قطر - جريدة الراية - الجمعة3/12/2010
م
تأهيل
المعلمين..أهم تحديات البحث العلمي بالمدارس
تحقيق – منال خيري
:
إطلاق برنامج الخبرة البحثية لطلاب المدارس الثانوية أثار حماس الطلاب والتربويين،
وأثار أيضا جدلاً حول مستقبل البحث العلمي في المدارس، والتحديات التي تواجهه نحو انطلاقه
إلى آفاق جديدة.
برنامج الخبرة البحثية أطلقه المجلس الأعلى للتعليم والصندوق القطري لرعاية البحث العلمي-
عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع بهدف إتاحة الفرصة لجميع الطلاب القطريين
وغير القطريين في كافة المدارس الثانوية المستقلة والخاصة للاضطلاع بتنفيذ أبحاث مستمدة
من معايير المناهج المعتمدة من قبل المجلس الأعلى للتعليم تحت إشراف وإرشاد مدرسي أو
منسقي المواد.
ويهدف هذا البرنامج إلى نشر ثقافة البحث في مرحلة تعليمية مبكرة في دولة قطر، حيث إن
مشاركة الطلاب في هذا البرنامج ستؤدي إلى إكسابهم المهارات الضرورية والخبرة اللازمة
لتنفيذ الأبحاث.
كما يهدف إلى تحقيق طموح قطر في بناء جيل قادر على تحمل المسؤولية وقيادة البلاد إلى
المزيد من الرقي والتقدم وتعضيد نشر ثقافة البحث في مرحلة تعليمية مبكرة، من خلال إتاحة
الفرصة لجميع الطلاب بتنفيذ أبحاث مستمدة من معايير المناهج المعتمدة من قبل المجلس
الأعلى للتعليم.
وتعكس الاتفاقية الجهود الحثيثة التي يبذلها المجلس الأعلى للتعليم من أجل نشر مفاهيم
البحث العلمي في المدارس بالإضافة إلى عقد المؤتمرات والندوات وابتعاث الطلاب والمعلمين
ايضا في رحلات تعليمية كنوع من التحفيز والتشجيع على تبني انماط البحث العلمي وكافة
إجراءاته، كما اطلق مبادرة تعزيز تطوير مفاهيم البحث العلمي في المدارس والتي كان لها
صدى كبير في كافة الأوساط التعليمية، ويقيم سنوياً معرضاً لعرض مشاريع الطلاب البحثية
ويخصص لها الجوائز والحوافز.
ومع كل الجهود التي تبذل من كل القائمين في المجال التعليمي الا ان مفهوم البحث العلمي
لا يزال مغيبا في بعض المدارس.. فما هي اهم المعوقات والتحديات امام طموحات نشر مفهوم
البحث العلمي في المدارس - التفاصيل في سطور التحقيق التالي:
في البداية تؤكد الأستاذة هيا الدوسري مديرة مدرسة الشحانية الإعدادية الثانوية للبنات
ان البحوث العلمية وسيلة واداة قوية جدا لضمان جودة التعليم ومن الضروري من اصحاب القرار
ان يشجعوا ويقدموا كل الدعم المناسب لتكون واقعا بالمدارس وهذا هو السبيل لتطوير التعليم
وضمان الجودة للاجيال القادمة، كما ان لها دورا في عملية التنمية المهنية للمدرس والعمل
على حل المشكلات اثناء العملية التعليمية فالبحث العلمي يشير إلى وجود مشكلة ما اثناء
عملية التدريس ويؤدي إلى ايجاد استراتيجية تدريسية معينة في ضوء ملاحظات بإعداد خطة
بحثية محكمة لنصل لتحليل المشكلة ووضع الاقتراحات المناسبة لذا فهو يعد عملية هامة
جدا لتبني القدرات البحثية اذن فهو مفيد جدا لكل العاملين في الحقل التعليمي ويأتي
بنتائج مرضية جدا مما يخلق بيئة علمية مناسبة لتطوير مهارات المعلمين والطلاب وهذا
هو الهدف المنشود.
وتشير إلى أهمية تطوير مهارات المعلمين والارتقاء بمستواهم الأكاديمي، وتوظيف نتائج
الابحاث العلمية في خدمة قضايا المجتمع، لافتهة إلى ان الصعوبات والتحديات تتوقف حسب
نوعية العملية التعليمية وان كانت تراه مناسبا جدا لفكر ورؤية المدارس المستقلة وكذلك
يتوقف على الاستراتيجية المتبعة لضمان جودة التعليم.
