قطر- جريدة
الراية-الخميس 9 أغسطس 2012م – الموافق 21
رمضان 1433هـ
الشيخة موزا توقع استمارة تسجيل لوهب الأعضاء
سموها: هدفنا تشجيع
التبرع وتحقيق الاكتفاء الذاتي
علينا جميعاً التكاتف والعمل الجاد للوفاء بهذا المتطلب
القحطاني : قطر قطعت شوطاً كبيراً في مجال التبرع وزراعة الأعضاء
د. حنان الكواري: سموها قدّمت نموذجاً رائداً لدعم التبرّع بالأعضاء
الدوحة - قنا :
شهدت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر ، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية
والعلوم وتنمية المجتمع ، تدشين البرنامج الوطني للتبرع بالأعضاء وذلك مساء أمس
بمركز فهد بن جاسم للكلى التابع لمؤسسة حمد الطبية.
ووقعت سموها على استمارة التسجيل لوهب الأعضاء كدعم لحملة التبرع وزراعة الأعضاء في
قطر.
كما التقت بعدد من المرضى والمتبرعين إلى جانب القائمين على البرنامج.
وتحدثت سموها بهذه المناسبة قائلة: تنصب جهود مركز قطر للتبرع بالأعضاء "هبه"
لتشجيع سكان قطر على التسجيل في السجل الوطني للتبرع بالأعضاء وإن هدفنا في دولة
قطر هو تحقيق الاكتفاء الذاتي في هذا المجال وعلينا جميعا التكاتف والعمل الجاد
للوفاء بهذا المتطلب ومعرفة كيف يمكن لكل فرد المساهمة في هذا الواجب الذي يحثنا
عليه ديننا الحنيف.
وقالت سموها: "صب جهود مركز قطر للتبرع بالأعضاء في تشجيع سكان قطر على التسجيل في
السجل الوطني للتبرع بالأعضاء، وأن هدفنا في دولة قطر هو تحقيق الأكتفاء الذاتي
وعلينا جميعاً التكاتف والعمل الجاد للوفاء بهذا المتطلب، ومعرفة كيف يمكن لكل فرد
المساهمة في هذا الواجب الذي يحثنا عليه ديننا الحنيف.
وسيركز البرنامج على توعية وتثقيف الناس بهدف زيادة عدد المتبرعين بالأعضاء في قطر
حيث ستكون هناك برامج توعية مستمرة لتشجيع أكبر عدد ممكن من الجمهور للتسجيل
كمتبرعين.
وقال سعادة السيد عبدالله بن خالد القحطاني وزير الصحة : هدفنا هو تحقيق الاكتفاء
الذاتي في مجال التبرع، وقد قطعت قطر شوطاً كبيراً في مجال التبرع وزراعة الأعضاء
لمواطنيها" .
واضاف: انارت صاحبة السُمو اليوم لنا الطريق عبر تسجيلها لقائمة المتبرعين
بالأعضاء، ومن هنا فإني أشجع كل أفراد المجتمع لأخذ دورهم تجاه هذه المبادرة
النبيلة.
وقالت المدير الإداري لمؤسسة حمد الطبية د. حنان الكواري: تشرفنا اليوم بحضور صاحبة
السُمو الشيخة موزا بنت ناصر ونشعر بعميق الامتنان نيابة عن أهل قطر. وبمبادرة
كريمة من صاحبة السُمو بالتسجيل كمتبرعة بالأعضاء، فإن سُموها قدمت النموذج الريادي
البارز لدعم عملية التبرع بالأعضاء، مما سيدفع بالكثير من الناس في قطر للتقدم
والتسجيل كمتبرعين بالأعضاء".
واضافت: نعلم بأن لدى معظم الناس سوء فهم مرتبط بالتبرع وزراعة الأعضاء، مما يجعلهم
يتخوفون التسجيل كمتبرعين. ولكن يمكنهم الآن تجنب هذا الارتياب، فالتزام سُموها
الشخصي سيعمل على طرح مخاوفهم جانباً وحث روح البذل فيهم للقيام بالمثل".
وقد بدأت مؤسسة حمد الطبية بالتعاون مع المجلس الأعلى للصحة، حملة للتواصل مع
المتبرعين المحتملين وعائلاتهم، وذلك من أجل زيادة عدد المتبرعين. فبرنامج التبرع
بالأعضاء يعتمد على قبول فكرة أن التبرع بالأعضاء والأنسجة يساعد الآخرين ويمنحهم
فرصة ثانية للحياة.
ويركز البرنامج على توعية وتثقيف الناس بمميزات زيادة التبرع بالأعضاء في قطر.
وسيكون هناك برنامج توعية مستمر لعامة الناس وحملات توعية لتشجيع أكبر عدد ممكن من
الجمهور للتسجيل كمتبرعين. فحملة رمضان الحالية للتبرع والتي نُصبت في المراكز
التجارية الرئيسية في الدوحة، قد نجحت لحد كبير في الوصول لعدد كبير من القطريين
والمقيمين وإقناعهم بأهمية التسجيل في البرنامج الوطني للتبرع بالأعضاء.
وقد برهنت الحملة على أن للعديد من الناس مخاوف من التسجيل كمتبرعين بالأعضاء ولكن
هذه الشكوك قامت على أساس الفهم الخاطئ أو القصور في المعرفة تجاه التبرع بالأعضاء.
