قطر- جريدة
العرب- الخميس ٢٧ سبتمبر ٢٠١٢ م، الموافق ١١
ذو القعدة ١٤٣٣ هـ العدد 8873
كلمة
الأمير تنم عن حكمة في التعاطي مع القضايا العربية والدولية
نوه سفراء معتمدون
بالدوحة بالخطاب الذي ألقاه حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير
البلاد المفدى أمس الأول أمام المناقشة العامة للدورة السابعة والستين للجمعية
العامة للأمم المتحدة في نيويورك، معتبرين أن خطاب سموه شخص مكامن الداء في المنطقة
العربية والعالم، ووضع تصورا عمليا للخروج من الأزمات التي تمر بها الأمة العربية،
لتتحرر من الاستبداد وتحقق الحرية والكرامة.
وفي هذا السياق قال سعادة السفير الفلسطيني السيد منير غنام في تصريح لـ «العرب»:
إن الجميع تابع باهتمام الكلمة التي تفضل بها سمو الأمير أمام الجمعية العامة للأمم
المتحدة، وقال: إن سموه وضع الأصبع على الجرح الذي يشكل السبب الأساسي لمعظم أمراض
ومشاكل الشرق الأوسط.
واعتبر سعادة السفير أن اللافت في خطاب سموه بعد التطرق للقضايا العربية الأخرى،
حرصه على التطرق إلى القضية الفلسطينية وما تمر به من عقبات فرضها الاحتلال الغاصب
للأرض والمقدسات، والذي يواصل احتلال الأراضي الفلسطينية وسياسته من أجل تهويد
المناطق المقدسة، معتبرا أن مطالبة سموه بأن توضع هذه السياسات الإجرامية تحت البند
السابع، وإقدام المجتمع الدولي على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية
الفلسطينية، وإصدار مجلس الأمن لقرار تحت الفصل السابع يلوم إسرائيل بفك الحصار عن
قطاع غزة، ووقف الاستيطان، وإعادة عملية السلام إلى مسارها الشامل، وترك مسار
الحلول الجزئية التي لم توصل إلى نتيجة.
وقال سعادة السفير غنام: إن هذا المطلب من سموه جاء في الصميم، لأن على المجتمع
الدولي أن يكتسب المصداقية بمعالجة القضايا العميقة والمزمنة والمسببة لكثير من
التوترات، والتي ينعكس منها المزيد من العنف وإزهاق الأرواح البريئة، ومن أبرزها
المظلمة الكبرى التي يمر بها الشعب الفلسطيني.
ونوه سعادة السفير بأن كلمة حضرة صاحب السمو أشارت إلى موطن الداء بكل تجرد، ودعت
من أراد أن يعالج أن يبدأ من موطن الداء المعروف، مشيراً في الوقت نفسه إلى الأهمية
التي اكتسبتها كلمته عندما تطرقت إلى القضايا العربية الأخرى التي تهز الشرق
الأوسط، وإلى مصير المغلوبين على أمرهم من أبناء الشعب السوري، حيث أكد سموه على
ضرورة أن تتحمل الأمة العربية مسؤوليتها فيما يخص القضايا العربية، ومن هنا كانت
دعوته إلى ضرورة بلورة عمل منسق من أجل حل المشاكل المتفاقمة في سورية، وإنقاذ
شعبها مما يتعرض له من مخاطر، والحفاظ على سورية من الانزلاق إلى حرب أهلية
ومذهبية.
واعتبر سعادة السفير الفلسطيني أن حضرة سمو الأمير أظهر حكمة كبيرة وجرأة في طرحه
للقضايا العربية، ودعوته إلى الحلول التي تعالج قضايا المنطقة، معبرا عن تقديره
واحترامه الشديدين للعقل المفكر لسمو الأمير، والذي يضع هموم الأمة العربية وفي
مقدمتها القضية الفلسطينية في سويداء قلبه.