الاستاذ مراد كامل - منسق علوم- يؤكد ان مفهوم البحث العلمي ليس جديدا ولكنه كان مغيبا
في المنظومة التعليمية على مستوى الباحثين الاكاديميين وعلى مستوى المعلمين وغيرهم
من المهنيين التربويين وهنا تكمن الصعوبة في نشر مفاهيم البحث العلمي ويشير إلى ان
من يعتقد بان تلك المفاهيم وتطبيقها يعد عبئا على المدرسة ليس صحيحا لانها مفاهيم يتم
تطبيقها بشكل يومي ومن المهم هنا تقديم الدعم للمعلمين في هذا الصدد إلى جانب توفير
التنمية المهنية للمعلمين.
واشار إلى ان اهم التحديات امام تعزيز البحث العلمي في المدارس هو ضرورة تطوير برامج
اعداد المعلمين وتمكينهم من اكتساب مهارات البحث، وتوفر الثقافة المجتمعية والتنظيمية
التي تجعل من الأفراد آمنين مطمئنين عندما يناقشون مشاكلهم مع زملائهم او رؤسائهم في
العمل ويكونون على ثقة من ان مصارحة الآخرين بالصعوبات لا تعني الاقرار بعجزهم عن القيام
بمهامهم او ضعف كفاءتهم وانما هي وسيلة للتأمل والتفكر وايجاد حلول مبتكرة من شأنها
ان تجعلهم أكثر إدراكا ووعياً لممارساتهم وبالتالي إلى تحسين ادائهم .
واشار إلى ان جميع المعلمين مطالبين بان يرتقوا بمهنة التعليم حتى تصبح في مصاف المهن
الراقية ويأتي ذلك من خلال كسر حاجز العزلة الذي يمنعهم من العمل كجماعات مهنية لمناقشة
ودراسة القضايا الواقعية لذا فمن الضروري التعرف على الممارسات التدريسية وتحديد التحديات
التي تواجههم والعمل على حلها وبالتالي الاسهام في تطوير ونشر المعرفة المهنية إلى
جانب أهمية ملاحظة تلك الممارسات ونقدها وتحليلها وتبادل الخبرات الناجحة فيما بينهم
وسوف يؤدي ذلك في النهاية إلى تطوير معايير مهنة التعليم لتنطلق من الواقع وتبنى على
خبرة مجموعة من المتأملين للواقع التعليمي.
ويرى سعد الريس – معلم رياضيات - عدم وجود تحديات أمام تطبيق البحث العلمي بالمدارس
فالبحث العلمي يعطي دافعية كبيرة للطلاب كما انه مفيد للمدرس نفسه في مواجهة المشاكل
داخل المدرسة لذا فالبحث العلمي يهدف إلى تعزيز التفكير بصورة ناقدة وحل المشكلات وتنمية
مهارات التحقق عند الطالب وكذلك تنمية مهارات ومقدرة المعلم في توجيه الطلاب وأداء
أبحاثهم بشكل مهني من خلال الارتقاء بمستوى التفكير الناقد وأسلوب حل المشكلات ومهارات
الأبحاث لدى الطلبة إلى أقصى حدود ضمن سياق معايير المناهج في المدارس المستقلة. وزيادة
عدد الفرص المتاحة للطلبة لتعلم كيفية إجراء الأبحاث خارج الصف والمشاركة فيها إلى
جانب تطوير المعلمين الذين لديهم المعرفة والمهارات والميول نحو المشاركة في الأبحاث
لتطوير ممارساتهم التعليمية ومجتمعاتهم المدرسية.
وأكد أن متطلبات البحث العلمي متوفرة بشكل كبير في المدارس المستقلة من وسائل وأدوات
وبرامج تعليمية لذا فوجود العوائق والصعوبات يكون إلى حد ما قليلا في المدارس المستقلة
ويؤكد أن المدرس الذي يحب عمله سيخلص فيه ويقدره.
وتقول هالة بركات - النائبة الأكاديمية لمدرسة صفية بنت عبدالمطلب المستقلة للبنات
- إن مفاهيم البحث العلمي يتم تطبيقها في المدارس بشكل يومي حيث يعتمد في الأساس على
التنظيم والدقة في التعامل مع كل شيء ونحن في المدارس نتعامل بشكل مستمر ويومي مع عدد
من المشاكل ونحاول ايجاد الحلول لها وهذا في حد ذاته تطبيق لمفاهيم البحث العلمي حيث
نبدأ بجمع البيانات والمعلومات حول المشكلة ثم نقوم بتحليلها بشكل منظم ودقيق ويكون
في ذلك مشاركة بين الطلاب والمعلمين.
