تسجيل الدخول او يمكنك الدخول باسم المستخدم وكلمة المرور

صيغة الجوال غير صحيحة
    نسيت كلمة المرور


قطر -جريدة الراية-الخميس 20 محرم 1433الموافق 15 ديسمبر2011

 وزير العدل: تعزيز الهوية الوطنية أهم ركائز رؤية قطر 2030
الاعتزاز بالهوية لا يعني الانكفاء على الذات ورفض الآخر

كتب - علي بدور:

أكد سعادة السيد حسن بن عبد الله الغانم وزير العدل حرص مؤسسات الدولة المختلفة على الاهتمام بالنشء في نقل ثقافة المجتمع بمعاييرها المختلفة من معتقدات وقيم دينية واجتماعية وعادات وتقاليد وأعراف وأحداث تاريخية. وأشاد، في افتتاح فعاليات منتدى اليوم الوطني الذي نظمته مؤسسة قطر أمس تحت عنوان "النشء بين تحديات العولمة والحفاظ على الهوية"، بجهود اللجنة المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني خلال الأعوام الثلاثة الماضية .. لافتا الى أن العديد من الفعاليات تناولت رموزا مشرفة من أبناء قطر عكست حالة غير مسبوقة يعيشها أبناء قطر كل عام جعلت الأجيال الجديدة يشعرون بالفخر ويعتزون بولائهم وانتمائهم الأصيل لهذا الوطن.
ونوه سعادته بمشاركة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع في الاحتفال باليوم الوطني من منطلق قناعتها بأن الانسان القطري هو خير ما تستثمر فيه. وقال إن المبادئ التي تستند عليها رؤية قطر 2030 تتمثل في مجموعة من الحقائق أهمها تعزيز الهوية التي لا تعني الانكفاء على الذات الثقافية، وان الفخر بالهوية والتراث لا يعني التعصب ورفض الآخر، وأن تنشئة الأجيال يجب أن تتم على أسس ومرتكزات ومبادئ واضحة تستجيب لظروف التغير وتتمسك بالثوابت.
وتطرق خلال كلمته الى مفهوم الهوية الوطنية التي ترتكز على مقومات ثقافية كاللغة والعادات والتقاليد والتاريخ المشترك.. مبينا أن هذه المقومات هي التي تشكل المكون الأساسي لثقافة أي مجتمع من المجتمعات والتي تشمل القيم والمعتقدات والمعايير والرموز الفكرية لترسم في النهاية النمط الكلي لحياة المجتمع. وشدد على أهميه موضوع هذا المنتدى الذي يشكل أحد أهم الموضوعات الأساسية التي يجب أن تناقش باستمرار.
وقال وزير العدل إن الأوراق العلمية المقدمة في الندوة سوف تساهم في تعزيز آليات العمل المتبعة في تربية الأبناء في المنازل والمدارس ووسائل الاعلام والبيئات الثقافية الجديدة التي فرضت نفسها على مجريات الحياة، وانها فرصة لمناقشة مقومات تعميق عناصر هذه الهوية باعتبارها أولى القضايا التي تهم ذوي الاختصاص في مجال التربية والاجتماع والاعلام.
وذكر سعادته أن الحفاظ على الهوية يتطلب بحث سبل مواجهة الآثار السلبية التي قد تنتج عن استخدام النشء لوسائل الاعلام والاتصال الحديثة التي لا يمكن الاستغناء عنها في هذا العصر باعتبارها من أهم مصادر المعرفة والتواصل بين الشعوب وذلك يتطلب تكاتف جهود الأسرة ومؤسسات الدولة خاصة التعليمية والدينية والثقافية والرياضية.
وألمح الى دور مؤسسات المجتمع المدني في نشر الوعي وغرس مبادئ الفضيلة لدى النشء للاستفادة من ايجابيات تلك الوسائل وتجنب الآثار السلبية الناتجه عنها.
كانت الجلسة الأولى التي ترأستها الدكتورة مريم العلي وشاركت فيها الدكتورة كلثم علي الغانم والدكتور عبد العزيز الحر، ناقشت قضية مرتكزات الهوية الوطنية وأهميتها في التماسك الاجتماعي حيث قدمت الدكتورة كلثم الغانم أستاذ مشارك بجامعة قطر ورقة عمل عرفت فيها الهوية الوطنية بأنها عبارة عن سمات ثقافية تميز مجموعة بشرية عن أخرى وتساهم في تعريف الأفراد والمجتمعات بعضهم ببعض وتعطينا فكرة عن من نكون ومن نحن وكيف نتصل بالآخرين في العالم الذي نعيش فيه، وهي كذلك المرد الذي يرشدنا لكيفية التفاعل مع الآخرين الذين يشبهوننا أو من هم ينتمون الى نفس الثقافة.
ولفتت د. كلثم الى أن الهوية تتشكل من خلال التداخل بين المواقف الذاتية والاجتماعية بنفس الوقت .. مشيرة الى أنه للانسان دور في تشكيل ثقافة المجتمع ومحصلة القيم الفردية في نهاية المطاف هي الموطن الثقافي الذي يميز مجموعة عن أخرى، في حين أن الهوية الاجتماعية تساعد على تماسك المجتمع عبر أحداث وتجارب تساهم في تشكيل تلك الهوية.
وقالت ان أهمية الهوية الجماعية تكمن في كونها تساعد على تميز مجموعة بشرية عن أخرى، ولذلك نعتبر أن أهمية الحفاظ على الهوية الثقافية أمر غير قابل للنقاش ولا يمكن وجود شعب بدون هوية ولا يمكن للأمم أن تنهض بدون وجود هوية تجمعها ووجود رابطة ذات أبعاد دينية وثقافية ولغوية وتجارب وأحداث تاريخية مشتركة، حيث أن هناك مرتكزات للهوية في المنطقة تقوم على الدين الاسلامي واللغة العربية والثقافة العامة والتاريخ المشترك.
