قطر- جريدة الشرق-الأحد 4
نوفمبر 2012م - الموافق 19 ذو الحجة 1433هـ
سخية
ديدوفيتش لـ(الشرق):المؤسسات النسائية في قطر نموذج يحتذى بمنطقة الخليج
أشادت السيدة سخية
ديدوفيتش المديرة التنفيذية لمركز " نحلة" للتعليم والأبحاث المعني بشئون المرأة
بمنهج العمل النسائي في قطر خاصة في مجال التربية والتعليم والأبحاث.. منوهة فى هذا
الاطار بطرق تنظيم المؤسسات النسائية في قطر التي تعد من النماذج الناجحة في منطقة
الخليج العربي.
وأشارت خلال زيارتها لـ(الشرق) إلى أن مركز "نحلة" يعمل على إيجاد نموذج تعليمي
جديد يستهدف المرأة البوسنية لتمكينها من التفاعل في إطار مجتمع مدني متعدد
الثقافات والأديان، منبهة إلى أن القضية المحورية بالنسبة لمركز " نحلة" هو كيفية
بناء نظام تعليمي متسق مع طبيعة المجتمع البوسني يعتمد على القيم الإسلامية.
وكان وفد من مركز " نحلة" للتعليم والأبحاث المعني بشئون المرأة ومقره جمهورية
البوسنة والهرسك قد قام بزيارة الى الدوحة بهدف الوقوف على أبعاد التجربة القطرية
في العمل النسائي، وذلك في إطار مساعي المركز لوضع نموذج تعليمي للمرأة البوسنية
حيث قام الوفد الذى ضم السيدة سخية ديدوفيتش، والسيدة لطيفة علي باشيتش مديرة فرع
مركز "نحلة" في مدينة توزلا البوسنية - بزيارة دار الشرق ضمن جولته التي استمرت عدة
أيام قضاها الوفد في زيارات متنوعة لكافة المؤسسات المعنية بشئون المرأة في قطر.
وقالت ديدوفيتش نحن نسعى إلى بناء هذا النموذج والوصول إلى تطبيقات عملية من خلال
وضع مناهج تعليمية يمكن من خلالها الوصول إلى هذا الهدف، ومن ثم فالجولة التي نقوم
بها في العالم الإسلامي حاليا تهدف إلى الوقوف على كل التجارب التي يمكن أن تفيدنا
في البوسنة".
وأردفت قائلة" ونحن وان كنا ننتمي إلى أوروبا جغرافيا لكننا ننتمي إلى العالم
الإسلامي من ناحية الهوية والانتماء الذي يدفعنا إلى ترسيخ العلاقة فيما بيننا".
* علاقات تعاون
وأوضحت لـ(الشرق) أنها زارت القسم النسائي بجمعية قطر الخيرية وكذلك القسم النسائي
بجمعية عيد الخيرية، ومنوهة في الإطار ذاته بالعلاقات المتميزة التي تربط مركز
"نحلة" بمؤسسة قطر،.. مؤكدة أنها تسعى إلى تقوية تلك العلاقة من خلال تنفيذ عدة
مشاريع تخدم المرأة على مستوى أوروبا.
وتطرقت إلى وضع المرأة البوسنية بعد الحرب، موضحة أن الحرب تركت أثرها الكبير على
المجتمع البوسني وهو ما ظهر جليا من خلال التحديات التي تواجه البناء الاجتماعي
وكذلك الهوية الإسلامية، مشيرة إلى أن مركز " نحلة" يركز اهتماماته حول قضية تعليم
المرأة وتوعيتها في ضوء الحقوق التي أعطاها لها الدين الإسلامي.
وأشارت السيدة سخية ديدوفيتش إلى أن الحرب خلفت العديد من القضايا والمشاكل التي
تواجه المجتمع البوسني وعلى وجه الخصوص المرأة، موضحة وجود مشكلات نفسية واقتصادية
وأسرية جميعها لها تأثيرها السلبي على المرأة.
*بناء جيل جديد
وأكدت لـ(الشرق) أن كل تلك التحديات زادت من تمسك المجتمع البوسني بالدين الإسلامي،
منبهة إلى أهمية بناء جيل من النساء البوسنيات يستطعن التفاعل من محيطهن المتداخل
والمتسع متسلحة بهويتها الإسلامية.
ونبهت إلى أن مركز " نحلة" يواجه تحديا كبيرا يتمثل في كيفية بناء نموذج تعليمي
عصري تبنى المرأة البوسنية في إطار القيم الإسلامية والحضارة الأوروبية التي لا
تستطيع المرأة في البوسنة الانفكاك من كونها أوروبية.
وفيما يتعلق بمركز " نحلة" قالت السيدة سخية ديدوفيتش إن خبرات المركز التي تراكمت
خلال السنوات الماضية جعلت منه جمعية غير حكومية فاعلة تؤمن بأن حدوث التغيرات لن
يحدث تلقائيا، بل يجب العمل على إحداثها".
ونوهت بأن المركز قد أنشئ قبل 10 سنوات استطاع خلالها تقديم مختلف الخدمات
التعليمية وأشكال الدعم، مشيرة إلى أن المركز أدرك أهمية البحث العلمي الذي يوفر
تحليلا لمكانة المرأة في البوسنة والهرسك والتعرف على التحديات التي تواجهها.
*شعار "نحلة"
وذكرت أن شعار المركز يركز على أهمية تطوير الأفكار لكي تبقى وتتحقق وتصبح جزءا من
الحياة اليومية، مضيفة" إن الجزء الأكثر أهمية في هذه العملية هو المرأة وإمكاناتها
وتعزيز قدراتها وملء حياتها بالشكل الذي تستطيع المرأة البوسنية تحقيق أفكارها".
