جريدة الراية
- الخميس 3-6-2010م
توحيد شروط السلامة بدول التعاون
* العميد السويدي: تحديات كثيرة
تواجه مجتمعاتنا الخليجية
* مطلوب من أجهزة الدفاع المدني مواكبة التطور
* العقيد شويطر: التقنيات الحديثة جعلت من عملية حماية المباني أمراً سهلاً
الدوحة - الراية :
اختتمت أمس بفندق شرق أعمال الاجتماع الحادي والعشرين للمديرين العامين للدفاع
المدني بدول مجلس التعاون الخليجي والذي استضافته الدوحة وانطلقت أعماله الأحد
الماضي بعقد عدة اجتماعات لعدد من اللجان المختصة بالوقاية والتدريب والتطوير.
وخصصت جلسات اليوم الختامي لاجتماع المديرين العامين للنظر فيما تمت مناقشته من قبل
اللجان ورفع التوصيات الصادرة عن الاجتماع وذلك بحضور ومشاركة وفد الأمانة العامة
لدول مجلس التعاون الخليجي.
وألقى العميد الركن عبد الله محمد السويدي مدير عام الإدارة العامة للدفاع المدني
كلمة في الاجتماع رحب فيها برؤساء وأعضاء الوفود وكذلك وفد الأمانة العامة وقال (يسعدني
أن أنقل لكم تحيات سعادة وزير الدولة للشؤون الداخلية وسعادة مدير عام الأمن العام
وتقديرهما للجهود التي بذلتموها في أعمال الاجتماع الحادي والعشرين للمديرين
العامين للدفاع المدني بدول مجلس التعاون الخليجي.
وأضاف السويدي أن هناك الكثير من التحديات التي تواجهها مجتمعاتنا الخليجية في ظل
الطفرة الاقتصادية والعمرانية الكبيرة التي تشهدها منطقة الخليج العربي مما أوجب
على أجهزة الدفاع المدني والحماية المدنية مواكبة هذا التطور حتى تكون قادرة على
حماية الأرواح والممتلكات وتوفير مناخ آمن للاستثمار يساهم في دفع عجلة التنمية إلى
الأمام، موضحا أن الاجتماعات الدورية للمديرين العامين للدفاع المدني تساهم بشكل
فعال وإيجابي في تقارب وجهات النظر وتبادل الخبرات والمعارف ومناقشة كل ما يتعلق
بالحماية المدنية من أجل الوصول إلى تحقيق أهدافنا المشتركة التي نسعى إليها جميعا
وعلى رأسها رفع درجة الوعي بإجراءات السلامة والوقاية.
وفى هذا الإطار فإننا نثمن ونقدر الجهود التي بذلها المشاركون من ممثلي أجهزة
الدفاع المدني في اجتماعات لجنة توحيد وشروط السلامة والإشراف الوقائي وكذلك لجنة
التدريب والتأهيل والتطوير والتي عقدت خلال الأيام الثلاثة الماضية وأتمنى للجميع
التوفيق والنجاح.
وبعدما تداول المجتمعون بالنقاش عدة موضوعات مدرجة على جدول أعمال الاجتماع تتعلق
بإجراءات الأمن والسلامة والوقاية والإنقاذ والحماية المدنية صدرت عن الاجتماع
مجموعة من التوصيات المهمة تتناول عدة محاور منها: توحيد شروط السلامة والإشراف
الوقائي بدول مجلس التعاون فيما يتعلق بالمواد الخطرة وتصنيفها وغيرها من النقاط
وكذلك تطرقت التوصيات إلى مواصفات الأبواب المقاومة للحريق والاشتراطات الخاصة
بالمباني المؤقتة والتي يجب أن تنشأ من مواد غير قابلة للاحتراق أو معالجة بأى
وسيلة أخرى معتمدة ومجموعة من الاشتراطات الأخرى كما تضمنت التوصيات متطلبات
الحماية والوقاية في القطارات.
وحول محور التدريب والتأهيل في مجال الدفاع المدني تضمنت التوصيات الهياكل
التنظيمية لأجهزة الدفاع المدني بدول مجلس التعاون الخليجي ودليل المحاضرين
المختصين في مجال التدريب والدليل الموحد لمسميات التشكيلات والمعدات والآليات
المستخدمة كما تطرقت إلى الدورات المتقدمة في مجال التدريب وإعدادها وتنظيمها
وتبادل الخبرات في هذا المجال. كذلك شملت التوصيات المواصفات الفنية للآليات
العاملة في مجال الإطفاء والإنقاذ.
