الراية - الأحد10/8/2008 م
بسبب عدم التزام الشركات بقرار تحديد ساعات العمل
ضربات الشمس تطارد العمال
محمد جاسم: مطلوب عقوبات رادعة ضد الشركات المخالفة
-
تحقيق - عبدالحميد غانم:
.....خلال الأيام والاسابيع الماضية تعرض عدد كبير من العمال
الذين يعملون في الاماكن المكشوفة الي ضربات شمس وحالات إغماء واجهاد حراري بسبب العمل
في ظروف صعبة تحت أشعة الشمس المباشرة الأمر الذي يعرضهم لمخاطر كبيرة أثناء العمل.
يأتي ذلك رغم قرار وزارة العمل الذي حدد ساعات العمل في الاماكن المكشوفة تحت أشعة
الشمس وقضي القرار بحظر العمل في الفترة الصباحية بعد الساعة الحادية عشرة والنصف صباحاً
في حين يبدأ العمل بالفترة المسائية الساعة الثالثة وذلك في الفترة من 15 يونيو الماضي
وحتي 31 اغسطس الجاري ووقوع المخالفين تحت طائلة القانون.
وأوجب القرار علي صاحب العمل أن يضع جدولا بتحديد ساعات العمل اليومية طبقاً لهذا القرار
وأن يضع هذا الجدول في مكان ظاهر وبارز يستطيع العمال الاطلاع عليه ويسهل علي مفتشي
العمل ملاحظته عند زيارتهم التفتيشية، وقضي القرار باغلاق مكان العمل الذي لا تراعي
فيه تلك الاحكام مدة لا تتجاوز شهراً ويكون الغلق بقرار من الوزير.
ومع ذلك هناك العديد من أماكن العمل لا تلتزم بأحكام هذا القرار وما جاء فيه وتجبر
عمالها علي العمل في الاماكن المكشوفة وتعريضهم لمخاطر ضربات الشمس والارهاق والتعب
حتي الاغماء وما هو أخطر من ذلك الراية تجولت في بعض مواقع العمل المختلفة ورصدت ذلك
بالكلمة والصورة مع العمال.
يقول أبو القاسم وهو عامل بإحدي الشركات: بالطبع العمل تحت أشعة الشمس في الاماكن المفتوحة
مرهق ومتعب جداً فكثيراً من العمال تعرضوا لضربات الشمس وذهبوا الي المستشفي فنحن نعمل
وسط ظروف صعبة ودرجة حرارة عالية ورطوبة وساعات عمل طويلة دون مراعاة لجو الصيف وكل
ما نتمناه هو الراحة وقت الظهيرة في ساعات الحر الشديدة حتي لا نتعرض لمخاطر وتعب وإرهاق
شديد.
ويضيف: نحن في النهاية بشر ولنا حقوق ومن أبسطها الحصول علي راحة وعدم تعريض حياتنا
أو صحتنا للمخاطر والتعب وضربات الشمس وتكون النتيجة الذهاب للمستشفي وتعطيل العمل
والتأخير عن مواعيد التسليم، أما الالتزام بالراحة خلال الفترة الصباحية بحيث لا يتجاوز
العمل الساعة الحادية عشرة والنصف أمر ممتاز لان العامل يحصل علي قسط من الراحة وتناول
بعض المشروبات والمياه والأكل يهييء العامل منا للنشاط والحيوية في عمل الفترة المسائية
وبالتالي يظل العامل في أمان بعيداً عن مخاطر الشمس وحرارة الصيف وفي كامل حيويته وطاقته
وقدرته علي العمل والعطاء، أما عكس ذلك فتجده يعمل وهو في حالة تعب وإرهاق وهو ما يؤثر
علي انتاجه.
ويقول عبدالسلام وهو عامل بأحد مواقع العمل: العديد منا علي مدار الايام والاسابيع
الماضية تعرضوا لمخاطر الشمس وحالات الاغماء وذهبوا لتلقي العلاج بالمستشفي وكل يوم
يقع منا زميل مغشياً عليه بسبب عدم قدرته علي تحمل حرارة الشمس الشديدة وكل ما نتمناه
هو العمل في جو مناسب فمثلا العمل من السادسة صباحاً وحتي الحادية عشرة والنصف شيء
ممتاز علي ان يرتاح الواحد منا حتي الساعة الثالثة ثم يبدأ العمل في الفترة المسائية
لكننا نعمل ولا نحصل علي الراحة المطلوبة وهو ما يعرضنا للتعب والارهاق الشديد ومخاطر
الشمس.
