تسجيل الدخول او يمكنك الدخول باسم المستخدم وكلمة المرور

صيغة الجوال غير صحيحة
    نسيت كلمة المرور


جريدة العرب - السبت 29 يونيو 2013م – الموافق 20 شعبان 1434هـ - العدد: 9148

د. محمد يسري في خطبته بمسجد الإمام:نقل السلطة بقطر بشارة خير للأمة

الدوحة - العرب |
اعتبر الدكتور محمد يسري إبراهيم أن ما عرفته قطر من نقل للسلطة بقطر بشارة خير على تحول تعرفه الأمة قائلا «إنا نرى هذه المبادرات الطيبات التي تشهدها هذه البلاد من تنازل كريم عن عرش، هذا التنازل يعطي بادرة جديدة في المنطقة العربية والإسلامية، ومضى زمن كان الحاكم من القصر إلى القبر لا يجاوز هذا، وجاء زمان تتداول فيه هذه الأمور ويرضى فيه الخلق ويحقق فيها العدل ونسأل الله تعالى أن يبارك الخطوات، وأن يتقبل السعي، وأن يجعل ذلك عملا صالحا خالصا لوجه الله تعالى».
وأكد نائب رئيس مجلس إدارة معهد تاجان الأزهري للغات في خطبة الجمعة أمس بمسجد الإمام محمد بن عبدالوهاب، أن الله لا يخلف وعده ولكن على المسلمين أن يكونوا في المستوى وتتحقق فيهم الشروط التي تحقق المشروط، مشيراً لقول الله تعالى «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ» باعتبارها كلمة الله تعالى للأولين والآخرين، وأن الله تعالى إذا وعد وفى وإذا أوعد عفا.
وقال العضو المؤسس في الهيئة العالمية للتعريف بالإسلام برابطة العالم الإسلامي: إن الله أنزل على حبيبه المصطفى عليه الصلاة والسلام قوله: «إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ» وهو في طريق هجرته، وفعلا عاد النبي صلى الله عليه وسلم يرفع رأس العزة والنصر، عاد فاتحا مظفرا متواضعا لله عز وجل، وهو يتلو قول الحق «وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً».
وبين الخطيب الحاصل على الدكتوراه في الشريعة الإسلامية أن وعد الله عز وجل لأنبيائه ورسله لا يتخلف، ووعده عز وجل لأحبابه وأوليائه لا يتبدل، ووعده تعالى للجميع حق لا مرية فيه، وغير مكذوب في الدنيا وفي الآخرة للأفراد والأمم على حد سواء، منوها لوعد الله عز وجل نبيه الكريم وأصحابه بقوله تعالى «وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً».
وشدد عضو مجلس أمناء الجامعة الأميركية المفتوحة في واشنطن، على أن الله مكن الله لنبيه وأصحابه دينه وتحقق موعود ربه في حياته، وما مات عليه الصلاة والسلام حتى أنزل الله تعالى عليه قوله « إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ» التي نزلت بعد أن فتحت مكة، وبعد أن دخل الناس في دين الله أفواجا من كل حدب وصوب، وكان ذلك علامة أجل المصطفى عليه السلام، ودليل اكتمال الرسالة واكتمال أداء الأمانة وبدأ التهيؤ للقاء الله تعالى.
وقال الخطيب: إن وعد الله عباد الله تحقق لأصحاب رسول الله من بعده، ورأيناهم يفتحون قلوب العباد قبل أن تفتح عليهم البلاد، وذكرهم الله بحالهم حال قلتهم وضعفهم وذكرهم بتمام الوعد الرباني لهم بقوله تعالى: «وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ» مضيفا أنه تمت هذه النعمة على أصحاب المصطفى صلى الله عليه وسلم وتمت المنة على الأمة بأسرها، فما مضت عشرون عاما عن وفاة الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام حتى تقوضت إمبراطورية الفرس والروم معا، ودخل الناس في دين الله أفواجا ودانت البلاد والمماليك للإسلام قاطبة في مصر والشمال الإفريقي والشام والعراق وغيرها من البلاد، كل ذلك دخل في الدين الحق، لأن الله بعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم بدين الحق ليظهره على الدين كله، وهذه هي الحقيقة الناصعة الساطعة، وسيظل هذا الوعد قائما بنصرة الإسلام وإعزاز أهله لمن قام بشرطه وأدى حق هذا الوعد لأنه وعد مشروط وليس مطلقا وشرطه قوله تعالى «إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ» وقوله كذلك: «إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ».
