جريدة الراية - الأحد 27 مارس 2016

كشف عن زيارة للأمير إلى دكا قريباً..
السفير البنجالي أشود أحمد لـ الراية:
قطر عززت حقوق عمال بنجلاديش.. وراضون عن أوضاعهم
نتطلع لتوقيع 14 اتفاقية ومذكرة تفاهم للتعاون الاقتصادي والثقافي
مشاورات لتوقيع اتفاقية طويلة الأجل لاستيراد الغاز القطري
بنجلاديش رابع أكبر جالية في قطر وعددها وصل 280 ألف نسمة
فرص استثمارية واعدة في بنجلاديش بالبنية التحتية والصناعات الدوائية
ندرس دعم ترشيح د. الكواري مديراً عاماً لليونسكو

حوار- إبراهيم بدوي:
كشف سعادة السيد أشود أحمد سفير جمهورية بنجلاديش الشعبية لدى الدولة عن تلبية حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى دعوة رئيس بنجلاديش بزيارة العاصمة "دكا" في النصف الأول من العام الجاري، لافتاً إلى أن الزيارة ستشهد دفعة قوية لتعزيز العلاقات بين البلدين بتوقيع 14 اتفاقية ومذكرة تفاهم في العديد من المجالات بينها اتفاقية طويلة الأجل لاستيراد الغاز القطري.
وتوقع أن تشهد الفترة القادمة زيادة في حجم العمالة البنجالية العاملة في قطر.
وثمّن الجهود القطرية في تعزيز حقوق ورفع مستوى المعيشة للعمالة الوافدة، لافتاً إلى أن العمّال البنجاليين راضون عن بيئة العمل في قطر وما اتخذته الدولة من إجراءات رائدة لضمان حقوق العمّال خاصة المالية منها، وتوفير بيئة عمل آمنة.
وأعرب في حوار مع الراية بمناسبة الذكرى الـ 45 لاستقلال بلاده التي توافق اليوم الأحد، عن سعادته بالمعاملة التي يحظى بها العمّال خاصة مع الإصلاحات الجديدة لقانون العمل ونظام حماية الأجور، مؤكداً رغبة بلاده بالمساهمة في المشاريع التنموية التي تشهدها قطر في جميع المجالات، خاصة التجهيزات لاستضافة كأس العالم لكرة القدم ٢٠٢٢ ورؤية قطر٢٠٣٠..
وفيما يلي تفاصيل الحوار:
> تشكّل العمالة ركيزة أساسية في علاقات قطر وبنجلاديش.. كيف ترون مسار العلاقات وتطورها حتى الآن؟
- قطر وبنجلاديش تربطهما علاقات ممتازة ومتجذرة في التاريخ وبينهما الكثير من القواسم المشتركة في الثقافة والدين، فنحن دولتان مسلمتان، ما يساعد في تنمية وتطوير العلاقات بصورة مستمرة. وعلى مدار 40 عاماً يعمل البلدان على تعزيز علاقاتهما في مختلف المجالات خاصة في مجال العمالة، وترسل بنجلاديش العمّال للمساهمة في التطوّر الكبير الذي تشهده قطر حيث إن مناخ العمل مناسب ومريح للعمّال. ويبلغ عدد الجالية البنجالية في قطر حوالي ٢٨٠ألف نسمة وتعد رابع أكبر جالية بعد الهند ونيبال والفلبين.
> ما أبرز محطات تطور العلاقات في السنوات الأخيرة؟
- شهدت علاقات البلدين تنامياً ملحوظاً خاصة في الآونة الأخيرة من خلال الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى ومنها زيارة رئيس وزراء بنجلاديش إلى قطر عدة مرات عام ٢٠١٢ وقبلها عام ٢٠٠٩، كما قام سمو الأمير الوالد بزيارة بنجلاديش عام ٢٠٠٥، ومؤخراً قام وزير رفاهية المغتربين والتوظيف في الخارج بجمهورية بنجلاديش الشعبية بزيارة إلى الدوحة بدعوة من سعادة الدكتور عيسى بن سعد الجفالي النعيمي وزير التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية في فبراير الماضي، وكانت مباحثاتهما مثمرة للغاية وتركزت على بحث سبل تعزيز التعاون في قطاع العمّال خاصة مع استعدادات قطر لاستضافة مونديال ٢٠٢٢ الذي يُعد مصدر فخر لنا لأن قطر دولة مسلمة ويسعدنا أن نمد يد التعاون والمشاركة معها في هذا الحدث.
