تسجيل الدخول او يمكنك الدخول باسم المستخدم وكلمة المرور

صيغة الجوال غير صحيحة
    نسيت كلمة المرور


قطر-جريدة العرب - الخميس ٢٨ فبراير ٢٠١٣ م، الموافق ١٨ ربيع الثاني ١٤٣٤ هـ- العدد 9027

النصر: القانون الدولي يحظر التمييز والإقصاء

أكد سعادة السيد ناصر بن عبدالعزيز النصر المندوب السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات أهمية تحالف الحضارات وعلاقته بالقيادة المسؤولة في الوقت الذي يمر فيه العالم بتغيرات تاريخية ويواجه تحديات هائلة على الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية. وأوضح النصر في كلمة له أمام المنتدى الخامس لتحالف الحضارات الذي بدأت أعماله في فيينا أمس أن ميثاق الأمم المتحدة والجمعية العامة ومجلس حقوق الإنسان بالإضافة إلى غيرها من الهيئات تعد من مراجع القانون الدولي الذي يحظر التمييز والإقصاء على أساس ديني أو عرقي أو نشر الكراهية والتعصب.
وأشار في هذا الصدد إلى أن مبادئ حقوق الإنسان وقمم الأمم المتحدة للأعوام 2000 و2005 و2010 جددت التأكيد على هذه المبادئ دون تهاون، معتبرا أن إمكانية تعزيزها وتطبيقها في المجتمعات تقع مسؤوليتها على قادتها. ورأى أن هذه التحديات تهدد جهود التوصل إلى الأهداف المشتركة بالسلام والأمن والتنمية المستدامة وحقوق الإنسان، كما قد تؤثر على القدرات في التعايش على كوكب الأرض من دون القيادة المسؤولة التي تعتمد الحوار كأرضية، مستشهدا في هذا الخصوص بقول نيلسون مانديلا: «إن مشاكلنا لا يمكن أن تجد لها سبيلا للحل من دون التحام الشعوب والقيادات من أجل تأسيس مجتمع يشارك فيه الجميع».
وأعرب النصر عن تطلعه إلى إمكانات التحالف في المشاركة بتحقيق الأهداف المشتركة، مبديا إيمانه كذلك بأن القيادة المسؤولة في استطاعتها خلق التماسك الاجتماعي الضروري بحيث يشعر كل فرد أنه مشارك فيها.
ولدى استعراضه للقضايا التي يجب أن تكون ضمن رؤية التحالف، أوضح سعادة المندوب السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات في كلمته أن من بين هذه القضايا البناء على الإنجازات السابقة والمضي قدما لتحقيق أهداف أكثر رسوخا، وقال: «من خلال عدد من النشاطات في مجالات الشباب والتعليم والإعلام والهجرة، فإن المنتدى يسعى إلى تطوير استراتيجيات ونشر السلام، هذه هي الإنجازات الراهنة التي يمكن البناء عليها، إضافة إلى البرامج المؤثرة التي أسعى إلى تطويرها، بالترافق مع عدد من الفعاليات التي يمكن إقامتها».
ونوه سعادته كذلك بأن من بين القضايا المطروحة الشراكة والتعاون في النظام متعدد الأطراف، مبينا بهذا الصدد أن الطريق إلى النجاح ينبغي أن يرتكز على مبدأ الشراكة والحس العميق للعدالة والمسؤولية، ذلك أن التحالف لا يمكنه النهوض بهذه الأهداف بمفرده، وبالتالي لا بد من التركيز على تعزيز الدور الفعال للتحالف، وقال: «سأعمل جاهدا لتأمين تفاعل التحالف مع باقي المنظمات التابعة للأمم المتحدة، كما سوف أسعى إلى تحسين وتوسيع نقاط التعاون البناء مع مختلف أجهزة الأمم المتحدة المختلفة سواء تلك المنظمات المتخصصة أو الهيئات المساعدة، وهذا يعني تعاونا أكبر مع نظام الأمم المتحدة وضمان الوسائل العملية للتحالف للتنفيذ». أما القضية الثالثة فقال: إنها تتمثل في إطلاق المفاهيم والأدوات التكميلية، ونوه النصر بأن حكمة الدول الأعضاء المحبة للسلام قادت لتأسيس هذا التحالف، مشيراً إلى إمكانية هذه الحكمة في نزع فتيل التوتر الذي يهدد السلام الدولي والأمن المنبثق من الاختلافات الثقافية.
وفي هذا السياق أشار إلى ما يشهده العالم من تعصب وخوف من الآخر وتحريض على الكراهية، فيما لا تزال النظرة في بعض المجتمعات إلى الثقافة كمصدر للانقسام بدلا من كونها سبيلا للحوار والتضامن الإنساني.
