جريدة الشرق- الخميس5/4/2012 م

قدمها درع الدوسري وتناولت معايير التعليم التجاري في قطر.. ورقة عمل قطرية بمؤتمر تكامل مخرجات التعليم في سوق العمل
شيخة الجاسم: قطر سبقت دول المنطقة في عملية تطوير التعليم
مشروع مدرسة التجارة نموذج مميز لإعداد مؤهلين لسوق العمل

مساعد عبد العظيم:
شاركت قطر في المؤتمر الدولي لتكامل مخرجات التعليم مع سوق العمل العام والخاص الذي أقيم بالعاصمة الأردنية عمان خلال الفترة من 25 — 28 مارس الماضى، بحضور وزيرة التعليم العالي بالمملكة الأردنية، وتحت رعاية سمو الأميرة ريم العلي بورقة عمل مسماها حول التخطيط النوعي للتعليم التجاري بدولة قطر، قدمها السيد درع الدوسري شارك فيه أكثر من 120 مشاركاً من مختلف دول العالم، وقد أشاد الخبراء التربويون من مختلف دول العالم بالورقة القطرية التي اكدت على ان منظومتها التعليمية سبقت دول العالم في تطوير التعليم.. وقال السيد درع الدوسري ممثل دولة قطر في مؤتمر التكامل الدولي: لله الحمد وبتوجيهات من سعادة الشيخ عبدالله بن سعود آل ثاني محافظ مصرف قطر المركزي شاركت دولة قطر في المؤتمر الدولي: "تكامل مخرجات التعليم مع سوق العمل العام والخاص" قد تشرفنا باختيار ورقتنا في الجلسة الرئيسية الأولى مما يعد إنجازاً أولياً لهذه الورقة ضمن أوراق العمل المقدمة للمؤتمر، وقد كان للورقة صدى كبير ضمن أوساط المؤتمر وطلب المشاركون نسخة من الورقة لتكون أنموذجا يحتذى في الدول العربية، وأشاد المشاركون بالخطوة الرائعة برعاية مصرف قطر المركزي للتعليم التجاري، باعتباره خطوة غير مسبوقة تهدف إلى مخرجات تعليمية ترفد البنوك والمصارف وقطاع العمل الحكومي والخاص، ويكون لها النصيب الكبير من التدريب القبلي وأثناء الدراسة وتكفينا ولله الحمد إشادات الجميع بالتجربة الفريدة واعتبارها ميزة كبيرة لقطاع العمل العام والخاص، ونشكر في هذا الصدد سعادة وزير التعليم والتعليم العالي على متابعته المستمرة ونصائحه وتوجيهاته التي كان لها أكبر الأثر في ظهورنا بهذا المظهر الرائع المشرف لدولة قطر عموما وللتعليم بشكل خاص،
وأضاف: إن الدراسة تناولت عدة نقاط منها: أن الأهداف التعليمية لمدرسة التجارة في قطر هي تخريج جيل متطور اقتصاديا متزود تربويا لمضاهاة أبرز المدارس العالمية، وغرس ثقافة البحث العلمي الاقتصادي لدى طلاب المدرسة، وتعميق مفهوم المشاركة المجتمعية ودور الطالب في نهضة بلاده وتزويد الطالب بالمعارف والمعلومات والمهارات، وتمكين الطالب من فهم وممارسة العمل الاقتصادي. تزويد قطاع البنوك والمصارف والشركات بمخرجات تعليمية عالية وقد شملت عناصر التخطيط الشامل للتعليم التجاري بدولة قطر: المدرسة الفعالة والطالب القادر على التعلم الذاتي والمعلم المتميز وبناء القدرة المؤسسية للمدرسة وتطوير بيئة التعلم للطلاب وتطوير منظومة التعليم التجاري بدولة قطر. مشيرا الى ان الدراسة حددت معايير التعليم التجاري بدولة قطر في الاستفادة من معايير المناهج الاسترالية، ومعايير المراجعة الذاتية الاعتماد التربوي بدولة قطر والمعايير المهنية للقادة والمعلمين، مشيرا الى ان حدوث التغيير التربوي الناجح دون توافر مقوماته الأساسية. يتطلب التغيير التربوي جاهزية المؤسسة بمستوياتها المختلفة للتغيير. وفي حالة التخطيط النوعي لمدرسة التجارة، وأوضح أنه قدم في الدراسة أن تطوير التعليم التجاري قام على الدعم التربوي من خلال مناهج عالمية ودمج التكنولوجيا ومصادر طرق التعلم الحديثة ونظم الجودة وأساليب تدريس متقدمة وأساليب التقويم.. دعم كفاءة النظم والإدارة ونظم إدارة الأداء والمتابعة والتقويم والتطوير المؤسسي والهيكلي والتطوير الإداري والمالي ودعم القدرات للاداريين والمعلمين والقيادة المدرسية، وان معايير الاعتماد التربوي قامت على القيادة والإدارة المهنية وإعداد المناهج وممارسات التدريس ومصادر التعلم وتقييم الطلاب ورفع التقارير وإدارة الصف وسلوك الطالب والتطوير المهني وإدارة الأداء والعلاقات مع أولياء الأمور والمجتمع والطالب ونواتج التعلم.