ويقول ميتان مندول عامل بإحدي الشركات: بشكل عام لابد من مراعاة ظروف العامل فهو في
النهاية بشر من دم ولحم وله قدرة معينة علي التحمل ولا يجب تحميله ما لا طاقة له أو
ما يفوق قدرته حتي يظل قادراً علي الانتاج وألا يجبر علي العمل في الاماكن المكشوفة
تحت أشعة الشمس وأن يكون هناك تحديد لساعات العمل خلال الصيف للفترتين الصباحية والمسائية
حتي لا يتعرض العمال للارهاق ومخاطر الشمس وبالتالي الذهاب للمستشفي والتأثير علي الانتاج
والانجاز.
ويضيف: هناك شركات تلتزم بالقرار وحددت بالفعل ساعات العمل وتحافظ علي عمالها وتعاملهم
معاملة محترمة جداً وشركات أخري لا تلتزم بالقرار وهو ما يعرض عماله
لمخاطر كثيرة وحالات إغماء وتعب وإرهاق وغياب عن العمل.
ويقول محمد شهاب الدين -عامل- بالطبع العمل في الأماكن المفتوحة تحت أشعة الشمس له
أضرار ومخاطر وسلبيات كثيرة منها انه يصيب العامل بالإرهاق والتعب وحالات الإغماء ومن
ثم الذهاب للمستشفي ومنها تعطيل حركة وسير العمل لأنه إذا وقع عامل مغشياً عليه، كل
زملائه يتأثرون من الموقف ويهرولون لمساعدته والاطمئنان عليه وهنا يتعطل سير العمل
وتحدث فوضي، أما لو كان هناك التزام بساعات العمل التي حددها القرار خلال الفترتين
الصباحية والمسائية فلن يحدث كل هذا وسوف تسير الأمور علي ما يرام.
ويضيف: أعرف زملاء يعملون في مواقع عمل أخري ذهبوا الي المستشفي الاسبوع الماضي مرتين
بسبب عدم تحملهم حرارة الشمس الشديدة وعدم تكيفهم مع الصيف فضلاً عن اصابتهم بأمراض
جلدية كثيرة فأنت تعمل في الشمس وتعرق وهذا العرق الذي يخرج منك يختلط بالأتربة ولا
تستطيع أخذ حمام مياه إلا بعد انتهاء الدوام ويظل هذا العرق والأتربة معلقة علي جسدك
وعلي وجهك ورقبتك وكل مكان في جسمك وهو الأمر الذي يعرضك للكثير من الأمراض الجلدية
فضلاً عن الإغماء والتعب.
ويقول شهاب أحمد -عامل- كل ما نتمناه هو الحصول علي راحة وقت الذروة فحرارة الشمس هنا
مرتفعة جداً خلال الصيف وهو أمر يسبب له حالة من الإرهاق الشديد والتعب والإغماء وبالتالي
الذهاب للمستشفي.
ويضيف: وإحقاقاً للحق ليست كل مواقع العمل تصر علي تشغيل عمالها وقت الذروة في درجة
حرارة مرتفعة فقط بعض الشركات هي التي تفعل ذلك وموقع العمل الذي أعمل به ملتزم بذلك
فنحن نحصل علي راحة وقت الظهيرة تبدأ من الساعة الحادية عشرة والنصف حتي الساعة الثالثة
وان كان هناك عمال في الفترة المسائية يكون بعد الساعة الثالثة في جو مناسب ومشجع علي
الانتاج والإنجاز.
ويقول سوبان شرندور عامل : ليست كل أماكن العمل تجبر عمالها علي العمل في ظروف صعبة
وفي جو حار ومكشوف فقط عدد قليل من الشركات هي التي تفعل ذلك وأنا لدي أصدقاء كثيرين
في مواقع عمل مختلفة نتقابل ونتحدث معاً عبر الهاتف وأكدوا لي أن ظروفهم طيبة وحتي
اذا عملوا في أوقات الذروة لا يكون باستمرار ولكن لظروف معينة فرضتها طبيعة العمل.
