قطر-
جريدة الراية - الأحد ٨ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ١٨ شعبان ١٤٣٣ هـ
مذكرة تفاهم قطرية - جزائرية لإنشاء مصنع للحديد والصلب
المصنع بولاية "جيجل" وتقدر طاقته الإجمالية بخمسة ملايين طن سنويا
الجزائر - قنا:
وقعت دولة قطر والجزائر هنا أمس على مذكرة تفاهم لإنشاء مصنع للحديد والصلب
بالمنطقة الصناعية في "بلارة" بولاية "جيجل" تقدر طاقته الإجمالية بخمسة ملايين طن
سنويا.
ووقع المذكرة سعادة السيد يوسف حسين كمال وزير الاقتصاد والمالية، فيما وقعها عن
الجانب الجزائري سعادة السيد محمد بن مرادي وزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة
والمتوسطة وترقية الاستثمار.
وصرح سعادة السيد يوسف حسين كمال عقب التوقيع على المذكرة بأن حضرة صاحب السمو
الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى يولي مشروع مصنع إنتاج وتسويق
الفولاذ في الجزائر أهمية خاصة، مشيرا إلى أن دولة قطر تعتبر التوقيع على مذكرة
التفاهم حول المشروع لبنة جديدة في العلاقات بين البلدين الشقيقين.
وقال سعادته للصحفيين: "يمكننا القول إن العد التنازلي لانطلاق المصنع في النشاط،
وإنتاج أول قطعة فولاذ قد بدأ، وأمامنا اعتبارا من هذه اللحظة 24 شهرا، وعلى أقصى
تقدير 30 شهرا لكي نشاهد إنتاج المصنع يسوق في السوق الجزائري".
وأضاف "لدينا اهتمامات كثيرة في مجال الاستثمار بالجزائر، منها إقامة مشروع مصنع
السيارات الخاصة تحت علامة "فولكس فاجن" الألمانية، نحن ندفع نحو تجسيده وفقا
لشراكة ثلاثية قطرية وجزائرية بالإضافة إلى الشركة الألمانية المصنعة للسيارات".
وأشار سعادة وزير الاقتصاد والمالية إلى أن قطر والجزائر اتفقتا على العمل المشترك
في مشاريع استثمارية خارج الدولتين، عملا باتفاق ثنائي يقضي بالاستثمار ضمن صندوق
سيادي مشترك في الفرص المتاحة في الأسواق العالمية.
واستطرد سعادته قائلا: "لدينا في قطر تجربة وخبرة عمرها 20 عاما في هذا المجال،
والأشقاء في الجزائر يريدون الاستفادة منها".
وفي كلمة له ألقاها خلال مراسم التوقيع على المذكرة، شكر سعادة السيد يوسف حسين
كمال وزير الاقتصاد والمالية حكومة وشعب الجزائر على حسن الاستقبال وكرم الضيافة،
وقال: "أعتقد أن العمل الذي نحن بصدد القيام به هام جدا، وكانت لنا الفرصة لتدعيم
العلاقات السياسية الجيدة بين دولة قطر والجمهورية الجزائرية، خاصة وأن هناك علاقات
قوية على مستوى القادة، بين حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير
البلاد المفدى وفخامة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة".
وأشار سعادته في هذا الخصوص إلى" تعدد الزيارات سواء على مستوى سمو الأمير أو معالي
رئيس مجلس الوزراء أو الوزراء"، واصفا إياها بأنها مرآة عاكسة لعمق العلاقات بين
البلدين.
ونوه بأن هذا المشروع، الذي تبلغ حصة شركة (قطر ستيل) نسبة 49 بالمائة من أسهمه، في
حين تعود نسبة 51 بالمائة للشركة الوطنية الجزائرية للحديد والصلب "سيدار"، واحد من
المشاريع التي تعهدت دولة قطر بإقامتها في الجزائر..وقال إن "دولة قطر تستعجل إنشاء
المشروع وذلك لاهتمام سمو الأمير به، وسموه كلفني بأن أتابعه وأرجع إليه بكل ما
يمكن أن يفيد بأننا أنجزنا شيئا في هذا الاجتماع".