وقالت سخية ديدوفيتش" إننا لا نستطيع خدمة المرأة بمعزل عن السياق الذي تعيش فيه،
لذا يتحتم علينا أن نكون جزء فعالا في المجتمع المدني بجميع جوانبه، لذا فمركز
"نحلة" على الصعيدين المحلي والدولي عضوا في شبكات مختلفة داخل إطار القطاع المدني،
كما يطلق العديد من المبادرات لتحسين وضع المرأة في المجتمع والأسرة".
وحول دور المركز في التعليم أكدت سخية ديدوفيتش بأن مركز "نحلة" يركز نشاطه على
تقديم مختلف أشكال التعليم الذي تحتاجه المرأة وأفراد أسرتها، وذلك من أجل الإسهام
في تحقيق الانسجام في العلاقات الأسرية والاجتماعية.
وأضافت" ويأتي ذلك في إطار سعينا إلى جعل العلوم والمعارف المفيدة والقابلة للتطبيق
في متناول المرأة، بهدف إحداث تغييرات ايجابية في حياتها اليومية بما يزيد من ثقتها
بقدراتها الإبداعية وكذلك يحفزها إلى تحمل المسئولية تجاه البيئة التي تعيش فيها".
مشاريع بحثية
وحول المشاريع البحثية التي قام بتنفيذها مركز "نحلة" ذكرت السيدة سخية ديدوفيتش أن
المركز كان له إسهامات بحثية عدية منها: إعداد بيبلوغرافيا حول إسهامات المرأة
الاجتماعية والثقافية في البوسنة والهرسك خلال الفترة 1900 - 2010، وهو البحث الذي
قدم كشفا شاملا بالكتب والمقالات التي تعالج خلال الفترة المذكورة المكانة
الاجتماعية والثقافية للمرأة في البوسنة والهرسك.
*تربية الأطفال
وأضافت" كما نفذنا بحثا حول دور الأب في تربية الأطفال في فدرالية البوسنة والهرسك
ضمن مشروع تعزيز دور الأب في الوقاية من العنف الأسري، ويقدم هذا البحث تحليلا
لسلوك الآباء وتصرفات الأبناء وتحليلا للارتباط بين سلوك الآباء وتصرفات الأبناء".
واستطردت قائلة" كما ساهم المركز في إعداد عدد من الدراسات الموجزة التي تقدم
مقارنة للآراء الدينية المختلفة حول بعض قضايا المرأة في الإسلام، بهدف تقديم عرض
مقارن للحلول المختلفة المعتمدة وفهم للأحكام الإسلامية المحددة المتعلقة بالمرأة".
وأشارت إلى أن المركز نفذ مشروعا بعنوان " ضد العنف في الأسرة" وشمل العديد من
الدورات التدريبية للأئمة ومدرسي ومدرسات التربية الدينية حول موضوع العنف في
الأسرة، والإمكانات التي بحوزتهم لإزالة النقاب عن هذه القضية الاجتماعية ومساعدة
الضحايا وزيادة الوعي حول هذه المشكلة.
*خدمات للمجتمع
وحول الخدمات التي يقدمها مركز " نحلة" نبهت السيدة سخية ديدوفيتش إلى أن المركز
يقدم العديد من الخدمات سواء التعليمية أو البحثية أو الاجتماعية والتي من بينها:
عيادة الاستشارات النفسية، ومكتب ميديانا للوساطة عند التوظيف، ومركز اللياقة
البدنية، وقاعة ألعاب الأطفال، ومقهى الانترنت، والمكتبة وقاعة المطالعة، مشيرة إلى
أن المركز يملك بوابة الكترونية فعالة على الشبكة العنكبوتية عنوانها WWW.nahla.ba.
واعتبرت أن مركز " نحلة" من المراكز الفعالة التي تهتم بكل ما يعزز الجوانب
الايجابية في الشخصية من خلال تنظيم دورات التطوير الشخصي، والتطوير المهني، ودورات
علم النفس، وكذلك مدرسة الآباء، فضلا عن عقد العديد من اللقاءات التي تستهدف الحوار
بين الأديان، إلى جانب ورش العمل الإبداعية.
وحول انطباعاتها خلال زيارتها الأولى لقطر أوضحت السيدة سخية ديدوفيتش أن أبرز
الصفات التي لمستها في أهل الخليج العربي وخصوصا أهل قطر هو احترام الضيف والتعاطف
والاهتمام الكبير بأخبار البوسنة والهرسك، مؤكدة أن انتهاء الحرب لم يبعد المجتمع
البوسني عن ذاكرة المجتمع القطري، مؤكدة اهتمامها بالاستفادة من التجربة القطرية في
مجال العمل النسائي.
ونوهت بأن الشعب البوسني أيضا يهتم بأخبار القضية السورية ويتابعها بشكل مستمر حيث
إنه عانى مما يعانيه الشعب السوري خلال فترة الحرب.
مرسوم
رقم (28) لسنة 2009 بالموافقة على انضمام دولة قطر إلى اتفاقية القضاء على جميع
أشكال التمييز ضد المرأة لعام 1979
القوانين
أنصفت المرأة .. والتمييز في العمل مستمر!
القوانين
أنصفت المرأة .. والتمييز في العمل مستمر!
تعديل
قانون الموارد البشرية لمنح المرأة مزيدا من الحقوق