ويضيف: لكن بشكل عام لابد من تهيئة جو العمل المناسب للعامل حتي يكون لديه قدرة علي
الانتاج ولا يتم تعريضه لمخاطر ضربات الشمس والإرهاق والتعب الشديد لأن ذلك يؤثر علي
انتاج العامل ومن ثم تأخير مواعيد تسليم المشروع، أما لو كان الأمر عكس ذلك فكل شيء
سيكون علي ما يرام وتسليم العمل في وقته والحفاظ علي العمال في نفس الوقت.
ويقول تيك بهدار عامل : نحن دائماً وأبداً نأمل كعمال العمل في جو مناسب خلال الصيف
حفاظاً علي أرواحنا فمعظمنا يتساقط بفعل حرارة الشمس الشديدة خلال فترة الظهيرة والجهات
المختصة هنا لم تقصر في ذلك وقامت بتحديد ساعات العمل خلال فترة الظهيرة بحيث يتوقيت
العمل عند الساعة الحادية عشرة والنصف بالنسبة للفترة الصباحية علي أن يبدأ العمل في
الساعة الثالثة بالنسبة للفترة المسائية ومعظم شركات المقاولات تلتزم بالقرار ولكن
هناك من لا يلتزم بالقرار ويصر علي تشغيل العمال وقت الظهيرة وهو ما يعرض حياتهم وأرواحهم
للخطر وتعطيل الإنتاج وتأخير مواعيد التسليم.
ويضيف: والشيء الذي يواجه غالبية العمال هو السكن فهو أكبر مشكلة تواجه العمال بجوار
مشكلة العمل وقت الظهيرة ولابد من وضع حلول عملية لها لتهيئة الجو المناسب للعامل حتي
ينتج ويبدع ولا يفكر في أي شيء آخر يشغل باله سوي عمله فقط وبالتالي يجب مراعاة كل
هذه الأمور ووضعها في الحسبان.
يقول محمد جاسم العبد الجبار: بالطبع لا أحد يقبل بهذا الأمر لأن العامل في النهاية
بشر وله حقوق ولابد أن تحترم وأبسط حقوقه العمل علي راحته وسلامته وعدم تعريض حياته
للخطر وبالتالي أي شركة يثبت أنها لا تلتزم بقرار وزارة الخدمة المدنية والاسكان والقاضي
بتحديد ساعات العمل الصباحية حتي الساعة الحادية عشرة والنصف علي ان يبدأ دوام الفترة
المسائية الساعة الثالثة مساء يجب ان يوقع عليها عقوبات رادعة وإلزامها باحترام حقوق
العماله لأنها بذلك تعرض أرواحهم للخطر.
ويضيف العبدالجبار: تحرص الدولة علي توفير ضمانات الحماية للعامل وكذلك تحافظ علي حقوقه
المشروعة لأننا نعلم كمواطنين ان هذا العامل جاء من بلده للمساهمة في حركة التطوير
والنهضة التي تشهدها البلاد وبالتالي حقوقه محفوظة ويحصل عليها وأكثر مما كان يتوقع.
ويؤكد أهمية مراعاة ظروف كل عامل علي حدة فدرجة الحرارة هنا بالدوحة مرتفعة جدا في
فترة الصيف والطيور ذاتها لا تستطيع الطيران نظرا لصعوبة الجو وقسوته فما بالنا بالإنسان
الذي يعمل ومطلوب منه ان ينجز ويجتهد في عمله ويبدع وينتج في ظل هذا الجو الصعب وبالتالي
سيكون من العسير جدا عليه ان ينتج وينجز عمله في هذا الجو إلا إذا وفرنا له الجو المناسب
والالتزام بالقرار واعتبار هذا العامل كأنه واحد من أهل الدار لانه يخدمك وينجز مصالحك.