وأضاف الدكتور محمد يسري، إذا شكا أحد منا وقال: لقد كان الله لأسلافنا فلِمَ لَمْ يكن لنا، قلنا تخلف الشرط فتخلف المشروط، وأن الله سبحان إذا وعد وفى وإذا أوعد عفا، وهذه هي الحقيقة، ونقول له: كن لله عز وجل كما كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يكن الله تعالى كما كان لهم.
وزاد حين نتأمل وعد الله بقوله: «وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ» أن وعد الله لا يتخلف ولكنه دونه عقبات ومشتقات وابتلاءات، وما تحقق الوعد للحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام حتى كسرت رباعيته وجندل أصحابه بين يديه، ورأى أسد الله ورسوله مجندلا ومثل بجثته رضي الله تعالى عنه وأرضاه، وفقد أحبته في طريقه إلى الله، وناله الأذى بمكة وأكل مع أحبابه ورق الشجر في الحصار، واستشهدت سمية رضي الله عنها ولا يملك عليه الصلاة والسلام إلا أن يقول: صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة، فهو لا يعد بشيء من أمر الدنيا إنما يعد بالله والآخرة وحسن العاقبة والنصر مجاله الدنيا والآخرة.
وشدد الخطيب على أنه ما مكن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ناله من البلاء وزلزل معه أصحابه زلزالا شديدا، ووصف الله تعالى في كتابه وأخبر به نبيه الكريم، وسطرت ذلك كتب السيرة والسنة، وهي سنة الله في الذين مضوا حيث قال الله تعالى: «أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ» مؤكداً أن نصر الله قريب من المؤمنين والمحسنين والطائعين وتأمل النصر والعزة لنا هذا موعود نبينا صلى الله عليه وسلم الذي قال: «إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن ملك أمتي سيبلغ ما زوي لي منها» وقال هذا وهو في مكة يرى عذاب أصحابه بين يديه قد جاءه خباب يوما، وقد بلغ بهم الأذى والنكال ما بلغ، فقال يا رسول الله ألا تستنصر لنا؟ ألا تدعو الله لنا؟ فقال الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام بعدما اعتدل: «والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم قوم تستعجلون».
وأكد الخطيب أنه قد يتأخر موعود الله، لكنه أبداً لا يخلف ولا يتخلف النبي صلى الله عليه وسلم وعد أمته مواعيد كثيرة ووعد بعض أصحابه مواعيد عديدة، فمنها ما تحقق في حياته ومنها ما تحقق بعد مماته.
وقال الخطيب تأمل كيف خرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة خائفا يترقب حتى أدركه سراقة بن مالك يطلب رأسه الشريفة ومئة ناقة، فلما أن حيل بين سراقة والنبي صلى الله عليه وسلم لقول الله تعالى «أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ» وعلم أنه لا سبيل له إليه جاءه الوعد من رسول الله، وكان يومئذ على الشرك، كيف بك يا سراقة وقد لبست سواري كسرى أنه وعد لا يكاد يصدق، وسيق السواران إلى سراقة بعد وفاة الحبيب المصطفى بسنين، وهو في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث أنه لما وصل السواران لعمر بن الخطاب رضي الله عنه قال أين سراقة، فلما جاء دفعهما إليه وقال له: البس موعود رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وبين الدكتور محمد يسري أن ذلك وعد لفرد تحقق بعد سنوات، وأن النبي وعد الأمة مواعيد كثيرة لو آمنت بها واتقت لتحققت في موعدها، فقد زف الحبيب البشرى بأن تفتح القسطنطينية ولما كان الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى، فقد طلب كل خليفة في عهده موعود رسول الله، فقد طرق عثمان بن عفان الراشدي رضي الله عنه وأرضاه أسوار القسطنطينية سنة 32 هجرية، ولما امتنع منه حاول معاوية رضي الله عنه وأرسل جيشا سنة 44 ه وآخر سنة 49 ه، وحاصر القسطنطينية سبع سنوات متصلة، وفي هذا الجيش ابن عمر وابن عباس وأبوأيوب الأنصاري الذي ناهز الثمانين من عمره رضي الله عنهم أجمعين.
