تسجيل الدخول او يمكنك الدخول باسم المستخدم وكلمة المرور

صيغة الجوال غير صحيحة
    نسيت كلمة المرور


جريدة الراية - الأحد 15 نوفمبر 2009م

الفحص الطبي قبل الزواج يحمي حقوق الزوجين والأطفال
الصحة جاهزة لتطبيقة قبل نهاية العام.. مواطنون
خالد العتيبي :أصبح من ضروريات الحياة بسبب كثرة الأمراض
أحمد الكواري : الفحص سيقلل من حالات الطلاق المبكر
أحمد محمود : يمثل كشفاً للمستور واطلاعاً على عورات الناس
د. أحمد ناجي : جاهزون للبدء قبل نهاية العام .. والفحص سيتم بسرية
الشيخ أحمد البوعينين : لا أرى فيه كشفاً للعورات ولا تشهيراً بالناس

كتب - أحمد فال :
الفحص قبل الزواج من الشروط الرئيسية لدى كثير من دول العالم ، حيث ينصح الأطباء الطرفين قبل الإقدام على الزواج بإجراء كشوف واختبارات خاصة للتأكد من استعدادهما للزواج من ناحية القدرة الانجابية والجنسية ، وخلوهما من الأمراض المعدية ، وكذلك سلامتهما من الأمراض المزمنة أو الأمراض الوراثية التي يمكن أن تصيب الذرية فيما بعد ، وتكمن فوائد هذا الفحص في منع انتقال العدوى من طرف لآخر في حالة وجود مرض وبائي غير ظاهر عند أحد الطرفين مثل الالتهاب الكبدي الوبائي أو الإيدز ، ومنع انتقال الأمراض الوراثية غير الظاهرة للذرية مثل أنيميا البحر المتوسط والأمراض العقلية ، وكذلك الاكتشاف المبكر والعلاج للأمراض التي تؤدي إلى العقم ، والاكتشاف المبكر والعلاج للأمراض التي تؤدي إلى الضعف الجنسي وتلك التي تمس الصحة العامة ومنع الحرج والخلافات والانفصال المترتب على الاكتشاف المتأخر لهذه الأمراض .
وقد أوجب بعض الفقهاء هذه الفحوصات ، ورفضها البعض ، ورحب بها الغالبية درءًا للضرر . وفي قطر أعلنت وزارة الصحة العامة أن برنامج الفحص الطبي قبل الزواج سيطبق قبل نهاية العام الجاري وأنه سيكون إلزامياً لجميع سكان الدولة ولن يكون بمقدور أي شخص الذهاب إلى المأذون الشرعي إلا بعد اجراء هذا الفحص ، إلا أن نتيجة الفحص لن تمنع المقبلين على الزواج من إتمام الزواج إن رغبوا بذلك .. فكيف ينظر الشباب القطري لهذه الخطوة ؟ وهل يرون في الفحص قبل الزواج ضرورة حتمية تمليها الحاجة أم أن تقاليد المجتمع وعاداته ستقف ضد هذا الأمر ؟ وما هي استعدادات وزارة الصحة لتطبيق هذا القانون ؟ ورأي الدين في هذا الأمر ؟ .. "الراية" استطلعت آراء عدد من الشباب ومختصين ورجال الدين للاجابة على هذه الأسئلة وغيرها التي تدور بأذهان الكثيرين.
يقول خالد محمد العتيبي : الفحص قبل الزواج ضروري من الطرفين ، وخصوصا في ظل كثرة الأمراض المزمنة وانتشارها ، لذلك أرى أنه على الزوجين القيام بالفحص قبل الزواج للتأكد من خلوهما من الأمراض المعدية والأمراض الوراثية التي تكثر عادة في زواج الأقارب ، كما أنه مهم لمعرفة مدى توافق فصائل الدم ، فنحن نعرف جميعا أن هناك معاملا جينيا في الدم يسمى "معامل الرايزوس" إذا كان موجبا عند المرأة وسالبا عند الرجل أو العكس فإنه يتسبب في حالات إجهاض عديدة ، ولتوقي مثل هذه الأمور يجب القيام بالفحص قبل الزواج ، وهناك دول عديدة في المنطقة تطبق هذا الأمر منذ سنوات مثل البحرين والسعودية وغيرها.
