قطر-جريدة
الشرق- الخميس 12 يوليو 2012م الموافق 22
شعبان 1433هـ
احذر.. أقوال وأفعال ترتكبها يوميا قد تدخلك السجن
بوابة الشرق- سعيد
الصوفي
"غبي.. كذاب.. نصاب.. مو برجال".. ألفاظ
قد يقولها الكثير منا في العمل أو في البيت أو في الشارع، وبغض النظر عن الأذى الذي
توقعه في نفس من تقال له، فإن قائليها يتلفظون بها في أغلب الأحيان دون معرفة ما قد
يترتب عليها من نتائج سلبية عليهم نظرا لأن الكثير من الناس يقولون تلك العبارات
دون معرفة موقعها في العرف القانوني، فيما يعدها البعض الآخر كلاما عابرا يعبر عن
حالة من حالات الغضب ولا تستدعي إلا الرد عليها في حال مقابلة الفعل بمثله وفي
الغالب يتم تجاهلها وذلك كسلوك يعبر عن ضبط النفس، وبين هذا وذاك هناك قلة قليلة
تعرف أن تلك الكلمات رغم بساطتها، مجرمة في القانون باعتبارها جريمة "سب وقذف" وأن
بإمكانهم ملاحقة من يطلق عليهم تلك العبارات التي تعد بمثابة جرائم حقيقية لا
يعرفها كثير من الناس وقد تتسبب لهم بمشاكل لا حصر لها نتيجة التلفظ بتلك العبارات
في حالات انفعال عابرة.
أنت (مو برجال)
وهو ما يتضح جليا من خلال الأمثلة التي نرويها من واقع وقضايا فعلية دفع أصحابها
ثمنا غاليا لكلماتهم تلك والتي لم يكن بحسبانهم إطلاقا أن تكون نتائجها بالصورة
التي وصلت إليها، ففي قضية بين سيدة وشقيقها نتيجة خلاف قد يحدث لأي منا قالت له
أنت (مو برجال) فقام برفع قضية ضدها متهما إياها بإهانته والتقليل من شأنه والغساءة
إلى وضعه الاجتماعي ومكانته بين الناس وحاك له محاميه قائمة من الأسباب التي بنى
عليها دعواه فأدخل المتهمة في دوامة لا تعرف لها نهاية بعد، وقد تنتهي بها القضية
المنظورة حاليا في المحاكم إلى السجن لشهر أو شهرين على الأقل حسب العقوبة المنصوص
عليها في قانون العقوبات القطري، وحسب دفوع المتهمة فإنها لم تكن تتوقع بحال من
الأحوال أن تصل الأمور بينها وبين شقيقها إلى المرحلة التي وصلت إليها ودفعت ثمنا
غاليا لكلمة بسيطة تبين لها لا حقا أنها جريمة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ولا
تزال تبحث عن نهاية في أروقة المحاكم.
سجال محتدم
وفي قضية أخرى دارت أحداثها بين زميلين، حصل خلاف بينهما على أمور تتعلق بعملهما
وبعد أن احتدم الخلاف، قال أحدهم للآخر أنت (كذاب)فما كان من المجني عليه إلا أن
تقدم ببلاغ ضد زميله وانتهى الأمر بهما أمام القضاء بعد تقديم المجني عليه كما هي
العادة في مثل هذه القضايا سلسلة من تبعات تلك الكلمة عليه والآثار التي لحقت به
جراء ما تفوه به زميله في العمل رغم أن الخلاف برمته لم يكن يستدعي كل هذه التبعات
والخسائر التي أنفقها الطرفين في محاولة من المجني عليه إثبات التهمة فيما الجاني
يحاول نفيها عنه وما تلا ذلك بدخولهم في سجال قد يمتد لسنوات حتى يصلا إلى نهاية
للصراع أمام القضاء.
قصة مسمار
رجل آخر مر ببناء قيد الإنشاء وأخذ مسمارا واحدا ليستخدمه في غرض شخصي وهو أمر قد
يفعله الناس نظرا لأن الفعل حسب غالبيتهم لا يستدعي حتى الاستئذان لضآلة ما تم أخذه
وقد تم القبض على الرجل ووجهت له تهمة السرقة وقدم للمحاكمة بهذه التهمة وهو الآن
يواجه محاكمة طويلة وقد ينتهي به الأمر بالسجن أو الترحيل على أقل تقدير وسبب ذلك
مسمار قد لا يتعدى ثمنه النصف ريال في أفضل الأحوال.
ممنوع الكلام
عدم الامتثال لأوامر رجال الشرطة جريمة أخرى لا يفهما كثيرين فلا يكاد أحد يتم
إيقافه أو مخالفته من قبل رجال المرور تحديدا إلا ويبدأ في الأخذ والرد مع الشرطي
خاصة حين يتم طلب رخصته أو أوراقه الثبوتية حيث يقوم البعض بمحاولة ثني رجال الشرطة
عن اتخاذ القرار الذي يريدون اتحاذه تحديدا حين تحرير المخالفات المرورية و يحاول
البعض بكل الطرق أستعطاف رجال المرور لعدم أيقاع المخالفات المرورية عليهم، وهذا
الأسلوب يعد حسب القانون عدم امتثال لرجال الشرطة وهي جريمة يعاقب عليها القانون
وهو ما حصل مع أحد السائقين حين وجدت سيارته في الممنوع وعند قيام رجل المرور
بتسجيل المخالفة ظل السائق يحاول ويجادل ويبرر بكل الطرق عدم قصده لارتكاب
المخالفة، وحين تجاوز الحد حررت ضده المخالفة وتم استدعاء دورية أخرى فأخذته للمركز
وتمت مواجهته بتهمة إعاقة رجال الشرطة عن أداء مهامهم فأحيل للمحاكمة وقد ينتهي به
الحال إلى السجن أو الغرامة المالية على أقل تقدير هذا إلى جانب المضاعفات الكثيرة
التي واجهها المتهم خلال فترة النظر في القضية أمام المحكمة المختصة.
مرسوم بقانون رقم (21) لسنة 2010 بتعديل بعض أحكام
قانون السلطة القضائية الصادر بالقانون رقم (10) لسنة 2003
القانون وفقا لأخر تعديل - قانون رقم (11) لسنة 2004بإصدار قانون العقوبات