جريدة الوطن - الأربعاء
26 يونيو 2019م
جهود
حثيثة للقضاء على المخدرات
أكد العميد صقر راشد المريخي
مدير مركز المعلومات الجنائية لمكافحة المخدرات لمجلس التعاون لدول الخليج العربية،
على ضرورة تكاتف الجهود لتعزيز أوجه التعاون بين الجهات المتخصصة، وعلى كافة المستويات
الوطنية والإقليمية والدولية لتطويق ظاهرة المخدرات التي أصبحت عالمية الملامح والأبعاد،
بسبب انتشارها الواسع عبر الدول والقارات، مشدداً على أن ذلك يقتضي شل حركة مهربيها،
والحد منها عرضاً وطلباً.
وقال في كلمة بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، إن هذه المشكلة أصبحت مصدر قلق
يهدد البشرية وتعمل على تدمير الكيان الأسري، وتؤدي إلى التفكك الاجتماعي وتزعزع نمط
الاقتصاد الوطني وبالتالي تكدر صفو الأمن القومي. مضيفاً أنه ونظراً لتلك الظروف والمستجدات
والمتغيرات الراهنة التي يشهدها العالم أجمع بشكل عام ومنطقتنا العربية بشكل خاص، ولما
كانت دول الخليج العربي جزءاً من هذا العالم الكبير وليست بمعزل من التعرض لمخاطر تلك
الآفة التي تهدد العالم والتي تعتبر أخطر ما واجهته البشرية على امتداد تاريخها الماضي
والحاضر، لذلك هبَّت دول مجلس التعاون الخليجي في اتخاذ كافة الإجراءات لاقتلاع تلك
الآفة والقضاء عليها، حتى لا تنتشر وسط الشباب، حيث إنها تبدأ من الفرد ثم الأسرة فتفككها
وتهدم البيوت على رؤوس قاطنيها.
وأوضح أنه ولمواجهة تلك المتغيرات إقليميا ودولياً، كان لابد من تعزيز الجهود المشتركة
والتعاون الدولي للعمل على مواجهتها ومكافحتها والتصدي لها أولاً بأول لحماية مجتمعنا
الخليجي من مخاطرها.
وأضاف: هذا ما سعت اليه دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لإنشاء مركز المعلومات
الجنائية لمكافحة المخدرات لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، واتخذ من الدوحة مقراً
له، ليشكل نقلة نوعية في دعم وتعزيز العمل الخليجي المشترك في مجال مكافحة الاتجار
غير المشروع بالمخدرات والمؤثرات العقلية والرقابة على السلائف والمواد الكيمائية وجميع
الأنشطة الإجرامية ذات الصلة والحد من انتشارها في مجتمعاتنا الخليجية، وذلك من خلال
تكثيف الجهود المشتركة بهدف الارتقاء بالأداء وآليات العمل الأمني في مجال مكافحة المخدرات
بين الدول الأعضاء إلى اعلى المستويات فضلاً عن تطوير التنسيق والتكامل والترابط فيما
بينها، ومع الجهات المختصة في جميع الميادين، من خلال تفعيل الاتفاقيات الثنائية والدولية
لمكافحة الاتجار غير المشروع بالمخدرات والمؤثرات العقلية حول العالم.
وأشار إلى أن المركز يهدف إلى تفعيل عملية تبادل وتحليل المعلومات الجنائية لدعم وتعزيز
العمل الخليجي المشترك في مجال مكافحة جرائم المخدرات والمؤثرات العقلية وممارسة الرقابة
على السلائف والمواد الكيمائية والحد من انتشارها للانطلاق بأمن المنطقة نحو الأفضل،
بجانب تأهيل وتدريب الكوادر العاملة في مجال مكافحة المخدرات في دول الخليج العربية،
وجمع المعلومات وتحليلها وتنظيمها وتبادلها مع الجهات المعنية بالدول الأعضاء مما يساعد
إلى حد كبير في التحقيقات الجنائية في قضايا المخدرات وتبعياتها، مع متابعة أحدث الأساليب
الحديثة لمواجهة الفكر المحترف في تهريب المخدرات والجرائم المرتبطة بها، ودعم جهود
الأجهزة المعنية وتطوير التعاون والتنسيق بين دول المجلس في مكافحة الاتجار غير المشروع
بالمخدرات والمؤثرات العقلية وفرض الرقابة على السلائف والمواد الكيمائية والجريمة
المنظمة العابرة للحدود ذات الصلة محلياً إقليمياً ودولياً.
