قطر- جريدة العرب-السبت
30 يونيو 2012م – الموافق 10 شعبان 1433هـ - العدد: 8784
ندوة
حول الإسلاميّين ونظام الحكم الدّيمقراطي
ينظم المركز العربي
للأبحاث ودراسة السياسات -برئاسة د. عزمي بشارة- ندوةً علميّةً بعنوان:
«الإسلاميّون ونظام الحكم الدّيمقراطي في المرحلة الانتقاليّة للثّورات العربيّة»،
يومي 6 و7 أكتوبر القادم.
وتبحث جلسات النّدوة في خمسة محاور هي: تجارب المشاركة والتّحالفات السّياسية ما
قبل الثّورات: بحث وتحليل وتقييم.. الحضور الجديد للسّلفية والسّلفية البرلمانيّة
في مجتمعات تتغيّر.. الإسلاميّون وقضايا المواطنة ونظام الحكم الدّيمقراطي..
الإسلاميّون والتّحالفات وقضايا المشاركة في النّظم الدّيمقراطيّة الجديدة..
الإسلاميّون والقضيّة الفلسطينيّة والمحيط الإقليمي والدّولي.
وتُختتم النّدوة بجلسة أخيرة تطرح موضوع الإسلاميّين وأسئلة الرّاهن والمستقبل.
وستستضيف النّدوة، إضافةً إلى الباحثين المتخصّصين، عددًا من الممارسين السّياسيّين
بهدف تطوير الحوار بينهم وبين الباحثين بخصوص القضايا المطروحة، بما يخدم الهدف
الأعلى للنّدوة وهو البحث العلمي وتعميق المعرفة بمواقف التّيارات الإسلاميّة ومدى
توافقها مع متطلّبات التّحول الديمقراطي واستنتاج السّبل الأفضل لتعزيز التّماسك
الاجتماعيّ القادر على خوض المرحلة الانتقاليّة بنجاح، ودعم قيم الدّيمقراطية
والحرّية والحكم الرشيد في الوطن العربيّ.
يمكن للراغبين في الحضور، من غير المدعوين، المشاركة عن طريق التسجيل للمؤتمر
بتعبئة النموذج الإلكتروني وإرسال السيرة الذاتية وورقة بحثية من أعمالهم على
العنوان الإلكتروني التالي: events@dohainstitute.org
وحدد المركز الموعد النهائي للتسجيل في 10 سبتمبر 2012.
ويأتي انعقاد الندوة انطلاقا من أن قضيّة العلاقةِ بين الإسلاميّين ونظام الحكم
الدّيمقراطي لم تعد مسألةً نظريّةً، بل مسألةً سياسيّةً-اجتماعيّةً مباشرة وخاضعة
للاختبار بامتياز، تطرح أسئلةً وقضايا جديدة مختلفة عن قضايا الجدل النّظري
والسّياسيّ السّابق في ضوء مؤشّرات الممارسة السّياسية في المرحلة الانتقاليّة
للمجتمعات العربيّة التي اندلعت فيها الثّورات وحركات الاحتجاج أو أنّها مرشّحة
لذلك.
وتجسد سياسة المركز العربي للأبحاث ودراسة السّياسات في ربط عمليّة البحث في ميدان
الفكر والعلوم الاجتماعيّة والإنسانيّة وعلم السّياسة بالمجتمع، وبالقضايا العربية
الملموسة في هذه المرحلة.
على صعيد متصل حدد المركز اليوم (السبت) موعدا نهائيا للفترة التي يستقبل فيها
الملخصات البحثية للمشاركة في المؤتمر السنوي للعلوم الاجتماعية والإنسانية، الذي
يعقده المركز في مارس 2013.
وكان المركز قد أعلن عن فتح باب المشاركة في منتصف أبريل للراغبين في كتابة أوراق
بحثية في الموضوعين التاليين:
الأول: جدلية الاندماج الاجتماعي وبناء الدولة والأمة في الوطن العربي.
الثاني: ما العدالة في الوطن العربي اليوم؟
ويتم استقبال الملخص البحثي والسيرة الذاتية على العنوان الإلكتروني:
annualconference@dohainstitute.org
وأصدر المركز قبل أيام ورقة عمل بحثية حول «المشهد السياسي التونسي من الإدماج
الحسي الانتخابي إلى إكراهات التجربة السلطوية العملية».
أعد الورقة سهيل الحبيب الحاصل على دكتوراه في اللغة والآداب العربية والأستاذ
المحاضر بمركز الدراسات الإسلامية- جامعة الزيتونة تونس.
