جريدة الراية - الأربعاء 13 يوليو 2016م

لتعزيز العلاقات في كافة المجالات..
السفير سعد كاتشيلا لـ الراية :توقيع اتفاقيات بين قطر وجنوب أفريقيا.. قريباً
تعاون في مجالات النفط والغاز والطرق والسكك الحديدية والملاعب
توافق سياسات البلدين بشأن قضايا حقوق الإنسان والديمقراطية
نرحب بالقطريين للاستمتاع بالمعالم السياحية في جنوب أفريقيا

كتب - سميح الكايد:
أكد سعادة السيد سعد كاتشيلا سفير جنوب أفريقيا لدى الدولة قوة ومتانة العلاقات بين قطر وبلاده، واصفاً إياها بأنها متنامية بشكل جيد على كافة الصعد ومتماشية وفقاً المصالح لبلدين وشعبيهما. وقال في حوار مع الراية : إن المرحلة المقبلة ستشهد تطوراً أوسع وأعمق لعلاقات البلدين التاريخية والمتميزة. ونوه بتطابق سياسات البلدين فيما يتعلق بخدمة الإنسانية وحقوق الإنسان انطلاقاً من إيمانهما بأهمية تحقيق الأمن والاستقرار والسلام العالمي والرفاه للشعوب.
وأضاف: إن قطر وجنوب أفريقيا تعملان بشكل مكثف من أجل تجسيد حقوق الإنسان وخلق فضاءات الأمن والسلام العالمي ونزع فتيل التوتر الإقليمي والدولي وكسر الحواجز العالمية المصطنعة التي تؤجج الصراعات وبناء جسور التقارب والتفاهم والتالف البشري على المستوى العالمي وبين مختلف الثقافات والحضارات.. مشيراً إلى أن البلدين لديهما علاقات جيدة وحيوية ويتمتعان بديمقراطية مميزة أسهمت كثيراً في بناء القيم الإنسانية. وقال إن علاقات البلدين قائمة على أساس من الثقة والاحترام المتبادل والصداقة.. وإلى تفاصيل الحوار:
> في البداية.. حدثنا عن واقع العلاقات القطرية الجنوب أفريقية وسياسات البلدين؟
- توجد لدى البلدين مثل عليا ومن هذه المثل العليا التي نحملها معاً أيضاً على جدول أعمال الاتحاد الأفريقي ودول البريكس، وحركة عدم الانحياز، والكومنولث والأمم المتحدة جنباً إلى جنب مع قطر وغيرها من الشعوب التي تشاطرها الرأي في العالم وسوف نستمر في السعي لتكريسها، يتمثل ذلك في العمل على كسر الحواجز الهيكلية والاصطناعية التي تقسم العالم وتخلق الصراع والعمل من أجل نظام عالمي مبني على التسامح والاحترام والعدل السلام والقبول بالآخر، لأن العلاقات التي تربط بيننا كبشر ودول العالم أقوى من الحواجز التي تفرّق بيننا.
> هل من جديد على مسار علاقات البلدين؟
- هناك توجه مشترك للعمل على تعزيز هذه العلاقات المشتركة، حيث يجري توحيد علاقاتنا السياسية والاقتصادية والارتقاء بها إلى أعلى المستويات، ولدينا اتفاقيات بانتظار التوقيع الرسمي عليها، والفترة المقبلة ستشهد تطورات إيجابية من شأنها تعزيز علاقات البلدين في كافة المجالات.
> وكيف تتطلعون إلى رؤية قطر 2030؟
- نشارك في رؤية قطر 2030، وأبناء جنوب أفريقيا في قطر يساهمون بنشاط من أجل تحقيق ذلك، سعياً وراء تعزيز علاقاتنا، وسوف نستمر في التعاون وتبادل الخبرات في قطاع النفط والغاز من خلال تكنولوجيا تحويل الغاز إلى سوائل وقطاعات البناء والطرق والسكك الحديدية والملاعب.
> كيف تصفون الروابط الثقافية التي تربط بين البلدين؟
- روابطنا الثقافية قوية وهذه الروابط ساهمت في تعزيز مختلف أوجه التعاون والعلاقات بين البلدين، والسفارة أولت اهتماماً كبيراً للعلاقات الثقافية بين البلدين.
> في ضوء هذه العلاقات.. هل هناك توجه سياحي قطري لجنوب أفريقيا؟
