جريدة الراية
- السبت28/4/2012
التقييم التربوي
يعزز جودة التعليم
تربويون لـ الراية الأسبوعية: أكدوا أهميته في قياس مستوى الطلاب..
كتبت - رشا عرفة:
أكد عدد من أصحاب تراخيص المدارس المستقلة وأولياء الأمور أن تخصيص نسبة 30% لنتائج
اختبارات التقييم التربوي الشامل ضمن النتائج النهائية للطالب في المواد التي تجرى
فيها تلك الاختبارات، يحفز الطلاب على الاستعداد الجيد لتلك الاختبارات.
وأشاروا إلى أن تلك الاختبارات تزيد اهتمام الطالب والمدرسة وأولياء الأمور لتحقيق
أهداف الاختبارات وجودة معايير المناهج الوطنية وقياس مدى تحقيق الكفاءات التربوية
المعتمدة وفقاً لمعايير المناهج الوطنية.
وأكدوا لـ الراية الأسبوعية أن التجربة حققت نجاحا كبيرا، على الرغم من أن الفترة
التي طبقت فيها قصيرة، حيث يعد عام 2012 هو ثاني عام ستطبق فيه التجربة.
وبدورهم أعرب أولياء الأمور عن تأييدهم لدخول اختبارات التقييم التربوي الشمل ضمن
تقييم الطالب، بعد أن كانت مجرد آلية لقياس أداء الطالب، مشيرين إلى أن هذا الأمر
جعل هناك اهتماما كبيرا بتلك الاختبارات من كل أطراف العملية التعليمية، ما ساعد
أبناءهم على اكتشاف موطن الخلل الذين قد يعانون منه في أي من المواد، ومن ثم يعطيهم
الفرصة لتقوية أنفسهم.
المري: وسيلة لقياس القدرات الأكاديمية
يؤكد دخيل سالم المري صاحب ترخيص ومدير مدرسة مصعب بن عمير الثانوية المستقلة
للبنين أهمية اختبارات التقييم التربوي الشامل للطلاب، معتبرا أنها تعد وسيلة
لمعرفة نقاط القوة لدى الطالب، ومعرفة الجوانب التي يحتاج فيها إلى مساعدة ما في أي
مادة من مواد الاختبار، وهي مواد التربية الإسلامية واللغة العربية واللغة
الانجليزية والعلوم والرياضيات والدراسات الاجتماعية وتحديد المسار الصحيح الذي
يناسبه، كما أنها تبرز قدرات الطلاب، لأنها تعتمد على معايير المناهج، مبينا أننا
لن نستطيع الحكم جيدا على التجربة في الوقت الحالي، وأن الأمر يحتاج إلى مزيد من
الوقت.
وعن كيفية استعداد مدرسة مصعب بن عمير الثانوية للامتحانات يقول المري: تقوم
المدرسة بتوعية أولياء الأمور بأهمية الاختبارات الوطنية وفوائدها، كما أنها تعد
الطالب لاجتياز هذه الاختبارات من خلال إعطاء الطلاب حصص دعم وتقوية في المواد التي
سيجرى بها الاختبارات.
القحطاني: وداعا للغيابات والإجابات العشوائية
يؤكد خالد القحطاني صاحب ترخيص ومدير مدرسة ابن خلدون الإعدادية المستقلة للبنين أن
تعزيز دور اختبارات التقييم التربوي الشامل يعد خطوة مهمة للقضاء على الغياب بهذه
الاختبارات، ففي السابق الطلاب كانوا لا يهتمون بحضور هذه الاختبارات، بل وهناك من
يحضرون الامتحانات ولا يهتمون بالإجابة حتى ولو كانوا على علم بها، وكان هناك
الكثير من الإجابات العشوائية، بل منهم من كان يقدم أوراق الإجابة فارغة، والآن
أصبحت نسبة الغياب في تلك الاختبارات صفرا، وأصبح الطلاب جادين في تحقيق أعلى
الدرجات..
ويرفض القحطاني زيادة نسبة الـ30%، مؤكدا على أن هذه النسبة عادلة وحققت الهدف،
وأقترح أن يتم تقسيم نسبة 30% على الفصلين الدراسيين، بحيث يكون نسبة 15% للفصل
الأول، ونسبة 15% للفصل الدراسي الثاني، لأن هذا سيكون أفضل.
ويضيف: لكي نجعل أداء الطالب أفضل في اختبارات التقييم التربوي الشامل يجب أن تكون
هناك متابعة مستمرة من قبل أولياء الأمور لأبنائهم، من خلال مساعدتهم في حل
الواجبات، وترتيب الوقت الدراسي، وتوسيع مداركهم، ابتداء من المرحلة الإعدادية
مرورا بالمرحلة الثانوية، وكذلك لا بد أن تكون هناك متابعة وتواصل من المعلم مع
الطالب، وأن تكون هناك أنشطة طلابية متنوعة بالمدرسة تلبي رغبة الطلاب، وعلى
المدرسة أن توفر للطلاب بيئة تعليمية آمنة، من خلال تقدير المعلم لهم، وكذلك
المدير، حتى نغرس حب التعلم وحب المدرسة في الطالب، ومن هنا سيكون الطلاب حريصين
على الحضور، وبالتالي سينعكس هذا على مستواهم الأكاديمي.
