قطر- جريدة الشرق-السبت 15 سبتمبر 2012م – الموافق 28
شوال 1433هـ
مطالبين بترحيل فوري للعزاب..مواطنون: نعيش غرباء ونخاف على الأبناء
تحقيق-
عبدالعزيز الحمادي
طالب العديد من المواطنين والمقيمين بتطبيق قانون منع سكن العزاب في مناطق العائلات
بأقصى سرعة ممكنة، مؤكدين أنه لم يعد يمكنهم تحمل وجود هؤلاء العزاب في أحيائهم
السكنية بعد مرور فترة طويلة على القانون الصادر بترحيلهم إلى مناطق سكنية خاصة بهم،
ولِما يمثله استمرار تواجدهم من إزعاج مستمر ومضايقات كثيرة للعائلات تتمثل في
اختلاف جذري في الثقافة والعادات والتقاليد بين هؤلاء الوافدين، والمجتمع المحافظ
المتواجدين فيه، واشاروا إلى أن الكثير من هؤلاء العمال لا ينتمون لأي ديانة، وهذا
بطبيعة الحال يشكل خطورة على المجتمع الذي يعيشون فيه حسب هؤلاء، مضيفين: إنهم
يخافون من تأثير سلوك العزاب على الأطفال نظرا لكثرة تواجدهم في شوارع الأحياء
السكنية، حيث يلعب الأطفال وعند المتاجر والأسواق القريبة من المناطق السكنية،
مطالبين نواب المجلس البلدي بالالتزام بما وعدوا به من العمل على ترحيل العزاب عن
مناطق سكن العائلات، وعدم الاكتفاء بسن القوانين وإصدار قرارات عملية تنعكس على
حياة المواطنين بشكل إيجابي ومباشر.
وفي هذا الصدد أكد عدد من المواطنين والمقيمين لـ"الشرق" على ضرورة الصرامة في
تطبيق القانون على جميع المخالفين وبأقصى سرعة ممكنة.. صالح آل سهل أشاد بإصدار
القانون واعتبره الخطوة الأولى في الاتجاه الصحيح، مطالباً بوضع آليات واضحة وصارمة
لتنفيذ القانون المتعلق بترحيل العزاب، حيث أكد أن الكثير من أصحاب العقارات يضربون
بالقانون الجديد عرض الحائط ولا يأبهون به، وانهم مستمرون في تأجير البيوت الموجودة
وسط العائلات لعمال الشركات، كما أن بعض العائلات ممن يتضررون من سكن العزاب
المجاور لهم لا يقومون بالإبلاغ عن المخالفين من أصحاب العقارات لاعتبارات عديدة،
من أهمها: أن هؤلاء المخالفين تربطهم بهم علاقات أسرية، مؤكداً على ضرورة تنفيذ
قانون الترحيل بأقصى سرعة ممكنة، وتخليص العائلات من هذا العناء المستمر منذ فترة
طويلة، مشيراً إلى أن انتشار عمال الشركات في الشوارع وأمام بيوت العائلات في جميع
الأوقات يسبب لها الكثير من الإحراج.
وتابع: ليس هذا فقط، بل إننا نخاف كعائلات على أبنائنا من التأثر بسلوك هؤلاء،
فالأولاد يسألوننا بشكل دائم عنهم وما الذي جاء بهم إلينا؟ ولماذا يلبسون هذه
الملابس الغريبة؟ هل هي الموضة؟ أم ماذا؟.. هذه الأسئلة تجعلنا نخاف على الأطفال من
تقليد هؤلاء، لأن الكثيرين منهم يلبسون ملابس غريبة لا تستر منهم إلا القليل، كما
أن تسريحات رؤوسهم كذلك غريبة حيث إن الكثير منهم يشبه الإناث أو يتشبه بهن عن قصد،
وهذا ما يجعلنا نخاف على أطفالنا، مضيفاً: نحن نعاني من هذه المشكلة من فترات طويلة،
وكنا دائما نطالب عبر وسائل الإعلام بترحيل العزاب عن مناطق تواجد العائلات، ثم إن
هذا الموضوع حضر بقوة في انتخابات المجلس البلدي الماضية، حيث وعدنا المرشحون بأن
الموضوع سيكون من أولوياتهم، وفعلا علمنا أن هناك إرادة لدى الجهات المعنية لحل هذه
المشكلة، فقد تم إصدار القانون المتعلق بترحيل العزاب إلى مناطق خاصة بهم، لكن بعض
العقبات تقف حاجزا دون تنفيذه، وهذا شيء طبيعي لأن الموضوع معقد وقديم جدا ولا يمكن
أن يتم حله بهذه السرعة، ورغم ذلك فإننا نطالب بتنفيذه بسرعة لأن الموضوع يمس
حياتنا اليومية بشكل مباشر.
