جريدة الراية - الأحد 31 يوليو 2016م

بمناسبة عيد العرش..
السفير المكي كوان:٢١٪ معدل نمو التبادل التجاري بين قطر والمغرب
تضامن مغربي مع مساعي قطر للإفراج عن مواطنيها المختطفين بالعراق
٤٥ اتفاقية في مختلف المجالات أبرزها اقتصادي وتجاري واستثماري
المساهمات القطرية تعزز مسيرة التنمية في مختلف القطاعات بالمغرب
25 مقعداً للطلبة القطريين الراغبين في متابعة دراستهم الجامعية في المغرب

كتب - إبراهيم بدوي:
قال سعادة المكي كوان سفير المملكة المغربية لدى الدولة: إن المبادلات التجارية بين قطر والمغرب تسير في خط تصاعدي بمعدل نمو سنوي بلغ 21 في المائة، نتيجة ارتفاع حجم واردات قطر.
وأشاد سعادته في لقاء مع الصحفيين بمناسبة احتفال المملكة المغربية بالذكرى السابعة عشرة لعيد العرش المجيد الموافق الثلاثين من يوليو، بالمساهمات القطرية في تعزيز المسيرة التنموية بالمغرب في عدد من القطاعات الاقتصادية الهامة، وهو ما يشكل دليلاً إضافياً على عمق الشراكة المتميزة التي تربط بين البلدين.
وأكد السفير كوان حرص قيادتي البلدين الشديد على التنسيق المستمر في مختلف القضايا لافتا إلى أن العام الجاري، تميز بزيارة الأخوة والعمل التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس ملك المغرب إلى قطر في شهر أبريل، وبلورت هذه الزيارة مواقف موحدة تجاه عدد من القضايا الإقليمية لمواجهة التحديات والتهديدات التي تواجه المنطقة العربية.
وثمن الموقف القطري الداعم للوحدة الترابية المغربية والمساند لمبادرة الحكم الذاتي، التي تقدمت بها المملكة المغربية كأساس لأي حل تفاوضي لإنهاء النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
وقال إن المملكة المغربية ما فتئت تعبر عن تضامنها مع دولة قطر في كافة قضاياها وخاصة مساعيها الرامية إلى الإفراج عن المواطنين القطريين الذين تم اختطافهم جنوب العراق.
الزيارات المتبادلة
وقال السفير المغربي إن الزيارات المتبادلة عرفت خطا تصاعديا وتشكل مناسبة لفتح آفاق واسعة للرقي بالعلاقات من إطار التعاون إلى منطق الشراكة الاستراتيجية وأهم آلياتها اللجنة العليا المشتركة المغربية القطرية التي تسعى إلى تنفيذ توجيهات قائدي البلدين لترسيخ الشراكة الاستراتيجية. وانعقدت الدورة السادسة لهذه اللجنة برئاسة رئيسي حكومتي البلدين خلال شهر أبريل. وتوجت بالتوقيع على مجموعة من اتفاقيات التعاون ومذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية في عدة مجالات.
اتفاقيات التعاون
وعن أبرز الاتفاقيات قال السفير كوان: هناك اتفاقية للتعاون في المجالين القانوني والقضائي واتفاقية في مجال النقل البحري و مذكرة تفاهم للتعاون في المجال الفلاحي و مذكرة تفاهم بين وحدة معالجة المعلومات المالية بالمغرب ونظيرتها بقطر و مذكرة تفاهم بين صندوق الإيداع والتدبير بالمغرب والهيئة العامة للتقاعد والتأمينات الاجتماعية بقطر، إضافة إلى بروتوكول للتعاون في ميدان النفط والغاز والطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية وبرنامجين تنفيذيين: الأول لاتفاق التعاون في مجال الرياضة بين وزارة الشباب والرياضة بالمغرب ووزارة الثقافة والرياضة بقطر، والثاني لاتفاق التعاون الثقافي بين حكومة المملكة المغربية وحكومة دولة قطر.
واردات قطر
وأكد السفير المغربي أن آليات التعاون المشتركة مكنت من إغناء الإطار القانوني بين البلدين بوجود أكثر من 45 اتفاقا في مختلف المجالات، وبشكل خاص في المجال الاقتصادي والتجاري والمالي والاستثماري من خلال "الاتفاق الاقتصادي والتجاري" ، ثم "اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات" ، و "اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي" و التي ساهمت في جعل المبادلات التجارية بين البلدين تسير في خط تصاعدي بمعدل نمو سنوي بلغ ما يقارب 21 في المائة، نتيجة ارتفاع حجم واردات قطر. ويمثل الألمنيوم و المنتجات البلاستيكية الجزء الأكبر من الواردات المغربية من قطر، فيما يصدر المغرب إلى قطر، بشكل رئيسي، المنتجات الغذائية والأثاث.
