قطر- جريدة الراية -
الإثنين23 يوليو 2012 الموافق 4 رمضان 1433
افتتاح أول مركز
للتبرع بالأعضاء قريبا
تدشين الحملة
الوطنية لنشر ثقافة التبرع
الشيخ فيصل بن قاسم: التبرع بالأعضاء ينقذ حياة المرضى
د.رياض: 110 مرضى كلى و14 للكبد على قائمة الانتظار
كتب - أشرف ممتاز:
كشفت مؤسسة حمد الطبية أنه سيتم قريبا افتتاح أول مركز متخصص للتبرع بالأعضاء في
قطر لدعم مركز زراعة الأعضاء من خلال نشر ثقافة التبرع وإنشاء سجل متكامل للمتبرعين
بالأعضاء.
جاء ذلك خلال تدشين الحملة الوطنية للترويج لثقافة التبرع بالأعضاء في المجتمع
القطري والتي انطلقت أمس الأول بمجمع السيتي سنتر تحت شعار (معا نزرع الأمل لأنهم
يستحقون الحياة) بحضور سعادة الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني رئيس مجموعة الفيصل
القابضة والسيد محمد النعيمي مدير إدارة الاتصال والتسويق بمؤسسة حمد الطبية
ود.رياض عبدالستار استشاري أمراض وجراحة الكلى بمؤسسة حمد الطبية والسيد حسن الهيل
مدير إدارة الإعلام والسيدة صديقة المحمودي منسق شؤون المتبرعين بحمد الطبية.
وأكد سعادة الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني أن تدشين الحملة الوطنية للتبرع بالأعضاء
يمثل إضافة هامة للمجتمع القطري لما لها من أهمية في نشر الإحساس بالأمان لدى
الأصحاء بأنه في حال إصابتهم بالمرض واحتياجهم لزراعة أحد الأعضاء فإن هناك بنكا
للأعضاء يساعد على إنقاذ حياة العديد من المرضى وأصحاب الحالات الصحية الحرجة مشددا
على أن التبرع بالأعضاء يعد واجبا وطنيا على كل مواطن ومقيم بأرض قطر.
وأشاد بتوجيهات القيادة الحكيمة لدولة قطر في إنشاء مركز لزراعة الأعضاء تتوفر فيه
أحدث التقنيات الطبية الموجودة في العالم بمجال زراعة الأعضاء وهو ما يعد نقلة
نوعية في الرعاية الصحية في قطر تسهم في توفير أفضل الوسائل العلاجية وتقليل الحاجة
لسفر المواطنين لتلقي العلاج خارج الدولة.
وأعرب سعادته عن شكره لكل المواطنين والمقيمين الذين حرصوا على تسجيل أنفسهم في
قوائم التبرع بالأعضاء داعيا الجميع إلى نشر ثقافة التبرع سواء بالأعضاء أو بالدم
لما لها من دور في تعزيز الحماية الصحية لجميع السكان مؤكدا تقديره للدور الكبير
الذي تلعبه مؤسسة حمد الطبية في تحسين خدمات الرعاية الصحية بما يتوافق مع تطلعات
المواطنين.
من جانبه أكد د.رياض أن إشكالية نقل الأعضاء تعاني منها كثير من الدول
فهنالك عشرات الآلاف من الأشخاص حول العالم في لوائح الانتظار لنقل أعضاء ليواصلوا
حياتهم الطبيعية منهم من يظفر بفرصة ومنهم من يرحل عن هذه الدنيا ولـم يسعفه الحظ
باقتناصها لافتا إلى أن قطر حرصت على تأسيس مركز لزراعة الأعضاء حظي برعاية ودعم من
القيادات العليا في الدولة، حيث وفرت لها كافة الإمكانيات والسبل للنهوض بثقافة
التبرع بالأعضاء ليضطلع مركز قطر لزراعة الأعضاء بدوره في إطار مشروع حيوي يعكس
التوجه الحضاري والإنساني والشراكة في المجتمع القطري حيث انطلقت التجربة مبشرة
بنجاحها في قطر في الآونة الأخيرة من خلال مركز قطر للتبرع بالأعضاء.
