جريدة العرب
- 8077 العدد - السبت 24 يوليو 2010م – الموافق 12 شعبان 1431هـ
المرأة بين لطائف الرب وتطفلات الغرب ! (1-2)
ريم سعيد آل عاطف
لم يعد ملف المرأة السعودية شأنا داخليا خاصا، بل بات أقرب إلى ساحة رحبة للإثارة
والفضول، ومجالا خصبا للتحليل والنقاش! حيث أصبح موضوع المرأة السعودية أشبه بتلك
المعشوقة في ملاعب التيارات والمنظمات والدول ما بين الاستحواذ عليها والدوران
حولها، أو تمريرها والقذف بها، والكل في النهاية يروم تسجيل الأهداف في مرمى الخصم
وإحراز النصر، وهذا ما يحترق له الفؤاد حسرة وأسى.
وفي قراءة نقدية لإحدى تلك الروايات السعودية التي قالت عنها الكاتبة الكويتية ليلى
العثمان: «أستحي أن أقرأها!» سجّل الكاتب الفلسطيني أحمد محمود القاسم إعجابه
الشديد بجرأة كاتبة الرواية وما أسماه انفلاتها الشجاع من قيود الدين والمجتمع، ثم
وعبر عدة مقالات كال أبشع وأقذع الشتائم والتهم للمجتمع السعودي ورجاله! ومن
عباراته المكررة: «المرأة السعودية المقموعة في كل شيء ــ الرجل السعودي المُغلق
المتحجر عقليا وروحيا الذي يحمل ثقافة موغلة في التخلف ــ المجتمع السعودي القاسي
المعبأ بالحقد والكراهية ـ المرأة عبارة عن كم مهمل لا وجود له في العقلية الذكورية
التي يحملها الكثير من رجال السعودية ذوي الأفكار التكفيرية ـ الظلم الواقع على
المرأة من قِبل رجالات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هذه المنظمة الإرهابية
التي تحمل الفكر الوهابي المتزمت والتي أنجبت أحد عشر إرهابيا دمروا مبنى التجارة
العالمي ـ رجال الهيئة ذوو العقول والأفكار المتعفنة الذين لا يتورعون عن إهانة
المرأة السعودية....»
ورغم شواهد الجهل والزيف والإجحاف في كلامه، إلا أنه بتباكيه على المرأة السعودية
الرافلة ـ بفضلٍ من الله ـ في ثياب الأمن والعزة والرخاء وإعراضه عن شقيقته
الفلسطينية المصطلية بلظى التشريد والقهر والحرمان ذكّرني بالسياسة الأميركية
العوراء التي تقود حملة الاحتجاج على أوضاع المرأة في المملكة وتمارس ضغوطها على
الحكومة السعودية لفرض التغيير القسري تحت دعاوى إنصاف المرأة ورفع الظلم عنها،
فيما تحتاج المرأة الأميركية من ينقذها من الأذى والاضطهاد الواقع عليها؛ إذ ترتفع
سنويا نسب الجريمة والعنف ضدها «القتل ـ الضرب ـ الاغتصاب ـ الاستغلال....» بل قد
تحتاج من ينصفها ويحميها حتى من نفسها إن سلكت درب الإدمان أو الدعارة أو الانتحار...
ولا عجب فكل تلك الأضرار ما هي إلا الحصاد المُرّ لما زرعته الحركات النسوية
للتحرير والمساواة طيلة العقود الماضية.
إن ما خطّه أحمد القاسم مع كونه أشد مغالطة وتجريحا لا يختلف كثيرا في محتواه
وفكرته عما يكتبه يوميا بعض مثقفي الداخل السعودي ممن وصفهم النائب الثاني الأمير
نايف بن عبدالعزيز «بزوار السفارات»، أو تلك التقارير والبيانات الصادرة عن الأمم
المتحدة والمنظمات الدولية والتي تُقدِّم صورا مشوهة عن واقع المرأة السعودية
فتصادر الحريات وتعبث بالمعاني وتزوِّر الحقائق، ولا تقيم وزنا للمقومات الدينية
والثقافية واختلافها بين الشعوب، ولا تراعي بإرهابها الفكري حق المجتمعات في تحديد
مصيرهم واختيار قناعاتهم.
المرأة السعودية قوية ثابتة على قيمها، تستند في حقوقها على ما قرّره الشارع الحكيم
وليست بحاجة لتدخلات الأمم المتحدة ووصاياها لتنصفها! وعلاقتها بالرجل أقامها
خالقها على العدل والتكامل لا المساواة والتماثل، والحرية والحقوق لا يتمحوران حول
قيادة سيارة أو تبرج واختلاط.
المرأة السعودية تؤمن أن حالها أفضل من كثيرٍ من نساءِ العالم، وأن وقوع بعض حالات
التسلط والظلم هنا أو هناك لا يعني التمرد على الدين والانتفاض على المجتمع والتخلي
عن دورها الفطري ومسؤوليتها العظيمة.
للحديث بقية.. دمتم برعاية الله.
قرار
أميري رقم (53) لسنة 1998 بإنشاء المجلس الأعلى لشؤون الأسرة
دعم
مكاتب المحاماة وتعزيز عمل المرأة
إعطاء المرأة كوته في الشوري أو البلدي
تعيين
117 منتفعاً من منتفعى الضمان الاجتماعي