جريدة الشرق - السبت 3 جمادى الآخرة  1445هـ - 16 ديسمبر 2023

قانونيون ومختصون لـ الشرق: الإجراءات الرادعة والرصد الآلي للمخالفين قللا حوادث السير

أكد قانونيون ومختصون أنّ الإجراءات الرادعة التي اتخذتها الإدارة العامة للمرور مثل تفعيل الرصد الآلي للمخالفات، واستخدام الهاتف أثناء القيادة، والتشديد على التقيد بربط حزام الأمان أثناء القيادة، ومخالفة قيادة المركبة ليلاً بدون تشغيل الأنوار، ومخالفة قيادة السكوتر الكهربائي بسرعة عالية وغيرها حدت من وقوع الحوادث.
وقالوا في لقاءات لـ "الشرق": إنّ المتابعة الدؤوبة لدوريات المرور على الطرق الداخلية والخارجية قللت من وقوع الحوادث بنسبة جيدة إلا أنّ أي حادث يقع فإنه يؤدي لإصابات بليغة وتلفيات في الشوارع، وخاصة في أيام الإجازة الأسبوعية وفي المناسبات والاحتفالات، حيث يعمد البعض إلى التهور في القيادة داخل شوارع مكتظة بالمشاة أو المتسوقين، وهذا يسبب حوادث تعمل على إرباك حركة السير وإزعاج الأسر والأطفال الذين خرجوا للاستمتاع بالإجازة.
وبالرجوع إلى الإحصاء السنوي للقضاء فإنّ دوائر المرور القضائية نظرت وتداولت عام 2022 في 4687 دعوى مرورية، والمحكوم منها 4618 دعوى، وبقيت للمداولة 69 دعوى، كما نظرت المحكمة الابتدائية ـ أوامر جنائية مرور في 5317 دعوى، والمحكوم منها 5317 دعوى. فإلى اللقاءات:
المحامية لولوة الحداد: الانشغال بالرسائل النصية يسبب الحوادث
حثت المحامية لولوة الحداد المؤسسات الشبابية على تكثيف جهودها الإرشادية ولقاءاتها بالشباب في الفعاليات المختلفة من أجل توجيه رسائل توعية مباشرة حول المخالفات الخطرة التي تودي بحياتهم أثناء القيادة والتجاوزات التي يرتكبها البعض والانشغال بإرسال رسائل نصية أو متابعتها على الطريق والتي تصل لدرجة الخطورة الشديدة.
وقالت إنّ الأسباب التي تقف خلف حوادث السير عديدة، أبرزها عدم القيادة بتوازن نتيجة الانشغال على الطريق والسرعة الجنونية وعدم اتباع قانون المرور وعدم مراعاة تصليحات الطرق والمداخل البديلة، وأماكن اكتظاظ المركبات في الممرات الضيقة مما يعرض حياة السائقين ومستخدمي الطريق للخطر.
وأشارت إلى أنّ إحصاءات المخالفات كما وردت من جهاز الإحصاء تشير إلى أنّ أبرز تلك التجاوزات نتيجة السرعة الزائدة والرادار وقطع الإشارة الضوئية الحمراء ومخالفات اللوحات المعدنية والتجاوز وعدم تجديد الاستمارة ورخص القيادة، وفي إحصاء فبراير من عام 2023 مثلاً سجلت 104,992 مخالفة، وفي مارس الماضي سجلت 190,546 مخالفة، وبلغت الإصابات البليغة في شهري فبراير ومارس الماضيين 88 إصابة بليغة، وسجلت 777 إصابة بليغة في عام 2019، و648 إصابة بليغة في 2020، وسجلت 592 إصابة بليغة في 2021، وفق إحصائية جهاز الإحصاء.
المحامي أحمد موسى: الحوادث تهدر الطاقة الشبابية
أكد المحامي أحمد موسى أبو الديار أنّ الآثار الناجمة عن حوادث الطرق الاجتماعية والنفسية والصحية أقسى بكثير من تلفيات المركبات، لأنها تنعكس سلباً على مكونات المجتمع من أسر وأطفال، وتهدر الطاقة الإنتاجية للشباب، حيث إن أغلب إصابات الطرق بين فئة الشباب بمختلف مراحلهم العمرية والتي تقف وراءها السرعة المتهورة والاندفاع غير المسؤول والانشغال بالأجهزة الإلكترونية المحمولة من الجوال والآيباد ومواقع التواصل الاجتماعي. وأشار إلى بعض مخالفات السائقين مثل الوقوف في أماكن المعاقين أو التعدي على مسارات وأماكن توقف مركبات الطوارئ، وقيادة المركبة بدون أنوار ليلاً، وهذا يخالف المادة 70 من قانون المرور التي تنص على أنه يجب التأكد من تشغيل المصابيح قبل الانطلاق في الفترة الليلية والتأكيد على سلامة المركبات من حيث إجراء الصيانة الدورية لها وضرورة توافر اشتراطات السلامة الفنية فيها من الأنوار والمكابح وطفاية الحريق وغيرها.
خولة البحر: حوادث بليغة عند انفعالات السائقين
أكدت السيدة خولة عبدالله البحر خبير صحة عامة وأخصائي تغذية رياضية أن الإجراءات التي اتخذتها الإدارة العامة للمرور في الفترة الأخيرة بتطبيق كاميرات مراقبة على أجهزة الهواتف المحمولة بالمركبات ورادارات السرعة على الطرق الخارجية وغرامات التجاوز من اليمين أو الوقوف في مكان ممنوع الوقوف رادعة، وقللت من نسبة وقوع الأضرار على الطريق.
وقالت إنّ عدم الانتباه والانشغال بأجهزة إلكترونية مثل الجوال ومتابعة مواقع التواصل الاجتماعي على الطريق تؤدي لتشتيت انتباه السائق، مضيفة أنّ الانفعالات السريعة للسائقين وعدم مراعاة ظروف الآخرين على الطريق تؤدي بهم إلى السرعة وارتكاب أخطاء في القيادة لا يحمد عقباها. ونوهت الى أنّ الدولة تنفق موازنات ضخمة على الطرق وتجميل مسارات السياقة والمشاة وأماكن الوقوف مثل التشجير وتركيب أعمدة إنارة متطورة ومجسمات للزينة، والتي تتعرض للتلف بسبب السرعة المتهورة للمركبات.
حمد الشيبة: فقد الشباب يهتك النسيج الاجتماعي
أكد السيد حمد الشيبة تأثير الحوادث على الأسرة لانعكاسها السلبي على النسيج الاجتماعي، حيث يفقد المجتمع عدداً من الأبناء وهم في ريعان الشباب وخاصة المراهقين، والذين يفترض أن يكونوا عوناً للوطن في البناء والنهضة ويساهموا في التنمية، والبعض يفقد طرفاً من أطرافه أو إصابة بليغة تؤدي به للعجز. وأشار إلى أنّ انتشار التقنية بشكل واسع وتعدد استخداماتها مثل مواقع التواصل الاجتماعي و(الشاتنج) ومتابعة التلفزيون في المركبة كلها أمور عملت على تشتيت انتباه السائق وبالتالي عدم المبالاة والاستهتار التي تؤدي إلى حوادث مميتة. وحث المؤسسات المجتمعية والمراكز الشبابية على تكثيف التوعية وبرامج الإرشاد الجماهيري لأثرها في التثقيف والمشاركات التفاعلية مع أقرانهم بحضور مختصين وهذا يعمل على الاستزادة من الوعي المروري.