قطر-جريدة العرب
- السبت ١٢ يناير ٢٠١٣ م، الموافق ٣٠ صفر ١٤٣٤ هـ -العدد 8980
أكدت أن الحجة في
مواجهة الحجة البديل الحضاري للرصاص في مواجهة الرصاص
الشيخة موزا: رؤيتنا للتعليم تؤهل الطلاب لأدوار قيادية
شهدت صاحبة السمو
الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع
عصر أمس الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي الرابع حول «الخطابة والمناظرة والحوار:
نحو تأصيل منهجية التمكين في مؤسساتنا التعليمية» الذي يستضيفه مركز مناظرات قطر
عضو مؤسسة قطر.. وذلك في مركز قطر الوطني للمؤتمرات.
وأكدت صاحبة السمو في كلمة ألقتها بافتتاح الجلسة أن التعليم يمكّن التلاميذ من
تعلّم أن منطق الحجة في مواجهة الحجة هو البديل الحضاري لفوضى الرصاص في مواجهة
الرصاص.
وقالت سموها إنه مثلما في جميع القضايا الأخرى فإن التربية والتنشئة لا تتحقق خارج
التعليم، فهناك يُبنى الإنسان، وهناك يبدأ التعبير عن الرأي بالاحتكام إلى المنطق،
وهناك ينمو الفعل النقدي لينتج تفكيراً نقدياً ابتكارياً وليس عقلاً خاملاً.
وشددت صاحبة السمو على أن مفردات المناظرة والحوار والجدل والمنطق هي عناوين لقيم
السلام في مواجهة قيم العدوان والقمع والإقصاء والمصادرة.
وأشارت سموها إلى أنه «إدراكاً لهذه المقتضيات استندنا في رؤيتنا للتعليم وتطويره
في قطر في السنوات العشر الماضية على وضع مناهج تعليمية وطرائق تدريس تقوم على
النقاش، وتعميق ثقافة الحوار، وتنمية القدرات الحوارية للطلبة، وتنشيط التفكير
النقدي لديهم، وتعزيز روح الابتكار في مجال صناعة الأفكار، بغية تأهيلهم لأدوار
قيادية في الحاضر والمستقبل».
وحذرت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر من أن التهاون في إعداد الشباب لقيادة
المستقبل يعرض المستقبل نفسه إلى خطر.
وعبّرت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر عن سرورها بأن ينعقد المؤتمر الدولي
الرابع للخطابة والمناظرة والحوار في الدوحة، ولأول مرة في الوطن العربي، وأن تكون
اللغة العربية فيه لغة للمناظرة إلى جانب الإنجليزية.
وأوضحت سموها أن البراعة في استخدام اللغة وتوظيف الفكر في فنون الخطابة والمناظرة
والحوار هي أساليب تعبيرية استخدمها الإنسان منذ القدم وما فتئت حية متجددة وصار
لها في العصر الحديث تأثير أبلغ في فضاءات الإعلام والسياسة والثقافة وإدارة
الأزمات.
وأشارت سموها إلى أن العالم تأخر كثيراً بعد قرون من الصراع والتنافر بين أقطابه
وأممه، قبل أن نشهد في السنوات الأخيرة عناوين كثيرة لحوارات كونية نريدها أن تتحول
إلى وعي عام لدى الشباب، ليكون البناء من أسفل إلى أعلى، وليس العكس، أي من البنية
التحتية للوعي التي تبدأ دائماً من التعليم، لا سيما ونحن نشهد التأثيرات الهائلة
للتقدم التكنولوجي على طبيعة المناظرة وشكلها ومساحتها ليصبح الحوار حياً ومتواصلاً
بين مختلف سكان الأرض على شبكة الإنترنت، وليمسي تحجيم حرية التعبير ضرباً من
العبث.
وأكدت صاحبة السمو أننا نعايش في الوقت الحاضر تحولاً كبيراً في دور الشباب، بعد أن
كانوا غالباً مجرد متلقين تؤثر فيهم المؤسسات التقليدية بشكل مباشر وترسم لهم
الحدود وتمثلهم.
