جريدة الشرق الاحد 23 من مارس 2009م

في ختام أسبوع المرور الخليجي
إدارة المرور تكرم الوفود والشركات المساهمة والإعلام
العميد الخرجي: اللجنة المنظمة تعد بالمزيد من المفاجآت في الدورات المقبلة
نجاح أسبوع المرور الخليجي ثمرة متابعة مستمرة لوزير الدولة للشؤون الداخلية

متابعة: فوزية علي :
أشاد سعادة العميد محمد سعد الخرجي مدير إدارة المرور والدوريات في الحفل الذي أقيم مساء أمس الأول في ختام فعاليات أسبوع المرور الخليجي بمشاركة الجهات والمؤسسات الحكومية والشركات الخاصة التي أسهمت في إعطاء دفع للتظاهرة التي سجلت حضورا متميزا للجماهير التي تفاعلت مع مختلف الفقرات المنظمة بالمناسبة.
وقال الخرجي في حفل تكريم الجهات المشاركة والراعية والداعمة لأسبوع المرور أن نجاح الفعاليات كان نتيجة طبيعية لالتفاف مختلف فعاليات المجتمع بالتظاهرة ودعمها لها حيث أشاد بالدور الذي لعبته مختلف المؤسسات وعملها على إنجاحه وتقديم الدعم اللازم.
وقام الخرجي في ختام الحفل الذي نظم بالخيمة الرئيسية التي نصبت في الساحة الغربية لمقر القيادة العامة للقوات المسلحة مقابل إدارة الدفاع المدني بتكريم العديد من الجهات والمؤسسات الراعية والمشاركة حيث قدمت لها شهادات تذكارية ودروع تحمل شعار إدارة المرور والدوريات.
وأكد العميد محمد سعد الخرجي أن مشاركة الجميع في أسبوع المرور الخليجي ودعمهم له ساهم في تحقيق التفاف جماهيري وشعبي واسع لمختلف فئات المجتمع التي تفاعلت مع البرامج التي نظمت بالمناسبة. وأضاف في الكلمة التي ألقاها بالمناسبة أن الجميع استبشر بتوافد القوافل المدرسية وباصات نقل الطلبة لمخيم المرور لوجود عائلات جاءت من كل مكان لمشاهدة البرامج التوعوية ومعايشة مختلف الفقرات التي تضمنها برنامج الأسبوع الذي امتد على مدى سبعة أيام والذي انطلق السبت الفائت واختتم مساء أمس الجمعة. ووعد الخرجي بأخذ جميع الملاحظات التي تلقتها الإدارة والمنظمون للأسبوع بعين الاعتبار لإدراجها في الدورة القادمة. و أشار إلى أن أسبوع المرور الخليجي تحول إلى فعالية كبيرة تستقطب اهتمام الجمهور في مختلف دول مجلس التعاون الخليجي التي تستمر دوله على العمل من أجل الحد من حوادث الطرق التي تحصد أرواحا بريئة وتتسبب في وقوع مآس للعائلات التي تفجع بفقدان أبناء لها أغلبهم في مقتبل العمر. وأكد أن اللجنة المنظمة تعد بالمزيد من المفاجآت في الدورات المقبلة لأسبوع المرور الخليجي وتسعى جاهدة إلى تحقيق تقدم يساهم في نقل الرسالة التوعوية لجميع شرائح المجتمع. وتواصلت حتى ساعة متأخرة من ليلة أمس الأول فعاليات أسبوع المرور الخليجي حيث نظمت العديد من البرامج والفقرات التي جلبت اهتمام العائلات من مواطنين ومقيمين الذين توافدوا بكثرة على الساحة الغربية. ونظمت إدارة المرور مسابقة تتعلق بقانون المرور والمخالفات التي يرتكبها السائقون أشرف عليها وكيل ضابط عبدالله الحول المري من إدارة العلاقات العامة بوزارة الداخلية ومنحت جوائز معتبرة للفائزين تمثلت في رحلات سياحية إلى دول مجلس التعاون وإقامات في فنادق فخمة في قطر بالإضافة إلى هدايا للسيدات التي نالت إعجاب ورضا الجمهور الذي تفاعل كثيرا مع هذه الفقرات. ونالت استعراضات عناصر الشرطة العسكرية وعروض الكلاب البوليسية التابع لجناح الأثر اهتمام واسع من الجمهور الذين تابعوا بفضول كبير هذه الفقرات وشاهدوا تدخلات هذه العناصر لتحقيق الأمن والدفاع عن البلد من مخاطر الإرهابيين وكشف المتفجرات وضبط تجار ومروجي المخدرات. وعايش الشباب المولع بالسيارات القديمة لحظات لا تنسى من خلال ركوب سيارات قديمة تتجاوز أعمارهم مرات عديدة وتعود لسنوات الأربعينيات والخمسينسات من القرن الماضي وتعد من أولى النماذج التي صنعت والتي لا يزال أصحابها يحتفظون بها ويعملون على صيانتها وحمايتها من الأعطاب ومن مخلفات الزمن.
