تسجيل الدخول او يمكنك الدخول باسم المستخدم وكلمة المرور

صيغة الجوال غير صحيحة
    نسيت كلمة المرور


جريدة الراية - السبت 26 يناير 2019م

صاحب السمو يبدأ جولة آسيوية إلى كوريا واليابان والصين غداً
قطر تعزّز شراكاتها الاستراتيجية مع عمالقة آسيا
اتفاقيات ومذكرات تفاهم جديدة لخدمة مصالح قطر والدول الصديقة
الجولة تكتسب أهمية استثنائية في توقيتها ومكانة الدول التي تشملها

كتب - إبراهيم بدوي:
يبدأ حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى جولة آسيوية غداً، تشمل جمهورية كوريا، واليابان، وجمهورية الصين الشعبيّة.
وتكتسب الجولة الأميرية السامية أهمية استثنائية من حيث التوقيت والدول الصديقة التي تشملها بهدف أساسي هو تعزيز الشراكات الاستراتيجية القطرية الآسيوية على المستوى الثنائي والمتعدّد الأطراف، وتعزيز الاستقلال الاقتصادي القطري ضمن علاقات ثنائية من التعاون مع الدول الصديقة، وعلى أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.
وسيبحث صاحب السمو مع قادة هذه الدول وكبار المسؤولين فيها آفاق تعزيز علاقات التعاون الثنائي والشراكة الاستراتيجية في المجالات المختلفة. كما ستشهد الجولة التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مختلف القطاعات بما يخدم مصالح قطر وهذه الدول وشعوبها الصديقة.
يبرز عامل التوقيت بقدوم الجولة بعد تطوّرات وإنجازات متسارعة حققتها قطر على كافة المستويات السياسية والاقتصادية، بعد مرور أكثر من عام ونصف العام على أزمة الحصار الجائر على شعبها.
فعلى المستوى السياسي برزت قطر على الساحة العالمية كدولة قوية مستقرة تزود عن سيادتها واستقلالية قرارها الوطني باحترام المواثيق والعهود الدولية ودولة متحضّره تدعو لحل الأزمة الخليجية عبر الحوار والتفاوض ولا تخلط تجاذبات السياسة بأسواق المال والأعمال وعالم التجارة والاقتصاد والاستثمار وهي نفس المبادئ والآليات التي تؤمن بها دول كوريا واليابان والصين وجميع الدول المتحضّرة في شتى بقاع الأرض.
توافق الرؤى
ويبرز توافق الرؤى بين الدوحة وكل من سول وطوكيو وبكين تجاه الأزمة الخليجية بدعمهم حل الأزمة عبر الحوار مع الإشادة بموقف قطر وحكمتها من إدارة الأزمة على كافة الصعد السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والاجتماعية.
كما تجسّد هذا التوافق في اهتمام مشترك بتعزيز التعاون وتنمية العلاقات إلى آفاق أكثر رحابه تعكسه الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى. وسبق أن قام صاحب السمو بزيارة كوريا والصين عام ٢٠١٤ واليابان عام ٢٠١٥ وأثمرت هذه الزيارات عن تعزيز الشراكة الاستراتيجية بشكل وثيق عبر حزمة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم النوعية، فضلاً عن ارتفاع حجم المبادلات التجارية وتطوير التعاون في قطاعات حيوية مثل الصحة والتعليم وتكنولوجيا المعلومات وغيرها من القطاعات المهمة لتنويع العلاقات. وتعد هذه هي الجولة الآسيوية الثانية لصاحب السمو منذ بدء الحصار، حيث سبقتها جولة إلى كل من ماليزيا وسنغافورة وإندونيسيا، في أكتوبر ٢٠١٧.
تحالفات قطر
تأتي الجولة السامية في مطلع عام ٢٠١٩، بعد ما أثبتته قطر للعالم من قدرات وإمكانات على تجاوز تحديات الحصار بخطط مدروسة وتكتيكات محكمة سريعة الأثر على أمنها واستقرارها فزادت احتراماً وثقة في عيون العالم.
