قطر - جريدة الشرق- الثلاثاء 06 ذو القعدة  1432 الموافق 4 أكتوبر2011

التجار والمخلصون الجمركيون: النظام الجديد للتخليص الجمركي يتسبب في الازدحام بميناء الدوحة

تم تطبيقه بشكل مفاجئ.. التجار والمخلصون الجمركيون: النظام الجديد للتخليص الجمركي يتسبب في الازدحام بميناء الدوحة
سرعة تطبيق النظام الجديد تسبب أزمة بالجمارك البحرية
تخصيص غرفة البورت كابن لاستقبال طلبات تفعيل الشركات
إدخال بيانات كل صنف من البضاعة يؤخر إجراءات التخليص
صعوبات في نقل الحاويات بسبب المطالبة بإخراجها دفعة واحدة
المشاكل الموجودة في الجمارك تنذر بارتفاع الأسعار
حاويات المواد الغذائية معرضة للتلف لتأخر خروجها
تخليص عدد محدود من الحاويات يوميا وكانت في السابق 400 حاوية
حسن علي:

اشتكى عدد من التجار الموردين والمخلصين الجمركيين من الازدحام الشديد الذي تعاني منه الجمارك البحرية منذ أكثر من أسبوع بعد تطبيق النظام الالكتروني الجديد للتخليص الجمركي مشيرين إلى أنهم قد تفاجأوا بتطبيق هذا النظام فسبب لهم ربكة كبيرة وصعوبات عديدة عند القيام بإجراءات التخليص الجمركي لبضائعهم المكدسة في الحاويات في ميناء الدوحة مؤكدين أن الطلبات الخاصة بالنظام الجديد أخرت إجراءاتهم الجمركية خاصة أنه مطلوب من كل شركة مستوردة أو مكتب تخليص جمركي أو شركة شحن القيام بتفعيل البيانات على النظام الجديد بشكل مفاجأ وهذا قد تسبب بازدحام شديد على مكتب النافذة الواحدة المختص بتلقي طلبات تفعيل الشركات حيث اصطف المئات من موظفي الشركات للقيام بهذا الإجراء ونوهوا بأن عدد الموظفين المخصصين لهذه العملية هم 6 فقط في غرفة (بورت كابن) مساحتها بضعة أمتار مربعة.
ويقول أحد المخلصين الجمركيين إن النظام الجديد للتخليص الجمركي جيد ومتطور وسوف يساعد على تخليص الإجراءات بكل يسر وسهولة وأنه يمكن للمخلص وهو موجود في مكتبه القيام بإجراءات التخليص الجمركي إلا ان المشاكل التي ظهرت كانت بسبب سرعة تطبيق النظام دون تهيئة التجار والمخلصين الجمركيين على الوضع الجديد حيث طبق النظام بشكل مفاجئ مشيرا إلى أنه كان من المفترض أن يتم تطبيق النظام خطوة خطوة بعد تهيئة الجميع عليه والاستعداد له منذ فترة طويلة ولكن تم التطبيق بشكل سريع بينما كانت أغلب الشركات لم تتمكن من تفعيل حساباتها على النظام الجديد الذي يطلب منهم القيام بالإجراءات الكترونيا بعد تفعيل هذه الشركات على النظام الجديد فكانت الأمور غير واضحة قبل التطبيق من قبل الشركات ثم تفاجأت بالتطبيق الفوري مما تسبب بهذه المشاكل.