وكشف أن قوائم الانتظار بمركز زراعة الأعضاء حاليا تشمل 110 مرضى لزراعة الكلية و14
مريضا لزراعة الكبد مشيرا إلى أن عدد المرضى على أجهزة غسيل الكلية (عجز الكليتين)
يبلغ 500 مريض ما بين مواطن ومقيم.
وأوضح أن عجز الكليتين المزمن من الأمراض الشائعة في قطر، حيث أن نسبة السمنة
المفرطة والسكري وارتفاع ضغط الدم هي عالية بين سكان قطر ولأن هذه الأمراض الثلاثة
تؤدي إلى عجز الكليتين فلذلك يضاف في كل سنة حوالي (1500- 2000) مريض إلى قوائم عجز
الكليتين ويعتبر السبب الخامس للوفيات في قطر مؤكدا أن العلاج الأفضل لعجز الأعضاء
هو استبدالها بعضو من شخص آخر مثل الكلية (أثناء حياة الشخص) أو كل الأعضاء مثل
الكلية والكبد والبنكرياس والقلب والرئة بعد الوفاة.
وأشار إلى أن زراعة الكلية تعتبر هي أفضل طريقة لعلاج عجز الكليتين لما يتصف بها من
نوعية حياة ممتازة ومنتجة حيث يعود الشخص إلى عمله ونشاطه بعد الزرع مؤكدا أن
العائق الوحيد لزراعة الكلية والأعضاء بصورة عامة هو عدم توفر الأعضاء للزراعة وهذه
ظاهرة عالمية فكل العالم يعاني نقصا في الأعضاء المتوفرة للزرع ولذلك فإن قوائم
الانتظار للزراعة تكبر مما يؤدي إلى موت العديد من المرضى على قوائم الانتظار دون
أن يحصلوا على فرصة إجراء عملية زرع الكلية أو الكبد.
وشدد على أن قضية التبرع بالأعضاء هي ثقافة مجتمعية وليس مجرد كلية أو كبد يتبرع به
لذلك يجب أن يعي المجتمع أن المشكلة لا تتوقف على زراعة الأعضاء بل هناك نظام
مجتمعي يرتبط بذلك بدءا من الحياة في المنزل والجامعة والانتهاء بالمجتمع ككل.
واعتبر د.رياض أن قلة الأعضاء دفعت العديد من المرضى على قوائم الزراعة إلى السفر
إلى دول تتوافر فيها الأعضاء المباعة وهذا ما يسمى بزراعة الأعضاء التجارية ولكن
نتائج هذه العمليات خطيرة ففي دراسة نشرتها مؤسسة حمد الطبية تفيد بأن 60% من
المرضى العائدين يعانون من اختلاطات ومضاعفات خطيرة للعملية قد تؤدي بنسبة 10% إلى
الوفاة أو إلى فقدان وظيفة العضو المزروع لأن المستشفيات التي تجري هذه العمليات لا
تتوفر فيها الجودة الطبية كما أن هدف الفريق الطبي هو تحصيل الربح المادي وليس
فائدة المريض والمتبرع عادة تؤخذ منه الأعضاء دون أن يفحص بصورة جيدة.
وأوضح أنه في نهاية عام 2010 كان القرار بتطوير برامج زراعة الأعضاء والتبرع بها في
قطر حيث تم إطلاق حملة (معاً نزرع الأمل) وبدأت التحضير في مؤسسة حمد الطبية
لاستحداث مركز متخصص في زراعة الأعضاء، حيث تم خلال شهور قليلة استقطاب الكوادر
المتخصصة، وانطلقت التحضيرات للعمليات والمستلزمات الأخرى، حيث تم افتتاح مركز قطر
لزراعة الأعضاء العام الماضي وفي أقل من عشرة أشهر بعد الافتتاح تم إجراء عملية زرع
كبد ناجحة، خرج بعدها المريض بعشرة أيام بصحة جيدة وبعد شهرين من ذلك تم إجراء
عملية زراعة كبد أخرى لافتا إلى أن كل عمليات زرع الأعضاء تجرى مجانا لكل المرضى
بغض النظر عن جنسياتهم وهو ما تنفرد به مؤسسة حمد الطبية عن باقي المستشفيات في
المنطقة.
