قطر- جريدة الشرق -السبت
23 يونيو 2012م – الموافق 3 شعبان 1433هـ
بالقضايا المرورية.. الرعونة أولى الاتهامات وفقدان الأطراف أكثر الإصابات
وفاء زايد:
تنظر المحاكم يومياً في مئات القضايا
المرورية التي تخلف وراءها ضحايا من سائقين متهورين وعابري طريق مصابين بكسور
وإعاقات وعائلات تستعيد ذكريات من فقدتهم تحت إطارات السرعة الجنونية على الطرق أو
من مزقت أجسادهم بالدعس والاصطدام .
وتعتبر تهمة الرعونة في قيادة المركبة من أولى الاتهامات التي تتصدر لائحة الاتهام
الموجهة من النيابة العامة إلى المتهمين ، تليها القيادة بدون رخصة قيادة مخولة من
السلطة المختصة ، ثم مخالفة خرق الإشارة الضوئية ، وتجاوز حدود السرعة في الأحياء
السكنية وعند التحويلات المؤقتة في مناطق الإنشاءات .
وتوجد عدة أسباب وراء تزايد أعداد قضايا حوادث السير المنظورة أمام القضاء ، أبرزها
التهور واللامبالاة وفقدان الثقة بالنفس ، وفقدان الإحساس بالمسؤولية ، وانعدام
التوازن النفسي ، وشرب المسكرات ، وغياب الدور الاجتماعي في حياة المتهورين ، إضافة
ً إلى التقليد بين بعض الشباب والفراغ وغياب الهدف في حياة الكثيرين منهم.
أما إصابات المتضررين فمن خلال المداولات اليومية لجلسات المحاكم فإنّ إصابات فقدان
الأطراف التي تؤدي إلى العجز الكلي عن الحركة واستخدام عكازات أو مقاعد متحركة هي
الأولى في قائمة الضرر ، تليها إصابات الرأس والجروح ، إضافة ً إلى الضرر النفسي
لآباء وأمهات وعائلات فقدت أرواح أبناء وأطفال لا ذنب لهم سوى أنهم عبروا الطريق
مترجلين أو على دراجات.
أما الشريحة العمرية فإنّ أغلب المتهمين من الشباب ممن تتراوح أعمارهم مابين 18 و35
سنة ، وكثيرون ممن لا يحملون رخص قيادة ، بينما أغلب المصابين من المشاة ومستخدمي
الدراجات .
وتنظر الدوائر القضائية يومياً في مئات الدعاوى مرفوعة من أسر فقدوا أبنائهم تحت
إطارات السيارات المجنونة ، أو عابري طريق أو متنزهين .. وكثيرون من ضحايا القيادة
المتهورة من سائقين أو مشاة عادوا إلى الحياة برفقة أطراف خشبية ومقاعد متحركة أو
حاملي شهادات طبية تثبت عجزهم الجسدي عن الدراسة والعمل والحياة الاجتماعية.
ومن بين الدعاوي التي دارت أمام القضاء ، بهذا الخصوص: في الدائرة الأولى بمحكمة
الجنايات .. مثل شاب بتهمة التسبب في إصابة شخص .. فأنكرها أمام القاضي قائلاً :
لست مذنباً .. ثم نادى حاجب المحكمة على المجني عليه .. الذي دخل القاعة بعكاز خشبي
يتكئ عليه من إصابة في حادث سيارة كسرت ساقه اليمنى .. ويلتف صدره وظهره بجلد طبي
وأربطة أسفنجية يعينه على الوقوف .
سألته المحكمة عن إصابته .. فأجاب إنه فوجيء بنفسه بعد حادث سير على سرير أبيض ..
وبجسد يحتضن أربطة وقميص طبي يقي صدره وظهره من الاعوجاج .. وبساق يمنى لا يقوى
الوقوف عليها .. وفك مكسور لا يساعده على نطق الحروف .. ولا يعرف ماذا حدث له ..
وعندما يمشي لا يرى أمامه سوى الألم والمعاناة .
فطلبت منه المحكمة إبراز شهادة طبية توضح نسبة العجز الكلي في جسده .. واستدعت محقق
الحادث .. وأجلت إلى جلسة لاحقة.
بهذه العبارات اختصر المجني عليه حال كثيرين ممن تمزقهم المركبات بسبب السرعة.. وإن
عادوا لممارسة حياتهم الطبيعية يقضون جلّ أوقاتهم بين أروقة المحاكم وغرف العناية
بالمستشفيات .. ويتأوهون من مرارة الذكريات الأليمة وآلام الإصابات القاسية.
وفي قضية ثانية وقف المجني عليه بذراع حديدية .. وأربطة تلف صدره .. وقال لقاضي
الجلسة : لقد كنت ضحية حادث مروع في جزيرة اللؤلؤة .. وفقدت على إثره ذراعي وأصبت
بكسور شديدة.
أفاد المجني عليه : أنه كان يقود تريلللا محملة بالرمل .. قاصداً مشروع جزيرة
اللؤلؤة لإفراغها في منطقة للإنشاءات ، وعندما أفرغ حمولة الرمل .. توقف خلف
التريللا لتنظيف زجاجها وأبوابها من آثار الرمال العالقة .
قال : كنت أسمع ضجيج آليات ثقيلة وشاحنات .. لأنّ الموقع كان للإنشاءات .. وفي تلك
الأثناء فوجئت بشاحنة تعود "ريوس" إلى الخلف ولم ينتبه سائقها إلى وجودي خلف
التريللا لأنّ المركبتين مرتفعتان .. وصدمني بمؤخرة التريللا .. وفقدت في نفس
اللحظة ذراعي الأيمن الذي بتر في الحال .. وسقطت مغشياً في الدماء .. ورقد للعلاج
بالمستشفى شهرين ولا يزال يتابع علاجه مع الأطباء، وطالب المجني عليه بتعويض عن
الحادث .. الذي أفقده ذراعه.
مرسوم
بقانون رقم (19) لسنة 2007 بإصدار قانون المرور
الالتزام
بقانون المرور يقلل ضحايا الحوادث