وتقدّر عالياً دول كوريا واليابان والصين، مكانة قطر الإقليمية والدولية وتحالفاتها الإستراتيجية الراسخة التي ثبت صعوبة زعزعتها بمزاعم وادعاءات زائفة تحطّمت على صخرة الدور القطري المشهود له إقليمياً ودولياً سواء في دعم الشعوب المنكوبة أو دعم الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن والسلم الدوليين عبر برامج تنموية تستهدف اقتلاع الإرهاب والتطرّف العنيف من جذوره من فقر وبطالة وإقصاء.
وعلى المستوى الأمني، ورغم كل ما يُحاك لها من مكائد، رسّخت قطر مكانتها باعتبارها الدولة الأكثر أماناً في العالم وحصلت على المركز الأول عالمياً وعربياً من حيث الأمن والأمان وفق التقرير السنوي العالمي لمؤشر الجريمة الصادر مطلع العام 2019.
قطر والصين
احتفلت دولة قطر والصين بمرور 30 عاماً على تأسيس علاقاتهما الثانية في مايو الماضي.
وزار صاحب السمو الصين عام 2014، حيث تمّ الاتفاق خلالها على تطوير علاقات التعاون إلى شراكة استراتيجية، وتشهد حالياً تطوراً متواصلاً ومتسارعاً، توّجت بإعلان البلدين مؤخراً عن تبادل إعفاء مواطنيهما من التأشيرة.
والصين، صاحبة أكبر اقتصاد في مجال الطاقة بالعالم، وثالث أكبر سوق عالمية للغاز، مع ازدياد الطلب بمقدار الضعف، نتيجة النمو الاقتصادي المستدام وسياسات الحكومة الداعمة. وتعد الصين رابع أكبر شريك تجاري لقطر، وثاني أكبر مصدر لوارداتها، في حين تعدّ قطر ثاني أكبر مصدّر للغاز المسال الطبيعي للصين. وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 10 مليارات دولار عام 2017، في ظل وجود العديد من الشركات الصينية التي تعمل في قطر بعضها يشارك في مشاريع استراتيجية هامة كميناء حمد ومشاريع مونديال 2022.
قطر واليابان
تتمتع قطر واليابان بعلاقات وطيدة وتاريخيّة منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسيّة بينهما عام 1971 مباشرة بعد استقلال قطر، ونشطت اليابان في قطاع الطاقة في قطر في العام ذاته، عندما بدأ العمل بحقل “البندق” للنفط، ثم بدأ تصدير كميات معينة من النفط الخام إلى اليابان. ويشترك البلدان حالياً في عدد من مجالات التعاون النوعيّة منها مشروع مشترك لاستخراج النفط في الولايات المتحدة الأمريكية والمعروف بمشروع الممر الذهبي كما يشتركان في أبحاث بيولوجية متطوّرة بمشروع الجينوم البشري منذ عام ٢٠١٤. ووفقاً للإحصاءات فإن إجمالي الصادرات القطرية لليابان بلغ نحو 11.6 مليار دولار في العام الماضي. كما تشارك الشركات اليابانيّة في العديد من محطات تصدير الغاز الطبيعي المسال في قطر، مثل شركة “ماروبيني” و”ميتسوي”. وتستورد اليابان نحو 10.13 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنوياً، أي بما يعادل 13.1% من إنتاج قطر من الغاز المسال.
قطر وكوريا
ترتبط قطر وكوريا الجنوبية بعلاقات استراتيجية وثيقة عمرها 45 عاماً منذ تأسيس العلاقات بينهما عام 1974. وتشير آخر الإحصائيات إلى بلوغ حجم التجارة المتبادلة مبلغ 11.7 مليار دولار عام 2017، منها 11.2 مليار دولار صادرات قطرية، مقابل 436 مليون دولار صادرات كورية نحو الدوحة، بنسبة زيادة 12٪ مقارنة بالعام الذي سبقه. وتزوّد قطر كوريا الجنوبية ب 11.5 مليون طن من الغاز الطبيعي، والذي يمثل ثلث الاستهلاك السنوي للغاز الطبيعي المسال في كوريا، ما يجعل من كوريا أكبر وجهة لتصدير الغاز الطبيعي المسال بالنسبة لقطر.