- بلادنا ترحّب بكل قطري وعربي أو من أي مكان في العالم يؤمها للاستمتاع بطبيعتها الغنّاء وأجوائها الجميلة، وبلادي تفتح أبوابها أمام السائحين القطريين، إذ أنّ جنوب أفريقيا بحكم أنها تُطلُّ على المحيطين الهندي والأطلسي، بها العديد من الغابات الكثيفة الخضراء والسلاسل الجبلية والصحاري والكثير من أنواع الحيوانات البريّة، وبإمكان السيّاح الاستمتاع برحلة سفاري في أفريقيا ومشاهدة الحيوانات البريّة عن كثب في بيئتها الطبيعية، ومن الأماكن السياحية المعروفة هناك شلالات فيكتوريا التي تقع في جنوب وسط أفريقيا، وتُعد من أكبر الشلالات في العالم حيث يبلغ ارتفاعها 128 متراً، ونأمل تعزيز علاقات البلدين في المجال السياحي باختيار القطريين لبلادي وجهة سياحية.
> اليوم تحتفلون باليوم العالمي للزعيم نيلسون مانديلا.. ما هي الأبعاد لهذا اليوم؟
- مانديلا أصبح رمزاً لكل الأحرار في العالم وأيقونة لتطلعات الشعوب نحو الديمقراطية والحريّة والازدهار ويوم مانديلا هو نداء عالمي للعمل لمواطني العالم لمواجهة التحدي والسير على خطى هائلة نحو التحرّر والبناء والعمل الديمقراطي لبناء الإنسان وتجسيد حقوقه وهو الرجل الذي تحوّلت حياته، لخدمة بلده وإطلاق سراح شعبه، هدفها هو مصدر إلهام الأفراد لاتخاذ إجراءات للمساعدة في تغيير العالم نحو الأفضل وفي القيام بذلك، لبناء حركة عالمية من أجل الخير، والسؤال الذي يجب أن نطرحه على أنفسنا هو ما نقوم به لجعل العالم مكاناً أفضل، ما الذي نقوم به لجعل كل يوم يوم مانديلا؟ يوم مانديلا الحيوية والمتغيرة باستمرار، فهو ملك للجميع، ويمكن أن تحدث في أي مكان وفي أي وقت، ونحن نحث الجميع على العثور على الإلهام لمساهمتهم في إرث نيلسون مانديلا ولخدمة بني البشر في كل يوم. منذ 67 عاماً كرّس نيلسون مانديلا حياته لخدمة الإنسانية كمحام عن حقوق الإنسان وسجين رأي، كصانع سلام دولي وأول رئيس منتخب ديمقراطياً في جنوب أفريقيا الحرة.
> ومتى تم الإعلان عن هذا اليوم؟
- في نوفمبر 2009، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة 18 يوليو "نيلسون مانديلا اليوم العالمي" تقديراً لمساهمة رئيس جنوب أفريقيا السابق لثقافة السلام والحرية، وقرار الجمعية العامة اعتراف دولي بقيم نيلسون مانديلا وتفانيه في خدمة الإنسانية في ميادين حل النزاعات والعلاقات العرقية وتعزيز وحماية حقوق الإنسان والمصالحة والمساواة بين الجنسين وحقوق الأطفال والفئات الضعيفة الأخرى، وكذلك الرقي بالمجتمعات الفقيرة والمتخلفة، واعتراف بمساهمته في النضال من أجل الديمقراطية على الصعيد الدولي وتعزيز ثقافة السلام في جميع أنحاء العالم.
> جنوب أفريقيا أهدت الشعب الفلسطيني أكبر تمثال برونزي للزعيم مانديلا.. ما دلالة ذلك؟
- مانديلا وقف بحزم إلى جانب القضايا العربية خاصة القضية الفلسطينية، داعماً ومؤيداً للحقوق العربية على المستويات الدولية والإقليمية، وهنا أقتبس عبارته الشهيرة إزاء هذه القضية العربية الجوهرية: "ونحن نعلم جيداً أن لدينا حريّة ناقصة من دون حريّة الفلسطينيين". وتم مؤخراً إقامة أكبر تمثال برونز لنيلسون مانديلا في رام الله، تعبيراً من شعب جنوب أفريقيا عن عمق التضامن والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني كما أرادها مانديلا الذي كانت حياته ورؤيته مبنية على أسس وقواعد راسخة مؤداها العمل على تحرير النفس والتضحية من أجل الآخر وبناء الإنسان والحفاظ على حقوقه ومد جسور التوافق والتقارب بين مختلف الثقافات العالمية من أجل بناء سلام عالمي وإقليمي يفضي إلى تحقيق رفاه وبناء الإنسان.

تعاون قانوني وقضائي بين قطر وجنوب إفريقيا

سفيرنا يجتمع مع وزيرة العلاقات الدولية في جنوب أفريقيا