قطر
- جريدة العرب- السبت 18 ديسمبر 2010م – الموافق 12 محرم 1432ه
العدد 8224
إشادة
بجهود مربيات الأجيال في بناء الوطن
مواطنات: الشيخة موزا أسمى مثال لتفوق المرأة القطرية
الدوحة - هلا بطرس
من عصر ما قبل النفط، وصولاً إلى عصر النهضة التي تعيشها قطر اليوم على شتى
المستويات وفي مختلف المجالات، لعبت المرأة القطرية دوراً أساسياً في بناء وطنها،
وكانت بمثابة العمود الفقري للمجتمع والمحرك له، سواء كربة بيت وأم وأخت، أو كموظفة
عاملة وناشطة في الحقل العام والخاص. وبفضل جهودها، والقيم والأخلاق التي زرعتها في
نفوس أبنائها على مر الأجيال، وصلت قطر إلى ما هي عليه اليوم، فبالتالي إن أي
احتفال يعيشه الوطن هو بمثابة تكريم لها وعرفان بالجميل، ولها فيه دور أساسي.
في احتفالات اليوم الوطني، للمرأة حصة الأسد من الفعاليات، سواء بالمشاركات
المنفردة والجماعية، أو بمرافقة العائلة إلى النشاطات التي تخصها، والحرص على إشراك
الأبناء في الاحتفاء بالوطن.
«يوم الوطن هو يوم كل مواطن، وهو أيضاً وبصورة خاصة يوم المرأة القطرية»، كما تقول
فاضلة، لأن «المرأة القطرية حققت الكثير والكثير، ولم يبق من مجال إلا واقتحمته،
لتثبت مواهبها وقدراتها ومؤهلاتها، وتؤكد نديتها للرجل وقدرتها على وضع يدها بيده
لبناء الوطن معاً».
بالفعل، حققت المرأة القطرية إنجازات كثيرة على مستوى المنطقة، وتبوأت أعلى المناصب،
و «أسمى مثال على نجاح القطرية وتفوقها يتجسد بشخصية صاحبة السمو الشيخة موزا بنت
ناصر حرم سمو الأمير»، كما تؤكد أمل جاسر، مضيفة: «ما من امرأة قطرية وعربية إلا
وتقتدي بالمثال الذي تقدمه سموها».
وأكدت جاسر أن كل الإمكانات متوفرة للمرأة القطرية كي تثبت قدراتها، فقطر توفر لها
فرص العمل، والجو المناسب، والدعم، وكل ما استلزم.. وحتى إن لم تكن المرأة عاملة
خارج بيتها، فهي، كما تتابع المتحدثة، تقوم أيضاً بدور أساس داخل بيتها، حين أنها
مسؤولة عن تربية أجيال المستقبل، وتزرع في أبنائها القيم والأخلاق والعادات السليمة،
فتبني المجتمع من حيث هي، سواء عملت في المنزل أو خارجه.
وتضيف شيرين نورالدين على ذلك بقولها إن دورها –المرأة- مزدوج، فإذا عملت خارج
بيتها، هي تعمل للشعب والوطن، وإذا بقيت داخل بيتها، فهي تربي أولادها على أن
يصبحوا على صورتها وأفضل. وأضافت المتحدثة: «كل أم تريد لأولادها أن يكونوا أفضل
منها ومن أهلهم. وبرأيي إذا عملت في الخارج، فهذا يكون جيداً، لأنها بذلك تكون أكثر
اطلاعاً على كل شيء، وتعطي أولادها ما هو أصح وأسلم».
شكر وعرفان
ولا شك أن المرأة تلعب دوراً مهماً في اليوم الوطني. ففضلاً عن مساهمة العديد من
السيدات القطريات في إحياء الفعاليات وتنظيمها وإنجاحها، ومشاركة سيدات وشابات في
المسابقات والأنشطة الخاصة بهن، فللأم أيضاً دورها في مرافقة أبنائها وأولادها إلى
ساحات الاحتفالات، وحثهم على المشاركة في الأنشطة، وتعريفهم على أوجه الاحتفال
بالثقافة القطرية في يوم الوطن.