وتابع قائلا: إن الأقليات في بعض المناطق تتعرض لاعتداءات وحشية، بما في ذلك المجازر الجماعية، نتيجة لانتمائها لثقافات مختلفة، ويتم حرق الكتب المقدسة، كما أن الرموز الدينية أضحت عرضة للتشهير، إلا أن هناك دائما بوادر أمل بإمكانية تغلب المجتمع الدولي على أصعب الأزمات، ذلك أن هناك استخداما لمسار الوساطة لتسوية النزاعات والتوترات.
ولفت النصر في كلمته إلى إمكانية استخدام «مفهوم الوساطة» من قبل تحالف الحضارات، من أجل أن يلعب دورا وقائيا للنزاعات المحتملة، كاشفا كذلك أن هناك توجها باعتبار الرياضة والفن والموسيقى وعدد من القيم الإنسانية الجذابة الأخرى تخصص لخدمة نشر ثقافة السلام، مبينا أن هذه الفعاليات يمكنها أن تستثمر من أجل خدمة رسالة التحالف.
ولدى تناوله لقضية دور تحالف الحضارات في تطوير جدول الأعمال قال سعادة السيد ناصر النصر في كلمته أمام المنتدى الخامس لتحالف الحضارات: «لقد تمت إقامة هيئة الأمم المتحدة على أسس الحوار حول أنجع الوسائل لبلوغ السلام، ذلك أن التعددية الثقافية والحرية واحترام الآخر، وحقوق الإنسان من شأنها تعزيز حياتنا، فالتقرير الدولي للتنمية يشدد على أن غياب الانسجام ما بين الفرقاء داخل المجتمع، يعيق بلوغ الاستقرار المطلوب لتحقيق التنمية المستدامة والرخاء»، مبينا أن السلام يمكن أن يتحقق فقط من خلال احترام حقوق الإنسان. واستطرد قائلا: «فبعد مدريد واسطنبول وريو، أقيم المنتدى الرابع لحوار الحضارات في ديسمبر 2011 في مدينة الدوحة، حيث ركز على الارتباط بين التنوع والتنمية.
وقد أظهرت التجربة التاريخية أن تنوع الثقافات يقود إلى تنوع المعرفة والأفكار، ونحن نفكر بخطة التنمية لما بعد 2015، نجد أن تلك الملامح للترابط والعولمة سيكون لها التأثير البالغ الأهمية عندما نحتضن التنوع، وعليه فإن نتائج منتدى «الدوحة منبرا» على غاية من الأهمية لعمل التحالف خلال فترة ولايتي».
وفيما يتعلق بملف تعزيز الموارد المالية وهيكلة التحالف تعهد النصر ببذل جهوده لتحدي سبل عمل التحالف، وإمكانية تنظيمه ودعمه ماليا بهدف إنجاز المهمة الحيوية، وفي هذا الصدد أعرب عن تقدير التحالف للمساهمات السخية لعدد من الدول الأعضاء، مبديا في الوقت نفسه تطلعه إلى نشاطات مستقبلية إضافية واتخاذ خطوات لتحسين مستوى ونوعية التمويل المتوقع.
وحول زيادة تفاعل منتدى تحالف الحضارات مع وسائل الإعلام والمجتمع المدني وقطاع الأعمال أكد النصر بهذا الخصوص أنه سيعمل بتعاون وثيق مع نظام الأمم المتحدة والدول الأعضاء كافة، إضافة إلى وسائل الإعلام وقطاع الأعمال ومنظمات المجتمع المدني، موضحا أنه من خلال الجهود المشتركة يمكن دعم أهداف التحالف والحفاظ على السلام والأمن الدوليين وتعضيد العلاقات وتقويتها بين الأمم المتحدة والثقافات. وكان النصر قد أشار في مستهل كلمته إلى أن توليه منصب المندوب السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات لم يكن ممكنا من دون الثقة والدعم اللذين منحتهما له دولة قطر بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير البلاد المفدى.
كما أعرب عن شكره الخاص لصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، معترفا بدورها، ليس باعتبارها عضوا فاعلا في المجموعة المؤسسة للتحالف فحسب، بل في دعمها له من خلال العديد من المبادرات المفيدة.

موقع معروف

صفحتنا على معروف

يسر شبكة المحامين العرب أن تعلن عن إطلاق " خدمة تحضير الأسانيد القانونية " والتى تقوم على مفهوم جديد لفلسفة الخدمة لدى الشبكة، ذلك من خلال المشاركة والتفاعل مع أعضاء الشبكة الكرام ، من خلال المساعدة في البحث وتأصيل المعلومة القانونية عبر مختصين من مستشاري الشبكة القانونيين.

أضف طلبك