كما تتواجد حوالي 15 شركة كورية لديها تمثيل في قطر. معظمها من شركات البناء والهندسة، وهم يشاركون في 35 مشروعاً مختلفاً تبلغ قيمتها 12.4 مليار دولار.
شراكة استراتيجية مع عمالقة الاقتصاد الآسيوي
تبرز استثنائية الجولة الأميرية السامية في أهمية الدول الصديقة التي تشملها، حيث تتمتع بقدرات وخبرات كبيرة في قطاعات متنوعة مثل تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي والبنى التحتية والصناعات التنافسية والقدرة على تشييد مناطق صناعية عملاقة في فترات وجيزة. وشهدت العلاقات القطرية مع الدول الثلاث طفرات لافتة ومنها على سبيل المثال لا الحصر توقيع ١٢ اتفاقية ومذكرة تفاهم أثناء زيارة صاحب السمو أمير البلاد المفدى إلى كوريا عام ٢٠١٤ وأيضاً عدد ٤ اتفاقيات خلال زيارة رئيسة كوريا الجنوبية السابقة للدوحة عام ٢٠١٦. ومن المتوقع أن تشهد الزيارة الحالية إلى كوريا توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم أخرى في قطاعات التكنولوجيا والمزارع الذكية والشبكات الذكية.
تعزيز مكانة قطر كمحور تجاري بالمنطقة
تجسّد الجولة الآسيوية استراتيجية قطر نحو فتح أسواق ومنافذ تجارية جديدة وتعزيز النمو التجاري المتبادل مع دول العالم، وتمكين المصنّعين ورجال الأعمال في قطر من التعرّف على تلك الأسواق وما تقدّمه من فرص لتبادل الخبرات والمعلومات والتقنيات التي يمكن أن يستفيد منها قطاع الأعمال في الدولة.
الجولة الأميرية ستعزّز مكانة قطر كمحور تجاريّ مهم في المنطقة ومنصّة جاذبة للاستثمارات الأجنبية بمختلف القطاعات وليس فقط القطاعات الإستراتيجية مثل النفط والغاز، الأمر الذي يُعزّز التنوع الاقتصادي ورفع مؤشر الثقة والأمان الاستثماري في الدولة. ويُعزّز ذلك تقديرات مؤسسات التصنيف الائتماني وتوقعات صندوق النقد الدولي بتحقيق قطر لمعدل نمو بنسبة ٣٪ خلال العام الجاري.
قواسم مشتركة تجمع قطر ودول الجولة الآسيوية
شكّل الجولة الأميرية السامية نقلة نوعية في تعزيز الشراكات الاستراتيجية مع النمور الآسيوية بعد واقع مغاير تعيشه قطر مختلف تماماً عنه قبل عام ونصف العام منذ بدء الحصار الجائر على شعبها.
وتمكّنت قطر من تحقيق نمو اقتصادي متسارع أكد قدرتها على النجاح والإنجاز في فترات وجيزة وهي قواسم مشتركة مع دول كوريا واليابان والصين.
الجولة السامية تعزّز خطط الدولة للانفتاح الاقتصادي
تنطلق الجولة الأميرية إلى آسيا في مستهل عام جديد يختلف تماماً عما سبقه من أعوام بالنسبة للاقتصاد القطري الذي حقق قفزات نوعية بحوافز تشريعية في بيئة الاقتصاد والاستثمار، والتي من شأنها فتح آفاق واعدة لتطوير التعاون والشراكة مع عمالقة الاقتصاد الآسيوي والعالمي في كوريا واليابان والصين، وبما يخدم سياسة الانفتاح الاقتصادي على الاستثمار الخارجي وتنويع مصادر الدخل.


الدستور الدائم لدولة قطر

موقع معروف

صفحتنا على معروف

يسر شبكة المحامين العرب أن تعلن عن إطلاق " خدمة تحضير الأسانيد القانونية " والتى تقوم على مفهوم جديد لفلسفة الخدمة لدى الشبكة، ذلك من خلال المشاركة والتفاعل مع أعضاء الشبكة الكرام ، من خلال المساعدة في البحث وتأصيل المعلومة القانونية عبر مختصين من مستشاري الشبكة القانونيين.

أضف طلبك