مع إسدال الستار على فعاليات أسبوع المرور الخليجي لهذا العام يكون قد مضى ربع قرن من الزمان على أول أسبوع مروري خليجي.. تعددت الشعارات والرسائل وظل الهدف واحدا هو حماية الأرواح والممتلكات والحفاظ على مقومات دول المجلس البشرية والمادية.
فعاليات هذا العام تمحورت حول شعار «لا تتصل حتى تصل» الذي اتفقت عليه دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ليكون عنوانا لفعالياتها المتنوعة التي انطلقت السبت الماضي في كل دول المجلس في تجسيد حي للشراكة والتعاون والتضامن لمواجهة التحديات الحقيقية للحرب الخفية التي تدور رحاها في شوارع مدننا ويروح ضحيتها ما يزيد على 8 آلاف شخص سنويا فضلا عن أعداد مضاعفة من المصابين وذوي الإعاقات الدائمة وفوق كل ذلك خسائر مادية تصل إلى مليارات الدولارات كل عام.
«حزام الأمان» كان أول شعار أطلق في عام 1984 في أول أسبوع مرور خليجي وتلته شعارات أخرى كان آخرها وليس بالأخير «لا تتصل حتى تصل» والذي كان محل إشادة الجميع نظرا للمخاطر التي يتسبب فيها استخدام الهاتف الجوال أثناء القيادة.
وعلى الرغم من الجهود التوعوية التي تبذلها دول المجلس مجتمعة ومنفردة للحد من حوادث السير والتقليل قدر الإمكان من أعداد الضحايا، وعلى الرغم كذلك من الانخفاض النسبي في أعداد الضحايا مقارنة بالزيادة الكبيرة في أعداد المركبات في بعض الدول مثل قطر نتيجة التشدد في قوانين المرور وتكثيف برامج التوعية. إلا أن أرقام ضحايا حوادث السير لا تزال مخيفة والإحصاءات مرعبة هذا فضلا عن بيانات كارثية حول خسائر مادية جسيمة مآسيها مدمرة اقتصاديا واجتماعيا.
أرقام مفزعة
ويكشف لنا أسبوع المرور الخليجي الخامس والعشرين أرقاما مفزعة حول ضحايا حرب المركبات.. فخلال ندوة «كلنا مسؤولون» التي انتظمت على هامش أسبوع المرور الخليجي بالدوحة حذر الخبير البحريني الدكتور هاشم مدني، من جامعة البحرين، من الارتفاع المطرد لوفيات حوادث السير في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وتشير التقديرات التي أوردها الخبير البحريني إلى أن أعداد ضحايا حوادث السير في دول مجلس التعاون سترتفع إلى أكثر من 12 ألفا و500 شخص في عام 2017 في حال استمرار المعدلات على وتيرتها الحالية. وأظهرت البيانات أن عدد وفيات حوادث السير في دول المجلس خلال العام الماضي وصل إلى نحو 9 آلاف و300 وفاة قياسا بـ 8990 في عام 2007.
ويؤكد العميد محمد سعد الخرجي مدير إدارة المرور والدوريات أن أسبوع المرور الخليجي يعد مثالا للشراكة والتعاون بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي هي في تواصل دائم وتنسيق مستمر للبحث عن الوسائل الناجعة للسلامة والأمن على الطرق وتقليل حوادث السير والحد من الوفيات من خلال تبادل الخبرات والبرامج التوعوية المشتركة والتشديد في القوانين المرورية. وأشار إلى تشابه في الإطار العام لقوانين المرور بدول المجلس حيث اتجهت الدول الست نحو التشدد في قوانينها للحد من حوادث السير وبالتالي تخفيض أعداد الضحايا قدر الإمكان. وشدد في الوقت ذاته على ضرورة التنسيق وتبادل الخبرات خارج فعاليات أسبوع المرور.
وفي سياق حديثه عن قانون المرور الجديد في قطر جدد مدير إدارة المرور والدوريات التأكيد على أن هذا القانون الذي بدأ تطبيقه في أكتوبر من عام 2007 قد ساهم في الحد من الحوادث والمخالفات. وقال: إذا قارنا أرقام الوفيات في عام 2008 بالزيادة الكبيرة في أعداد المركبات وزيادة حجم السكان فإننا ندرك أن هناك انخفاضا في نسبة ضحايا حوادث السير. وحول الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري أكد أن المعدل العام للوفيات منخفض للأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي قياسا بالعام السابق رغم الزيادة في عدد الوفيات خلال يناير المنصرم.
وتبقى الإشارة إلى أن النجاح الكبير الذي حققه أسبوع المرور الخليجي الـ 25 جاء ثمرة للمتابعة المستمرة من قبل سعادة الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني وزير الدولة للشؤون الداخلية الذي حرص على تفقد موقع الفعاليات، ونوه خلال زيارته للمعرض المصاحب بالمشاركة الكبيرة للمؤسسات والجهات الحكومية وغير الحكومية في فعاليات العام الحالي.