تحسين التعليم
وأوضحت الدراسة أن تحسين التعليم في التعليم التجاري في قطر قام على التحول من المعرفة النظرية إلى المعرفة التطبيقية ونوعية المعلمين ومتابعة وتقويم فعال وحوافز للطلاب والمعلمين وأدلة في المناهج وحملات توعية فعالة وحقائب إلكترونية للطلاب وتعليم إلكتروني ومؤتمرات دولية وتجهيزات المعامل وفصول افتراضية وفصول محاكاة ورعاية الموهوبين وشراكة علمية مع الجامعات ومسابقات محلية وعالمية وبروتوكولات تعاون مع مؤسسات الدولة، ومشاركة مجالس الأمناء ومواقع عالمية على الانترنت ونشر الممارسات الناجحة، وقال: إن مرتكزات التخطيط في التعليم التجاري بدولة قطر قام على مرتكزات خاصة بالطالب من حيث الانتقاء ونسبة عدد الطلاب إلى المعلمين ومتوسط تكلفة الطالب والخدمات التى تقدم لهم، ودافعية الطلاب واستعدادهم لطلابهم. أما مرتكزات خاصة بالمعلمين تمثلت في حجم الهيئة التدريسية، وكفايتهم المهنية، ومدى مساهمة المعلمين فى خدمة المجتمع واحترام المعلمين لطلابهم. أما مرتكزات خاصة بالمناهج الدراسية، قامت على أصالة المناهج وجودة مستواها، ومحتواها، الطريقة والأسلوب ومدى ارتباطها بالواقع وإلى أى مدى ارتباطها بالواقع وإلى أى مدى تعكس المناهج الشخصية القومية أو التبعية الثقافية. أما مرتكزات خاصة بالإمكانات المادية قامت على مرونة المبنى المدرسي وقدرته على تحقيق الأهداف ومدى استفادة الطلاب من المكتبة والأجهزة والأدوات والمساعدات وحجم الاعتمادات المالية. وان مرتكزات خاصة بالعلاقة بين المدرسة والمجتمع قامت على مدى وفاء المدرسة باحتياجات المجتمع المحيط والمشاركة في حل مشكلات، وربط التخصصات بطبيعة المجتمع وحاجاته والتفاعل بين المدرسة بمواردها البشرية والفكرية وبين المجتمع بقطاعاته الإنتاجية والخدمية. أم مرتكزات خاصة بالإدارة المدرسية قامت على التزام القيادات بالجودة والعلاقات الإنسانية الجيدة واختيار الإداريين وتدريبهم.
إشادة سعودية
وقد أشاد السيد حمد بن عبدالرحمن القضيب مشرف مناهج المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني الرياض بان الدراسة التي قدمها الاستاذ درع الدوسري في مؤتمر تكامل مخرجات التعليم مع سوق العمل في القطاع العام والخاص الذي عقد في عمان بالأردن في الفترة من 25 ــ 28 مارس 2012م أصنفها ضمن تلك الدراسات التي أخذت حقها من البحث والمقارنة، والتحقق الكامل لتجد طريقها للنجاح بإذن الله، فتلك الخطة لعمل مشروع اعداد معهد مصرفي ومالي ومحاسبي متكامل أحسبها نموذجاً مميزاً لإعداد مؤهلين لسوق العمل في القطاعات البنكية والمحاسبة، ولعل اهم التحديات التي تواجه هذا في التنفيذ تتمثل في وضع جدول زمني على فترات قصيرة المدى للإشراف على التنفيذ ولضمان عدم الانحراف عن أهدافه إضافة إلى الاشراف المباشر على المنفذين في الميدان على مستوى المدرسين وبيئة التدريب والإشراف النفسي والتعليمي على الطلاب.
وقال: اقدم شكري للأستاذ الفاضل درع بن معجب الدوسري مدير المدرسة على العرض الذي قدمه فقد جعل الجميع ينصت بإعجاب.
وقال د. عبدالرحمن محمد علي الحبيب، جامعة الملك سعود، الرياض — كلية التربية: إن التجربة القطرية التي قدمها السيد درع الدوسري كانت أكثر من رائعة، وتميزت عن الكثير من الأوراق. تعتبر هذه التجربة نادرة وبادرة تسترعي الانتباه من عدة جوانب، لعل أهمها:
نالت فيها دولة قطر قصب السبق من حيث إنها تجربة واعدة وتقدم حلولا عملية لطموحات الشباب العلمية والوظيفية، ومن خلال هذه التجربة وغيرها من المبادرات التطويرية للتعليم في دولة قطر الشقيقة، نرى جهودًا تسابق فيها دولة قطر الزمن لتحقيق التقدم.
وان الخطة الاستراتيجية معدة إعدادًا جيداً في مداخلها التحليلية والرؤية والرسالة والأهداف والمرتكزات ومنظومة المتابعة والتقييم، وغيرها من العناصر.
مشيراً إلى ان تبني الخطة من قبل مصرف قطر ومساهمة القطاع المصرفي فيها، تضمن لها الدعم، والتقييم والمتابعة، وارتباط المناهج واستراتيجيات التعلم والتعليم بمتغيرات السوق المستمرة.
وهذه النقطة بالذات من أسرار تميز هذه التجربة ومقوم أساسي من مقومات نجاحها بإذن الله. ونتمنى حقيقة أن تحذو مصارف دول الخليج الأخرى حذو مصرف قطر، فتكون معطاءة مثله.
وحث الدول الاخرى على الاستفادة من تجربة عالمية ناجحة في هذا المجال، وخاصة هذه التجربة الأسترالية، وأعتقد أنه كان اختيارًا موفقًا، والجميل في هذا هو: الاستفادة عملية وليست نظرية، حيث إن المنظمة الأسترالية TAFE طرف فاعل في هذه التجربة الرائدة.
وقالت الدكتورة شيخة الجاسم أستاذ بكلية الآداب — جامعة الكويت: إن الدراسة التي قدمت السيد درع في المؤتمر تعد مجهودا رائعا من كل النواحي، والآن عرفنا لماذا سبقتنا قطر.