، وبلغ عدد المكالمات الهاتفية الواردة لمركز الاتصال
8285، كانت طلبات خدمة الصرف الصحي هي الأعلى حيث بلغت 22808 بنسبة %81 من إجمالي
الطلبات، أما طلبات مكافحة الحشرات والقوارض فبلغت 5629، وبلغت طلبات خدمة قص
الاشجار453، وكانت نسبة الطلبات التي تم تنفيذها %81 والطلبات الجاري تنفيذها –حتى
إجراء هذا التحقيق- %15 فيما كانت نسبة الطلبات التي تم إلغاؤها %4، وكانت أعلى
نسبة تلقي طلبات من البلديات من نصيب بلدية الريان حيث وصلت إلى %86، أما المعدل
العام لطلبات الآي فون فكان بمتوسط 470 طلبا شهريا.
وتوضح الإحصاءات أيضا ارتفاع نسبة الطلبات عبر خدمة الآي فون –والتي تم تطويرها
الآن لتشمل نظام الأندريود أيضا- فخلال الثلث الأول من العام 2012 بدأت الطلبات عبر
الجوالات الذكية 403 طلبات في يناير، لتصل إلى 719 طلبا في شهر أبريل من العام
نفسه، كما ترصد إدارة الاتصال تزايدا ملحوظا في الاعتماد على خدمات الجوال وخدمات
البلدية إلكترونية بشكل عام.
استطلاع
ومن ناحية أخرى كشف استطلاع لرأي الجمهور على موقع وزارة البلدية أن خدمة «الآي
فون» و «الأندريود» كانت أكثر الخدمات التكنولوجية التي نالت إعجاب المشاركين في
الاستطلاع بنسبة %58.95، تلاها خدمة البث الحي للكورنيش بنسبة %32.63، فيما حصلت
خدمة «دليله» على %8.425 من أصوات المشاركين في الاستطلاع حتى كتابة هذه السطور.
يذكر أن جميع خدمات البلدية الإلكترونية تتم بشكل مجاني تماما بما فيها تحميل
تطبيقات «الآي فون» و «الأندرويد»، وكذا الرسائل القصيرة التي يتم إرسالها عبر خدمة
«دليله».
قانون
رقم (1) لسنة 2011 بتعديل بعض أحكام القانون رقم (12) لسنة 1998 بتنظيم المجلس
البلدي المركزي
قانون
رقم (9) لسنة 2005 بتعديل بعض أحكام القانون رقم (1) لسنة 2004 بإنشاء هيئة الأشغال
العامة، والقانون رقم (15) لسنة2004 بإنشاء الهيئة العامة للتخطيط والتطوير
العمراني
خطط
لتبسيط الإجراءات وتسهيل الخدمات
بالبلديات