ويضيف العتيبي :هناك بعض الناس يعارضون هذا الأمر ويرون فيه نوعا من التشهير أو "البحث عن المستور" ، ولكن أرى أن الأمر عادي جدا ، بل يمكن القول انه أصبح من ضروريات الحياة الجديدة وذلك بسبب كثرة الأمراض وانتشارها ، فبدلا من أن يتزوج الشاب الفتاة على أنها سليمة ثم بعد عدة أشهر تبدأ الأمراض في الظهور ، أو يكتشف أنها مثلا عقيمة ، فيجد نفسه بين أمرين أحلاهما مر فإما أن يطلقها ويهد الكيان الذي أسسه ليكون مستقرا له ، وإما أن يمسكها على كره ، لذلك لتجنب مثل هذه الأمور فإن الأحوط هو أن يقوم الشخصان المقبلان على الزواج بإجراء فحوص طبية للتأكد من سلامتهما ، ولا أرى في الأمر أي حرج.
ويتفق معه عادل محمد العيسى على أن الفحص قبل الزواج ضروري ، ويحمي حقوق الرجل المرأة ولا حرج فيه ، ويمكن اعتباره فحصا دوريا عاديا كالفحوص التي تجريها الشركات لموظفيها قبل البدء في العمل لأن من حق الشركة أو المؤسسة أن تتأكد قبل التعاقد مع أي موظف من خلوه من أنواع معينة من الأمراض ، فكذلك من حق الشاب أو الفتاة التأكد قبل الارتباط من خلو شريك العمر من أي أمراض معدية تؤثر على الشريك الآخر مباشرة ، أو أمراض وراثية يتحمل أبناؤهم تبعاتها وترافقهم طيلة العمر ، ومن هنا فإن هذا الفحص ضروري ومطلوب.
وعما إذا كان المجتمع القطري سيتقبل هذا الأمر ، قال العيسى ان الفيصل في ذلك هو التشريع والقانون الذي يرفع كل أنواع الحرج عن الناس ، وهناك عدة دول في المنطقة "سبقتنا لهذا الأمر ولم يقابل بأية اعتراضات ، بل على العكس تلقاه الناس بالترحيب لأنهم يدركون مدى أهميته ، وبالتالي فلا أرى أن المجتمع القطري سيكون بدعا من هذه الشعوب ، ومع التكرار سيصبح الأمر روتينا عاديا".
كذلك يرى علي حمد البنعلي أن الفحص قبل الزواج ضروري للزوجين قبل الارتباط حتى يكون كل منهما على بينة مما يقدم عليه ، كما أنه سيكون سدا مانعا أمام كثير من المشكلات التي تظهر في السنوات الأولى من الزواج مثل اكتشاف أحد الزوجين عدم قدرة الآخر على الإنجاب ، أو حمله لأحد الأمراض المعدية أو الوراثية ، كما أنه أفضل لمستقبل الأبناء ، وخصوصا ما يتعلق منه بالأمراض الوراثية وغيرها.
ويضيف البنعلي : كثرة الأمراض وانتشارها تجعل من الحتمي على الشخص المقبل على الزواج التأكد من خلو الطرف الآخر من الأمراض المعدية ، كما أن الرحلات التي يقوم بها الشباب إلى الخارج في فترة الإجازات الصيفية وما قد ينجرف إليه بعضهم من ممارسات لا أخلاقية ، وكذلك ظهور بعض حالات العلاقات غير الشرعية ، كل ذلك يجعل من الفحص قبل الزواج أمرا ضروريا من أجل حماية الأسرة والمجتمع ، ولكن يجب أن تكون تلك الفحوص في أيد أمينة ولا يطلع عليها الغير حفاظا على خصوصية كل فرد.