وأكد أن نتائج عمليات زرع الكلية في قطر حالياً ممتازة ومطابقة لمستوى نتائج
العمليات في المراكز العالمية المحترمة إذ تبلغ نسبة الوفيات بعد العملية صفر%
ونسبة عمل الكلية المزروعة بعد العملية 100%.
وأشار إلى أنه إذا ما قورنت تلك النتائج بنتائج العمليات التي أجريت خارج قطر وفي
بلدان التي تباع فيها الأعضاء تعتبر ممتازة ولذلك ننصح أقارب مرضى عجز الكلية
بالتبرع بالأعضاء لإنقاذ حياة أقربائهم خاصة أنه ثبت علمياً بأن نتائج عمليات الزرع
من الأقارب أفضل كثيراً من نتائج عمليات الزرع من الغرباء.
ودعا د.رياض جميع المواطنين والمقيمين في قطر إلى التبرع بالأعضاء لأقاربهم الذين
يشكون من عجز الكلية وعجز الكبد وكذلك ندعوهم إلى التبرع بأعضائهم بعد الوفاة.
من جانبها أوضحت السيدة صديقة المحمودي منسق شؤون المتبرعين بحمد الطبية أنه لتعزيز
ثقافة التبرع بالأعضاء أصدر العلماء في مختلف دول العالم الإسلامي فتاوى بجواز نقل
الأعضاء من أجل الإنسانية وفي مقدمتهم فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي لافتة إلى
أن نقص المتبرعين في الفترة الماضية كان هو السبب الأساسي في قلة عمليات زرع الكلى
في مؤسسة حمد الطبية، ولذلك يعمل المركز على تشجيع واستقطاب المتبرعين وإجراء
عمليات الزرع في الدوحة.
وأكدت أن كل الإجراءات الطبية في قطر بخصوص الزراعة والتبرع مجانية وبدون مقابل
للمواطنين والمقيمين وتخضع لأدق المعايير الطبية والخدمات الطبية التي توفرها مؤسسة
حمد الطبية وهو ما يميز قطر عن الدول الأخرى.
وأوضحت أنه لا يتم أخذ العضو من جسد المتبرع إلا بعد التأكد من صحته وضمان ألا ضرر
سيلحق به من إجراء العملية حيث أثبتت البحوث العالمية على الآلاف من المتبرعين بأن
المتبرعين أطول حياة من غير المتبرعين وذلك لأن المتبرع يتم فحصه بصورة دقيقة قبل
التبرع وبعد التبرع ويتابع صحته بصورة دورية.
وأكدت أن كل مقيم على أرض قطر يحظى بمعاملة متميزة عن كل دول العالم، فبالرغم من
كون عمليات الزرع والتبرع بكل فقراته مجانا فهو يجري للكل حسب تسلسل اسمه في قائمة
الانتظار التي لا تنظر إلى جنسية المريض ودينه فمن قدم أولا يعالج أولا. ولذا
فالأجدر بكل الجاليات أن تسعى إلى التبرع بالأعضاء بعد الوفاة من باب رد الجميل
والتفاعل والتضامن المجتمعي.
ويهدف مركز قطر لزراعة الأعضاء ضمن مهامه الرئيسية إلى بث الوعي المجتمعي من خلال
الترويج لثقافة التبرع بالأعضاء، والتعريف بأهمية توفير الأعضاء من متبرعين في
حياتهم أو بعد وفاتهم لصالح مرضى هم في أشد الحاجة إلى هذه الأعضاء حتى ينعموا
بالحياة، ولذلك أعد المركز بالتعاون مع إدارة الإعلام بمؤسسة حمد الطبية عددا من
الفعاليات التثقيفية ومنها الحملة الرمضانية التي تنظمها مؤسسة حمد الطبية للترويج
لثقافة التبرع بالأعضاء في الأسبوع الأول من شهر رمضان، وستكون في أكثر من موقع في
المجمعات الكبرى حيث سيتم الإعلان عن الحملة قريبا في وسائل الإعلام وتتزامن وترافق
في الوقت ذاته الحملات الميدانية للتبرع الطوعي بالدم خلال ليالي شهر رمضان المبارك
في مختلف أنحاء الدولة.