قطر - جريدة العرب-الخميس 27 محرم 1433الموافق 22 ديسمبر2011
العدد 8593
فيصل بن قاسم: 2012
سيكون عاماً للهوية الوطنية
أعلن سعادة الشيخ فيصل
بن قاسم آل ثاني، رئيس مجلس أمناء مركز قطر للتراث والهوية صباح أمس خلال مؤتمر
صحافي، عن إطلاق المركز الذي تأسس بقرار من صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر،
والذي يأتي ضمن هذا الدور في رعاية وحفظ وإحياء التراث وتأصيل القيم القطرية من
خلال إبراز الهوية الوطنية وتعزيزها لدى الناشئة والشباب وغرس الحس الوطني لديهم.
حضر المؤتمر، إلى جانب الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني، خالد يوسف الملا، المدير العام
لمركز قطر للتراث والهوية.
وقال رئيس مجلس أمناء مركز قطر للتراث والهوية إن الاشتغال بدأ منذ سنة، مبرزا أن
المركز يهدف إلى تأصيل قيم التراث في المجتمع وحفظ الأصول التي تم توثيقها من خلال
مركز التراث الشعبي لدول مجلس التعاون الخليجي، فضلا عن السعي لاكتشاف وتنمية
واستثمار الإبداع عند الناشئة والشباب في مجال الأدب والتراث، ناهيك عن توظيف
واستثمار التراث ليتواءم والحياة العصرية مع المحافظة على ثوابته.
وأوضح سعادة الشيخ قاسم أن ما تمر به دولة قطر من تطور كبير في ظل الرعاية الكريمة
لحضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير البلاد المفدى، وسمو ولي عهده
الأمين، في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية وغيرها من المجالات، جعلت منها
دولة رائدة أولت اهتماما كبيرا بالتراث تمثل في مشاريع كبيرة تواكب ما تمر به من
تطور، مثل مشروع إنشاء الحي الثقافي «كتارا»، وترميم سوق واقف، مما جعل منها معالم
سياحية بارزة وهدفا استراتيجيا الهدف من ورائه تعزيز الهوية الوطنية وربطها بتراث
الآباء والأجداد.
وأبرز الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني، أن المركز يعمل كذلك على توثيق التاريخ
الاجتماعي للمجتمع القطري واستثماره في المجال التعليمي والتربوي والبيئي
والإعلامي.
وأضاف: «من جملة الأهداف التي يسعى مركز قطر للتراث والهوية أيضا لتحقيقها، خلق وعي
مجتمعي بالاهتمام بالتراث وإعداد ودعم ونشر البحوث والدراسات المتعلقة بالتراث،
بالإضافة إلى إحياء المناسبات الدينية والوطنية والتراثية والاجتماعية لنشر الثقافة
التراثية ووضع وتنفيذ الخطط والبرامج واتخاذ الوسائل اللازمة لتحقيق أهداف المركز،
مشيراً إلى سعي المركز للتنسيق مع الجهات التعليمية بالدولة للاهتمام بتدريس التراث
ضمن المناهج الدراسية وتشكيل جماعات بالمدارس بمختلف الفئات العمرية تهتم بالتراث
الوطني القطري، وحث القطاعات المختلفة على إدراج مفردات التراث القابلة للاستثمار
على قائمة أولوياتهم، والسعي لإعادة كتابة التاريخ الاجتماعي للمجتمع القطري
وتوثيقه من خلال المجال التعليمي والتربوي والبيئي والإعلامي، وخلق وعي مجتمعي
بالاهتمام بالتراث والتمسك بثوابته، وإجراء وإعداد ودعم ونشر البحوث والدراسات
المتعلقة بالتراث، والعمل على إبراز دور التراث في تعزيز الانتماء، وتنمية وسائل
الجمع الميداني والاهتمام بها بما يساير التطور التكنولوجي وثورة المعلومات في مجال
التوثيق، والسعي لتكوين جيل من المختصين في هذا المجال، وبرعاية من الجهات الرسمية
في الدولة مع تسهيل مهمة الوصول إلى المعلومات التي تخدم مشروع الهوية والتراث.
إلى ذلك، يسعى المركز حسب رئيس مجلس الأمناء، إلى إنشاء أرشيف وطني، أو «مركز
لتوثيق تراثنا الشعبي ليستفيد منه كافة الباحثين والمهتمين، وتشجيع البحوث العلمية
الأصيلة التي تخدم المجتمع القطري، وتقوية الصلات وتبادل الخبرات مع مختلف المنظمات
العربية والإقليمية والعالمية للاستفادة من تجارب تلك المراكز في جميع المجالات
التي تهتم بالهوية والتراث والاستعانة بأصحاب الخبرة والكفاءة الأكاديمية في إقامة
الندوات والفعاليات الثقافية وإجراء البحوث العلمية الأصيلة والمبتكرة بهدف رفع
مستوى الدراسات والبحوث في هذا المجال، وتوظيف «التراث الشعبي» في كافة أنواع
الآداب والفنون في المجتمع القطري وربط الماضي بالحاضر».
