قطر
- جريدة الشرق - الأحد 30 محرم 1433
الموافق 25 ديسمبر2011
في ختام ورشة
"العلاج السلوكي" نظمتها "الطفل والمرأة"..
د.بوزبون: المرأة أكثر الفئات لجوءاً إلى مؤسسات الحماية
العلاج المعرفي من
أقوى البرامج العلاجية للحالات المعنفة
هديل صابر:
اعتبرت الدكتورة بنة بو زبون - أخصائية نفسية إكلينيكية وتربوية في مملكة البحرين -
أنَّ العلاج المعرفي السلوكي من أقوى البرامج العلاجية في الوقت الحالي التي
لاتحتاج إلى وقت طويل او معرفة التاريخ الاسري للحالة المعنفة وبينت ان هذا النوع
من العلاج له مهارات قوية جدا في عملية خفض المشاعر السلبية بشكل سريع، لافتة إلى
أنَّ المرأة هي أكثر الفئات لجوءا إلى مؤسسات الحماية...
وقالت د.بنة بو زبون في ختام ورشة "العلاج المعرفي السلوكي" التي نظمتها المؤسسة
القطرية لحماية الطفل والمرأة الإثنين الماضي وحتى الخميس الماضي، في إطار برنامج
العلاج السلوكي "غيَّر حياتك"ان المشاركين - وعددهم 40 أخصائيا اجتماعيا ونفسيا من
مختلف مؤسسات ووزارات الدولة - في الدورة تعرفوا على هذا النوع من العلاج المعرفي
وآليات تطبيقه على الضحايا على مختلف أشكالهم وفئاتهم، موضحة أنَّ البرنامج يخدم
الاخصائية التي تتعامل مع الحالة في حل مشكلاتها الخاصة قبل التعامل مع مشكلات
الضحايا أنفسهم وأوضحت ان البرنامج العلاجي المعرفي السلوكي هو مفتاح لفهم المشكلات
الخاصة قبل فهم مشكلات الاخرين، واشارت د.بو زبون في حديثها الى ضغوط الحياة
اليومية التي يتعرض لها كل انسان والتي قد تتراكم بشكل اكبر لتمنع الشخص من اداء
واجباته اليومية بشكل سليم وتدهور انتاجيته"..
وتابعت حديثها قائلة" لقد قمت بتدريب الاخصائيين الاجتماعيين على كيفية التعامل مع
مشاكلهم الخاصة ومن ثم تمكينهم من فهم مشاكل الاخرين واختصار وقت وجهد طويلين
يبذلان في البرامج العلاجية التي تستخدم بعلاج الحالات المعنفة خاصة وانهم يتعاملون
مع فئات مختلفة كالاحداث والاطفال والنساء والرجال"..
برنامج تقنيات
وأكدت الدكتورة بنة أنَّ البرنامج يصلح لجميع الحالات وبتقنيات مختلفة تتوافق
واختلاف الفئات المستهدفة، واشادت بتفاعل المشاركين مع البرنامج الذي كان عبارة عن
برنامج عملي تطبيقي أكثر من نظري حيث مَكَن المشاركين من معرفة المهارات الاخرى
التي يحتاجونها في برامج تدريبية لاحقة، منوهة ان البرنامج المعرفي السلوكي بحاجة
الى برامج متقدمة اخرى لاستكمال برامج التدخلات العلاجية للحالات المعنفة..
وحول أهداف البرنامج التدريبي قالت الدكتورة بو زبون "انه يهدف إلى تعريف المشاركين
على كيفية استخدام العلاج السلوكي المعرفي، وتبصير العميل بمشاكله، وحصر مشاعره
الانفعالية وتقليله.
وأضافت د.بنة ان المشاركين في البرنامج تعرفوا على كيفية التعرف على تلك الافكار
وتحديدها بشكل دقيق ليتمكنوا من طعنها وابدالها بأفكار بديلة تحول المشاعر السلبية
الى ايجابية فتشعر الحالة المعنفة اثناء جلسة العلاج بالارتياح وزوال قلقها بمعدل
يصل الى 90 %..
..وحول مدى حاجة الحالات التي تعاني من مشاكل اسرية ويقع عليها عنف بمختلف اشكاله
للعلاج المعرفي السلوكي، وبينت أنَّ المرأة المعنفة هي التي تقدم الخدمات للأسرة
وهي عمادها وبالتالي لها دور كبير في تكوين المجتمع، فاذا كانت المرأة التي تساهم
بشكل أساسي في تنمية المجتمع معنفة وتعاني من اضطرابات كثيرة فبالتالي ستكون مخرجات
الأسرة مصابة مما يؤثر سلبا على تنمية المجتمع، لذا يجب الاهتمام بالعناصر الفعالة
في المجتمعات والتي تساهم في بنائها، في اشارة منها الى أهمية دور المرأة، واستطردت
قائلة
"إنَّ المرأة تقوم بتربية الاطفال وبالتالي بناء الاجيال، لذا عندما نعمل على تغيير
افكار المرأة وتحسين حالتها النفسية ستكون تنشئتها الاجتماعية افضل، وتعاملها مع
اسرتها افضل فالمجتمع بجميع فئاته بحاجة الى العلاج السلوكي المعرفي..
المعنف يعاني من ضغوطات نفسية
وعرجت الدكتورة بنة بو زبون على مشاكل المراهقة والافعال الخطرة والسلوكيات
المنحرفة التي ترافقها مؤكدة حاجة المراهقين الى العلاج المعرفي السلوكي حيث يحوله
من مراهق يسبب الخراب للمجتمع الى مراهق يبني ويساهم في التنمية البشرية..
وقالت د.بو زبون ان العلاج المعرفي السلوكي علاج مثالي لعلاج جميع أنواع العنف
اللفظي والبدني والجنسي خاصة وان الشخص المعنف يعاني من ضغوطات نفسية كالاكتئاب،
والقلق، والخوف، والتوتر، وقالت "إنَّ الحالات التي يتم علاجها بهذا النوع من
العلاج تتمكن من مواجهة مشكلاتها التي قد تتعرض لها وتستغني عن اللجوء الى مؤسسات
الحماية.
واضافت الدكتورة بوزبون إنه عندما يتم تدريب الضحية على كيفية التعامل مع مشاكلها
فذلك سيخدمها بشكل كبير لمواجهة اي مشكلة طارئة قد تواجهها سواء كانت في محيط
العمل، او داخل المنزل خاصة وان بيئة العمل لا تخلو من الضغوطات النفسية والقرارات
التي تؤثر سلبا على الموظف.