وأوضح الخطيب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أثنى على الجيش الذي سيفتحها وعلى أميره، وتكررت المحاولات إلى أن وصلنا لعهد العثمانيين وعهد محمد الفاتح بن مراد (السلطان محمد الثاني بن مراد الثاني (855هـ- 1451م)، السلطان السابع في سلسلة آل عثمان، يلقب بالفاتح) الذي اختصه الله بتحقيق هذا الوعد النبوي للأمة الإسلامية بعد ثمانية قرون ونصف، وما أن دخل القسطنطينية سنة 875ه ووطأت قوائم فرسه أرضها حتى ترجل عن الفرس وخر ساجدا، فلنعم الجيش، ونعم أميره.
وقال الدكتور محمد يسري: إن المسلمين ينتظرون تحقق بشرى لن يصلوا إليها إلا بحقها وثمنها، وهي نصرة الأمة الإسلامية فلسطين وبورما وأفغانستان وكل مكان، لأن الصحابة رضي الله عنهم جاهدوا وبذلوا التضحيات في الجسم والمال والجهد للحصول على التمكين، مؤكداً أن وعد الله بنصر أمته إن تأخر لا يتخلف.
وفي الخطبة الثانية أكد العضو المؤسس في الهيئة العالمية للتعريف بالإسلام برابطة العالم الإسلامي على أن وعد الله كما يتحقق في الدنيا يتحقق ولا بد بالآخرة لقوله تعالى: «إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ» تتحقق الجنات لأهل طاعة الله ولأهل مرضاته وللصالحين الطائعين وعباد الله المتقين الذين وعدهم الله وعدا هو منجزه لقوله عز وجل: «وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقّاً فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقّاً قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ*الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً وَهُمْ بِالْآخِرَةِ كَافِرُونَ».
وقال إن موعود الله لا ينال إلا بالصبر واليقين لقوله تعالى «فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ» و «وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ» مطالبا المسلمين بالمداومة على هذا اليقين وحفظه في القلب، ومراجعة ما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأوا الأحزاب ماذا قالوا: «قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً» في مقابل فئة أخرى قالت: «مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً» وهؤلاء هم المنافقون مريضو القلب.
وزاد الخطيب أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطانا بشارة أخيرة حكى فيها الانتقال من خلافة راشدة على منهج النبوة تخلف النبوة ثم الملك العاض والجبري، ثم تأتي خلافة راشدة على منهاج النبوة آمل أن يكون التحول الذي تعرفه الأمة اليوم مؤشر خير على ذلك.

 إصدار الدستور الدائم لدولة قطر 

 الأمير يسلم مقاليد الحكم إلى الشيخ تميم 

أهل قطر يبايعون اليوم تميم بن حمد أميراً للبلاد 

 

موقع معروف

صفحتنا على معروف

يسر شبكة المحامين العرب أن تعلن عن إطلاق " خدمة تحضير الأسانيد القانونية " والتى تقوم على مفهوم جديد لفلسفة الخدمة لدى الشبكة، ذلك من خلال المشاركة والتفاعل مع أعضاء الشبكة الكرام ، من خلال المساعدة في البحث وتأصيل المعلومة القانونية عبر مختصين من مستشاري الشبكة القانونيين.

أضف طلبك