قطاعات هامة
وقال السفير كوان إن حصيلة التعاون الاقتصادي بين البلدين في تطور مستمر بصورة عامة، ومن المنتظر أن تشمل قطاعات هامة كالطاقة و الطاقات المتجددة و المواصلات و التجهيز و النقل وهي قطاعات ستلتحق بركب تعزيز الشراكة القائمة بين البلدين خاصة أنها تتوفر على المقومات الضرورية لإرساء أسس تعاون مثمر يحقق المنفعة المشتركة للطرفين ويستجيب لتطلعاتهما الآنية و المستقبلية .
الاستثمارات المشتركة
وأشار إلى أن التعاون في المجال الاستثماري، يشهد تطورا ملحوظا بفضل إقبال الفاعلين الاقتصاديين القطريين على الاستثمار بالمغرب خلال السنوات الأخيرة، حيث تم إطلاق جملة من المشاريع الكبرى بالمغرب خاصة في المجال السياحي، من بينهم شركة "الديار القطرية للاستثمار العقاري والسياحي" ، ومشروع الشاطئ الأبيض بين مدينتي طرفاية وطانطان، و مشروع المدينة الترفيهية DisneyLand بمدينة مراكش، ومشروع إعادة تأهيل "قصر التازي" بمدينة طنجة، و مشروع "الهوارة" السياحي بمدينة طنجة.
مساهمة قطرية
وأثنى السفير المغربي على ما وصفها بالمساهمة الوازنة والمشكورة لدولة قطر في تعزيز المسيرة التنموية بالمغرب في عدد من القطاعات الاقتصادية الهامة، سواء من خلال تقديم حصتها من منحة الدعم المالي الخليجي المخصص للمملكة وحصتها في "وصال كابيتال" أو من خلال استثماراتها المختلفة، وهو ما يشكل دليلا إضافيا على عمق الشراكة المتميزة، على أعلى مستوى، التي تربط بين البلدين.
وقال: خلال العام الجاري، تم افتتاح مشروعين بمدينة الرشيدية من أصل خمسة مشاريع تأتي ضمن توجيهات سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر لدعم قطاعي التعليم والصحة بالمغرب، يضمان مركزا لتصفية الدم وغسيل الكلى بمنطقة كلميمة، ومجمعا مدرسيا للمرحلتين الابتدائية والمتوسطة بمنطقة (ملاعب). كما توج التعاون المغربي القطري في المجال الاجتماعي، بتوقيع البلدين على بروتوكول للتعاون في مجال استقطاب أطر تعليمية مغربية للتدريس في قطر.
نتائج التعاون
ونوه السفير كوان بنتائج الدينامية المتصاعدة للعلاقات المغربية القطرية خلال هذه السنة وأبرزها فتح الخط الجوي المباشر بين الدار البيضاء والدوحة و الخط الثاني المباشر بين الدوحة ومراكش، عبر توقيع اتفاقية ستمكن من ترسيخ العلاقات بين قطر والمغرب وتوفر امتيازات إضافية بالنسبة للركاب، وستشكل نقلة نوعية في الخدمات المقدمة لهم.
كما تم افتتاح مكتب العمل المغربي في الدوحة، والذي أتى ليشرف مباشرة على تنظيم استقدام اليد العاملة والكفاءات المغربية الراغبة في العمل بدولة قطر الشقيقة. وفي هذا الصدد، لابد من أن نسجل ارتفاع عدد الجالية المغربية إلى 14 ألف ينعمون بسبل العيش الكريم في بلدهم الثاني دولة قطر الشقيقة.
وقال السفير المغربي: يوفر الجانب المغربي 25 مقعدا لصالح الطلبة القطريين الراغبين في متابعة دراستهم الجامعية في بلادنا، في حين تخصص جامعة قطر مقعدين ومنحتين جامعيتين للطلبة المغاربة المقيمين في قطر على أساس التنافس.
وأضاف: بلغ عدد الطلبة المغاربة الذين تابعوا دراستهم بمعهد الدوحة للدراسات 20 طالبا العام الماضي ومن المحتمل أن يصل هذه السنة إلى أكثر من 50 طالبا.