أما أحمد محمد محمود فيرى أن الفحص قبل الزواج ليس بتلك الأهمية ، بل إنه يمثل كشفا للمستور واطلاعا على عورات الناس ، كما أن فيه نوعا من التشهير ، ويضرب لذلك مثلا بقوله لنفرض أن شخصا ما تقدم لخطبة فلانة من الناس وبعد الفحص الطبي تبين أنها غير عذراء - مثلا - أو بها مرض لا يعتبر شرعا من العيوب التي تبطل الزواج ، فساعتها سينفر منها ويجعل سيرتها أحاديث بين الناس ، ثم إن الأمراض تطرأ وتزول ، فقد يتزوج شخص إنسانة سليمة من كل الأمراض ثم بعد أسبوع أو أسبوعين تصاب بداء عضال ، أو غير ذلك ، لذلك - حسب رأيي - فإن الزواج بالطريقة التقليدية أفضل لما فيه من ستر للعورات وصيانة لكرامة الإنسان.
وهو نفس الرأي الذي ذهب زميله أحمد عبد الله قائلا ان الفحص قبل الزواج ليس ضروريا ، بل ربما كان ضرره أكثر من نفعه ، مضيفا أن قضية الأمراض والإنجاب وغير ذلك كلها أمور مقدرة للإنسان ، وأجدادنا وآباؤنا كانوا يتزوجون دون أية فحوص ، وكانت حياتهم الزوجية أسعد بكثير من الحياة الزوجية الآن لأن القضية قضية توافق وتفاهم أولا وأخيرا وليست قضية فحوص وأمراض.
فيما أيد أحمد عبد الرحمن الكواري جعل الفحص قبل الزواج أمرا إجباريا على كل المقبلين على الزواج معتبرا أن المجتمع القطري لن يعارض ذلك ، بل سيرحب به لأنه في صالحهم ، فهو يقود في محصلته إلى حماية المجتمع من الأمراض الوراثية والتقليل من انتشارها ، خصوصا وأن المجتمع القطري من المجتمعات التي يكثر فيها زواج الأقارب ، كما أن هذا الفحص قد يحول دون ظهور الكثير من المشاكل مثل الطلاق ، حيث لن يكون في مقدور أحد الزوجين تحميل الآخر مسؤولية عدم الإنجاب - في حال تأخره - لأن كلا منهما كان على علم بما هو مقدم عليه.
وتابع الكواري : أعرف صديقا تزوج بفتاة أحبها جدا ، وبعد فترة من الزمن اكتشف عدم قدرتها على الإنجاب مما أوقعه في حرج شديد ، فلا هو قادر على مفارقتها لأنه يحبها ، ولا هو قادر على العيش دون أولاد ، ولو كانا قاما بفحص قبل الزواج لكانت الأمور أفضل مما هي عليه الآن ، والذي أريد أن أخلص إليه الآن هو أن هذا القانون مهم جدا وسيحل عددا كبيرا من المشاكل ، ويعكس اهتمام الحكومة بالمواطن وتقديم كل سبل العيش الكريم له.
وهو نفس الأمر الذي شدد عليه زميله جاسم حمد آل يعقوب ، الذي قال ان الزوجين من الأفضل لهما أن يجريا فحصا طبيا شاملا قبل الزواج ويتعرف كل منهما على مشاكل الآخر الصحية ، خصوصا أن هناك بعض الأمراض التي يمكن التعايش معها ، كما أن الفحص ليس عائقا أمام زواج الشخص بمن يحب ، وإنما هو فقط للاستشارة والعلم.
وحول مدى استعداد السلطات الصحية وجاهزيتها لتطبيق هذا القانون قال الدكتور أحمد ناجي مساعد وزير الصحة العامة للشؤون الصحية : نحن مستعدون تماما ، وتم وضع اللمسات الاخيرة على الأجهزة والمختبر ، وسنعلن قريبا عن اكتمال الاستعدادات ، حيث أصبح المختبر جاهزا وكذلك البرامج الالكترونية الخاصة ، وسيكون الفحص في خمسة مراكز صحية هي مركز الدفنة بمنطقة الخليج الغربي ومركز المطار والخور والغرافة والريان ، وسيكون الفحص مجانيا وإجباريا للمقيمين والمواطنين ، ولن يكون بمقدور أي شخص الذهاب إلى المأذون الشرعي إلا بعد أخذ ورقة الفحص الطبي.