وقالت إن هذه الحال تغيرت بفضل ثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إذ انتزع
الشباب دوراً جديداً ومؤثراً خارج سلطة المؤسسات التقليدية عندما استثمروا
الإمكانيات الإلكترونية للنشر والتواصل في إنشاء حوار جماعي عابر للحدود، لينتقلوا
من مرحلة التلقي إلى مرحلة التأثير.
وأضافت سموها أن الثورات الشعبية في منطقتنا أبانت لنا كيف أن الشباب العربي عندما
ضاق ذرعاً بواقع الاستبداد لجأ إلى الواقع البديل على مواقع التواصل الاجتماعي،
ليقيم حواره ومناظراته وجدله هناك، حيث نجح في النهاية بالتأثير في واقعه نحو
التغيير ليعود الحوار إلى مكانه الطبيعي في عواصم الثورات، وليس على المواقع
الإلكترونية.
وقالت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر إنه من البداهة
تكرار القول الملهم أن الشباب هم رجال المستقبل وقادته، ولكن العالم لم يقدم الكثير
من أجل تفعيل هذا القول، حيث توجب الحقائق الإحصائية والموضوعية تعاملاً جدياً
متعدد الآفاق يأخذ بالاعتبار التناسب بين دور الشباب ونسبتهم في المجتمع، بما يجعل
حجم المشاركة متكافئاً، مع كونهم العنصر الأهم في الطاقة التنموية للتغيير.
وأضافت أن هذا الأمر يكرّس المسؤولية العالمية حيال قضايا الشباب، وإعدادهم
للمشاركة في صنع القرار والتنمية وخيارات المستقبل.
وأكدت أن القدرة على الحوار والمناظرة والخطابة تتصدر شروط الإعداد لقيادة هذه
الأدوار بما يؤهل الشباب للتعبير عن جيل ومرحلة وعصر ورؤية مستقبلية، لأن تحديات
المستقبل وشروطه لا تقبل بأقل من شباب واثق قوي الشخصية يتحلى بسجية قبول الآخر،
يؤمن بالحوار ومنطقه، ويتخذ من التفكير النقدي أداة، ومن ثقافة السلام والتسامح
نزعة.
وشددت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر على أنه في حال أردنا أن نبني عالماً آمناً
وأجيالاً تنزع إلى السلام فلا مناص من تربية هذه الأجيال على ثقافة الحوار، بدلا من
ثقافة العنف، وتنشئة الطلبة على التعبير عن الرأي والقبول بالآخر ورأيه إلى جانب
دعم الميل نحو نقد الواقع، والمعرفة والإيمان بأن الجدل هو سر التطور، كما أثبت ذلك
تاريخ الفكر في العالم.
يشار إلى أن المؤتمر الدولي الرابع للخطابة والمناظرة والحوار يهدف إلى توفير منبر
لكل المهتمين بموضوع المناظرات والحوار ومختلف القضايا والمسائل المتعلقة
بتطبيقاتها في المؤسسات التعليمية، ويشكل فرصة فريدة لعرض التجارب العلمية والعملية
في مجالات الخطابة والمناظرة والحوار من الوطن العربي ومن مختلف أنحاء العالم.
ويشارك في المؤتمر حوالي 150 من الأكاديميين والتربويين والمهتمين، يقدمون على مدى
ثلاثة أيام 120 ورقة بحثية تتعلق بمحاور المؤتمر.
قانون
رقم (10) لسنة 2005 بتعديل بعض أحكام المرسوم بقانون رقم (39) لسنة 2002 بتنظيم
وزارة التربية والتعليم وتعيين اختصاصاتها
القانون
وفقا لاخر تعديل - قانون رقم (25) لسنة 2001 بشأن التعليم الإلزامي
االقانون
وفقا لاخر تعديل - مرسوم بقانون رقم (7) لسنة 1980في شأن تنظيم المدارس الخاصة
وثيقة
تأسيس مؤسسة "التعليم فوق الجميع"
التعلم
الالكتروني بوابة الإصلاح التربوي