واستذكر المديرون العامون للدفاع المدني قرار أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية
في اجتماعهم السابع والعشرين (الدوحة 2008) المتعلق بتطوير آليات عقد اجتماعات
اللجان الأمنية. ونظرا لأهمية الموضوعات التي تناقشها لجنة الدفاع المدني فقد أوصى
المجتمعون بأن يتم عقد اجتماع المديرين العامين للدفاع المدني سنويا وذلك لمتابعة
الموضوعات المناطة بها.
وعقب انتهاء الاجتماع أعرب معالي الفريق سعد بن عبد الله التويجري مدير عام الإدارة
العامة للدفاع المدني بالمملكة العربية السعودية عن سعادته بالتواجد في بلده الثاني
قطر، والكل يدرك مدى اهتمام قادة دول مجلس التعاون الخليجي وأصحاب السمو والمعالي
والسعادة وزراء الداخلية بدول المجلس والمسؤولين بصفة عامة واهتمامهم بالجانب
الأمني لأبناء دول الخليج العربي وخاصة فيما يتعلق بالدفاع المدني والحماية المدنية
من الأخطار والحوادث.
يأتي انعقاد هذا الاجتماع استجابة لما رآه وأيده أصحاب السمو والمعالي والسعادة
وزراء الداخلية ولعلمهم وإيمانهم التام بأن تبادل المعلومات والخبرات في هذا المجال
قد يسهم مساهمة فاعلة في التخفيف من آثار الحوادث حين وقوعها ومعالجتها بالطرق
العلمية فور وقوعها. وناقش هذا الاجتماع الكثير من الأمور التي تهم هذا الجانب
وأهمها طرق التدخل في الحوادث في المباني العالية، وأنظمة السلامة والحماية المدنية
وعالج كثيرا من أمور التدريب إضافة إلى مناقشة كود البناء الخليجي، وكل هذه
المناقشات والأمور تصب في قالب واحد وهو سلامة المواطن والمقيم على أرض دول الخليج
العربي.
وأشاد الفريق التويجري بما تناوله الاجتماع الحادي والعشرين بشأن آليات وجوانب
وأعمال التدريب وتبادل الخبرات الفنية خاصة ما يتعلق بالحوادث في المملكة العربية
السعودية أو أي من دول الخليج.وأضاف: أما بخصوص الاستراتيجية المستقبلية لعمل
المديرين العامين بدول المجلس فقد اعتمدت عدة محاور منها الاتصال بالعالم الخارجي
والذي سبقنا في هذا المجال سواء كان في أمريكا أو في أوربا أو الصين أو اليابان أو
أي دولة من الدول التي سبقتنا في هذا المجال والاستفادة مما لديهم من خبرات . إضافة
إلى التواصل المستمر ومطالبة مديري الدفاع المدني في أن يكون الاجتماع سنويا بدلا
من سنتين وذلك من أجل مواصلة الأعمال والبحث عن السلبيات ومعالجتها في حينه، وكذلك
البحث عن الايجابيات وتفعيلها لتطوير أجهزتنا في الحماية المدنية.
من جانبه رأى العميد يوسف الأنصاري نائب المدير العام لشؤون المكافحة وتنمية
الموارد البشرية بالإدارة العامة للإطفاء بدولة الكويت أن مثل هذه الاجتماعات مفيدة
ومثمرة، فهي تعمل على زيادة الخبرات وتبادلها بين أجهزة الدفاع المدني في دول
الخليج العربية ويستفيد خلالها المجتمعون من دراسة الأخطاء لتفاديها مستقبلا.. وقال
: نفخر اليوم بتوحيد الكودات لجميع متطلبات السلامة سواء كان في المجال المعماري أو
أجهزة الإنذار والمكافحة أو نقل وتداول المواد الخطرة التي لا يمكن الاستغناء عنها
في المجالات الصناعية أو الاجتماعية.