وتقول أم عبدالعزيز: لدي ثلاثة عمال وخادمة يعملون معي ودائما اعتبرهم جزءاً منا وأعطيهم
حقوقهم الكاملة من راتب وراحة وترقية وأكل وشرب وسكن ولا اسمح لأحد بمعاملتهم معاملة
سيئة بأي حال من الأحوال وما ينسحب علي هؤلاء يجب ان ينسحب علي عمال الشركات وعدم تعريض
أرواحهم للخطر من خلال العمل في الشمس وفي الأماكن المكشوفة لأن الجو في الدوحة خلال
فترة الصيف صعب جدا جدا وعليه يجب احترام حقوقهم المشروعة وابسطها الراحة.
وتضيف: علينا كذلك وتحديدا الجهات المختصة مراقبة الشركات ومكاتب المقاولات ونتأكد
من التزامها بالقرارات الصادرة في هذا الشأن أم لا ومن يخالف يتعرض للعقوبة لأن هؤلاء
العمال بشر وأرواح ومن دم ولحم وليسوا آلات يجب ان تعمل علي مدار 24 ساعة في درجة حرارة
شديدة.
وتواصل ام عبدالعزيز: حتي الآلات يعطونها فرصة للراحة لمدة ساعة أو ساعتين قبل إعادتها
للعمل ثانية فما بالنا بالإنسان الذي له قدرة معينة إذا زاد عليها يتعرض للارهاق والتعب.
ويقول السيد علي زينل - رجل أعمال: هناك تجاوزات من بعض الشركات في حق العمالة وهذا
صحيح لكن هذه الشركات تبرر ذلك بقولها ان هؤلاء من الموظفين الذين يعملون في المكاتب
أعمالاً إدارية ويبررون أيضا بأن العامل ينام في موقع العمل وأن زحام الشوارع والاختناق
المروري يدفعه الي المبيت والنوم في مواقع العمل وهذه مبررات غير منطقية لأن للعامل
حقوقا لابد ان تحترم وأنا كنت ومازلت من أشد المدافعين عن حقوق العمالة وكنت في غاية
السعادة عندما صدر قرار تحديد ساعات العمل لأن بموجب هذا القرار تتسم معدلات أداء العمال
بالقوة والإنجاز السريع فهو سيحصل علي فترة راحة وقت الظهيرة تمكنه من مواصلة العمل
في الفترة المسائية بكفاءة عالية.
ويضيف: صعوبة الجو في هذه الفترة لا تشجع العامل علي الانتاج لذا من مصلحة صاحب العمل
ان يتوقف العمل في تلك الفترة أي الساعة الحادية عشر والنصف في الفترة الصباحية علي
أن يبدأ دوام الفترة المسائية الساعة الثالثة وهذا شيء جيد لأنه يعطي الفرصة للعامل
للحصول علي قسط من الراحة وعدم تعريض حياته للخطر أو ضربات الشمس الموجعة وحتي يكون
قادرا علي العمل والانتاج والابداع.
ويقول السيد خليفة المسلماني -- رجل أعمال وعضو المكتب التنفيذي لغرفة تجارة وصناعة
قطر اي شركة لا تلتزم بالقرار وتتجاوز تحصل علي عقوبات وهناك حوالي 34 شركة تخترق هذه
القواعد ولا تلتزم بساعات الدوام الذي حددها القرار والقاضي بتحديد ساعات الدوام بالفترة
الصباحية حتي الساعة الحادية عشرة والنصف علي ان يبدأ دوام الفترة المسائية الساعة
الثالث وبالتالي هي تعرض حياة وارواح هؤلاء العمال للخطر وتعصف بحقوقهم تماما.
ويضيف: أنا ضد أي تعسف ضد العامل في مسألة الدوام واجباره علي العمل وقت الظهيرة تحت
الشمس الحارقة فهو له حقوق ومن حقه الحصول علي راحة وتناول الماء والمشروبات الباردة
والطعام وأداء الصلاة فهذا حقه والجهات المختصة أعطته هذه الحق فلماذا لا نلتزم به.
وأشار المسلماني الي ان الجهات المختصة رفضت إعطاء 35 شركة حق استقدام عمال من الخارج
خوفا من عدم الالتزام بالشروط المطلوبة وبالتالي الجهات المختصة تحرص دائما علي حقوق
العمال وعلي حياتهم وأرواحهم وتقف بالمرصاد للشركات المخالفة وتوقع عليها عقوبات رادعة
تصل لدرجة الغلق.