وقال ان المركز حرص على توقيع مذكرات التفاهم مع العديد من المراكز الاقليمية والدولية
النظيرة من أجل الاستفادة المتبادلة من الخبرات والمعلومات والمستجدات الدولية والتطورات
القائمة للحد من مشكلة المخدرات، وأساليب التهريب الحديثة التي يستخدمها مهربي وتجار
المخدرات وطرق إخفائها والاساليب الاحتيالية التي يلجأ إليها المهربون مؤخراً وماهي
المواد الحديثة والمصنعة وطرق مكافحتها ومسالك التهريب الجوية والبحرية والبرية، وذلك
في إطار الرؤية الدولية التي تسعى الى تحقيقها الأمم المتحدة والمتمثلة في إيجاد شبكة
عالمية موحدة في مجال مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية والرقابة على السلائف الكيميائية،
ولما كان مكافحة هذه الآفة تقوم على تبادل المعلومات وإنشاء أجهزة وتشريعات وطنية.
وفي إطار جهود المركز في مكافحة المخدرات الاصطناعية والحديثة، استحدث قسماً للرصد
والإنذار المبكر، ليكون مرجعية للمعلومات والبيانات يتيح له الإبلاغ في الوقت المناسب
عن ظهور مؤثرات عقلية جديدة، مما يساهم في استفادة الدول الأعضاء في مجال رصد المشكلة
وتقييمها، مع الإبلاغ المبكر عن حالات إساءة الاستخدام للعقاقير المخدرة والإبلاغ عن
أي مادة مخدرة مستحدثة، حيث يقوم القسم بتعميم كافة المعلومات والبيانات عن أي مخدر
مستحدث، وكذلك ان وجدت أي من الدول الاعضاء معلومات عن مخدرات حديثة أو اصطناعية جديدة
تقوم بإبلاغ المركز الذي يقوم بدوره بتعميمها على بقية الدول الاعضاء.
واختتم بقوله: ننتهز الفرصة بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات بالتوجه إلى كل
من يعيش في هذا العالم برفع أقصى درجات الحذر من هذه الآفة وأخطارها، ودعم الجهود الرسمية
المبذولة لمكافحتها، والمساهمة بكل الإمكانيات المتاحة لمواجهة تحدياتها، وحماية مجتمعاتنا
من ويلاتها، والنأي بشبابنا عن مآسيها، ويبقى الأمل كبيراً في أن يشكل هذا اليوم فرصة
واعدة لتحقيق المزيد من التوعية بأخطار المخدرات وتحصين البشرية جمعاء من آلام هذه
الآفة ومآسيها المفجعة، فالعقل.. أكثر ما يميزنا.. والحياة أغلى ما لدينا.. والمخدرات
سم العقول ودمار الحياة.. فدعونا نطور حياتنا ومجتمعاتنا وهوياتنا بدون مخدرات..
القانون وفقا لأخر تعديل - قانون رقم (9) لسنة 1987 في شأن مكافحة المخدرات والمؤثرات
العقلية الخطرة وتنظيم استعمالها والاتجار فيها
القرار وفقًا لأخر تعديل قرار مجلس الوزراء رقم (1) لسنة 1999 بتشكيل اللجنة
الدائمة لشؤون المخدرات والمسكرات
قطر تؤكد التزامها بالجهود الدولية لمعالجة مشكلة المخدرات