كما أن هذا الاجتماع بمثابة تعزيز للتواصل وإقرار توصيات أو مقترحات بما يعود على
جميع أجهزة الدفاع المدني بالنفع ، من بين هذه التوصيات تم إقرار الدورات التدريبية
وعددها إحدى عشرة دورة رئيسية لمختلف فئات ومستويات رجال الإنقاذ والإطفاء لتنمية
مهاراتهم المهنية وتعريفهم بالأساليب الحديثة في هذا المجال.
أما اللواء راشد ثاني المطروشي قائد عام الدفاع المدني بدولة الإمارات العربية
المتحدة فأعرب عن شكره وتقديره لدولة قطر الشقيقة على استضافتها للاجتماع مؤكدا على
التعاون المستمر بين دول مجلس التعاون في مختلف المجالات ومنها مجال الحماية
المدنية والدفاع المدني باعتبارها أحد أبرز الموضوعات المهمة. وأضاف أن الاجتماعات
الدورية تساهم في تبادل الخبرات ونقلها بين الدول الأعضاء والاستفادة منها فضلا عن
مناقشة الموضوعات المهمة في مجال الحماية المدنية ومحاولة البحث عن حلول للمشكلات
التي تواجه عمل أجهزة الدفاع المدني.
وأكد اللواء المطروشي على أهمية الجوانب التوعوية في مجال الدفاع المدني من خلال
برامج مبتكرة ومتنوعة تحقق الغرض منها في توصيل الرسالة الإعلامية للجمهور المستهدف
خاصة أن دول مجلس التعاون الخليجي يقيم بها العديد من الجنسيات المختلفة والتي
تتحدث بلغات مختلفة مما يستلزم جهدا مضاعفا في مجال التوعية. وأكد أن دولة الإمارات
حققت نجاحات كبيرة في هذا الإطار وكان لها مردودها الايجابي مما ساهم في تقليل نسبة
الحوادث إلى حد كبير.
وأشاد قائد عام الدفاع المدني بدولة الإمارات العربية الشقيقة بمستوى الدفاع المدني
في قطر والجهود التي تبذل في مجالات التطوير على مختلف المستويات سواء من حيث
التدريب أو المعدات والآليات والجوانب الأخرى.
وتحدث العقيد محمد شويطر نائب المدير العام للإدارة العامة للدفاع المدني بمملكة
البحرين الشقيقة عن قدرات أجهزة الدفاع المدني في مكافحة الحرائق التي تنشب
بالمباني العالية ، ومدى توفر الروافع التي تصل إلى الارتفاعات الشاهقة التي تصل
إليها تلك المباني. وأوضح العقيد شويطر أنه لا توجد في العالم كله روافع تصل إلى
ارتفاع (30) دوراً، مشيراً في هذا الصدد إلى أن التقنيات الحديثة المستخدمة في
معدات السلامة ومكافحة الحرائق قد جعلت من عملية الحماية لتلك المباني أمراً سهلاً
إذا ما تم وضعها في أماكنها الصحيحة وتم الاهتمام بصيانتها والتأكد من صلاحيتها
للعمل. وقال: إن المباني العالية (الأبراج) تعد أكثر أماناً عن غيرها من المباني،
لأنه من ضمن اشتراطات السلامة التي نحرص نحن كدفاع مدني على تطبيقها في هذا النوع
من المباني أن يحتوي المبنى على أجهزة ومعدات السلامة التي توفر لها الحماية
الذاتية.
من جانبه أشاد العميد سليمان بن محمد الحارثي مدير عام الدفاع المدني بسلطنة عمان
بمقررات الاجتماع في مجالات توفير الحماية للمباني العالية من مخاطر الحرائق ،
مشيراً إلى أن هناك تعاونا وثيقا بين إدارات الدفاع المدني بدول المجلس في هذا
المجال وخاصة فيما يتعلق بمجالات التدريب وتبادل الخبرات. وأضاف :" في السنوات
الأخيرة حظي الدفاع المدني باهتمام واسع وكبير من كل دول مجلس التعاون الخليجي ،
وقد تجلى ذلك الاهتمام بإعداد رجل الدفاع المدني إعداداً جيداً يتناسب وأهمية
وخطورة العمل الذي يؤديه في جانب الوقاية من الحرائق والكوارث الطبيعية.
مؤتمر
الدفاع المدني يناقش اشتراطات السلامة
مجلس
التعاون الخليجي.. 29 عاماً من الصمود