من جانبه أشاد سعادة السفير البحريني السيد وحيد مبارك سيار بالكلمة التي ألقاها
سمو الأمير أمام المناقشة العامة للدورة السابعة والستين للجمعية العامة للأمم
المتحدة في نيويورك، وقال في تصريح لـ «العرب»: إن كلمة سموه كانت شاملة لجميع
القضايا التي تمر بها المنطقة العربية والعالم، ووضعت المجتمع الدولي أمام
مسؤولياته، بعد أن ركزت على القضية الفلسطينية والسورية، وطرحت الحلول الناجعة
لمعالجة الأوضاع المتأزمة.
واعتبر سعادة السفير أن كلمة سموه كانت شفافة في طرحها، وطرحت المشاكل بكل تجرد،
منوها بالدعوة التي أطلقها سموه بأن يساند العالم التحول في المنطقة العربية، وأن
تتحقق قيم الكرامة والديمقراطية.
بدوره اعتبر سعادة السفير الليبي السيد عبدالمنصف حافظ البوري أن خطاب حضرة سمو
الأمير كان مختلفا عن باقي الكلمات التي ألقيت، وركزت على جوهر معالجة قضايا
المنطقة العربية بعدما اعتبرت أن الحل يجب أن يكون عربيا، والدعوة لوقفة جادة ليس
فقط من الجانب السياسي أو الإنساني بل أيضاً العسكري إذا اقتضت الحال ذلك.
وقال سعادة السفير في تصريح لـ «العرب»: إن خطاب سمو الأمير ركز على أن تكون هناك
قوة عربية لحماية الشعوب، وتطوير دور الجامعة العربية كما عرف عنها سابقا، وبالتالي
عليها أن تقف ضد الأنظمة الدكتاتورية وتقوي إرادة الشعوب في التحرر والكرامة.
وأضاف: إن دعوة سموه إلى ضرورة تقوية الإرادة العربية وعدم انتظار القوى الكبرى في
مجلس الأمن حتى تقرر في قضايا الدول العربية، وانتظار مواقف الآخرين، وبخاصة روسيا
والصين، وأن لا يبقى العرب رهينة لصراعات الكبار وأجنداتهم في المنطقة، من دون أن
يكون للعرب دور في تقرير مصائرهم.
واعتبر سعادة السفير البوري أن موقف قطر يظل متقدما على بقية الدول، وتسعى للحفاظ
على إرادة الشعوب وليس الحكام، منوها بتأييد قطر الكبير للثورة الليبية من اليوم
الأول، مشيدا بدعوة سموه بأن يساند العالم دول الربيع العربي حتى تستقر أوضاعها
وتبدأ عملية الانتقال الديمقراطي بفعالية.
من جانبه أشاد سعادة السفير التونسي السيد محمد المنذر الظريف بالكلمة التي ألقاها
سمو الأمير أمام المناقشة العامة للدورة السابعة والستين للجمعية العامة للأمم
المتحدة في نيويورك، وقال: إن رؤية سموه لمعالجة القضايا العربية والعالمية تظل محط
فخر وامتنان، لما تطرحه من تشخيص حقيقي ومعالجة لهذه القضايا.
وقال سعادة السفير التونسي في تصريح لـ «العرب»: إن سموه تطرق لعدد من القضايا
المهمة، وبخاصة القضية الفلسطينية ودعوته إلى تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته من
أجل إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية يحفظ الحقوق والأرض والمقدسات، معتبرا أن كلمة
سموه أبانت عن حنكة وحكمة في التعاطي مع التطورات الدولية، وبخاصة مع التحولات في
دول الربيع العربي، مشيدا بدعوة سموه بأن يقف العالم مع الدول التي تحررت واختارت
طريق الحرية والكرامة.
ولفت إلى أن دور قطر اليوم لا تخفى أهميته، وحضورها في القضايا العالمية أمر بارز
ويدعو إلى الفخر، ما دامت قد انحازت إلى صف الشعوب، وناصرت حقها في العيش الكريم ضد
الدكتاتورية والاستبداد.
الدستور الدائم لدولة قطر