صحيفة العرب - الجمعة 18 مايو
2012م الموافق 27 جمادى الآخرة 1433هـ - العدد: 8741
تحقيقات
يوزع عليهم مطويات تحذرهم من «الإجهاد الحراري»
«الصحة المهنية» يستدعي عشرات العمال يومياً لينتظروا تحت أشعة الشمس
الدوحة - أيمن يوسف
يتجمع منذ الصباح وخلال ساعات الدوام الرسمي يوميا عدد كبير من العمال أمام ساحة قسم
الصحة المهنية التابع لوزارة الصحة في مبناه الكائن قرب مركز التبرع بالدم بمؤسسة حمد
الطبية، وعند استفسار «العرب» عن سبب تواجدهم لساعات طوال تحت أشعة الشمس الحارقة،
أجاب عدد من موظفي القسم أن وجودهم بهدف الفحص الدوري والتوعية بشأن مضار العمل تحت
أشعة الشمس!
أحد الموظفين من القسم -رفض الكشف عن هويته- قال لـ «العرب» إن عدداً كبيراً من العمال
يضطرون إلى الانتظار منذ ساعات الصباح الأولى خارج المبنى لضيق المساحات في الداخل.
ويلفت إلى أن إدارة القسم تقوم بإحضار عدد كبير من العمال يومياً رغم ضعف القدرة الاستيعابية
لهم. وأن الفحص رغم كونه مجانياً فإن ظروف القسم حولته إلى رحلة عذاب بالنسبة لأولئك
العمال.
وتتسع اختصاصات القسم لتشمل المنطقة الصناعية بالكامل إضافة إلى الورش داخل العاصمة.
والمشكلة -بحسب الموظف- تكمن في العدد الكبير من العمال الذين يأتون جماعياً للفحص
وليس على فترات.
ويتابع أن الأيام التي لا يحضر فيها الكثير من العمال للفحص هي الأيام التي يتغيب فيها
الأطباء, وذلك نادر الحدوث. كما يشير إلى الحال التي بدو فيها التناقض جلياً بين الكتيب
الذي يوزع على العمال بضرورة تجنب الإجهاد الحراري وتعريضهم لذلك الإجهاد لساعات قبل
أن يحين دورهم للفحص.
ويشير الموظف إلى أن ورشة سوف يحضرها عدد كبير من العمال ستقام في مركز القومسيون الطبي
حول مخاطر التعرض لأشعة الشمس في أوقات محددة من يوم العمل.
ضبط ولكن دون نتيجة
ويؤكد الموظف على وجود دوريات يومية يقوم بها مفتشون من وزارة الصحة, كما أن حالات
لمخالفين من العمال وأرباب العمل تضبط يومياً, ولكن دون متابعة قانونية وإجرائية من
قبل القسم أو المفتشين إلا تحويلها لوزارة العمل للقيام بالإجراء اللازم.
باصات تتحول لقاعات انتظار
ويشير الموظف إلى أن أعداد العمال الذين تُجرى عليهم الفحوصات في المركز قد تتجاوز
أعداد المرضى الذين يؤمون مشفى حمد نفسه. وإلى أنهم يضطرون في قسم الصحة المهنية لجعل
العمال ينتظرون داخل الباصات التي أحضرتهم لحين الانتهاء من فحص زملائهم داخل عيادات
القسم, ومن ثم إدخالهم واحداً تلو الآخر والعودة للباص بعد الانتهاء من الفحص مباشرة.
استغلال قلة وعي العامل
ويقول الموظف إن جهد قسم الصحة المهنية منصب على إقناع أصحاب الورش والشركات بإنقاص
عدد ساعات عمل عمالهم. ولكنهم يتذرعون برغبة العامل نفسه في كسب أجر إضافي عبر زيادة
وقت العمل. أو بطبيعة عمل هؤلاء في بلدانهم الأصلية, رغم أن العامل -إن صح هذا الكلام-
لا يملك الوعي الكافي بمخاطر التعرض للحرارة على حياته.
ويقول الموظف إن ضيق المساحة, سواءً بقلة العيادات أو ضيق مساحة الانتظار يعرض الكادر
الطبي لضغط كبير -رغم امتلاكهم الخبرة- حيث إن عددهم أربعة فقط.