وأشارت د. كلثم الى أن منطقة الخليج بما فيها دولة قطر تمر بمرحلة تطور اقتصادي واجتماعي سريع ناتج عن تبني سياسات اقتصادية منفتحة ومرنة واللجوء الى مشاريع تنموية طموحة جدا، الأمر الذي تطلب فتح المجال لتدفق موارد بشرية غير محلية وهو بدوره ما فرض مجموعة من النتائج أهمها الخلل في التركيبة السكانية ووجود تنوع اثني وثقافي وتعدد اللغات والديانات والهويات.
كما تناولت د. الغانم في ورقة العمل التي قدمتها قضية القبيلة والهوية والوطنية .. مشيرة الى أن الانتماء القبلي ما زال في المقدمة على حساب الانتماء الوطني وهو ما يظهر جليا في الانتخابات البلدية. وقالت ان القبلية كانت وما تزال المشكل والمحور الأساسي للمجتمع، بحيث تأتي القبيلة قبل الدولة والوطن .. فالقبيلة وفقا للدكتورة كلثم ما زالت تشكل البناء الاجتماعي في العديد من المجتمعات بالرغم من أنها تأتي في مرحلة دنيا من مراحل التطور الاجتماعي.
ومن النقاط التي أشارت اليها د. الغانم أيضا، اشكالية الازدواجية حيث ان المواطن قد يعرف نفسه من خلال انتمائه الوطني في موقف ما وفي موقف آخر يعرف نفسه وفقا لانتمائه القبلي وهو الاتجاه الأقوى حتى الآن، وهذا يرتبط بكون القبيلة هي الجهة التي يلجأ اليها الشخص عندما يحتاج لمن يحميه من نائبات الأيام، ولذلك فان الاشكالية هي في كيف يمكن أن نشكل الهوية الوطنية وكيف يمكننا الاستفادة من القبيلة كبنية اجتماعية قائمة للارتقاء بالمواطنة الى قضية ترتبط بالحقوق والواجبات الوطنية وتنطلق الى آفاق جديدة، لأن المستقبل يحتاج الى أن نتحرك في اطار الوطن وليس في اطار القبيلة، وهنا يجب الاهتمام بتنمية الروح الوطنية للنشء وعدم الاعتماد على العصبية القبلية فقط بحيث نخلق توازنا بين الهوية الوطنية وهوية القبيلة.
وحذرت د. كلثم الغانم من مجموعة من العوامل التي تهدد الرموز الثقافية كمكون أساسي للهوية منها وسائل الاعلام وتغريب التعليم والتخلي عن اللغة العربية والتعدد الثقافي الذي تعيشه المجتمعات في المنطقة وبالتالي رموز الهوية الوطنية لم تعد كما كانت، ولذلك علينا التفاعل الايجابي مع التواجد الأجنبي كخيار مستقبلي من أجل التخفيف من آثارها ومخاطرها على النشء.
بدوره تحدث د. عبد العزيز الحر مدير مركز الجزيرة الاعلامي للتدريب والتطوير عن دور الهوية الوطنية في التماسك الاجتماعي. وقال ان الكثير من المجتمعات تعاني من عدم الوضوح والانسجام في التعامل مع مفهوم "الهوية" حيث يختلف الفهم بين مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني والأفراد، أي أن هناك اختلافا في تعريف المفهوم وينتج عن ذلك تضارب وتخبط في التعامل مع هذا الأمر وهو ما يسبب كارثة حقيقية بعكس لو كان هناك اتفاق على المفهوم بين هذه المؤسسات.
ولفت د. الحر إلى أن الهوية القطرية هي مجموعة أمور وليس أمر واحد، فهي ليست فقط لغة أو عادات وتقاليد وانما هي حالة انتماء جغرافي وعرقي وثقافي وديني وقيمي وهي محصلة تراكمية من هذه الأمور، فالهوية هي محلصة وشبكة من علاقات تبادلية وكلما كان موضوع الهوية قاسما مشتركا وواضحا بين الأفراد كلما ساهم ذلك في قضية احداث التماسك الاجتماعي.
وتناولت الجلسة الثانية المشكلات التي تهدد الهوية الثقافية، حيث ترأس الجلسة الدكتور علي بن أحمد الكبيسي وشارك فيها د. أسماء عبد الله العطية أستاذ مشارك بجامعة قطر، وتناولت فيها قضية هوية الطفل في عصر العولمة الواقع المشكل وسبل الحماية، وتحدث الدكتور حسن بن ابراهيم المهندي عن التركيبة السكانية في قطر وتأثيرها في الهوية.
كانت فعاليات اليوم الأول من منتدى اليوم الوطني الذي تنظمه مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع بمركز قطر الوطني للمؤتمرات انطلقت مساء أمس، وذلك بالتزامن مع احتفالات دولة قطر باليوم الوطني بمشاركة متميزة من أكاديميين وباحثين قطريين، كما شارك عدد من طلبة الجامعات في قطر والمهتمين في جلسات اليوم الأول للمنتدى.

إصدار الدستور الدائم لدولة قطر

موقع معروف

صفحتنا على معروف

يسر شبكة المحامين العرب أن تعلن عن إطلاق " خدمة تحضير الأسانيد القانونية " والتى تقوم على مفهوم جديد لفلسفة الخدمة لدى الشبكة، ذلك من خلال المشاركة والتفاعل مع أعضاء الشبكة الكرام ، من خلال المساعدة في البحث وتأصيل المعلومة القانونية عبر مختصين من مستشاري الشبكة القانونيين.

أضف طلبك