واستطرد سعادته قائلا: "أعتقد أن توقيعنا على مذكرة التفاهم اليوم ليس هو البداية،
وإنما هو خاتمة أعمال أنجزتها اللجان المشتركة التي أمامها أسبوعان فقط للانتهاء من
المسائل الباقي اكتمالها".
وربط سعادة السيد يوسف حسين كمال بين المشروع والظروف الاقتصادية العالمية، حيث قال
"في ظل الظروف الاقتصادية العالمية الراهنة فإن المشروع فرصة مواتية للجزائر وقطر،
وانخفاض قيمة العملات والركود الاقتصادي يصبان في مصلحتنا المشتركة، وتبنى عليه
مرحلة ما بعد الركود، وعلى هذا الأساس يأتي استعجالنا لتجسيد المشروع في آجاله
المحددة".
ومن جانبه، قال وزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار
بالجزائر، سعادة السيد محمد بن مرادي في كلمة له بالمناسبة "إن مشروع مصنع إنتاج
وتسوق الفولاذ في الجزائر يأتي في ظرف متميز بحركية تنموية تعرفها الجزائر، وتتطلب
توفير هذه المادة محليا، واللجوء إلى استيرادها لسد العجز المسجل".
ونوه إلى أن الجزائر تنتج سنويا ما بين 800 ألف إلى مليون طن من الفولاذ، بينما
تقدر احتياجاتها بما لا يقل عن خمسة ملايين طن في السنة.
وأوضح سعادة السيد بن مرادي أن "هذا المشروع يندرج في سياقه الطبيعي المتمثل في
العلاقات الأخوية بين دولة قطر والجمهورية الجزائرية والتي تكسب كل يوم مزيدا من
القوة، وتعبر عن الإرادة الراسخة لدى قائدي البلدين"، مقدرا بأن نجاح المشروع سيكون
نموذجا يقتدى به في المنطقة العربية في مجال التكامل الاقتصادي.
وفي معرض رده على سؤال لوكالة الأنباء القطرية "قنا" حول التجربة القطرية في مجال
الاستثمار الخارجي، قال الوزير الجزائري: "لدى الأشقاء في دولة قطر خبرة كبيرة في
مجال الاستثمار الأجنبي، ونحن في الجزائر مرتاحون في العمل معهم، ولا أخفي أننا
نستفيد كثيرا من هذه التجربة الرائدة".
حضر مراسم التوقيع على مذكرة التفاهم عضو مجلس إدارة شركة "قطر ستيل" علي بن حسن
المريخي ومدير العمليات بشركة "قطر ستيل" يوسف العمادي، ونظرائهما في الشركة
الجزائرية للحديد والصلب "سيدار".
وسيكلف إنشاء المصنع نحو مليار ومائتي مليون دولار أمريكي، وسيوفر فرص عمل لما لا
يقل عن 2500 عامل بصفة مباشرة، وسيساعد الجزائر على تقليص فاتورة استيراد الفولاذ،
كما أنه سيضفي دينامية كبيرة على منطقة جيجل والمدن المجاورة لها في شرق البلاد، لا
سيما في مجال النقل واستغلال ميناء جيجل وشبكة السكة الحديدية وتوفير الفولاذ
بمختلف أنواعه لمشاريع البنى التحتية والإسكانية التي أطلقتها الحكومة الجزائرية في
إطار الخطة الإنمائية الخمسية 2010-2014.
وكان سعادة السيد يوسف حسين كمال قد أجرى مباحثات مع سعادة السيد محمد بن مرادي قبل
مراسم التوقيع على مذكرة التفاهم.
الدستور
الدائم لدولة قطر
القانون
وفقًا لأخر تعديل قانون رقم (13) لسنة 2000 بتنظيم استثمار رأس المال الأجنبي في
النشاط الاقتصادي
اتفاقية
قطرية جزائرية لإنشاء مصنع للحديد والصلب