قطر- جريدة العرب-الخميس 26 يوليو 2012م – الموافق 7 رمضان 1433هـ - العدد: 8810

الدفاع المدني يدعو المواطنين لمراعاة شروط السلامة في المنازل

تزداد خلال فترة الصيف وشهر رمضان المبارك نتيجة الاستخدام المتزايد للطاقة والمطبخ والأجهزة الكهربائية، احتمالات وقوع المخاطر أبرز بعض مظاهر الإهمال التي يقع فيها البعض وتتسبب في حدوث حرائق لذا وجب التأكيد، ولأجل التعرف على أفضل وسائل الحماية كانت لنا هذه الوقفة مع بعض المختصين في هذا المجال.
يقول العميد حمد الدهيمي مدير إدارة العمليات بالإدارة العامة للدفاع المدني إن مراعاة إجراءات السلامة والحرص عليها سواء في فترة الصيف أو خلال شهر رمضان أو على مدار العام يعد من أفضل وسائل الوقاية خاصة في مجالات السلامة المنزلية. وهناك العديد من الإجراءات التي يجب اتباعها من أجل توفير ضمانات السلامة لكافة أفراد المنزل وحمايتهم من المخاطر التي قد يتعرضون لها وعلى سبيل المثال:
فإن الكهرباء رغم فوائدها الكبيرة تظل دائما مصدرا للخطر وقد تتسبب في وقوع الكثير من الحوادث نتيجة التحميل الزائد أو سوء التوصيلات الكهربائية أو نتيجة استخدام أدوات كهربائية رديئة الصنع. كما أن هناك بعض السلوكيات غير السليمة تقع من بعض الأشخاص خاصة خلال فترة الصيف منها ترك المكيفات تعمل رغم عدم وجود أحد بالمنزل حيث يحرص البعض أثناء سفره على ترك مكيف أو أكثر يعمل بحجة الحفاظ على ديكور المنزل أو الحفاظ على الأثاث حتى لا تتسبب درجات الحرارة المرتفعة في إتلافه، ولكن للأسف الشديد هذا الأمر في منتهى الخطورة وقد يؤدي إلى اندلاع حريق يأتي على المنزل بأكمله لذلك ننصح بعدم ترك المكيفات تعمل طالما أنه لا يوجد أحد بالمنزل ويمكن إعطاء مفتاح المنزل لأحد الأقارب ليقوم بين الحين والآخر بتشغيل المكيفات لفترة محددة.
وأشار العميد الدهيمي إلى أنه يجب دائما التأكد من إغلاق مروحة شفط الهواء قبل النوم وكذلك يجب ألا نتركها تعمل لفترة طويلة خاصة خلال فترة الصيف حيث إن الدهون العالقة بها خاصة مراوح الشفط الموجود ة بالمطابخ تساعد على وقوع الحرائق ويجب الاهتمام بتنظيفها من خلال إزالة الدهون العالقة بها حيث تتجمع خيوط دقيقة على موتور المروحة وعند تشغيلها لفترة طويلة يسخن الموتور وتنطلق منه حرارة كافية لإشعال الزيت أو الخيوط العالقة بالموتور ويحدث الحريق.
كما أكد مدير إدارة العمليات أن تسرب الغاز يعد أحد أبرز الأسباب التي قد تؤدي إلى الحرائق أو الاختناق بالمنزل لذلك لابد من أخذ الحيطة والحذر بضرورة التأكد من إغلاق اسطوانة الغاز قبل النوم ووضعها بعيدا عن الحرارة وأشعة الشمس وعدم ترك الأطفال يعبثون بها، والتأكد المستمر من سلامة الاسطوانة والخراطيم وعدم استخدام اللهب في اختبار تسرب الغاز من الاسطوانة، مشيراً إلى أن هناك مجموعة من الإجراءات الاحترازية يجب اتباعها ضمانا لسلامة جميع أفراد الأسرة عند شم رائحة تسرب الغاز منها إطفاء جميع مصادر الاشتعال القريبة وعدم التعامل النهائي مع مفاتيح الكهرباء سواء بإغلاقها أو فتحها لأن أي استخدام لمفاتيح الكهرباء أثناء تسرب الغاز قد يؤدي إلى انفجار، كذلك عدم تشغيل مراوح الشفط مع سرعة إغلاق اسطوانة الغاز أو مصدر التسريب. وفتح النوافذ والأبواب ومصادر التهوية.