وتشير إلى ان اهم الصعوبات التي يواجهها البحث العلمي في المدارس يظهر بشكل واضح في
مدارس السنة الاولى حيث يكون هناك العديد من الاعباء الملقاة على كاهل ادارة ومعلمي
المدرسة من اجل وضع العملية التعليمية على أرض صلبة.
ويؤكد الأستاذ أحمد الراشد - معلم رياضيات - أن مناهج البحث العلمي تبحث في أسباب الظواهر
وتحاول ايجاد الحلول الواقعية والمنطقية لتلك المشكلات وهذا ما نحاول ان نقوم به داخل
المدرسة فمن خلال تدريس مادة معينة قد تواجهنا مشكلة او اشكالية ما فنقوم بإجراء بحث
عليها من خلال خطوات محددة .
ويرى أن الصعوبة تكمن فقط عند تطبيقه بعض الافكار الخيالية التي يصعب إجراء البحث عليها
وهنا يصعب عمل البحث كما إشار إلى كونها عبئا ايضا على العاملين بالمدرسة لانها تأخذ
وقتا وفكرا طويلا ولكن مردوده يكون كبيرا خاصة في تطوير مهارات الطلاب.
وتؤكد سميرة الروبي - النائبة الأكاديمية لمدرسة النهضة الابتدائية للبنات - ان هناك
العديد من الحلول التي يستطيع ان يلبيها ويحققها البحث العلمي تتمثل في تحسين اداء
الطلاب والمعلمين وعلاقات المجتمع واكدت ان البحوث تحثنا على ايجاد حلول لمواجهة التحديات
والحصول على إجابات لذا فالبحث العلمي من افضل الطرق الفعالة للحصول على المعلومات
فالجميع شركاء في المبادرة من مدارس ومعلمين وأولياء امور وطلاب ولكنها اشارت ايضا
إلى كونه يعد من الاعباء الملقاة على العاملين بالمدرسة حيث يستهلك وقتا وجهدا كبيرا.
تقول الأستاذة منى الانصاري - صاحبة ترخيص ومديرة مدرسة أم القرى - هناك العديد من
المبادرات التي يقوم بها المجلس الاعلى للتعليم من اجل نشر مفاهيم البحث العلمي في
المدارس وقد تبلور ذلك عبر مبادرة (تعزيز تطوير المهارات البحثية في المدارس المستقلة).
وتشير إلى ان اجراءات البحث العلمي تساعد بشكل كبير في حل العديد من المشكلات الداخلية
التي تواجه المدارس وترى ان من اهم الصعوبات التي يواجهها البحث العلمي في المدارس
يتمثل في نظرة البعض على انه يزيد من كم الاعباء الملقاة على كاهل المعلمين والاداريين
في المدارس المستقلة وخاصة ان هناك عدة اولويات تهتم بها المدارس على حساب تطبيق البحث
العلمي وخاصة في المدارس التي لم يمر عليها الا عام واحد ومع ذلك فهو امر ضروري لابد
منه.
قانون
رقم (25) لسنة 2001 بشأن التعليم الإلزامي
قانون
رقم (6) لسنة 2000 بشأن مزاولة الخدمات التعليمية
قانون
رقم (11) لسنة 1988م بشأن مساواة طلاب دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في مؤسسات
التعليم العالي
قانون
رقم (7) لسنة 2004 بتعديل بعض أحكام المرسوم بقانون رقم (37) لسنة 2002 بإنشاء المجلس
الأعلى للتعليم وتعيين اختصاصاته
قانون
رقم (14) لسنة 2006 بتعديل بعض أحكام المرسوم بقانون رقم (37) لسنة 2002 بإنشاء المجلس
الأعلى للتعليم وتعيين اختصاصاته
مرسوم
بقانون رقم (37) لسنة 2002 بإنشاء المجلس الأعلى للتعليم وتعيين اختصاصاته
مرسوم
رقم (60) لسنة 1983 بالتصديق على الاتفاقية الخاصة بدراسات التعليم العالي وشهاداته
ودرجاته العلمية في الدول العربية
قـطر
تبنت برنامجاً طموحاً لإصلاح التعليم وتطويره
دعوة
للاستفادة من الكوادر الوطنية وزيادة البعثات التعليمية
ثقافية
الشوري ناقشت تعديل أحكام مزاولة الخدمات التعليمية
هيئة
التعليم انتهت من إعداد المناهج وفقاً لأحدث المعايير العالمية