جريدة الشرق - الأربعاء ١٤ أكتوبر ٢٠٠٩م

معظمهم تم القبض عليه خلال شهر رمضان وفي مناطق متفرقة من الدولة.. النيابة العامة تحيل قضايا مجموعة من المتسولين للقضاء

سعيد الصوفي:
أحالت النيابة العامة مجموعة من المتسولين للقضاء بعد القبض عليهم من قبل الجهات المختصة وهم يمارسون التسول في مواقع مختلفة داخل الدولة وباساليب تؤكد أن هؤلاء المتهمين بالتسول يمارسون هذا السلوك كمهنة للتكسب دون أن يكونوا من المحتاجين والفقراء الذين يستحقون طلب المعونة والمساعدة من الآخرين، وتم تقديم المتهمين للمحاكمة استنادا إلى المادة (278) من قانون العقوبات القطري التي تنص على أنه يعاقب بالحبس مدة لاتجاوز سنة كل من يتسول في الطرقات أو الاماكن العامة أو يقود حدثا للتسول أو يشجعه على ذلك، ويجوز بدلا من الحكم بالعقوبة الحكم بإيداع المتسول إحدى المؤسسات الاصلاحية التي تخصص لذلك، وفي جميع الأحوال يحكم عن العقوبة المقررة بمصادرة الاموال المضبوطة المتحصلة من الجريمة، كذلك خداع الناس واستغلالهم إلى جانب أن هؤلاء يستغلون بعض المواسم والمناسبات مثل شهر رمضان الكريم، الذي يقبل فيه المسلمون على البذل والعطاء ومساعدة المحتاجين، وبالتالي اغتنام هذه المناسبات في تكثيف نشاطهم لجمع الاموال عن طريق التسول، الذي أصبح مهنة لبعض ضعاف النفوس، ومنهم المجموعة، التي تم تقديمها للقضاء، التي اشتملت على عدد من النساء والرجال، سواء كانوا يمارسون التسول بطرق تؤكد أنهم متخصصون في هذا المجال الذي أصبح يدر دخلا كبيرا على هؤلاء الذين بدورهم ساهموا في خلق شعور سيئ لدى الكثير من الناس تجاه كل من يطلب المساعدة، أو يكون في حاجة حقيقية وماسة لدعم ومساندة المجتمع والمقتدرين من أهل الخير، إذ غلبت نظرة الشك والتردد لدى الناس في مساعدة الضعفاء الذين قد يكونون من الفئات المحرومة والمعوزة، التي تكون مستحقة للتبرع بالزكاة والصدقات، لكن يتم منعها عنهم، خوفا من أن يكونوا من هذه الفئة التي تعمل في فصول محددة من السنة، شأنها شأن صنوف التجارة التي تزدهر في فصول محددة من العام. وكان المتهمون قد القي القبض عليهم خلال شهر رمضان، وتبين أنهم قاموا بممارسة التسول وهم من جنسيات مختلفة وقد استغلوا فرصة الشهر الفضيل لممارسة ما يمكن أن يطلق عليها مهنة، لان هذه الفئة أصبحت تعتمد على التسول لجمع الاموال من الجمهور دون أن تكون في حاجة حقيقية للمال، الى جانب ابتكار وابتداع أساليب تدليس متطورة يمكن من خلالها اقناع عامة الناس بأنهم يستحقون التبرع بالاموال، وهم من مستحقيها ومن الفئات التي يجوز منحها الصدقة أو الزكاة وهو ما يقدم عليه الكثيرون من الجمهور بدافع مساعدة الآخرين، خاصة عندما يشاهدونهم في حالات تدل على سوء أوضاعهم المعيشية البائسة.