العمالة البنجالية
> هل ثمة اتفاقيات لجلب مزيد من العمالة البنجالية إلى قطر؟
- تسعى قطر إلى جلب المزيد من العمالة البنجالية خاصة العمالة الماهرة فغالبية العمّال الموجودين حالياً يشاركون في مشروعات البنية التحتية، وأثناء الاجتماع الأخير بين عدد من مسؤولي البلدين، طلبت وزارة العمل القطرية زيادة أعداد العمالة البنجالية الماهرة من الأطباء والمهندسين وأخصائيي تكنولوجيا المعلومات والممرضات، كما أشار الجانب القطري إلى أنه سيتم افتتاح العديد من المراكز التجارية الكبرى وسوف تكون هناك حاجة لخبرات في مجال المبيعات والأمن وغيرها من الوظائف ذات الصلة.
> ما مدى استعدادكم للإيفاء بهذه الأعداد؟
- وزير المغتربين البنجالي أكد أن بنجلاديش قادرة على الإيفاء بهذه المتطلبات من العمالة الماهرة، وطالب بإرسال وفود قطرية إلى بنجلاديش للاطلاع على مراكز تدريب العمالة هناك. وقام وفد قطري بزيارة هذه المراكز حيث يتم تدريب العمالة قبل إرسالها للعمل في الخارج. وأعرب الوفد عن رضاه عن مستوى التدريب وطالبوا الحكومة البنجالية بإرسال المزيد من العمالة إلى قطر خاصة العمالة الماهرة.
> ماذا عن أنباء مضاعفة أعداد العمالة البنجالية ومتى تبدأ؟
- سيتم مضاعفة عدد العمالة البنجالية في قطر وسوف تبدأ هذه العملية قريباً ومن المنتظر أن تشهد الفترة القادمة زيارات رسمية مكثفة من كبار المسؤولين في قطر إلى بنجلاديش، حيث من المنتظر أن يزور سمو الأمير بنجلاديش في النصف الأول من العام الجاري، تلبية لدعوة رئيس الدولة، ومن المنتظر أن تشهد الزيارة دفعة قوية للعلاقات بين البلدين بتوقيع ١٤اتفاقية ومذكرة تفاهم في العديد من المجالات مثل الثقافة والاستثمار والتجارة، فيما يزور بنجلاديش قريباً معالي رئيس الوزراء وأيضاً وزير التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية.
> كيف ترون الخطوات التي تتخذها قطر لحماية حقوق العمّال؟
- إنها إصلاحات مشجّعة للغاية على طريق استعدادات قطر لاستضافة كأس العالم 2022، هذا الحدث الرياضي الكبير، وأيضاً تحقيق رؤية قطر لعام ٢٠٣٠. ونرى أن هذه الإصلاحات إيجابية للغاية وتحدّثنا مع العمّال البنجال هنا وأعربوا عن رضاهم وسعادتهم بها سواء إلغاء نظام الكفالة أو وضع نظام لحماية الأجور حتى يتسنى للعمّال الحصول على أجورهم عبر البنوك وهو نظام إيجابي جداً ويحافظ على حقوق العمّال.
> ما ردكم على تقارير وادعاءات عن انتهاك حقوق العمّال في قطر؟
- في ضوء ما نتلقاه من العمالة البنجالية في قطر لا توجد مثل هذه الانتهاكات وبصورة عامة فإن العمالة البنجالية سعيدة بالعمل هنا وبالحماية التي تتمتع بها سواء فيما يتعلق بالأجور أو الأمور الأخرى فهم راضون تماماً ويريدون قضاء أطول فترة ممكنه في قطر، والدليل على ذلك أننا سوف نضاعف عدد العمالة وستكون من العمالة الماهرة والمؤهلة وعلى دراية كاملة بكافة القواعد والقوانين.
الغاز القطري
> ماذا عن العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين؟
- علاقاتنا تقوم أساساً على القوى العاملة والطاقة البشرية التي تتمتع بها بنجلاديش حيث يبلغ عدد السكان حوالي 160 مليون نسمة ولكنني أتطلع إلى تنويع العلاقات، ويعد مجال التجارة أحد هذه المجالات التي نبحثها مع الجانب القطري. ولا يتجاوز حجم التبادل التجاري ٣٠٠ مليون دولار وهو دون إمكانيات البلدين وأثناء زيارة وزير المغتربين البنجالي للدوحة تم بحث هذه الأمور وطرح زيارة وفود من المستثمرين القطريين لبحث فرص الاستثمار المتاحة في بنجلاديش.