وتمثل هذه الورقة جزءا ثانيا مكملا للورقة التي ضمناها قراءة في انتخابات المجلس
الوطني التأسيسي، التي جرت في تونس يوم 23 أكتوبر 2011. وقد حاولنا في تلك القراءة
أن ندلل على وجاهة طرح مفاده أن ما سميناه «الإدماج الحسي المباشر» في الخطاب
السياسي، كما في الخطاب الإيديولوجي، كان عاملا حاسما في هذه الانتخابات، من حيث
نسبة الإقبال التي شهدتها، ومن حيث النتائج التي أفرزتها. وكان مناط الرهان في هذه
القراءة -كما أكدنا في خاتمة الورقة- هو قدراتها التحليلية والاستشرافية لإشكالات
الواقع التونسي في مرحلة ما بعد انتخابات 23 أكتوبر 2011، وذلك من منطلق مواصلة
الدفاع عن الطرح الذي تبنيناه منذ الأسابيع الأولى التي تلت هروب بن علي من تونس
مساء 14 يناير 2011. وينبني هذا الطرح على القول إن الأنموذج التغييري الذي تجسده
الثورة التونسية يطرح إشكالات عديدة حينما نجعل الانتقال الديمقراطي أفقا موضوعيا
له. وإن هذه الإشكالات لا يمكن حلها إلا عبر تفعيل الرؤية الإصلاحية القائلة
بالتغيير المجتمعي الشامل -وأساسه التغيير الثقافي- الذي يستغرق مدة من الزمن، وذلك
خلافا لما فكر فيه وفعل في خضم الحراك التونسي ما بعد 14 يناير 2011، من رؤية تقول
بالتغيير الثوري (القاطع والفوري)، الذي أساسه حل المسألة الدستورية والمسألة
السلطوية.
يشار إلى أن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات مؤسسة أكاديمية عربية مستقلة،
يشرف عليها مجلس إدارة، ويديرها منذ تأسيسها الباحث والمفكر العربي الدكتور عزمي
بشارة. وقد ولد المركز قبل أشهر فقط من انطلاق شرارة الثورات والتحولات العاصفة
التي تعيشها الأمة العربية، وهو يعيش زمنها ويراقب مخاضها التاريخي الصعب، ويطمح
إلى أن يكون بوتقة إشعاع حضاري للاستنارة ومجالا لإخصاب جديد للمعرفة العربية
لإغناء الحياة المعاصرة فكرا مستنيرا، ومعرفة إبداعية، ومنهجا خلاقا، ويراه
المشرفون عليه مشروعا للتجديد النهضوي.
ومنذ اليوم الأول، وضع المركز الإنتاج المعرفي نصب عينيه، وذلك في العلوم
الاجتماعية والإنسانية، نظريا وتطبيقيا، وفي كل ما يتعلق بتنمية الدول والمجتمعات
العربية، فضلا عن تحليل السياسات ونقدها، مع رعايته للإبداعات، واقتراح البدائل.
ورأى المركز من واجبه توحيد أو تنسيق أجندة البحث العربية وتطويرها، طامحا للمساهمة
في إرساء مقومات نهضة عربية إبداعية جديدة، وذلك بواسطة برامج وخطط أكاديمية
مدروسة. فقد عقد المركز العربي للأبحاث مؤتمرات وندوات علمية عربية، فضلا عن نشر
«توصيات» تتعلق بالسياسات الاستراتيجية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية
والثقافية المختلفة. كما نجح المركز في تنظيم ندوات علمية عربية بمستوى رصين، وأنتج
دراسات وبحوثا، مستقطبا العشرات من أبرز العلماء والمختصين العرب والأجانب.
وقد أصدر المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات خمسة عشر كتابا في عامه الأول،
ونشر برنامج مؤشر الرأي العام العربي، وهو أوسع وأشمل استطلاع للرأي العام في
المنطقة، وأطلق الجائزة العربية للعلوم الاجتماعية والإنسانية لتشجيع البحث العلمي،
وعقد المؤتمر السنوي للعلوم الاجتماعية والإنسانية بدءا من هذا العام. كما قام
باحثوه برصد أحداث الثورات العربية وأرشفتها، وإصدار الدراسات بشأنها. وسيصدر
المركز قريبا دوريتين أكاديميتين فصليتين، الأولى للعلوم الاجتماعية تحمل اسم
«عمران»، والثانية للعلوم الإنسانية واسمها «تبين». وللمركز دار نشر أكاديمية لنشر
الكتب والدراسات المحكمة، كما بدأت في حيازة حقوق الترجمة لكتب باللغات الأجنبية.
الدستور الدائم لدولة قطر