مشكلة إدخال البيانات
ولفت إلى مشكلة أخرى ظهرت بعد تطبيق النظام الجديد وهي مشكلة إدخال البيانات الخاصة بالبضاعة المستوردة مشيرا إلى أن الجمارك كانت في النظام السابق تعامل بضاعة التاجر المستورد على أنها صنف واحد مثلا على سبيل المثال (الأدوات المكتبية) بينما في النظام الجديد يجب على المخلص الجمركي أن يدخل بيانات كل صنف من هذه البضاعة على حدة فمثلا الأقلام ستعتبر صنفا والكراسات صنف آخر والمساطر صنف ثالث وهكذا وبالتالي سوف تتأخر إجراءات التخليص الجمركي نظرا لوجود كل هذه الأصناف معا كبضاعة واحدة بسبب قيام التجار بالاستيراد على أساس النظام القديم الذي كان يعتبر كل هذه الأصناف بضاعة واحدة لها بيانات موحدة ولكن التاجر بعد الاستيراد تفاجأ بتطبيق النظام الجديد وهناك بعض التجار لديهم آلاف الأصناف فكيف سيتم إدخال البيانات خاصة أنه مطلوب وزن وعدد وسعر ووصف كل صنف وبالتالي البضاعة التي تتكون من 10 أصناف سوف تحتاج إلى أيام عدة لإدخال بياناتها فأحد المخلصين الجمركيين استغرق يومين لإدخال بيانات 22 صنفا وهناك تاجر آخر لديه أكثر من 3000 صنف فكم من الوقت سيحتاج لإدخال بياناتها؟!.
التصنيف مسبقا
ونوه بأن التاجر لو كان يعرف مسبقا بمتطلبات هذا النظام الجديد الذي تم تطبيقه بشكل مفاجئ لقام بتصنيف بضاعته عند شرائه من المصنع ووضع بيانات كل صنف على حدة وبالتالي لم يكن ليعاني من المشاكل والصعوبات التي يواجهها في الوقت الحالي بسبب إدخال البيانات، فالمشكلة ظهرت بسبب التطبيق المفاجئ ونقص التنسيق بين كل الجهات فالناظم جيد ومريح ولكن سرعة التطبيق سببت لهم مشاكل كثيرة ومنها تكدس الحاويات في الميناء وتململ التجار فكثير من شركات التخليص الجمركي بدأت تخسر عملاءها بسبب هذه المشكلة خاصة مؤكدا أنه حتى المخلصين أنفسهم لم يتمكنوا من الإحاطة الشاملة بالنظام الجديد قبل تطبيقه.
التنسيق بين الجهات
وتحدث إلينا مخلص جمركي آخر حيث قال: النظام الجديد جيد ولكن بشرط التمهل في تطبيقه خطوة خطوة وأيضا التنسيق المسبق بين كل الجهات فهناك عدة أطراف كان يجب التنسيق بينها في النظام الجمركي الجديد وهم التاجر المستورد وإدارة الجمارك ومكاتب تخليص الجمركي والشركات الملاحية والشحن فكان من المفترض أن يكون هناك ربط بين هذه الجهات حتى تسهل إجراءات التخليص الجمركي دون أن نواجه هذه الصعوبات والمشاكل التي بدأت تظهر فور تطبيق النظام الجديد فكان من المفترض أن يتم التنسيق مع غرفة التجارة في عملية إدخال بيانات أصناف البضائع المستوردة فيتم إبلاغ التجار بذلك قبل وقت كاف وقبل القيام بعمليات الاستيراد ولكن الذي حدث أن التجار قد استوردوا بضاعتهم دون تصنيفها ثم طلب منهم الآن أن يتم تحديد كل صنف على حدة لإدخال البيانات الخاصة بالضائع وهذه تعتبر عملية صعبة وتأخذ وقتا طويلا لغياب التنسيق وعدم تهيئة التجار لذلك.
شحن الحاويات دفعة واحدة
ومن الصعوبات الأخرى التي ظهرت في النظام الجديد مطالبة إدارة الجمارك للشركات المستوردة بشحن حاوياتهم من الميناء دفعة واحدة حيث يؤكد التجار والمخلصون الجمركيون أنه في السابق كانت إدارة الجمارك تسمح للتجار أن يشحنوا حاوياتهم على دفعات فإذا كانت لديهم 40 حاوية يشحنها على عدة دفعات على عدة أيام أما في الوقت الحالي فإنه مطلوب من التجار أن يشحنوا حاوياتهم دفعة واحد بعد الانتهاء من الاجرءات الجمركية وبالتالي من الصعب الحصول على شركات للنقل توفر 40 شاحنة في يوم واحد لنقل الحاويات وكذلك من الصعب توفير عمال لتفريغ الحاويات إلى جانب توفير مخازن لاستيعاب هذه البضائع دفعة واحدة وبالتالي تطبيق النظام الجديد بشكل مفاجئ سبب للتجار هذه المشكلة ولذا يطالبون الجهات المختصة بالرجوع إلى النظام السابق في شحن الحاويات إلى أن يستعد التجار للنظام الجديد لنقل الحاويات من الميناء.