وأضاف د. ناجي أن عملية الفحص ستتم بطريقة سرية جدا ، وتظهر نتائجها بعد أسبوع أو أسبوعين على أكثر تقدير ، وسيشرف عليها كادر متخصص من الأطباء ، كما أن الكادر الذي يعمل في المختبر هو كادر فني عالي التدريب وعلى قدر كبير من المهنية.
وأكد أن المجلس الأعلى للصحة سيباشر خلال أسبوعين حملة توعوية بأهمية الفحص الطبي قبل الزواج ، ودوره في منع ظهور وانتقال الكثير من الأمراض . وأضاف أن 3 آلاف عقد قران تتم بدولة قطر سنويا ً، مشيراً إلى أن المجتمع القطري من مواطنين ومقيمين يتقبلون موضوع الفحص الطبي قبل الزواج ، وأن ما يتراوح بين 85-90% من المجتمع يبدون متقبلين للموضوع بحسب رؤيتهم لفوائده وأهميته في منع الأمراض ، مشيرا الى أن بعض الناس أجلوا عقود قرانهم لحين إجراء الفحص الطبي قبل الزواج ، في حين أبدى بعض المتزوجين من المجتمع رغبتهم بإجراء الفحص للتأكد من سلامتهم من الأمراض المعدية والوراثية.
من جانبه أكد الشيخ أحمد البوعينين أن المأذونين الشرعيين لم يتلقوا حتى الآن أي تعميم بخصوص هذا الموضوع ، ولم يسمعوا عنه إلا بما تناولته وسائل الإعلام . وأضاف : إلا أننا نؤيد هذا الأمر ونرى أنه بات ضروريا ، وذلك أن الإنسان قد يكون مشتملا على أمراض من حيث لا يدري ، كما أن هناك دولا في منطقة الخليج طبقته مثل البحرين والسعودية ، وهو أمر إيجابي ، وأنا دائما أضرب مثلا بهذا الخصوص وهو أن الشخص إذا أراد أن يشتري سيارة فإنه يذهب بها إلى الفحص الفني للتأكد من سلامتها حفاظا على نفسه ، ولذلك فإنه من باب أولى أن يطمئن الرجل والمرأة قبل الإقدام على الزواج على سلامة الشريك وخلوه من الأمراض المعدية والوراثية.
وبخصوص ما يردده البعض من أن الفحص الطبي قبل الزواج قد يكون فيه الكثير من كشف العورات والاطلاع عليها ، قال الشيخ البوعينين : ليس في هذا الأمر اطلاع على العورات ولا كشف لها ، بل إن إخفاء الأمراض أو العيوب هو الذي يؤثر على الحياة الزوجية ويهدد كيان الأسر ، وحسب علمي فإن الفحوصات التي تجرى بهذا الخصوص ليس فيها كشف للعورات بل هي فحوص للدم.
كما طالب الشيخ البوعينين بأن يكون هذا الفحص متوفرا في المراكز الصحية كافة وخصوصا في المناطق البعيدة مثل الخور والشمال والوكرة ، وذلك لتسهيل الأمر وجعله في متناول الجميع.

موقع معروف

صفحتنا على معروف

يسر شبكة المحامين العرب أن تعلن عن إطلاق " خدمة تحضير الأسانيد القانونية " والتى تقوم على مفهوم جديد لفلسفة الخدمة لدى الشبكة، ذلك من خلال المشاركة والتفاعل مع أعضاء الشبكة الكرام ، من خلال المساعدة في البحث وتأصيل المعلومة القانونية عبر مختصين من مستشاري الشبكة القانونيين.

أضف طلبك