وعن استعدادات مدرسة ابن خلدون لاختبارات التقييم التربوي الشامل، يقول: العام
الجاري هو خامس عام تجرى فيه الاختبارات الوطنية، وثاني عام يطبق فيه قرار هيئة
التعليم بتخصيص 30% من درجات الطالب للاختبارات الوطنية، وكل هذه السنوات الفائتة
أمدتنا بخبرة كبيرة عن معايير هذه الامتحانات ونمط الأسئلة، واستعدادنا لهذه
الامتحانات يبدأ من بداية العام، حيث نقوم بإمداد طلاب المدرسة بأوراق العمل،
والأسئلة المشابهة، وخطط الدعم الأكاديمي لكل طالب على حسب مستواه، وتكون هناك
متابعة من المعلمين، كما نقوم بتوعية الطلاب عن طريق الملصقات التي تعلق في الصفوف
والممرات، والتي تحث الطالب على الاختبارات وتحسين الأداء، وتغرس فيه أن الاختبارات
الوطنية جزء من الواجب الوطني، وكذلك من خلال توزيع المطويات والنشرات عليهم، وحثهم
على الدخول على موقع هيئة التقييم، والإطلاع على الاختبارات، وعمل مسابقات داخلية
مرتبطة بالمعايير، وتكريم الطلاب الفائزين والذين حققوا المعايير، أو من هم قريبون
منها، مشيرا إلى أن المدرسة كرمت 120 طالبا ممن حققوا المعايير ومن هم قريبون منها،
حرصا منها على رفع مستوى قطر التعليمي.
أولياء الأمور يرحبون بالاختبارات
اتفق أولياء الأمور مع أصحاب التراخيص في أن تخصيص 30% من درجات الطالب
لاختبارات التقييم التربوي الشامل جعل هناك اهتماما كبيرا من أولياء الأمور والطلاب
ومن قبلهم المدرسة بهذه الاختبارات، مشيرين إلى أن الوضع الآن أصبح أكثر أريحية
بالنسبة للطلاب بعد أن كانت هذه الاختبارات عبئا عليهم، ومجرد أداة لقياس مستوى
الأداء.
يقول د. حسام المستريحي- ولي أمر- أنا مع التجربة، وأرى أنها حققت المراد، وجعلت
هناك اهتماما من الجميع بهذه الاختبارات ابتداء من الطالب مرورا بولي الأمر
والمدرسة، مشيرا إلى أنه لم يكن هناك إقبال من الطلاب على هذه الاختبارات، لأنها لا
تضيف لهم درجات بل مجرد قياس لمستوى أدائهم في المواد التي يجرى الاختبارات فيها،
وكان هناك بعض ممن لا يقومون بالإجابة على الأسئلة وتقديم ورقة الإجابة فارغة على
الرغم من أنه كان على علم بالإجابة، أما الآن الوضع تغير. وصار أفضل، مؤكدا على أنه
كان دائما يشجع أبناءه على اجتياز هذه الاختبارات، لاقتناعه التام بمدى أهميتها فهي
تعرف الطالب موطن الخلل في إحدى المواد، ومن ثم تعطيه الفرصة لتقوية نفسه، مما
يساعده على اجتياز امتحانات نهاية العام بتفوق.
وتؤكد هند سيد جابر أن التجربة حققت نجاحا ليس له مثيل، وجعلت هناك اهتماما كبيرا
من كل أطراف العملية التعليمية، مما سيصب في النهاية في مصلحة الطلاب.
ويشير محمد الكواري إلى أن الأمر أصبح أكثر قبولا للطالب وولي الأمر بعد تخصيص نسبة
30% لاختبارات التقييم التربوي الشامل، وأصبحت تدخل ضمن تقييم الطالب، بدلا من أن
تكون مجرد قياس أداء فقط، موضحا أن هناك الكثير من أولياء الأمور ممن كانوا لا
يشجعون هذه الاختبارات، ويرون أنها عبء كبير على كاهل أبنائهم.
وقال: لا نستطيع تقييم التجربة في هذه الفترة القصيرة، فهذا هو العام الثاني على
التوالي الذي يطبق فيه التجربة، بل إن التجربة بحاجة إلى وقت لنعرف مدى تأثيرها على
المعدل العام.