ويهدف المركز إلى تخصيص الندوات التي تتحدث عن موضوع التراث والذي يشارك فيه
الباحثون والمختصون في المجتمع للتعريف بأهميته، ويتم عرض وتناول التراث في كافة
وسائل الإعلام، سواء المرئية أو المطبوعة أو المسموعة أو الإلكترونية، وإنشاء موقع
على الإنترنت مختص بـ «تراث قطر الشعبي» يستفيد منه الأفراد والمؤسسات داخل قطر
وخارجها، سعيا للحفاظ على هويتنا الحضارية وإمداد شعوبنا بثروة قومية مهمة، وتشجيع
الإنتاج الفكري في مجال «الأدب الشعبي القطري» والتركيز على كتب المعاجم والموسوعات
والأعلام ودواوين الشعر، والعمل على ترجمتها إلى اللغات الأخرى.
ومن ضمن الأهداف، تشكيل لجنة وطنية للتنسيق بين الجهات المعنية بالتراث الشعبي
لإيجاد رؤية موحدة حول القضايا المطروحة لجمع هذا التراث وتوثيقه وحفظه للأجيال
القادمة والاستفادة منه في عملية التنمية، والاستفادة من تجارب الدول الأخرى،
والتنسيق مع المؤسسات التعليمية الرسمية والخاصة بالدولة لإدراج مواد تعليمية في
مراحل التعليم المختلفة حول التراث، والعمل على توظيف وإدراج الحرف والصناعات
الشعبية في خطة السياحة والآثار، والاهتمام بتأهيل الكوادر الوطنية في مجال التراث
الشعبي ووضع آلية مناسبة لابتعاثهم في دورات تدريبية وتعليمية في الخارج».
وشدد المتحدث على أن قضية التراث الشعبي في كل دول العالم، هي قضية وطنية من الطراز
الأول وهي بالنسبة لنا «قضية وطنية وإقليمية وقومية على كل المستويات»، كما يهدف
لوضع خطط وبرامج متنوعة تتمثل في ورش العمل والزيارات الميدانية واللقاءات
والندوات، وكذلك العمل على استثمار المناسبات المختلفة لخلق أجواء تراثية حيوية
للطلبة يتعايشون من خلالها مع التراث بقيمه المادية والمعنوية»، والزيارات
الميدانية التي سوف تقوم بها جماعات التراث مما يساهم في تعزيز قيم التراث لدى
الطلبة. وتعزيز ثقافة الحوار والتعاون مع مسؤولي التعليم من أجل العمل على تمكين
الطفل من امتلاك الأدوات اللازمة، للاهتمام بالتراث والتعرف عليه والبحث فيه وفهمه
مما يساهم بشكل كبير في بقاء تراثنا حيا ونحافظ عليه.
وقال الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني إن الانطلاقة الكبيرة للمركز ستكون في سنة 2012،
التي لم يعد يفصلنا عنها إلا أيام معدودات من أجل الوصول إلى نتائج كبيرة، وأن هذا
العام سيكون عاما لـ «الهوية الوطنية»، وسيتم خلاله وضع كل أنشطة وبرامج المركز تحت
هذا المسمى، مشددا على مسألة التكامل مع جميع الجهات المعنية بالتراث والهوية، سواء
كانت وزارة أو جامعات أو باحثين.
وركز الأستاذ خالد يوسف الملا، من جهته، على مسألة الهوية وتعزيز الانتماء والولاء،
وهو ما ركزت عليه فعاليات اليوم الوطني، ملفتا إلى أن الاشتغال سيكون على مرحلتين،
الأولى تتمثل في تغطية كل ما هو موجود بالداخل والرجوع إلى الأرشيف القديم، والوصول
إلى كل شخص أسهم في إحياء التراث وتكريمه، داعيا كل مواطن أو مقيم للمشاركة في دعم
المركز والمساهمة في أنشطة وبرامج مركز قطر للتراث والهوية.
ومن البرامج المقترحة التي تم الكشف عنها خلال المؤتمر الصحافي، عقد مؤتمر للتراث
والهوية خلال شهر مارس 2012، والذي من المزمع أن يتضمن فعاليات وبرامج تهدف إلى
تعزيز الهوية الوطنية يدعى له مختصون ويقوم بالإشراف عليه الشباب، وسيتم دعوة شباب
من دول مجلس التعاون للمشاركة في هذا المؤتمر بهدف عمل ورش وتقديم أوراق عمل للتحدث
عن الهوية الوطنية وتقوية الروابط والصلات بين الشباب الخليجي وتراث الآباء
والأجداد وتعليم النشء على ممارسة هذا التراث والتواصل مع ماضيهم والفخر والاعتزاز
بأوطانهم، فضلا عن إقامة ندوات إعلامية من أجل التأكيد على أهمية الهوية الوطنية
وتعزيزها والحفاظ عليها في ظل العولمة والانفتاح على الآخر، وتنظيم ورش وندوات
متخصصة لشباب المدارس والجامعات في مجال تأصيل قيم التراث لديهم وتعزيز دول القيم
والولاء والانتماء. وعمل مسابقات وبرامج تراثية لطلاب المدارس المختلفة بالتنسيق مع
وزارة التربية والتعليم في مجالات التراث وتعزيز الهوية بهدف اكتشاف الموهوبين منهم
ونشر ثقافة الاهتمام بالتراث والمحافظة على الموروث.
إصدار
الدستور الدائم لدولة قطر
وزير
العدل: تعزيز الهوية الوطنية أهم ركائز رؤية قطر 2030