فبحسب هنودة، اليوم الوطني في كل بلد هو يوم المرأة، لأنه لولا سهر المرأة، أينما
كانت في العالم، على تربية أولادها ليكونوا أبطالاً ومواطنين صالحين، لما وجد أي
وطن ولما استمر أي شعب وأي حضارة.
مريم الفهيدة من جهتها توجهت بالشكر لكل السيدات والشابات اللواتي عملن في سبيل
تنفيذ فعاليات اليوم الوطني وإنجاحها وجعلها على هذا المستوى، وهذا دليل على ما
يمكن للقطرية أن تفعله، فهي شريكة في المجتمع والوطن ولها دور في كل المناسبات.
وأكدت مريم: «لولا إنجازات المرأة القطرية، لما وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم». ورأت
أن المرأة متساوية في عملها بالرجل، ولا فرق في الإمكانات والقدرات، فهي قادرة على
شغل أي وظيفة، وعلى العطاء وتقديم الجهد مثلها مثل الرجل.
واعتبرت أن أقرب مثال على ما تفعله المرأة للمجتمع، حتى لو لم تكن عاملة في الخارج،
هو تربيتها لعائلتها على أساس الوطنية، وأضافت: «يكفي أن تأتي النساء مع عائلاتهن
إلى هنا للمشاركة في هذا اليوم وهذه المناسبة، واصطحاب الأولاد إلى هنا، والمجيء
خصيصاً لإحياء اليوم الوطني لأن هذه المناسبة هي غالية على كل قطري وقطرية».
مربية الأجيال
«الوطن يقوم بأبنائه، والمرأة هي التي تربي هؤلاء الأبناء»، وفقاً لسعدة، وهي معلمة
مدرسة. وبحسب رأيها، كل امرأة هي أم، سواء أنجبت أو بقيت عازبة، لأن الأم هي التي
تربي أجيالا صالحة، والمرأة مهما كانت صفتها الاجتماعية، ومهما كان وضعها الحياتي
قادرة على القيام بهذا الدور، وخير مثال على ذلك ما تقوم به معلمات المدارس.
وتؤكد سعدة أن التعليم هو من أكثر الوظائف رواجاً بالنسبة للمرأة القطرية، وما
تغرزه المعلمة في نفوس تلاميذها في سن صغيرة هو كالنقش في الحجر. فمن خلال تعليمهم
القيم والعادات وزرع روح المواطنة في نفوسهم تخلق أجيالا قادرة على تحمل مسؤولية
التقدم بالوطن، وضمان استمراريته، وتطوره الدائم وتقدمه نحو الأمام.
وتوافقها زميلتها ظبية الرأي، مشددة على أن المرأة القطرية برزت منذ العصور القديمة،
وكان لها دورها في مساندة الرجل ومساعدته منذ عصر الغوص وصيد اللؤلؤ، فكانت تحضر له
حاجياته، وتنتظر عودته، وتهتم بالبيت والأولاد في غيابه. واليوم أصبحت هذه المرأة
متواجدة في كل مجالات العمل، ومتميزة في أدائها، وتحصل على تكريمات وجوائز داخلياً
وخارجياً، واحتلت مناصب أعلى من الرجال. وترفض ظبية استخدام مصطلح الندية، مؤكدة
أنه لا يجب أن يكون هناك منافسة بين المرأة والرجل، بل يجب أن يتعاونا في بناء
المجتمع والوطن والاقتصاد والثقافة.. فلا غنى عن المرأة مهنياً، ولا عن الرجل، لكل
منهما دوره.
تاريخ من الإنجازات
نجاح المرأة القطرية لا يتوقف فقط عند ما حققته في تربيتها للأجيال المتعاقبة، أو
في عملها وإنجازاتها المهنية، بل في مشاركتها الفعلية بالحياة العامة، خصوصاً أن
دولة قطر تحتل الريادة في المنطقة بإشراك المرأة في الحقل العام. ومسيرة المرأة لم
تكن أبداً سهلة، فكان عليها في البداية أن تثبت أن عملها خارج المنزل وفي الحقل
العام لا يتعارض مع الشريعة ولا مع الأعراف والتقاليد الخليجية، ولا يلهيها عن
تقديم أفضل تربية لأبنائها والاهتمام بأسرتها. غير أنها نجحت بإثبات ذلك، محققة
النجاح المهني والأسري، ومتحملة هذه المسؤولية المزدوجة بنجاح وتفوق، ما يجعلها
ربما تتقدم على نصفها الآخر في هذا الإطار.