قياس موحد لكفاءة الطلبة
يعد التقييم التربوي الشامل الذي تطبقه هيئة التقييم عنصراً أساسياً من عناصر
مبادرة "تعليم لمرحلة جديدة" لتطوير التعليم، ويتولى تنفيذه المجلس الأعلى للتعليم
لإرساء نظام تعليمي عالمي المستوى وتحقيق نتائج عالية لمدارس دولة قطر. وهو عبارة
عن مجموعة من الاختبارات المقننة ذات مرجعية قائمة على معايير المناهج في قطر تجرى
سنوياً في مواد (اللغة العربية، العلوم الشرعية، اللغة الإنجليزية، العلوم
الاجتماعية، الرياضيات، العلوم) للصفوف من الرابع وحتى الحادي عشر، وتوفر هذه
الاختبارات طريقة قياس موحدة لكفاءة الطلبة وفقاً لمعايير المجلس الأعلى للتعليم،
كما تعطي صورة عامة عن الأداء التعليمي للنظام التربوي والمدارسي والطلبة وتوفر
آليات مختلفة للتحليل والبحث والتطوير.
ويتبع التقييم التربوي الشامل أحدث ما توصلت إليه عمليات التطوير وضمان الجودة من
حيث وضع مخطط الاختبار لتحديد معايير المناهج التي سيتم قياسها، ووضع مجموعة من
الأسئلة التي تقيس هذه المعايير ومراجعتها، وضمان الدقة والوضوح والخلو من الأخطاء،
والتوافق مع المعايير القطرية لكل سؤال. وتسعى قطر بما توفره من إمكانات إلى دعم
عملية تطوير التعليم ليحقق الطلبة درجة عالية من الكفاءة في هذه المواد للالتحاق
بالجامعات ثم بسوق العمل.
ويهدف التقييم التربوي الشامل إلى إعطاء صورة عامة عن الأداء التعليمي للنظام
التربوي بدولة قطر، وتوفير أداة قياس موحدة لتقييم أداء الطلبة ومتابعة تقديم،
وتحديد مدى جودة تطبيق معايير المناهج الوطنية. وتوفير آليات مختلفة للبحث والتطوير
تساعد المجلس الأعلى للتعليم على اتخاذ القرارات المناسبة. وقياس مدى تحقيق
الكفاءات التربوية المعتمدة وفقاً لمعايير المناهج الوطنية، وتعزيز المحاسبة
التربوية ودعم خطة التعليم في الدولة.
وقد قامت هيئة التقييم منذ العام الدراسي الماضي بتخصيص نسبة 30% لنتائج اختبارات
التقييم التربوي الشامل ضمن النتائج النهائية للطالب في تلك المواد و70% منها
لنتائج تقييمات الطالب المدرسية، وتجرى تلك الاختبارات في نهاية العام الدراسي
الثاني، ومن المقرر أن تبدأ اختبارات التقييم التربوي الشامل في 12 يونيو القادم،
وتستمر حتى 21 من الشهر ذاته، لجميع المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية.
تحسين أداء الطلاب.. أهم الأهداف
يقول حسن الأحبابي مدير مدرسة صلاح الدين الإعدادية المستقلة للبنين: هناك دور
يجب على كل من المدرسة وولي الأمر والمعلم ومكتب التقييم بالمجلس الأعلى للتعليم
القيام به حتى نحسن أداء الطالب في هذه الاختبارات، فالمدرسة ومكتب التقييم عليهما
غرس أهمية هذه الاختبارات لدى الطالب، ومن قبله أولياء الأمور، وتعريف الطالب بأن
هذه الاختبارات جزء من الواجب الوطني، ويجب أن تكون هناك متابعة وتواصل مستمرين بين
المعلم والطالب، وعلى ولي الأمر إشعار الطالب بمدى أهمية هذه الاختبارات في قياس
أدائه في المواد، للتعرف على نقاط الضعف ومن ثم يحاول الطالب تجاوز هذا الضعف، حتى
يكون مؤهلا ومستعدا لدخول اختبارات آخر العام.
وعن استعدادات المدرسة لاختبارات التقييم التربوي الشامل قال: نحاول غرس أهمية هذه
الاختبارات عند الطلاب من خلال الورش والمحاضرات، وتدعيمهم عن طريق الحصص الإثرائية
التي نقدمها للطلاب، والتي تخص معايير الاختبارات، كما أننا نقوم بتدريبهم على نمط
الأسئلة، وتعريف أولياء الأمور بمدى أهمية هذه الاختبارات، من خلال عقد الاجتماعات
لهم بالمدرسة.
وأشار الأحبابي إلى أهمية هذه الاختبارات لكونها تبرز مهارات الطلاب، ووصفها بأنها
محك أساسي لتقييم مستويات الطلبة في المواد الأساسية، وأحد أهم أدوات القياس التي
يتم من خلالها تقييم مستوى التقدم في مجال تطوير التعليم، مشيرا إلى أن اختبارات
التقييم التربوي الشامل اختبارات وطنية تقيس مدى تطور أداء الطلبة في المعايير
مقارنة بأدائهم في الأعوام السابقة.
قانون رقم (25) لسنة 2001 بشأن التعليم الإلزامي
قرار
أميري رقم (14) لسنة 2009 بتنظيم المجلس الأعلى للتعليم
التعليم .. ركيزة أساسية للنهوض
بقطر
إشادة عربية بجهود قطر في تطوير التعليم