مبنى جديد
مصدر مسؤول في قسم الصحة المهنية صرح لـ «العرب» أن سبب الازدحام أمام قسم الصحة المهنية
يعود لزيادة الضغط على القسم رغم توفر مركزين آخرين هما مركز الوافدين والهلال الأحمر
بالمنطقة الصناعية وأن عمل المركز يتعلق بفحص عمال أصحاء بدنياً. ما يؤدي بطبيعة الحال
إلى بقاء العمال تحت أشعة الشمس لوقت طويل, وهو أمر مؤثر بشكل سلبي على صحتهم.
وحول المساحة المعطاة للمركز يقول المصدر إن العمل جار على توفير مبنى متسع لقسم الصحة
المهنية, وإنه في السابق كان المبنى أصغر مما هو عليه الآن. ففي البداية كانت هناك
عيادتان ثم ثلاث فأربع عيادات في القسم الحالي. أما الآن فإن المبنى الجديد سيضم عدداً
من العيادات المقسمة بين المهن المختلفة. وسيخصص مبنيا «القطرية» السابقان بالقرب من
مشفى حمد -بجانب المول- لقسم الصحة المهنية ليضم الأول القسم والآخر للعيادات.
الفحص الدوري وإلزام الشركات
أوضح المصدر أن عمل القسم يتركز على عمل كشوفات دورية لكل العاملين في الورش والمعامل,
ولكن البعض من أرباب العمل لا يلتزم بذلك في الميعاد المحدد. كما أن القوانين لا تقوم
بإجبارهم على عمل فحوصات دورية لكل العاملين لديهم. رغم أن القانون ينص على ضرورة إجراء
فحص سنوي دوري لكل عامل إلا أن قانون العمل لا يحوي أية عقوبة واضحة للشركات المخالفة.
«لجنة وطنية» لضم جميع العاملين
ويؤكد المصدر أهمية تطبيق عقوبات بشأن المخالفين من أصحاب الشركات لجهة تجاهل عمل فحوصات
دورية للعمال لديهم. كما أشار إلى تشكيل لجنة جديدة تحت مسمى اللجنة الوطنية للصحة
والسلامة, يتركز عملها على حماية ورعاية جميع العاملين في قطر سواء الفئات الإدارية
أو العمالية مع مراعاة الاختلاف في التوعية بين تلك الفئات لناحية وظائفها ومستواها
التعليمي.
حالات خطرة
المصدر قال إن القسم يقوم بزيارات ميدانية إلى أماكن تواجد هؤلاء العمال برفقة مفتشين
تابعين لوزارة الصحة. ويقومون بفحص بيئة العمل وإذا ما كانت ملائمة أو صحية, كما يبلغون
العمال هناك بضرورة مراجعة قسم الصحة المهنية بمشفى حمد لعمل الفحوصات الدورية.
وكشف المصدر عن اكتشاف حالات مرضية خلال عمل الفحوص الدورية للعمال كضعف السمع. وأخرى
خطرة كسرطان الدم
قانون
العمل رقم (3) لسنة 1962
قانون
رقم (14) لسنة 2004 بإصدار قانون العمل
مرسوم
بقانون رقم (22) لسنة 2007 بتعديل بعض أحكام قانون العمل الصادر بالقانون رقم (14)
لسنة 2004
قرار
وزاري رقم (2) لسنة 1978 بتحديد المناطق والأماكن البعيدة عن المدن المشار إليها في
قانون العمل
قرار
وزير شؤون الخدمة المدنية والإسكان رقم (9) لسنة 2006 بشأن تحديد ساعات العمل في أماكن
العمل المكشوفة خلال الصيف
قرار
وزير شؤون الخدمة المدنية والإسكان رقم (16) لسنة 2007 بتحديد ساعات العمل في أماكن
العمل المكشوفة خلال الصيف
قرار
وزير شؤون الخدمة المدنية والإسكان رقم (11) لسنة 2005 بشأن الفئات والأعمال المستثناة
من الأحكام المتعلقة بتحديد ساعات العمل
استمرار
تشغيل العمال في الأوقات المحظورة
قرار
تحديد ساعات العمل في الصيف في قطاع المقاولات
الأعلى
للصحة ينظم ورشة الاجهاد الحراري اليوم
حملات
للتأكد من الالتزام باشتراطات السلامة الصحية والمهنية
قرار
وزير شؤون الخدمة المدنية والإسكان رقم (20) لسنة 2005 بشأن الاحتياطات والاشتراطات
اللازم توفرها في مناطق وأماكن العمل لحماية العمال والمشتغلين فيها والمترددين عليها
من أخطار العمل