ومنذ بداية عصر النفط حتى اليوم، شغلت المواطنة القطرية مناصب عالية في المؤسسات
العامة والخاصة، والإدارات، ودخلت المعترك السياسي بسرعة قياسية، وكان لها بصمة
فعلية في الانتخابات البلدية، ووصلت إلى مجلس الوزراء.
والدساتير والتشريعات القانونية في قطر تعطي المرأة كامل حقوقها، فقانون العمل في
قطر لا يفرق بين الجنسين، بل إنه يمنح المرأة العاملة أجراً مساوياً لأجر الرجل عند
قيامها بالعمل ذاته، وتتاح لها فرص التدريب والترقي ذاتها.
وبعد توفير أفضل الأجواء التعليمية لها، اقتحمت المرأة بثقة وثبات سوق العمل
ودخلتها من الباب العريض، بدءاً بالتعليم. وكانت السيدة شيخة أحمد المحمود أول
امرأة قطرية تصل إلى منصب وكيل وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، قبل أن يتم
تعيينها لاحقاً في منصب وزيرة التربية والتعليم، لتكون بذلك أول قطرية وخليجية في
هذا المنصب.
وفي الحقل العام، كان للمرأة القطرية مشاركات بارزة في الجمعيات الأهلية والإنسانية
والخيرية وجمعيات الشأن العام. وتعود بداية عمل القطريات في التطوع إلى العام 1982،
حين انبثق فرع نسائي عن الهلال الأحمر القطري.
أما على الصعيد السياسي، فيعتبر يوم 8 مارس 1999 محورياً في مسيرة المرأة القطرية،
لأنه شهد انتخابات المجلس البلدي المركزي بمشاركة النساء، وتفاعلت النساء بشكل لافت
مع هذه العملية الديمقراطية، حيث بلغت نسبة المقترعات من مجمل النساء الناخبات
حوالي %77.4، ونسبة المرشحات %3 من مجمل المرشحين. وهكذا كانت قطر السباقة بالمنطقة
في إدخال المرأة الحقل العام. وكانت شيخة الجفيري أول سيدة قطرية تدخل المجلس
البلدي في العام 2003، محققة في الدورة الأخيرة نجاحاً كاسحاً. كما شغلت المرأة
القطرية مناصب وزارية في الحقبة الأخيرة، فتم تعيين الشيخة الدكتورة غالية بنت محمد
بن حمد آل ثاني وزيرة الصحة العامة، إلى جانب شيخة أحمد المحمود وزيرة التربية
والتعليم العالي. وأيضاً كانت قطر السباقة خليجياً في تعيين امرأة بمنصب وكيل نيابة،
وهي مريم عبدالله الجابر.
وهذه ليست سوى أمثلة عما حققته المرأة القطرية في وطنها قديماً وحديثاً، فساهمت في
مسيرته وأوصلته إلى ما هو عليه اليوم من ازدهار وتطور وتوسع على مستوى العالم
قرار
أميري رقم (23) لسنة 2002 بشأن المجلس الأعلى لشؤون الأسرة
قرار
أميري رقم (8) لسنة 1999 بتشكيل المجلس الأعلى لشؤون الأسرة
قرار
أميري رقم (53) لسنة 1998 بإنشاء المجلس الأعلى لشؤون الأسرة
قرار
مجلس الوزراء رقم (5) لسنة 1996 بشأن منح موظفات مشغل المرأة القطرية الإجازة
السنوية
قرار
مجلس الوزراء رقم (3) لسنة 1998 بإنشاء اللجنة الاستشارية لشؤون المرأة بوزارة
الأوقاف والشؤون الإسلامية
دعم
مكاتب المحاماة وتعزيز عمل المرأة
إعطاء المرأة كوته في الشوري أو البلدي
الداخلية
تعرف طالبات الريان بحقوق المرأة القانونية
الأسرة
يناقش جودة الخدمات النفسية والاجتماعية المقدمة لحماية المرأة
في
سنة أولي انتخابات... لماذا تنتظر المرأة التعيين في مجلس الشوري؟