> وما أبرز الاستثمارات القطرية في بنجلاديش حالياً؟
- الاستثمارات القطرية ليست كبيرة في بنجلاديش ولكن هناك عروضاً سيتم طرحها أثناء زيارة سمو الأمير منها في قطاعات البنية التحتية خاصة توليد الكهرباء، كما تبحث بنجلاديش توقيع اتفاقية طويلة الأجل لاستيراد الغاز القطري من قطر.
> ما تفاصيل هذه الاتفاقية؟
- جار العمل بين شركتي راس غاز القطرية وشركة النفط المحدودة البنجالية تمهيداً للدخول في المفاوضات حول هذه المسألة حيث زار مستشار الطاقة البنجالي قطر فبراير الماضي والتقى سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة وزير الطاقة والصناعة في قطر وتم طرح الموضوع الذي يشكّل أهمية كبيرة لكلا البلدين.
فرص للاستثمار
> ما أبرز المبادلات التجارية والفرص المتاحة أمام رجل الأعمال القطري؟
- تستورد بنجلاديش الأسمدة من قطر فيما تشتهر بنجلاديش بمادة الجوت وهي نوع من اللدائن بديلة البلاستيك وصديقة للبيئة وتعد أحد أهم مصادر العملة الأجنبية لبلادنا وندعو قطر للاستثمار بها، كما أن لدينا صناعات متميزة في قطاع الجلود والمنتجات الدوائية والأسماك والتي يتم تصديرها للعديد من دول العالم ويساعد اقتراب المسافات بين العاصمتين الدوحة ودكا، على بدء التعاون في هذه المجالات، حيث تستغرق الرحلة ٥ ساعات فقط، وتسيّر الخطوط الجوية القطرية ١٠رحلات والخطوط البنجالية ٣ رحلات أسبوعياً وهناك شركتان بنغاليتان ربما تسيّران رحلات بين عاصمتي البلدين في المستقبل.
> ماذا عن الاستثمار في قطاع البنوك؟
- هناك فرص واعدة للاستثمار في قطاع البنوك في بنجلاديش والذي يلعب دوراً مهماً في اقتصاد بلادنا وهناك العديد من البنوك الأجنبية تعمل في بنجلاديش ويمكن لدولة قطر الاستثمار في هذا القطاع فتعداد السكان يبلغ ١٦٠مليون نسمة وهناك ما يقرب من ٩٠ مليوناً يعملون في الخارج.
مونديال 2022
> ما مدى أهمية استضافة قطر لمونديال ٢٠٢٢ بالنسبة لبنجلاديش؟
- نتطلع إلى تنظيم قطر لمونديال كأس العالم ٢٠٢٢ ونحن على ثقة أنه سيكون قصة نجاح كبيرة ونشعر بالسعادة والفخر أن تنظم قطر هذا الحدث العالمي وهي دولة مسلمة، وسوف ندعم ونتعاون مع قطر في هذا الصدد ليس فقط بإرسال العمّال ولكن أيضاً بالدعم في كافة المحافل الدولية والدبلوماسية فلدينا توافق حول العديد من القضايا، وعلى سبيل المثال تدرس الحكومة البنجالية دعم ترشيح الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الثقافة السابق لمنصب مدير عام اليونسكو.
> كيف تنظر بنجلاديش بصفة عامة إلى دور قطر الإقليمي والدولي؟
- رغم أن قطر دولة صغيرة من حيث المساحة ولكن الدور الذي تلعبه عبر قوتها الناعمة كبير للغاية والحكومة البنجالية تثمّن عالياً الدور القطري على المستويين الإقليمي والدولي وهو دور إيجابي للغاية ونأمل أن تواصل هذا الدور بهذا الاتجاه وبالتأكيد أن هذا الدور يشجّع باقي الدول صغيرة المساحة على أن يكون لها دور في إيجاد حلول للمشكلات والنزاعات.
> ما توقعاتك لمستقبل علاقات البلدين في المستقبل القريب؟
- أتطلع إلى تنويع العلاقات والانطلاق بها إلى آفاق أوسع بين بلدينا فلا تقتصر على التعاون في مجال القوى البشرية والعمالة بل تتوسّع لتشمل زيادة الاستثمارات وتعزيز التجارة عبر تكثيف الزيارات المتبادلة لقيادات ومسؤولي البلدين لرؤية الفرص على أرض الواقع والانطلاق بها إلى آفاق أرحب بما يعزّز علاقات البلدين ويحقق مصالح شعبيهما.