قطر
- جريدة الراية - السبت 20 رمضان 1432 الموافق 20 أغسطس2011
المرأة بريئة من
الحوادث المرورية
فتيات لا يبالين
بتعليمات القيادة .. ويقدن سيارات قوية تفوق قدراتهن
الإحصائيات تظهر تسبب الرجال في كثير من الحوادث
الدوحة - الراية :
أعرب عدد من السيدات عن رفضهن واستيائهن من اتهامهن بأنهن وراء الكثير من العراقيل
والأخطاء التي تحدث على الطرق، قد تدفع بقائدي المركبات على الطريق إلى التجاوز أو
تعريضهم إلى حوادث مرورية، مؤكدات أن هذه الاتهامات لا أساس لها من الصحة ولا تستند
إلى دراسات علمية موثقة أو احصائيات معتمدة .. ودافعن عن أنفسن بالقول إن المرأة
قادرة على التحكم في قيادتها للمركبة بحكم طبيعتها التي فطرها الله عليها وهي
التأني والذكاء واتخاذ قرار الطريق بروية وعدم التجاوز .. مشيرا إلى أن أغلب
احصائيات المرور المعلنة تظهر ارتفاع حوادث السرعة بين الشباب وخاصة الحوادث الخشنة
وأن معظم مرتكبيها من الرجال وإن وجدت المرأة فهي بنسبة بسيطة تكاد لا تذكر، وذلك
انطلاقا من أن المرأة بطبيعتها تتصف بالروية والتأني والاهتمام بالتفاصيل والذكاء
وعدم اتخاذ القرار بطريقة عشوائية ودراسة الأمور من كل جوانبها خاصة اذا كانت تتعلق
بسياقه المركبة والحفاظ على أرواح بريئة من كبار السن والنساء والأطفال على الطريق.
وقالت المحامية منى عبدالرحيم عياد لـ "مجلة المرور" ان الفكرة السائدة عن السائقة
من أنها تتسبب في الحوادث وعرقلة السير على الطريق مقولة خاطئة ولا تستند الى
احصائية علمية أو تحليل ميداني أو دراسة موثقة يمكن اعتمادها من جهات أكاديمية، وأن
ما يثار عن سياقة المرأة للمركبة ليس في مكانه .. واذا جئنا الى الواقع العملي فان
أغلب حوادث المرور نتيجة السرعة الزائدة والتي يرتكبها سائقون وليس سائقات اضافة
الى أن كل الحوادث الخشنة والمميتة يتسبب فيها سائقون ولا تقع من سائقة إلا ما ندر.
ومن خلال الاحصائيات المرورية التي تنشر بين وقت وآخر فإن مرتكبي المخالفات
المرورية من السائقين وهذا لا يمنع أن المرأة تخالف أيضا ولكن في أضيق الحدود فقد
يكون الموقف الذي وقعت فيه المخالفة لعدم الوعي بقانون المرور أو عدم ادراك الخطأ
الذي حدث وهناك نوعية معينة من قائدي المركبات مثل الآليات والمقطورات وسيارات
الخدمة لا يلتزمون بالسرعة القانونية وهؤلاء من الرجال وليسوا نساء.
وأضافت : اذا تحدثنا عن أعمال البنية التحتية في الكثير من الشوارع فان اغلب
المخالفات والحوادث القاتلة تقع من السائقين لان السائقات يحرصن أشد الحرص على دخول
منطقة أعمال الطرق أو التحويلات بتأن ويحرصن على الايفاء بالتزامات الأمن والسلامة
أو اجراء أعمال الصيانة على سياراتهن .. فالمرأة بطبيعتها تتميز بالهدوء والتركيز
والرؤية واعطاء التفاصيل الدقيقة الكثير من الاهتمام الى جانب اتصافها بصفات الحرص
والذكاء والتأني وهذه الصفات تضعها المرأة أمام عينيها عندما تمسك بمقود السيارة.
كل سائقة هي في الأساس أم وابنة وزوجة .. وعندما تتعلم القيادة تحرص على أن تكون
ذات فائدة في حياتها كتوصيل أطفالها الى المدرسة أو شراء حاجيات البيت، ولا تتخذها
وسيلة للسرعة أو التفحيص. ومن واقع خبرتي ومجال عملي في المحاكم فان جميع الدوائر
القضائية تنظر في قضايا الحوادث المرفوعة من أفراد متضررين وسائقين أو أسر ضحايا
فقدوا أبناءهم على الطريق والأغلب من العمالة الآسيوية والشباب فاقدي الخبرة
والتمرس والتي تنجم في معظمها عن قلة الخبرة في السياقة أو السرعة الخطرة، وهؤلاء
من السائقين الرجال والقليل جدا سائقات.
من جانبها قالت المحامية هند ابراهيم الصفار : القيادة على وجه العموم تتطلب التأني
أولا والالتزام بقواعد المرور وأن تكون منهاجا حياتيا يطبق في كل مناحي الحياة ولا
توجد أخطاء يقترفها مجتمع او جنس دون اخر انما الالتزام قاعدة عامة .. والأخطاء
التي ترتكب من السائقين من الممكن أن ترتكبها السائقات أيضا فهناك الكثير من
الفتيات لا يبالين بتعليمات القيادة والبعض يقود سيارات فارهة وقوية تفوق قدراتهن
الجسدية.
وأرى من وجهة نظري أن الأخطاء التي تحدث من بعض السائقين ترتكبها نوعية معينة من
العمالة لا تبالي بحجم وأعداد السيارات على الطريق، وهناك الكثير من أرباب البيوت
والأسر لا يعطون للسائقين أو الخدم لديهم فرصة التدرب الكافي على فنون القيادة، اذ
أن الكثيرين منهم لا يقودون سيارات في بلدانهم، وبمجرد أن يتم استقدام العامل من
بلده للعمل يمسك بزمام مقود السيارة وهناك تكمن الخطورة.
وأضافت أن الدراسات العلمية المبنية على أسس ميدانية تفيد بأن المرأة أقل ارتكابا
للأخطاء عند قيادة المركبة وهي تتمتع بصفات التأني والتروي والهدوء اثناء السياقة
وعدم التسرع في اتخاذ القرار وعدم التجاوز وهذا بحكم طبيعتها التي خلقها الله
عليها.
بدورها قالت السيدة عائشة محمد التميمي خبيرة الضيافة القطرية : على الرغم من أنني
لا اقود سيارة الا أنني أتابع عن قرب سائقي الخاص الذي يقلني الى كل مكان وكأنني
معه على الطريق فأنا أعرف متطلبات السياقة وأحرص على تطبيقها ولا يعني أن الانسان
اذا لم يجلس وراء المقود لا يهتم بقواعد المرور إنما عليه أن يضع القيادة الآمنة
منهاجا في حياته .. والأخطاء التي ترتكب أثناء السياقة والتي يراها البعض يمكن
علاجها أو تفاديها ولكن العكس الكثير من الأخطاء تتسبب في وفاة اعزاء وضحايا والبعض
يكمل حياته على مقاعد متحركة او يتردد على المستشفيات او يسافر للخارج للعلاج. وكما
نعلم جميعنا فان حدوث حادث للانسان يؤثر على حياته وعمله وحتى ظروفه النفسية
والعقلية وقد يقعده عن العمل ويبعده عن التواصل بشكل فاعل مع الآخرين.