ولأن سلامة المنشآت والمؤسسات لا تقل أهمية عن سلامة المنازل لذلك أكد العميد الدهيمي أن التقيد بأنظمة السلامة من أجل الحفاظ على أرواح العاملين في المشروعات والشركات وكذلك الحفاظ على رأس المال ومكوناته أمر ضروري ولا غنى عنه ويصبح هذا الأمر على أعلى مستوى ويحقق الأهداف والغايات المرجوة إذا تكاملت الأدوار بين أصحاب المؤسسات والجهات الأخرى المعنية في هذا الأمر وأن يؤدي كل طرف الواجبات المنوطة به.
وأشار إلى أن التثقيف بإجراءات السلامة هي الركيزة الأساسية وحجر الزاوية في إجراءات الوقاية على أن يشمل التثقيف كافة فئات وأفراد المجتمع وأن تكون هناك حملات في هذا المجال خاصة أن دولة قطر تشهد نهضة شاملة غير مسبوقة خاصة في مجالات البناء والتشييد والمشروعات الكبرى الأمر الذي يفرض الاهتمام والحرص بإجراءات وأنظمة السلامة والحماية.
وأكد العميد حمد الدهيمي أن إجراءات السلامة سواء في المنزل، أو الأماكن العامة، أو أماكن العمل، هي من أولويات اهتمامات الدفاع المدني، وأن عمليات التنسيق التي تقوم بها الإدارة العامة للدفاع المدني مع الجهات المختلفة سواء للتأكد من وجود وسائل الأمن والسلامة في منشآتها، أو من حيث مساهمتها في نشر التوعية باشتراطات الأمن والسلامة، تعد من الأمور المهمة والتي لها دور في مكافحة الحرائق والتقليل من الأضرار التي تتسبب بها.
وحول دور الإدارة العامة للدفاع المدني في نشر الوعي بين المختصين من المهندسين والاستشاريين بأهمية الالتزام بإجراءات السلامة أوضح الرائد حسين أمان العلي رئيس قسم التثقيف الوقائي بإدارة الوقاية بالإدارة العامة للدفاع المدني أن الإدارة العامة للدفاع المدني سبق وأن نظمت مجموعة متميزة من المحاضرات استهدفت المكاتب الهندسية والاستشارية تناولت كل ما يتعلق بأنظمة السلامة في المباني ومنها:
التعريف بنظام الإطفاء للمباني (مرشات المياه) وطرق تركيبها ومناقشة أنواع المرشات ومدى احتياج المباني لها وشرح كيفية التحكم في نظام المرشات في حالة حدوث حريق وتطبيق الحسابات الخاصة بالمرشات وحساب كمية المياه التي يحتاجها المبنى والتعرف على الأنظمة واللوائح المتبعة في هذا المجال، وكيفية فحص نظام الحريق وصيانته والتعرف على الأخطاء الشائعة التي تؤدي إلى عدم عمل النظام بكفاءة وكلها إجراءات تستهدف رفع الوعي بإجراءات السلامة والحرص على تطبيقها.
مؤكداً على أهمية عمل الصيانة الدورية لأنظمة الأمن والسلامة في كافة المباني والمنشآت.