400 حاوية يوميا
ويؤكد المخلصون الجمركيون أن الميناء في السابق كان قادرا على تخليص 400 حاوية في اليوم الواحد بينما في الوقت الحالي لا يتم تخليص إلا عدد محدود من الحاويات بسبب التعقيدات والمشكلات التي ظهرت بعد التطبيق المفاجئ للنظام الجديد، حيث تتأخر إجراءات التخليص الجمركي وبالتالي تتكدس المئات من الحاويات في الميناء ولا يتم الإفراج عنها في الوقت المناسب مما يسبب للتجار والمخلصين الجمركيين خسائر فادحة بسبب هذه المشكلة وهناك مصانع تعاني من مشاكل بسبب تأخر مواد التصنيع في الجمارك وعدم تخليصها في الوقت المناسب.
وقت التخليص
ويضيف أحد المخلصين الجمركيين قائلا: في الماضي كنا نعرف الوقت الذي يمكن فيه تخليص البضاعة من الجمارك وشحنها من الميناء أما في الوقت الحالي فإننا لا نعرف وقت التخليص وهناك الكثير من المعاملات التي لا نقبلها لعدم تمكننا من تخليصها وخاصة إذا كانت البضاعة تحتوي على أصناف كثيرة فمشكلة إدخال بيانات الأصناف تعتبر من أهم المشاكل وكذلك لا نعرف أمورا كثيرة في النظام الجديد فهناك الكثير من التفاصيل التي لا نعرف عنها شيئا لأنه قد تم تطبيقه بشكل مفاجئ ولدينا نقص في المعلومات والأساليب الخاصة بالنظام الجديد إلى جانب أن كثيرا من موظفي شركات التخليص الجمركي لم يتدربوا على النظام الجديد كما أن التجار أنفسهم يشتكون تأخر تخليص بضائعهم من الميناء.
ارتفاع الأسعار
ويؤكد التجار المستوردون أن المشاكل الموجودة في جمارك ميناء الدوحة سوف ينذر بارتفاع الأسعار وخاصة أسعار المواد الغذائية إذا لم تقم إدارة الجمارك بوضع حل سريع لمشاكل الموجودة في الجمارك فالتجار يعانون من مشكلة تأخر خروج بضائعهم من الميناء وبالتالي تكدست الحاويات في الميناء وهذا سيؤدي إلى وجود نقص في السلع وخاصة السلع الأساسية والغذائية في السوق وبالتالي قد ترتفع الأسعار لأن التجار الذين يمتلكون بضائع في مخازنهم سوف يحتكرونها بسبب نقصها في السوق وبالتالي ارتفاع أسعارها.
تلف المواد الغذائية
كما لفت إلى أن بعض البضائع التي تتأخر في الجمارك تكون خاصة بالمواد الغذائية، وهي معرضة للتلف بسبب تأخر خروجها من الميناء الناتج عن المشاكل الموجودة في الوقت الحالي الخاصة بإجراءات التخليص الجمركي ومشاكل إدخال بيانات الأصناف وكل هذا سوف تكون له آثار جانبية ستنعكس سلبا على الأسعار في السوق، وكذلك التجار مهددون بالخسارة بسبب التلف الذي قد ينجم للمواد الغذائية الموجودة في الحاويات المكدسة في الميناء كما أن بعض الحاويات تكون عبارة عن ثلاجات وتحتاج إلى توصيلات كهربائية عند تنزيلها في الميناء ولكن كل التوصيلات الكهربائية مشغولة بسبب تأخر تخليص الحاويات الموجودة عليها ولذا تبقى هذه الحاويات في السفينة إلى حين وجود أماكن شاغرة للحاويات التي تحتاج إلى التوصيلات الكهربائية.