وقد اقتنع الكثير من الجمهور وأقبلوا على التسجيل عندما تمت الإجابة على
استفساراتهم. كما كشفت الحملة أيضاً عن أن عدد كبير من الناس لا يعلم كيفية تسجيل
أسمائهم في سجل المتبرعين، ولكنهم أبدوا قبولهم عندما تم توضيح ذلك لهم.
وقد عبرت القطرية لطيفة المراغي عن رغبتها في إجراء عملية زرع الكلى هنا في قطر،
حيث تعمل لطيفة سكرتيرة في وحدة غسيل الكلى بمؤسسة حمد الطبية، حيث تقول : انا على
قائمة الأنتظار لزراعة كلية، حيث أنتظر نتائج فحوصات المطابقة التي تم إجرائها
لشقيقي بصفته المتبرع المحتمل، ومن خلال عملي في وحدة غسيل الكلى فأنا واثقة من
قدرة مؤسسة حمد على إجراء عملية الزرع بكل نجاح" .
واضافت : شاهدت حجم المضاعفات التي تصيب المرضى الذين قاموا باجراء عمليات زرع في
الخارج وبمقارنة مستوى الرعاية في قطر وتلك الدولة فقد قررت اجراء العملية هنا".
وقالت: المشكلة الوحيدة هى عدم وجود متبرعين بالشكل الكافي، واليوم لدى الجميع فرصة
للقيام بهذا العمل النبيل من خلال منحهم الحياة والسعادة لمن يحتاجها".
أما بلقيس فؤاد نمر - مقيمة عربية – فقد داهمها مرض الفشل الكلوي قبل 3 سنوات مما
دفعها لبدء جلسات غسيل الكلى بمستشفى حمد العام ثلاث مرات اسبوعيا على مدى اكثر من
عام، وفي تلك الاثناء تكررت محاولات اسرتها واقاربها للتبرع بإحدى الكليتين لها،
كما حضرت شقيقتها التي تعيش في لندن مرتين الى مستشفى حمد واجريت لها الفحوصات التي
تسبق التبرع بالكلية ولكنها كانت ترفض كمتبرعة ، ثم حضرت للمرة الثالثة الى الدوحة
ووفقت في فحوصاتها تلك المرة.
وتقول بلقيس : خفت على شقيقتي التي اكبرها بعشر سنوات من ان تمنحني كليتها ولكن
اطباء مستشفى حمد طمأنوني، وكنت وشقيقتي نرفض مطلقا أن نجري زرع الكلية خارج قطر
لثقتنا الكبيرة في قدرات وكفاءة الطاقم الطبي والفني والتمريضي في مستشفى حمد، بل
واكدت لي شقيقتي ذلك حين اعادت فحوصاتها في لندن وكانت نتائجها متطابقة مع تلك التي
اجرتها في حمد الطبية، والآن مر عامين على زراعة الكلية والحمد لله أتمتع أنا
وشقيقتي المتبرعة بالكلية بأتم عافية، وهذه دعوة انقلها لكل فرد في قطر أن يسهم في
انقاذ حياة مرضى ينتظر كل منهم من يخلصه من آلامه فالتبرع بالاعضاء هبة وصدقة جارية
لن تضيع هباء".
هذا ويحظى مجال التبرع بالأعضاء كونه عمل نبيل، بدعم واسع النطاق من العديد من
أصحاب القرار والمجامع الفقهية الشرعية في العالمين العربي والإسلامي حيث أفتى
فضيلة العلامة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي بجواز التبرع وزراعة الأعضاء البشرية
كما اتفق مع فضيلته مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف في العام 2008 حيث يعتبر
القيام بالتبرع بإحدى الكلى السليمة من اسمى أعمال الخير التي تلقى القبول من الله
سبحانه وتعالى.
وقد اعتمدت قطر اتفاقية الدوحة للتبرع بالأعضاء، والتي تم تطويرها من قبل مؤسسة حمد
الطبية والمجلس الأعلى للصحة لضمان أفضل رعاية طبية ممكنة، وتعزيز تلك الرعاية سواء
للمتبرعين أو المرضى المتلقين للأعضاء، وينص الاتفاق على إطار تنظيمي وطني يهدف إلى
حماية حقوق المتبرعين المحتملين.
كما يستند برنامج قطر للتبرع بالأعضاء وزراعتها على نظام عادل ومنصف يعطي أي فرد
يقيم في قطر فرصة الحصول على الأجهزة المتبرع بها. حيثما كان ذلك متاحا، كما تكون
الأولية لذوي الاحاجة الأكثر من حيث الوضع الصحي، وبغض النظر عن الفرد المحتاج فأن
عملية توزيع الأعضاء المتبرع بها تتم بواسطة قوانين صارمة وفقا للمعايير الدولية.
وفي كثير من الأحيان يضطر المرضى المحتاجين لعملية زرع إلى الانتظار وقتا طويلا
للحصول على المتبرع المناسب، حيث يجب على الأطباء التأكد من مطابقة المتبرع
بالمتلقي وذلك لضمان عدم رفض المتلقي للزرع. وبحسب المؤشرات الطبية فأنه كلما زادت
أعداد المتبرعين بالأعضاء المسجلين في بلد ما، كلما زاد احتمال العثور على متلقين
مطابقين وأمكانية الحصول الأعضاء المطلوبة. وبناء على ذلك، فأن البرامج الوطنية
التي تدعم تعزيز التبرع بالأعضاء ضرورية في مساعدة أي بلد على تحقيق الاكتفاء
الذاتي.