وأوضح الرائد حسين العلي أن المخاطر التي تتعرض لها المنازل والمطاعم نتيجة الإهمال في اتباع إجراءات السلامة مهما كانت بسيطة يمكن أن تؤدي إلى أضرار وخسائر كبيرة وتزداد المخاطر خلال فترة الصيف وخلال شهر رمضان المبارك نتيجة الاستخدام المتزايد للمطبخ والتحميل الزائد للكهرباء ومع ذلك يمكن تجنب المخاطر بأخذ الحيطة والحذر والانتباه، موضحا أن وجود الأسلاك الكهربائية لأكثر من جهاز في موقع واحد وبعشوائية كبيرة يؤدي إلى خطر الحريق بسبب احتمالية وجود التماس كهربائي بين الأسلاك فتنتقل الحرارة وتزداد فيما بينها مما يهدد بوقوع شرارة تؤدي إلى اندلاع الحريق حيث إن الحرائق الناتجة عن المسببات الكهربائية تعد من اخطر الحوادث ولها آثار سلبية كبيرة لذلك يجب استخدام نوعية جيدة من المنتجات الكهربائية تنطبق عليها المواصفات، وهذا الأمر يحتاج إلى نشر الوعي بين كافة القطاعات في المجتمع سواء الأفراد أو المؤسسات الاقتصادية والتجارية، كذلك لابد من نشر الوعي بالأساليب السليمة في التعامل مع الكهرباء والأجهزة الكهربائية والإدارة العامة للدفاع المدني تحاول من خلال قسم التثقيف الوقائي توعية الجمهور في هذا الشأن.
كما أشار إلى أن الإدارة العامة للدفاع المدني تسعى من خلال التعاون والتنسيق مع مختلف الأجهزة والجهات المعنية إلى مواجهة أي مخاطر ودراسة الأسباب والوصول إلى النتائج وهناك تعاون مثمر وبناء مع مختلف الجهات حتى تتضافر كافة الجهود لتحقيق أفضل سبل السلامة والحماية.
ويؤكد الرائد محمد أهن مساعد مدير إدارة الشؤون الإدارية بالإدارة العامة للدفاع المدني ورئيس قسم التدريب التابع للإدارة على ضرورة الاهتمام بإجراءات السلامة وأنظمة الحماية المدنية في المؤسسات والشركات والمباني السكنية من أجل الحماية والوقاية من المخاطر والحريق، مبينا أن الإهمال في مثل هذه الإجراءات يؤدي إلى خسائر في الأرواح والممتلكات أكثر بكثير من تكلفة الالتزام بأنظمة السلامة، مشيراً إلى أهمية التوعية في هذا الجانب وإدراك الجميع بأهمية قضية السلامة بشكل عام وليس المقصود بالسلامة هنا تركيب أجهزة ومعدات للإطفاء وأجهزة كشف الحريق والدخان فقط بل لابد من المتابعة والاهتمام بكل كبيرة وصغيرة وعدم الإهمال في إجراءات السلامة والصيانة والتواصل مع الدفاع المدني.
وأشار الرائد محمد أهن إلى أن قسم التدريب يسعى من خلال التعاون مع مختلف الجهات والمؤسسات بالدولة إلى رفع مستوى الوعي بإجراءات السلامة من خلال تطبيقات عملية وإجراءات تسهم بشكل فعال في الحد من الخسائر في حالة وقوع حريق أو أي مخاطر أخرى منها تنظيم دورات تدريبية متنوعة للموظفين المختصين في المؤسسات والجهات بالدولة تتضمن محاضرات نظرية وتطبيقات عملية حول مكافحة الحريق وأساليب التعامل مع النار وكيفية الاستخدام الأمثل لطفايات الحريق وبرامج أخرى من التدريب بحسب الفئة المستهدفة سواء كانوا موظفين مختصين بمهام الأمن والسلامة بالمباني وهذه الفئة لها دورات تدريبية مكثفة شاملة بحيث تؤهلهم إلى القدرة على التعامل مع الحريق بكفاءة كما يتم تدريبهم على كيفية تنفيذ عملية الإخلاء من المباني وهناك دورات أخرى للموظفين غير المختصين بالأمن والسلامة يحصلون خلالها على معلومات أساسية حول طرق مكافحة الحريق.
وأكد الرائد محمد أهن أن الفترة الأخيرة شهدت إقبالا كبيرا من مختلف المؤسسات والجهات للحصول على هذه الدورات مما يسهم بشكل مباشر وغير مباشر في رفع مستوى الوعي بقضايا السلامة والالتزام بإجراءاتها المطلوبة.