بدوره أكد عبدالعزيز سعد البوعينين أن تواجد العزاب في المناطق السكنية يتسبب في
الكثير من المشاكل المتنوعة للعائلات، حيث يكثر تواجدهم في الشوارع في جميع الأوقات،
بالإضافة لعدم احترامهم لعادات وتقاليد المجتمع الذي يعيشون فيه، حيث إنهم يمشون في
الشوارع ببعض الملابس الخادشة للحياء، وأحيانا يخرجون إلى الشوارع شبه عراة،
بالإضافة لما يتقلدون من القلائد في رقابهم وما يعلقون فيها من رموز متنوعة تتنافى
مع قيمنا وتقاليدنا. وهذه الأشياء الغريبة على مجتمعنا نخاف من تأثيرها على أبنائنا،
مضيفاً أن هنالك الكثير من المضايقات للعائلات من طرف هؤلاء، حيث إن أغلب البيوت
التي يسكنون فيها متعفنة وتنبعث منها روائح كريهة، كما أنهم يرمون قماماتهم
ومخلفاتهم في الشارع، والجيران هم أول المتضررين من هذا السلوك، بالإضافة إلى أنهم
كثيرا ما يتشاجرون ويحدثون ضجيجا كبيرا يتأذى منه الجيران، خصوصا في الأوقات
المتأخرة من الليل، بالإضافة لما يمارسون من ألعاب مثل كرة القدم أو كرة السلة
وأنواعاً أخرى من الألعاب داخل تلك البيوت الضيقة، ويتسببون بذلك في إزعاج العائلات
بشكل رهيب، موضحا أن الشركات كثيرا ما تستخدم باصات كبيرة في نقل هؤلاء العمال
بأعداد كبيرة، وهذه الباصات تشبه الشاحنات لما تصدره من ضجيج بأصوات عالية ولما
تسببه من إغلاق الطرق داخل المناطق السكنية في أوقات كثيرة، وإحداث جلبة في الساعات
المتأخرة من الليل وعند الفجر وفي المساء كذلك، وهذه الأصناف من الإزعاج لم تعد
تحتمل، خاصة بعد ما تم بحث الموضوع من طرف الجهات المعنية وإصدار القانون المتعلق
بترحيل العزاب من مناطق سكن العائلات، الذي نطالب بأن ينفذ بأقصى سرعة ممكنة.
محمد المري يسكن في منطقة المرة الشرقية، يؤكد أنه استبشر عندما علم بأن هناك
قانوناً صادراً عن المجلس البلدي بترحيل العزاب من مناطق سكن العائلات، إلا أنه
فوجئ بأن شيئا لم يحدث، وأن القانون بقي حبراً على ورق كل هذه الفترة الطويلة، ولا
يدري أحد ما هو السبب الحقيقي في تأخير تنفيذه، وحتى ذلك الحين فإن معاناة الكثير
من العائلات مستمرة بسبب وجود هؤلاء العزاب، مضيفاً: إن هناك أنواعاً كثيرة من
الإزعاج، أبرزها الصراخ المستمر على مدار الساعة في تلك البيوت التي يسكنها العزاب،
بالإضافة للروائح الكريهة المنبعثة من منازلهم، كما أنه لا يمكن لأحد أن يخرج من
بيته أو يدخل أثناء تحرك هؤلاء، لأن المنزل الواحد يسكنه ما يزيد على الخمسين من
الأفراد، وإذا كانت هناك عدة بيوت في منطقة واحدة يسكنها هؤلاء فإنهم يكونون
بالمئات، وهذه الأعداد الكبيرة تتسبب أحيانا في إغلاق الطريق على العائلات وهي من
أكبر المشكلات التي نواجهها، مؤكدا أن هناك بعض المواطنين أصبحوا غرباء في مناطق
سكنهم، لأن عمال الشركات غزَوهم بشكل شبه كامل، فأصبحوا مقيدين في تحركاتهم،
بالإضافة إلى أن الكثير من هؤلاء العمال ليس لهم ديانة، وعاداتهم وتقاليدهم تختلف
كثيرا عن ثقافة مجتمعنا، ويشكلون خطرا كبيرا على أطفالنا لأنهم منتشرون في الشوارع
وعند المتاجر والمجمعات التجارية القريبة من مناطق سكننا، لذلك فإنني أطالب الجهات
المعنية بضرورة تنفيذ القانون الخاص بترحيل هؤلاء العزاب بأقصى سرعة ممكنة، لأن
الأمر يتعلق بهويتنا وثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا، بالإضافة إلى أنه يتعلق أولاً
وأخيراً بأمن أبناء وطننا، وهذا شيء خطير ويتطلب العمل من الجميع حتى نتمكن من
حماية أنفسنا وأبنائنا من السلبيات الكثيرة الناتجة عن تواجد هؤلاء العزاب بيننا.
محمد زايد الخيارين أكد أنه طالب أكثر من مرة عبر وسائل الإعلام، وقام بتوجيه طلبات
ونداءات مباشرة إلى الجهات المعنية منذ فترات طويلة بترحيل العزاب عن المناطق التي
توجد فيها العائلات، مضيفا: عندما علمنا بمناقشة الموضوع من طرف الجهات المعنية
وإصدار قانون بترحيل هؤلاء العزاب قبل فترة، كنا نعتقد أنها أيام قليلة فقط ويبدأ
ترحيلهم، لكن سمعنا أن صعوبات كثيرة تعرقل تنفيذ القرار، ولا ندري ما هي طبيعة هذه
الصعوبات، وحتى الآن ما زلنا ننتظر تنفيذ القرار لأنه سينهي معاناتنا المستمرة منذ
فترات طويلة بسبب وجود العزاب في مناطقنا، حيث إنهم يتسببون لنا في الكثير من
المضايقات المتنوعة والمستمرة دون أن نجد طريقة لحل هذه المشكلة، بعض العائلات فضلت
بيع بيوتها أو تأجيرها والرحيل لأماكن أخرى، لا يوجد فيها هذا النوع من المضايقات،
والكثير من سكان المناطق التي يوجد بها العزاب يفضلون البقاء في أماكنهم، وينتظرون
حلا لهذه المشكلة المستعصية دون أن يفهموا سبب هذا الاستعصاء، خصوصا بعد ما تم
الحديث عن إصدار القانون المتعلق بترحيل العزاب إلى أماكن خاصة بهم، ويأمل الجميع
في تطبيقه بأقصى سرعة ممكنة لكي يتمكن سكان المناطق المختلفة من العيش بأمان بعيداً
عن الإزعاج الذي يسببه وجود عمال الشركات بين ظهرانيهم، مؤكداً أنه في الكثير من
الدول المجاورة تم التغلب على هذه المشكلة عن طريق إنشاء تجمعات سكانية خاصة
بالعزاب بعيداً عن العائلات، وفي أغلب الأحيان تكون هذه التجمعات الخاصة بالعزاب
قرب المناطق الصناعية التي يعملون فيها، وهذا الحل أثبت نجاعته في أغلب الدول
الخليجية، خصوصا في دولة الإمارات ودولة الكويت، لذلك نطالب الجهات المعنية بدراسة
هذه التجارب المطبقة في الدول الشقيقة، والاستفادة منها للتغلب على ظاهرة سكن
العزاب في مناطق العائلات وما يترتب على ذلك من مشكلات بسبب الاختلاف في الكثير من
العادات والتقاليد، وحتى في الديانة بين مجتمعنا المحافظ وبين هؤلاء الوافدين
القادمين من مناطق مختلفة من العالم، والذين يشكلون خطراً على قيم مجتمعنا وعاداته
وتقاليده، لذلك لا بد من العمل على حل هذه المشكلة حلاً شاملاً وقابلاً للاستمرار،
وسن قوانين رادعة لمن يؤجرون بيوتهم لتلك الشركات، التي لا تهتم بمصلحة الوطن ولا
المواطنين، وفرض غرامات كبيرة عليها هي الأخرى، حتى نتمكن من التغلب على هذه
المشكلة في أسرع وقت ممكن.